إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأمام الحسين عليه السلام وثوره العدل الألهي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأمام الحسين عليه السلام وثوره العدل الألهي

    الأمام الحسين عليه السلام وثوره العدل الألهي





    ((العدل)) حلم البشرية المنشود، وهدف الإنسان على مرّ التاريخ، والعدل أنشودة الكمال الإلهي يترنم بها الأنبياء والمصلحون والدعاة على مرّ الزمان، والمجتمع حينما يسوده العدل يتنعم أفراده بالرفاهية والسعادة، والأسرة التي تُقوَّم بالعدل تلتحم أواصرها وينسجم أعضاؤها، والحاكم العادل عندما يحكم بحكم بالعدل يقود أمته نحو طريق العزّة والكرامة.
    والعدل نقيض الظلم فالله سبحانه عادل ويريدنا أن نتبع هذا النهج ونجتنب الظلم بكل صوره وأشكاله، ظلمنا لأنفسنا، ظلمنا لأخينا في الله، ظلمنا لأي فرد في المجتمع، أي مشهد يضعنا في موضع ملامة واستنكار أو دفاع من طرف مظلوم هضم حقه وغُبن دون وجه حق، ويستهين الناس بقيمة العدل في الحياة لاستبعادهم آثاره وثمراته النافعة، فالعدل حقيقة الوجود وجوهر الكمال الإنساني وأساس تقدم الشعوب ونهضتها.
    وثورة الإمام الحُسين (ع) انطلقت في سياق هذا الهدف، جاءت لتقوَّم انحراف الأمة وتعبَّد لها طريق النجاة كي تواصل مسيرتها المخططة والمنظمة من قِبَل النبي محمد (صلى الله
    عليه
    وآله وسلم) بعد أن بلغت ذروة الانحطاط والتقهقر واستفحل فيها الظلم فغرقت في جاهلية بغيضة أشد وطأة من

    الجاهلية الأولى، لأن الناس عرفوا الحق وانصرفوا عنه، أدركوا العدل وعملوا ضده، أتتهم قرائن النبوة ودلائل الخلاص وأبوا إلا الإنكار والجحود، حكمهم الطاغية بقانون الغاب، فانتهكت الحُرمات، وعُطلت أحكام الإسلام، وهُجِرَ القرآن، وخبثت السرائر، وفُسدت الضمائر، وأوشكت سفينة الإسلام أن تغرق في بحر الظلمات لولا الإمام الحُسين القائد المظفر ربَّان السفينة، قادها في خضم المعترك لينقذها من الهلاك وقاوم عواصف الظلم الهوجاء في رابعة النهار الملتهب في حرارة المحنة مستنزفاً دمه الطاهر ودماء أهل بيته وأصحابه النجباء، بحراً يترمض بجمر الوحشة والغربة لتخترق سفينة الإسلام، جحافل الضلال المتوثبة بكل قسوة وشراسة لمحاربته.

    وكانت شهادته (عليه السلام) انتفاضة دموية في جسد الأمة الهامد، تنفض عن عينيها نعاس الغفلة والسكرة لتواجه حقيقة الموقف، والتضليل الإعلامي الذي خططت له الحكومة الجائرة بدهاء ومكر، بيد أن السكرة كأس تذق مرارته كل الشعوب الغافلة حينما تنأى بنفسها عن العدل وتغرق في سبات الضلال دهوراً دون أن تحرك ساكناً.


    إن الظلم آفة تنخر في الأمة فتمزقها، تضعفها، تشتتها في نزاعات وخلافات، وعندما يفترش الظلم رداءه الكالح القبيح أمَّة من الأمم فسوف تتمرد كل مظاهر الطبيعة وتئن الأرض وجعاً من أقدام الظالمين فوقها فتطلق صرختها حمماً يقذفها بركان ثائر، زلزال يستنكر فعلٍ جائر، وتمسك السماء كمداً وتنضب الخيرات وتجف المناهل وتشح الموارد لأنها أمّة جاحدة، ناكرة لأنعم الله وعدالته في البشر، فأخذها في العقاب أطواراً من الجوع والخوف ونقص في الثمرات والأنفس. إذن..هل ننتظر حركة تاريخية جديدة بحجم وضخامة ثورة الإمام الحُسين (ع) لتغيير واقع أمتنا؟


    إن حركة الحُسين كانت الذروة في العدل الكامل أتت أُكلها في كل زمان ومكان ثمرات مباركة تنبت في كل أرض سنبلة من سنابل العدل والحق يحصدها دوماً الأصفياء والأتقياء رمزاً يدعم تفاعلهم الاجتماعي مع الناس ويرقى بتطلعاتهم نحو الهدف المطلق للبشرية الله عز وجل.. فالسلام عليك يا أبا عبدالله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك أيها الإمام العادل يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تُبعث حياً.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X