ماهي قضية عدالة جميع الصحابة .؟

[الكميت]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لطالما سمعت من اهل السنة والجماعة يتكلمون على مذهب اهل البيت ويقولون : بأنهم يكرهون صحابة رسول الله ؟ ويقولون ان جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه واله عدول ؟ فماهي قضية عدالة جميع الصحابة وهل فعلاً ان مذهب اهل البيت يلعنون الصحابة .

[الهادي]

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين

أخي الفاضل ( الكميت ) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالحقيقة أن كل كلام يصدر من الإنسان تجاه المقابل, لا يخلو من قسمين أحداهما: ان يكون الكلام الذي تكلم به على المقابل صحيح ومستند الى دليل ؟ وأما أن يكون الكلام الذي تكلم به غير صحيح وباطل ؟؟ وقبل أن أقول لك أن هذا الكلام من النوع الثاني أبين لك بعض الأدلة لكي تعرف ماهو الصواب .
أن الشيعة تلتزم بالقرآن الكريم وبأحاديث الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله )وأئمة أهل البيت (عليهم السلام ) ونفس القرآن الكريم يعطينا قاعدة و ضابطة قرآنية تستطيع من خلالها معرفة حال الصحابة ,وهل كلهم عدول أم هناك شرط من الله تبارك وتعالى حيث يقول {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (10)_الفتح _ فلاحظ أن هذه الآية نزلت في الصحابة الذين بايعوا رسول الله ووعدهم الله تبارك وتعالى بالأجر العظيم ؟؟ لكن ليس لهم جميعاً !! بل لمن أوفى بعده لله ولرسوله , فنحن نطبق هذا الآية وبقية الآيات على الصحابة ,فمن بقي على هذا العهد لله ولرسوله فالشيعة تجله وتحترمه وتقدسه, وهم كثيرون أمثال عمار ابن ياسر وأبي ذر الغفاري وسلمان (رضوان الله عليهم ) وغيرهم من الصحابة الذين عاشوا وماتوا على إخلاصهم لله ورسله, إما الذين انقلبوا على إعقابهم فالله يقول بحقهم {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }(144, فهذه الآية واضحة الدلالة بان من يرجع إلى الجهل والضلال فلن يضر الله شيأ .
فبعد هذا يأتون أهل السنة والجماعة ويقلون أن جميع الصحابة عدول ولايجوز التعرض لهم بأي حال من الأحوال مهما فعلوا وهناك كلام الى ابن عثيمين في شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ص477 :
"يقول: ولا شك أنه حصل من بعضهم -أي الصحابة- سرقة (!) وشرب خمر (!!) وقذف (!!!) وزنى بإحصان وزنى بغير إحصان (!!!!) ، لكن كل هذه الأشياء تكون مغمورة في جنب فضائل القوم ومحاسنهم .
فبالله عليك هل يوافق هذا الكلام كتاب الله ؟؟ وأي عقل يقول بمجرد أن يرى رسول الله ويسمع حديثة, فيكون صحابي ولايجوز التكلم عليه مهما فعل بل لو جاء بجميع الكبائر فهو من أهل الجنة كما يقول ابن عثيمين شيخ السلفية ؟؟
أما اللعن فنحن لا نلعن أي احد إطلاقاً مالم يرد دليل ومجوز في لعنة من القرآن الكريم لان في القرآن الكريم ذكر هناك كثيرين من الذين لعنهم الله في كتابه و منهم الذين في قلوبهم مرض بقوله :{ أوْلَئكَ الَّذينَ لَعَنَهم اللَّه فَأَصَمَّهمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهمْ } (محمّد : 23 ). ولعن أيضاً الظالمين بقوله :{ ... أَلاَ لَعْنَة اللّه عَلَى الظَّالمينَ } (هود : 18). فنحن أيضاً نلعن كلّ من ظلم رسول الله (صلى الله عليه واله ) وأهل بيته (عليهم السلام) وبالأخص أبنته المظلومة المغصوب حقّها فاطمة الزهراء (عليها السلام) .
ولعن أيضاً كلّ من آذى رسول الله (ص) بقوله :{ إنَّ الَّذينَ يؤْذونَ اللَّهَ وَرَسولَه لَعَنَهم اللَّه في الدّنْيَا وَالْآخرَة وَأَعَدَّ لَهمْ عَذَابًا مّهينًا } (الأحزاب :57 ).وغيرها كثير من الآيات .