إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العهد الصادق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العهد الصادق




    العهد الصادق

    السلام عليك يا ابا عبد الله...
    يا أبا عبد الله، إن كان لم يُجبك بدني عند استنصارك، فقد أجابك عقلي وقلبي وروحي، لأنك الإمام الذي أعطى كل حياته لله...


    يا أبا عبد الله، نحن في امتداد الزمن نحدّق في كربلاء كيف كنت وحيداً بين يدي الله، تعظهم فلا يتّعظون، وتوجّههم فلا يتوجهون، لقد أطبق الشيطان على عقولهم وعلى قلوبهم، ونحن يا أبا عبد الله في هذه المرحلة من الزمن، نعيش كما عشت؛ كان القوم يحيطون بك من كل جانب، هذا يضربك بسهم وهذا يضربك بسيف، وهذا يرميك بالحجارة والنبل، ونحن يا أبا عبد الله كأمة إسلامية، يحيط بنا المستكبرون والكافرون والظالمون من كلِّ جانب، من الشرق تارةً، ومن الغرب أخرى، فإذا كان القوم يهجمون عليك ليسقطوا جسدك من دون أن تسقط روحك، فإن القوم يريدون أن يُسقطوا الإسلام في عقول المسلمين وفي قلوبهم، ويريدون أن يسقطوه بكل مواقعه وبكل قواه، ليسقط اقتصادنا، ليكون اقتصادنا على هامش اقتصاده، وليسقط أمننا، ليكون أمننا على هامش أمنه، ولتسقط ثقافتنا وسياستنا.
    يا أبا عبد الله، إنّا نعاهدك والقوم يحيطون بنا من كلِّ جانب، كان جيش بني أمية يحيطون بك ويقولون لك أنزل على حكم يزيد وابن زياد وكانت وقفتك العزيزة الحرة تصيح بهم: «والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقرّ لكم إقرار العبيد»، «هيهات منّا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجورٌ طابت، وجدود طهرت، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام».
    ونحن يا أبا عبد الله نقف في كربلاء العالم، وفي كربلاء الإسلام، نقف لنقول لهم، لنقول لأمريكا ولأوروبا: لا والله، لا نعطيكم بأيدينا إعطاء الذليل، ولا نقر لكم إقرار العبيد، لقد أردتم أن نقف بين السلة والذلة، وهيهات منّا الذلة.
    يا أبا عبد الله، لن تكون دموعنا الهدية لك، إنما نعاهدك لنكون على خطك مع كل الطيبين والصالحين، ومع كلِّ الأحرار من المسلمين الذين نذروا أنفسهم لله، وعاهدوه على أن ينصروه بنصرته في قلب كل مؤمن. فينا أكثر من دمعة تختلط بكل المحبة والعاطفة، في عقل كل منا أكثر من قضية تنفتح على ما تحركت به في حياة كل واحد منا، لن نضرب رؤوسنا بالسيف، ولكننا سنضرب أعداء الأمة بكل ما نملك من سلاح، لن نتراجع، لن نضعف، لن نحزن.
    يا أبا عبد الله، نحن في ذكراك نبايعك على أن نكون كما كنت، أن نطلب الإصلاح في أمة جدك، أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، أن نصبر لا صبر المنهزمين، بل صبر الأقوياء الذين يخططون والذين يصمدون والذين يثبتون. لن نخاف الموت في سبيل الإسلام، الشهادة لنا عادة، في كل تاريخنا وفي كل مراحلنا.
    أيُّها الأحبَّة، لا بدّ لنا أن ندرس ما هي الخطة التي لا بدَّ للأمة من أن تخطها في مستقبل أيامنا، لأنه لا بد لكل عاشوراء من خطة تنفتح على صناعة المستقبل، مستقبل الإسلام كله والحرية كلها، فالمرحلة التي نعيشها الآن تستهدف إضعاف المسلمين وإسقاط كل معاني الإسلام، وفي مقدِّمة ذلك، تأتي الحملة على رسول الله(ص)، التي شوّهت قداسة صورته، فهم يصوّرونه إنساناً يلبس عمامة في شكل القنبلة، ليقولوا إن هذا الإنسان هو إنسان يعمل على قتل الناس وتدميرهم، إنهم يشوهون صورته في أخلاقياته وفي إنسانيته وفي كل معاني الحق والعدل في شخصيته

  • #2
    موضوع وطرح رائع

    شكرا لك

    بوركت ووفقت
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    تعليق


    • #3
      شكرا لك على هذه الجهود

      تعليق


      • #4
        شكرا لمروركم جميعاااا
        مع محبتي ودعائي...

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          يجب ان نعلم ان الذي يسير على خطى ونهج الامام الحسين عليه السلام ان يعرف بان الاما م اراد بهذه التضحية الكبيرة ان يقوم الدين والاسلام فعلينا نحن ايضا ان نكون نسير على خطى سيد الشهداء عليه السلام

          الاخ محمد بكال
          احسنتم على هذه الاطروحة
          sigpic

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X