إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غدير .. قصة قصيرة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غدير .. قصة قصيرة

    تهنئة بعيد الولاية لكم ..أصيغها بحروف متواضعة عبر هذه القصة القصيرة ..


    تستتر خلف ثياب جدتها لتفزعها مداعبةً لها, تضفي البراءة على محيا المكان ,هي غدير الفتاة الحالمة والتي لازمت اليتم منذ نعومة أظفارها ,سنوات طفولتها عبرتها بين لعبٍ في الأزقة الضيقة والذهاب للحقل المجاور لقريتها برفقة جارهم العم صالح ,حَكاياتُه المعتادة ومواقفه مع أبيها تكون حاضرةً يخبرها لها ,لتعيد روايتها من جديد إلى جدتها بكلماتها البسيطة وخيالها الغزير الذي قلّما ضاق . تتوقُ لاستعمال أدواتِ الحرفةِ التي كان والدها يعمل بها , تقبض على المعول تارة وتضرب به الأرض بثقله وتستل دلواً تملأَهُ ما تستطيع حَمْله من الماء تسقي به الشتلات الصغيرات , إلى أن يتدلى ظل العم صالح على الأرض حينئذ تعرف أنه حان موعد الرجوع للمنزل .
    كانت كثيرة الأسئلة والتحري حتى في دقائق الأمور تَهِمُّ باكتشاف الأشياء بالتجربة التي فتحت لها افاقاً رحبةً في سماء معرفتها . تخلد في ذاكرتها نصوص من قصائد وروائع تحفظها بلسان جدتها التي لا تفتأ تلقنها بتلاوة القران الكريم صباح كل يوم جديد . وقبل موعد رحيلها لمدرستها تمدها بدعواتٍ خالصة وتحفها بتوكل على خالقها وبجاه حبها لأمير المؤمنين عليه السلام الذي لطالما تستجلي أفعاله في سلوكها وحيث تكون تراه أمامها شاخصاً يعطف على اليتيم فهو الأب لها ولكل البشر . تظل تتَّبع سيرته في نهج مطالعتها , تحاكي شخصيته في مرسمها وبألوانها الخشبية تلون سيرته العطرة , وتتأمل حياته في جهاده وحين يريح سيفه البتار الذي ما فتئ يصرم عين الفتنة في كل مكان . مفتونةً بحبه تغدو , تأسرها كلماته وجمال قلبه الذي وسع العالم ولطائف كيانه التي يوزعها على المثقلين بمصائب الدهر فتعود نفوسهم زاهية مطمئنة .
    تكبر غدير بعمرها وتكبر معها الأسئلة عن هذا الرجل,تغرق أكثر في بحر مطالعةِ الكتب وتستغرق الأيام بحثاً عن ضالتها , فالحياة أغوار يجب سبرها بمنظار المعرفة .
    يوم بعد يوم يتسرب في خطة الحياة لها البحث عن ذاتها في هذا الرجل الذي أصبح حلماً تسعى أن تقتنص قيمة حياتها منه .بعد كل صلاة تُعقبها بزيارة له وتتوسل بجاهه عند الرب الجليل .
    بيدها كراسة صغيرة تدون فيها مواقف وخواطر لتقرأها على مسمع معلمتها السيدة فاطمة , والتي كانت تتابع تقدمها الدراسي وتراقب وضعها الأسري بين الفينة والأخرى .وفي اخر كل عام ترسل لها جدولاً خاصاً لما ستفعله في عطلتها وكيف تستغل أوقات فراغها بما يعود لها بالنفع .
    ذات يوم وبينما هي جالسة سألت جدتها عن سبب تسميتها بغدير؟
    بدفء وحنان الأمومة تُربت الجدة على كتفها لتهديها تلك الورقات المكتوب عليها حكاية عنوانها (غدير خم ,( بنشوة فرح غامرة تبرز أسنانها من ابتسامة طفولية تناولت الأوراق بهدوء وارتمت على جسد سريرها , ثمة أسئلة تعبث في تفكيرها . يغازلها السؤال الأهم عن سبب تسميتها بغدير ...
    تبدأ قراءة الحكاية تقتحم خضم الأحداث, تتخيل المكان والزمان فتعود بخلدها حتى ذلك الوقت السالف ,بخطى مثقلة تمشي على الأرض التي اجتمع على ظهرها من كان حاضراً حج الوداع آنذاك . عند مفترق الطريق يصطف الجمع الغفير فهنا وقعٌ عظيم سيحدث , لا تزال ترقب بعفوية ما يحصل فهي في مفترق طريق حياتها الان فلا حاجة للتراجع بل عليها أن تتقدم أكثر فأكثر من مسرح الحدث.
    السماء والأرض شاهدان وجبريل يهبط بآية من ربه يطلب التبليغ بعد أن أدَّوا صلاتهم خلف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ,تسارع القراءة أكثر في مسلسل الغدير فالنداء هنا كالمحشر والأمانة معقودة في أعناقهم وفي أصلابهم ,مع تأجج الهجير تجد ثيابهم أُسبلت تحت أرجلهم حماية لها من لهيب الرمضاء,أمسكت طرف صفحة الكتاب تطويها لما بعد ذلك من فصل جديد .
    الأيادي بالتكبير تعلو بعد أخذ البيعة المباركة لأمير المؤمنين علي عليه السلام وفيها قد أكمل الدين وُأتمت النعمة , ثم تلفيهم قد تفرقوا حيث تكون أوطانهم , حيث لا وطن لمن لا بيعة له هنا . تظل مجبرة على الوقوف بصمت وكأنها في حداد على فقد وطن غديري من نفوس الكثيرين من الأحياء وعاشوا غرباء خارجه وبعيداً عن مضمونه . آن الأوان للعمل في تصحيح الطريق .. تخاطب ذاتها بهذه العبارة ! , فكأنما هي مقبلة على مرحلة تغيير جذرية عامة على مستوى ما تستطيع الوصول له في محيطها الاجتماعي .
    تقبل عليها من باب الغرفة أختها الصغيرة , تجلس بجانبها تعلمها أحكام الصلاة , وبعض من أخلاقها العامة .
    من بعيد , على غفلة منهن تدخل الجدة وعيناها تكاد لاتنزلق الدموع منها من شدة التجاعيد . تهمس في أذن غدير بسؤال . هل عرفت معنى اسمك ؟!!
    احتضنتها غدير . تجيبها : نعم , فمنذ ولدت هناك في ذلك المكان في الحكاية عَرَفْتُ أنَّ (غدير) تهدي الماء في نفوس الآخرين بفعلها ورسالتها في مجتمعها فطوبى للمبايعين حتى قيام يوم الدين .
    بسرور وعنفوان الأم المجتهدة في تربيتها لأبنائها تسجد الجدة شكراً لربها وتسجد (غدير) خشوعاً لمن نال منصب الإمامة عندها ...


  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
    السلام عليك يا مولاي يا أبا عبدالله ورحمة الله وبركاته
    السلام عليك يا مولاي يا أبا عبدالله ورحمة الله وبركاته
    رائعة ..
    لا حرمنا الله من هذا العطاء
    مبارك عليك عيد الولاية

    وكل عام وأنتم بخير
    طالبة الرضا والشفاعة
    يتيمتكم بالحسين اهتديت
    وفي أمان الله

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X