تويت
عند مقدم كل عاشوراء تثار زوابع اعلامية متعددة الاتجاهات متباينة الرؤى لكنها تتوحد عند الكم العدائي لعاشوراء على اساس انه ظاهر ة متخلفة تفرق المسلمين محصورة بنطاق مذهبي ضيق في حال يشكل عاشوراء ظاهرة حضارية تجاوزت الحدود المذهبية والجغرافية .. ومثل هذه الزوابع تترك احيانا بعض المفاهيم تتسرب الى عوالم التدوين على اساس ان معظم الشيعة يحسبون احياء الواقعة يقتصر على المجتمع الشيعي .. دون ان يسأل احد ما الذي يمنع الامة الاسلامية من الاحتفاء بهذه الواقعة المباركة والجميع يدرك ان تأثير ها اصبح انسانيا ومن الممكن ان يكون ركيزة لحوار حضاري ينفتح على العالم كله بمختلف هوياته و انتماءاته ، ومن غير الممكن ان نطالب الولائي بالانطفاء كي لايلام من يبتعد عن الاحتفاء بعاشوراء مع ايمان جميع اصحاب المذاهب باهمية الواقعة وبقدسية رمزها الحسيني المبار ك وجميع السنن أكدت على المضامين والاهداف الرسالية المشروعة في النهضة الحسينية وهذه السنن اتفقت على وجود الكرامات التي عقبت مقتل الحسين عليه السلام .. مثل ظهور حمرة في السماء لمدة ستة اشهر ومطر السماء دما ... وتلاوة رأس الحسين (ع) للقرآن في عدة موارد وظهور دم عبيط تحت الصخور في بيت المقدس وابتلاء القتلة بعقوبات دنيوية وبعض هذه الكرامات ولدت دهشة لدى الكثير من الناس فكانت سبيل رشاد لهديهم الى الدين ، وآمن قادة المذاهب بمظلومية الحسين ، وانهار التأريخ الاموي حتى وصل لدرجة ان يرفض معاوية ابن يزيد السلطة ويعتبر اباه وجده مغتصبي سلطة من اهلها الشرعيين وورد في التاريخ ان عمر بن عبد العزيز عاقب احدهم لكونه ذكر في مجلسه يزيد بامرة المؤمنين فجلده ثمانين جلدة .. وعلينا فعلا ان نغض الطرف عن محاولات البعض لتخفيف الذنب عن القتلة تحت مسميات التوبة او غيرها ونتأمل في رشاد اهل العقل من العلماء يرى السيد جمال الدين ان الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء ... ولنقرأ لأقبال اللاهوري الذي اعتبر عاشوراء مشروع نهضوي للحق والتأريخ الانساني حافل بمثل هذا التبجيل علماء من شتى اصقاع المعمورة ومنهم مفكرين اجتماعيين واقتصاديين وفلاسفة وهم من انتماءات فكرية متعددة ومتباينة وهذا من شأنه ان يمنح واقعة عاشوراء الاهلية اللازمة لجعلها مرتكزا لللانفتاح الى عوالم الآخر مهما كان بعده عنا
حسين منجل العكيلي
تعليق