أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
حينما نقول : إن في التقية عز المؤمن ، فلا شك أن في النفاق ذل المنافق ، وحينما نقول : إن في التقية المداراتية يلم شمل المسلمين وتأتلف قلوبهم ، فلا شك أن في النفاق فرقتهم وشرذمتهم وزرع العداوة والبغضاء في ما بينهم .
وهكذا حينما نرجع إلى فوائد التقية ، نعلم جيدا ، أن كل فائدة من فوائدها يشكل نقيضها صفة للنفاق ، وحينئذ تعلم الفروق الشاسعة بينهما ، لوضوح أن النفاق - مع خلوه عن كل فائدة - يعد من أخس الصفات وأسوءها ، ويكفي أن أعلن الشارع المقدس عن مصير المنافقين وشدد النكير عليهم بقوله الكريم : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ) ( 1 ) .
بينما جاء وصف من استخدم التقية في موردها كما مر في أدلتها بأنه من المؤمنين . ومع وضوح هذا الأمر ، إلا أنا سنبين باختصار بعض الفروق بين التقية والنفاق ، إذ ربما لا يستهدي البعض إليها من خلال مراجعة فوائد التقية وتصور نقائضها في النفاق ، لا سيما مع وجود من لم يفرق بينهما كما يظهر من بعض البحوث والكتابات المعاصرة ، ومن بين هذه الفروق ما يأتي :
الفرق الأول : التقية ثبات القلب على الإيمان وإظهار خلافه باللسان
- التقية في الفكر الاسلامي - مركز الرسالة ص 122 :
المبحث الثالث الفرق بين التقية والنفاق
حينما نقول : إن في التقية عز المؤمن ، فلا شك أن في النفاق ذل المنافق ، وحينما نقول : إن في التقية المداراتية يلم شمل المسلمين وتأتلف قلوبهم ، فلا شك أن في النفاق فرقتهم وشرذمتهم وزرع العداوة والبغضاء في ما بينهم .
وهكذا حينما نرجع إلى فوائد التقية ، نعلم جيدا ، أن كل فائدة من فوائدها يشكل نقيضها صفة للنفاق ، وحينئذ تعلم الفروق الشاسعة بينهما ، لوضوح أن النفاق - مع خلوه عن كل فائدة - يعد من أخس الصفات وأسوءها ، ويكفي أن أعلن الشارع المقدس عن مصير المنافقين وشدد النكير عليهم بقوله الكريم : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ) ( 1 ) .
بينما جاء وصف من استخدم التقية في موردها كما مر في أدلتها بأنه من المؤمنين . ومع وضوح هذا الأمر ، إلا أنا سنبين باختصار بعض الفروق بين التقية والنفاق ، إذ ربما لا يستهدي البعض إليها من خلال مراجعة فوائد التقية وتصور نقائضها في النفاق ، لا سيما مع وجود من لم يفرق بينهما كما يظهر من بعض البحوث والكتابات المعاصرة ، ومن بين هذه الفروق ما يأتي :
الفرق الأول : التقية ثبات القلب على الإيمان وإظهار خلافه باللسان
* هامش *
(1) سورة النساء : 4 / 145 . ( * )
- ص 123 -
فقط ، لضرورة مقبولة شرعا وعقلا . والنفاق عكس ذلك تماما فهو ثبات القلب على الباطل وإظهار الحق على اللسان فقط ، بحيث لا يتعدى فعل المنافق إلى فعل المؤمن ، وأين هذا من ذاك ؟
الفرق الثاني : التقية لا تكون من غير ضرورة أو مصلحة معتد بها شرعا ، وأما النفاق فهو خال من كل ذلك تماما ، فهو مرض في قلوب المنافقين الذين يحسبون كل صيحة عليهم ، فكيف يستويان ؟ ومن هذا النفاق الدخول على سلاطين الجور والأمراء الفسقة وإطرائهم بما ليس فيهم وتزكيتهم من دون أدنى ضرورة وبلا إكراه وإنما لأجل التزلف إليهم ثم ذمهم عند الخروج منهم كما كان يفعله عريف الهمداني ، وعروة بن الزبير ، وناس من التابعين ، مما حمل بعض الصحابة على تنبيههم على هذا النفاق ( 1 ) .
الفرق الثالث : اعتنى القرآن الكريم ببيان رفع الحرج والعسر والشدة والضرر ، وكذلك السنة النبوية ، زيادة على طرح الفقهاء لجملة من القواعد الفقهية المبينة لذلك ، وكل هذا يدخل في دائرة التقية وبيان حكمها الشرعي ، وفي المقابل جاء التحذير الشديد بشأن النفاق وبيان مساوئه ، ولم يعد القرآن الكريم من اتقى إلا بكل خير ، بينما وعد المنافقين بكل عذاب مهين
الفرق الرابع : جواز التقية ثابت بنص القرآن الكريم ، وحرمة النفاق ثابتة بعشرات النصوص القرآنية ، ولو جاز القول بأن التقية نفاق ، فلم يبق إلا القول بأن الشريعة الإسلامية أحلت للمسلمين النفاق ثم نسخ هذا الحكم بالحرمة ، وهو كما ترى قول مضحك لا يقوله إلا السفيه الأحمق .
الفرق الخامس : التقية فضيلة - كما مر - والنفاق رذيلة بلا شك ، فكيف يجوز حمل أحدهما على الآخر .
الفرق السادس : قولهم بنظرية عدالة الصحابة يثبت الفرق بين التقية والنفاق بأوضح وجه ، لثبوت عمل الصحابة بالتقية كما سنبرهن عليه في الفصل الرابع ، ومعنى قولهم أن التقية نفاق يعني أن عدول الصحابة منافقون . وهذا ما لا يرتضيه المنافقون أنفسهم . ونكتفي بهذه الفروق لنبين باختصار الأسباب المؤدية إلى هذا القول الساذج البعيد كل البعد عن العلمية والموضوعية .
نشكر الاخت المتميزة
عطر الكفيل على هذه الاسئلة الرائعة التي تنمي الفكر .
اسمحوا لي بالإجابة , وأسأل الله تعالى أن تكون إجابتي صحيحة
عن يزيد الصائغ، عن أبي جعفر عليه السلام قال: " يا يزيد أشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثم خالفوه، وهو قول الله عز وجل: أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله "
قال الصادق عليه السلام: " أعظم الناس حسرة رجل جمع مالا عظيما بكد شديد ومباشرة الاهوال وتعرض الاخطار ثم أفنى ماله صدقات ومبرات وأفنى شبابه وقوته في عبادات وصلوات وهو مع ذلك لا يرى لعلي بن أبي طالب عليه السلام حقه ولا يعرف له من الاسلام محله ويرى أن من لا يعشره ولا يعشر عشير معشاره أفضل منه عليه السلام يوافق على الحجج فلا يتأملها ويحتج عليها بالايات والاخبار فيأبى إلا تماديا في غيه فذاك أعظم حسرة من كل من يأتي يوم القيامة وصدقاته ممثلة له في مثال الافاعي تنهشه وصلواته وعباداته ممثلة له في مثال الزبانية تتبعه حتى تدعه إلى جنهم دعا "
سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) من أعظم الناس حسرة ؟ قال (عليه السلام) : " من رأى ماله في ميزان غيره، وادخله الله به النار، وأدخل وارثه به الجنة "
* الفئه الاولى عالم سيئ الحظ تمكن الذين استمعوا الى مواعظه وطبقوها من عبور الصراط يوم القيامة ولكن وبسبب عدم تطبيق مواعظه على نفسه فانه لم يتمكن من عبور الصراط فتأخذه الحسرة والندم حين يرى نفسه في جهنم والاخرين في الجنة .
*الفئة الثانية أولئك الاثرياء الذين لم ينفقوا أموالهم في سبيل الله وبعد موتهم أنفق ورثتهم تلك الاموال الطائلةفي طريق الخير والصلاح فيرون يوم القيامة أنفسهم وهم لم يستثمروا أموالهم بينما انتفع ورثتهم بها فتأخذهم الحسرة والندم .*
أما الفئة الثالثة فأولئك الاشراف والاعيان الذين كانوا يملكون الخدم والحشم في هذه الدنيا ثم يرون أنفسهم في جهنم وبئس المصير بينما خدمهم وعبيدهم في درجات النعيم يرفلون في الاستبرق والحرير وعندهم المكانة المحمودة والمنزله الرفيعة فتأخذهم الحسرة على أنفسهم .
تعليق