إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جمع القرآن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جمع القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لجمع القرآن في الروايات تأريخ متناقض عجيب ، ألقى بتبعته على القرآن الكريم ، والقرآن أسمى من أنْ يقدح فيه تعارضُ الروايات ، وتداخلُ الأهواء ، فهو محفوظ كما نزل ، وسالم كما أُوحي :
    هذه الروايات بعد ضَمّ بعضها إلى البعض الآخر تُسْفِر عن هذه النتائج المتضاربة :
    أ ـ مات النبي ( صلى الله عليه وآله ) والقرآن كلّه على العَسَب واللّخاف والرِقاع والأكتاف ، ولكنّه لم يُجمع في مصحف ، وقد راع أبو بكر (رض) كثرة القتل في القرّاء بعد وقعة اليمامة في السنة الثانية عشرة للهجرة ، فاستشار عمر في الأمر ، فأقرّا معاً جَمْع القرآن من الصحف إلى المصحف ، أو مِن العَسَب واللّخاف والأقتاب إلى الصحف ، وكلَّفَا بالمهمّة زيدَ بن ثابت .
    ب ـ إنّ عمر بن الخطّاب كان أوّل مَن جمع القرآن بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد أنْ سأل عن آية فلم يُجَبْ إليها ، ونهض بالمهمّة زيدُ بن ثابت .
    ج ـ إنّ أبا بكر مات ، وعمر قد قُتل ، ولم يُجمَع القرآن بعد ، أي أنّ المسلمين في حالة فوضى من شرائع دينهم ، وكتاب ربّهم .
    د ـ إنّ عثمان كان أوّل مَن جمع المصحف تارة ، وأوّل مَن وحّد المصحف تارةً أخرى .
    هـ ـ إنّ القرآن كان مجموعاً في عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّ جامعيه كانوا من الكثرة بحيث يعدُّون تارة ، ويخصَّصون تارة أخرى ، ولا يُحاط بهم سواهما .
    ولقد وقفتُ من هذه الروايات موقف المندهش تارةً ، وموقف المتحيّر تارةً أخرى ، وقرّرتُ في النهاية دراستها في موضوعية خالصة ، أَخلُصُ منها إلى نتائج سليمة ، قد تقارب الواقع وتتّجه نحو الصواب بإذن الله .
    وهذه الدراسة تعنى بالاستنباط القائم على أساس الاجتهاد الفكري ، والاجتهاد معرّض للخطأ والصواب ، وهي لا تمسّ القرآن ولا الحديث ، وإنّما تسير بينهما هامشيّاً ، فالقرآن هو القرآن أنّى كانت طرقه ، وليس في جميع روايات الجَمْع ما هو مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله .
    من خلال ما تقدّم نظفر بحصيلتَين متعارضتَين :
    الأولى : إنّ النبي صلى الله عليه وآله مات والقرآن بعد لم يُجمَع في مصحف .
    الثانية : إنّ القرآن كان مجموعاً في عهد النبي صلى الله عليه وآله في مصحف .
    يدلّ على الحصيلة الأولى طائفة الروايات المتناثرة لإثبات الفقرات : ( أ ، ب ، ج ، د ) ، ويدلّ على الحصيلة الثانية طائفة الروايات والدلائل والبراهين لإثبات الفقرة هـ ، ولسنا نحاول تفنيد روايات الحصيلة الأولى بقدر ما يهمّنا إثبات حقيقة الحصيلة الثانية .
    لقد تتبّع السيّد الخوئي ـ فكفانا مؤنة الخوض في ذلك ـ روايات الجمع بناء على الحصيلة الأولى في كلٍّ من صحيح البخاري ، ومسند أحمد ، وكنز العمّال ، ومنتخب كنز العمال ، والإتقان للسيوطي ، وكان أهمّ هذه الروايات من خلال تعقيبه عليها ـ غَثِّها وسمينها ـ اثنتان وعشرون رواية (1) .
    وقد خَلُص إلى تناقضها في تعيين العهد الذي جُمع فيه القرآن ، متردِّداً بين عهود : أبي بكر ، عمر ، عثمان .
    ومَن هو المتصدّي لذلك ؟ هل هو أبو بكر ، أو عمر ، أو زيد بن ثابت ؟
    وهل بقي من الآيات ما لم يُدوّن إلى زمن عثمان ؟
    ومَن الذي طلب من أبي بكر جمع القرآن ؟
    ومتى أُلْحِقَتْ بعض الآيات في القرآن ، وبماذا ثبت ذلك ، وهل يكفي ذلك لتواتر القرآن (2) .
    وقد عارض الخوئي هذه الروايات بروايات أُخر تدلّ على جمْع القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، مستنِداً فيها إلى منتخب كنز العمّال ، وصحيح البخاري ، وإتقان السيوطي ، وقد اعتبر التمحّل بأنّ المراد من الجمع في هذه الروايات هو الجمع في الصدور لا التدوين ، دعوى لا شاهد عليها ؛ لأنّ الحفّاظ أكثر من أنْ يعدّوا (3) .
    وقد ثبت لديه جمْع القرآن بعهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، واعتبر ما سوى هذا معارِضاً لكتاب الله ، ومخالِفاً لحكْم العقل ، ومناهضة صريحة للإجماع الذي عليه المسلمون كافّة بأنّ القرآن لا طريق لإثباته إلاّ التواتر ، فلا بدّ من طرح هذه الروايات ؛ لأنّها تدل على ثبوت القرآن بغير التواتر ، وقد ثبت بطلان ذلك بإجماع المسلمين (4) .
    واعتبر القول بروايات الجمْع على أساس الحصيلة الأولى يستلزم فتح القول بالتحريف ، باعتبار الجمْع على تلك الطرق يكون قابلاً للزيادة والنقصان (5) .
    وقد أَيّدَ جمْع عثمان للقرآن ، لا بمعنى أنّه جمع الآيات والسور في مصحف ، بل بمعنى أنّه جمع المسلمين على قراءة إمام واحد : ( وهذا العمل من عثمان لم ينتقدْه عليه أحدٌ من المسلمين ؛ وذلك لأنّ الاختلاف في القراءة كان يؤدّي إلى الاختلاف بين المسلمين ، وتمزيق صفوفهم ، وتفريق وحدتهم ، بل كان يؤدّي إلى تكفير بعضهم بعضاً ، وقد مرّ أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم منع عن الاختلاف في القرآن ) (6) .
    والحق أنّ الخوئي قد تتبّع هذه القضية بكلّ جزئياتها وتفصيلاتها ، وانقضّ عليها يفنّدها ويجرحها ، مثبّتاً أنّ القرآن قد دُوِّنَ في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهذا ما نذهب إليه من خلال اضطلاعنا بأدلّة جمّة تستقطب جملة من الروايات ، وطائفة من الأدلّة الخارجية والداخلية حول الكتاب وضمن الكتاب وعلى هامش الكتاب ، تُثبت دون ريب تكامل الجمع التدويني للقرآن في عهد النبي صلى الله عليه وآله . ولا نريد أنْ ندخل في متاهة من هذا الموضوع بقدر ما نريد إثبات الحقيقة والوصول إليها بكلّ الطرق المختصرة .
    ففي جملة من الروايات المعتبرة نجد جزءاً لا يُستهان به من هذه الحقيقة :
    1 ـ في البخاري : إنّ مَن جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله أربعة ، فعن قتادة : قال سألتُ أنس بن مالك : مَن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : أربعة ، كلّهم من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد (7) .
    2 ـ مات النبي صلى الله عليه وآله ولم يَجمع القرآن غير أربعة : أبو الدرداء ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد (8) .
    3 ـ أورد البيهقي : عن ابن سيرين ، جَمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعة لا يُختلف فيهم : معاذ بن جبل ، وأبيّ بن كعب ، وزيد ، وأبو زيد . واختلفوا في رجلين من ثلاثة : أبو الدرداء ، وعثمان ، وقيل : عثمان وتميم الداري (9) .
    4 ـ عن الشعبي : جَمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة : أبي ، وزيد ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبيد ، وأبو زيد ، ومجمع بن جارية وقد أخذه إلاّ سورتَين أو ثلاثة . قال : ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد غير عثمان (10) .
    5 ـ جُمع على عهد النبي صلى الله عليه وآله : جَمع بعضٌ من الصحابة القرآنَ كلّه ، وبعض منهم جَمَع القرآن ثمّ كمّله بعد النبي صلى الله عليه وآله ، وذكر محمد بن إسحاق في الفهرست :
    ( إنّ الجمّاع للقرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم : علي بن أبي طالب عليه السلام ، وسعد بن عبيد بن النعمان ، وأبو الدرداء ، وعويمر بن زيد ، ومعاذ بن جبل بن أوس ، وأبو زيد ثابت بن زيد ، وأبي بن كعب ، وعبيد بن معاوية ، وزيد بن ثابت )(11) .
    6 ـ وذكر الحافظ شمس الدين الذهبي : أنّ الأعداد المتقدّمة هم الذين عرضوه على النبي صلى الله عليه وآله واتّصلت بنا أسانيدُهم ، وأمّا مَن جمعه منهم ولم يتّصل بنا فكثير ، وأمّا الذين عرضوا القرآن على النبي صلى الله عليه وآله فسبعة : عثمان بن عفّان ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو موسى الأشعري ، وأبو الدرداء .
    وقد أكّد الحافظ الذهبي نفسُه الجمْع في عهد النبي صلى الله عليه وآله ، فقال : وقد جَمع القرآن غيرهم من الصحابة ، كمعاذ بن جبل ، وأبي زيد ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وعبد الله بن عمر ، وعقبة بن عامر (12) .
    7 ـ روى الخوارزمي في مناقبه عن علي بن رياح ، قال : جَمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأبي بن كعب (13) .
    8 ـ أخرج بن أبي داود عن محمد بن كعب القرظي ، قال : جَمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسةٌ من الأنصار : معاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وأبي بن كعب ، وأبو الدرداء ، وأبو أيّوب الأنصاري (14) .
    9 ـ قال الحارث المحاسبي ، فيما أكده الزركشي : ( وأمّا أبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل : فبغير شَكٍّ جمعوا القرآن ، والدلائل عليه متظاهرة ) (15) .
    10 ـ أخرج البيهقي ، وأبو داود ، عن الشعبي ، قال : جَمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ستة : أبي ، وزيد ، ومعاذ ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبيد ، وأبو زيد . ومجمع بن جارية قد أخذه إلاّ سورتين أو ثلاثة (16) .
    11 ـ ذكر بن أبي داود فيمن جمع القرآن : قيس بن أبي صعصعة ، وهو خزرجي يكنّى : أبا زيد (17) .
    12 ـ قال أبو أحمد العسكري : لم يَجمع القرآن من الأوس غيرُ سعد بن عبيد . وقال ابن حبيب في ( المحبر ) : سعد بن عبيد أحد مَن جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم (18) .
    13 ـ قال السيوطي : ظفرتُ بامرأةٍ من الصحابيّات جمعتْ القرآن ، ولم يعدّها أحد ممّن تكلّم في ذلك ، فأخرج ابن سعد في الطبقات : أَنْبَأَنَا الفضلُ بن دكين ، قال حدثنا : الوليد بن عبد الله بن جميع ، قال : حدثتني جدّتي أُمّ ورقة بنت عبد الله بن الحارث ـ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يزورها ، ويسمّيها الشهيدة ـ وكانت قد جمعت القرآن ... ثمّ ساق الحديث (19) .
    وهذه الجملة من الروايات بضمّ بعضها إلى البعض الآخر تبرز لنا طائفةٌ كبيرةٌ من أعلام المهاجرين والأنصار قد جَمعتْ القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وليس من المرجّح أنْ يكون هؤلاء الرواة جميعاً مع اختلاف عصورهم قد تواطئوا على الكذب ، فأَوردوا ذكْر هذه الجمهرة من الصحابة ممّن جمعوا القرآن ، ولا منازِع لهم في ذلك ، بل ولا مناقِش من الأعلام .
    وأنت ترى أنّ هذه الروايات تدلّ دلالة قاطعة على الجمْع المتعارف ، وهو التدوين في مجموع ما ، وقد يحلو للبعض أنْ يفسّر الجمْع بالحفظ في الصدور ، ولا دلالة لغويّة عليه ؛ إذ إنّه انتقال باللفظ عن الأصل إلى سواه دون قرينة تُعرَف عن المعنى الأوّل ، ولأنّه معارَض بجمهور الحَفَظَة الذين لا يعدّون في عهد النبي صلى الله عليه وآله كثرةً وتواتراً وشيوعاً ، من النساء والرجال وفيهم الخلفاء الأربعة وأمّهات المؤمنين وذرّية رسول الله صلى الله عليه وآله ، عدا آلاف المسلمين في طول البلاد وعرضها .
    لقد عقّب الماوردي على الرواية القائلة بأنّه لم يُجمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله إلاّ أربعة ، واستقلّ ذلك بل استنكره ، فقال : ( وكيف يمكن الإحاطة بأنّه لم يكمله سوى أربعة ، والصحابة متفرّقون في البلاد ؟ وإنْ لم يكمله سوى أربعة ، فقد حفظ جميع أجزائه مِئُون لا يحصون ) (20) .
    فالماوردي هنا يفرّق بين الجمع والحفظ ، وهو من علماء القرن الخامس الهجري ، ممّن يعرف فحوى الخطاب ، ومنطوق العبارة ، ودلالة الألفاظ .
    والفرق بين الجمع ، والقراءة ، والحفظ ، جليّ لا يحتاج معه إلى بيان ، فقد ذكر أبو عبيد في كتاب القراءات القرّاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فعدّ الخلفاء الأربعة ، وطلحة ، وسعداً ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وسالماً ، وأبا هريرة ، وعبد الله بن السائب ، والعبادلة (21) ، وعائشة ، وحفصة ، وأُمّ سلمة .
    ومن الأنصار : عبادة بن الصامت ، ومعاذ الذي يُكنّى أبا حليمة ، ومجمع بن جارية ، وفضالة بن عبيد ، ومسلم بن مخلد (22) .
    وهذا العدد يقتضي أنْ يكون على سبيل النموذج والمثال ، لا على سبيل الحصر والاستقصاء ، أو أنّ هؤلاء ممّن اشتهر بالحفظ والقراءة أكثر من غيرهم .
    وممّا يؤيّد صدق الروايات المتقدّمة في إرادة الجَمْع المتعارف هو تداول جمْع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما روي عن زيد بن ثابت ، فإنّه يقول ( كنّا حول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نؤلّف القرآن من الرقاع ) (23) . ودلالة التأليف ، تعني الجمْع والتدوين ، وضمّ شيء إلى شيء ، ليصحّ أنْ يُطلق عليه اسم التأليف .
    ولا دليل على ادّعاء الزركشي : بأنّ بعض القرآن جُمع بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم (24) .
    فلم لا يكون كل القرآن جُمع في حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، علماً بأنّه قد سبقه مَن صرّح بجمع القرآن كلّه لا بعضه في عهد النبي صلى الله عليه وآله بما نصّه : ( أنّه لم يكن يَجمع القرآن كلّه إلاّ نفر يسير من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) (25) .
    ولا ريب ـ بعد هذا كلّه ـ أنّ هناك بعض المصاحف المتداولة عند بعض الصحابة في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والأخبار مُجمِعة على صِحّة وجودها ، وعلى تعدّد مصاحف الصحابة أيضاً ؛ إذْ لو لم يكن هناك جمع بالمعنى المتبادر إليه ، لَمَا كانت تلك المصاحف أصلاً ، إنّ وجودها نفسه هو دليل الجمْع ، إذْ لم يصدر منع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جَمْعه ، بل هناك رواية عنه صلى الله عليه وآله وسلم تقول : ( لا تكتبوا عنّي شيئاً سوى القرآن ، فمَن كتب عنّي غير القرآن فلْيَمْحه ) (26) .
    وجَمْع هؤلاء الصحابة للقرآن هو الجمْع الذي نقول به ، لا الحفظ ، وإلاّ فما معنى تسميتها بالمصاحف ؟ وما معنى اختلاف هذه المصاحف فيما تدّعي الروايات .
    لقد أورد ابن أبي داود قائمة طويلة بأسماء مصاحف الصحابة ، وعقّب عليها بما فيها من الاختلاف ، هذا الاختلاف الذي قد يعود في نظرنا إلى التأويل لا إلى التنزيل ، أو إلى عدم الضبط في أسوأ الاحتمالات ، وقد عقد لذلك باباً سمّاه ( باب اختلاف مصاحف الصحابة ) (27) .
    وقد عدّد ابن أبي داود منها : مصحف عمر بن الخطاب ، مصحف علي بن أبي طالب ، مصحف أبيّ بن أبي كعب ، مصحف عبد الله بن مسعود ، مصحف عبد الله بن عباس ، مصحف عبد الله بن الزبير ، مصحف عبد الله بن عمرو بن العاص ، مصحف عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، مصحف حفصة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، مصحف أُمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم (28) .
    قال الآمدي ( ت : 617 هـ ) في كتابه ( الأفكار الأبكار ) : ( إنّ المصاحف المشهورة في زمن الصحابة كانت مقروءة عليه ومعروضة ) (29) .
    فالآمدي يجيبنا على سؤال دقيق هو : متى كُتبت هذه المصاحف ؟ ومتى جُمعت ؟ وكيف أُقرّت ؟ والجواب أنّها كُتبت في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقُرئتْ عليه ، بل هي معروضة عليه للضبط والدقّة والإتقان .
    وهناك دليل جوهري ، آخر وهو : أنّ الروايات في قراءة القرآن كلّه ، وختمه في عهد رسول الله تنطق بوجود جمعي له ، إذ كيف يقرأ فيه مَن لم يحصل عليه .
    1 ـ ( عن عبد الله بن عمرو ، قال : قلتُ : يا رسول الله ، في كم أقرأ القرآن ؟ قال : ( اختمه في شهر ، قلتُ : إنّي أُطيق أفضل من ذلك ، قال : اختمه في عشرين ، قلتُ : إنّي أطيق أفضل من ذلك ، قال : اختمه في خمس عشرة ، قلتُ : إنّي أطيق أفضل من ذلك ، قال : اختمه في عشر . قلتُ : إنّي أطيق أفضل من ذلك ، قال : اختمه في خمس ) ، قلتُ : إنّي أطيق أفضل من ذلك فما رخص لي ) (30) .
    وقد روي في غير هذا الحديث ، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له أوّل مرّة ، ( اقرأ القرآن في أربعين ) (31) .
    2 ـ وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله : ( لم يفقه مَن قرأ القرآن في أقل من ثلاث ) (32) . فأيّ قرآن يشير إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنْ لم يكن مجموعاً ، ومتداولاً بما تتيسّر قراءته عند المسلمين .
    3 ـ ومن المشهور الذي لا يُجهل أنّ عمر بن الخطاب (رض) أقام من صلى التراويح بالناس في ليالي رمضان ، وأَمَرَه أنْ يقرأ في الركعة الواحدة نحواً من عشرين آية ، فكان يُحْيَى القرآن في الشهر مرّتين .
    ومعلوم أنّ ذلك لم يكن من المصحف الذي كتبه زيد ؛ لأنّ المصاحف لم تُنسخ منه (33) .
    وهذا تصريح بوجود المصاحف المغايرة لِمَا استنسخه زيد ، وأنّ سيرة المسلمين عليها إذ لم يعمَّم مصحف زيد .
    وصاحب الرأي السابق يذهب صراحة أنّ القرآن كان منظوماً ومجموعاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (34) .
    وقد يقال بأنّ الكتابة كانت محدودة في عصر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وقد يحول هذا دون تدوين القرآن ، فيُقال إنّ عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وعصر أبي بكر واحد ، فما يُقال هناك يُقال هنا ، على أنّ موضوع الكتابة لا يخلو من مبالغة ، فهي وإنْ كانت محدودة النطاق ، ومقتصرة على طبقة من الناس ، فإنّنا نشكّك كثيراً في تحديد الأرقام التي أوردها المؤرّخون ، ولنا عليها مؤاخذات ليس هذا موطن بحثها ، ويزداد شكّنا حينما نلمح البلاذري يقول : ( دخل الإسلام وفي قريش سبعة عشر رجلا يكتب )(35) .
    أو ما أورده ابن عبد ربّه الأندلسي : ( لم يكن أحد يكتب بالعربية حين جاء الإسلام ، إلاّ بضعة عشر رجلاً ) (36) .
    لا ريب أنّ العرب كانت أُمّة أُمِّيَّة ، إلاّ أنّ هذه الأرقام لا تتناسب مع ذِكْر القرآن للكتابة وأدواتها ومشتقّاتها بهذه الكثرة ، على أنّ للأُمِّيَّة دلالات أخرى ، لعلّ مِن أفضلها ـ تعليلاً ـ ما رواه ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً ... ) (37) .
    قال الصادق : ( كانوا يكتبون ، ولكن لم يكنْ معهم كتاب مِن عند الله ، ولا بُعث إليهم رسولٌ فَنَسَبَهُم اللهُ إلى الأُمِّيِّين ) (38) .
    ومهما يكن مِن أمرٍ فَأُمِّيَّة مَن أسلم ، وقلّة الكَتَبَة ، وتَضاؤل وسائل الكتابة ، لم تكن موانع تحول دون تدوين القرآن .
    فلقد اتّخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم عدداً من الكُتّاب للقرآن الكريم في كلٍّ مِن مكّة والمدينة ، في طليعتهم الخلفاء الأربعة ، وزيد ، وأبي (39) .


    يتبع
    sigpic

  • #2
    قال القاضي أبو بكر الباقلاني :
    ( وما على جديد الأرض أجهل ممّن يظنّ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنّه أهمل في القرآن أو ضَيّعه ، مع أنّ له كُتّاباً أفاضل معروفين بالانتصاب لذلك من المهاجرين والأنصار ، فمِمَّن كتب له مِن قريش من المهاجرين : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وزيد بن أرقم ، وخالد بن سعيد ، وذكر أهل التفسير أنّه كان يملي على خالد بن سعيد ثمّ يأمره بِطَيّ ما كتب وخَتْمِهِ .. ومنهم الزبير بن العوّام ، وحنظلة ، وخالد بن أسد ، وجهم بن الصلت ، وغير هؤلاء .. ) (40) .
    ولا شك أنّ الكتابة كانت تخضع للإشراف المباشِر من قِبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالذات ؛ ليكون النص مطابقاً للوحي ، كما مرّ في حديث خالد بن سعيد ، وكما روى زيد بن ثابت : ( كنتُ أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يملي عليّ ، فإذا فرغتُ ، قال : اقْرَأْهُ ، فأَقْرَأُهُ ، فإنْ كان فيه سِقْط أَقَامَه ، ثمّ أَخْرُج به إلى الناس ) (41) .
    ولقد كان العرب في جاهليّتهم يهتمّون اهتماماً كبيراً في تقييد المأثور الديني ، ففي حديث سويد بن الصامت : أنّه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لعلّ الذي معك مثل الذي معي .
    فقال : ( وما الذي معك ؟ ) .
    قال سويد : مجلّة لقمان .
    فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اعْرِضْهَا عَلَيَّ ، فعرضها عليه ، فقال له : إنّ هذا الكلام حسن ، والذي معي أفضل من هذا ، قرآن أنزله الله تعالى ، هو هدى ونور )(42) .
    وإذا كان اهتمام العرب في الجاهلية بمثل هذا المستوى من الجَمْع والتدوين للموروث الثقافي أو الديني ، فكيف يكون اهتمامها بالقرآن الكريم ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلّم بين ظهرانيهم يدعوهم إلى حِفْظِهِ ومدارسته والقيام به . لكأنّني بالآية حينما يتلوها الرسول الأعظم تتلاقفها الصدور لتدوّنها في السطور ، ولقد كان مِن سيرته متى ما أسلم أحد من العرب دَفَعَه إلى الذين معه ، فعلّموه القرآن ، وإذا هاجر له أحدٌ من أصحابه أَوْكَلَهُ إلى مَن يعلّمه القرآن : ( فكان الرجل إذا هاجر دفعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى رجل من الصحابة يعلّمه القرآن ، وكان يُسْمَع لمسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضَجة بتلاوة القرآن ، حتى أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنْ يخفضوا أصواتهم لِئَلاّ يتغالَطوا ) (43) .
    إذن ، كيف كان يتمّ تعليم القرآن ؟ وكيف كانت تلاوته ؟ لا أشكّ أنّ ذلك كان في مِدْوَنٍ ما ، ولا يمنع ذلك من الحفظ في الصدور .
    يقول محمد عبد الله دَرَاز : ( إنّ النص المنزَل لم يقتصر على كونه ( قرآناً ) أو مجموعة من الآيات تُتْلَى أو تُقرَأ ، وتُحفَظ في الصدور ، وإنّما كان أيضا ( كتاباً ) مدوّناً بأعداد ، فهاتان الصورتان تتضافران وتصحّح كلّ منهما الأخرى ، ولهذا كان الرسول كلّما جاءه الوحي وتلاه على الحاضرين أملاه مِن فَوْره على كَتَبَةِ الوَحْي ) (44) .
    وممّا يدلّ على تدوينه وكتابته مجموعاً في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ مضافاً إلى ما سبق بيانه ـ ما يلي :
    1 ـ كان صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزلت عليه الآية من السورة دعا من يكتب له فيقول : ضعها في موضع كذا وكذا من السورة . وهذا من أوضح الأدلة على أن هذا الترتيب الذي رتبه الله عليه . ولأجله كان صلى الله عليه وآله وسلم يدلهم على موضع السور من القرآن ، والآية من السورة ، ليكتب ويحفظ على نظمه وترتيبه (45) .
    2 ـ لقد ورد لفظ الكتاب في القرآن والسنة النبوية القطعية الصدور ، للدلالة على ماله كيان جمعي محفوظ ، والإشارة بل التصريح في ذلك الكتاب إلى القرآن الكريم ، فقد استعمل لفظ الكتاب في القرآن بهذا الملحظ في أكثر من مائة موضع ، ونضرب لذلك بعض النماذج :
    أ ـ ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ) ، سورة البقرة : الآية : 2 .
    ب ـ ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ... ) ، سورة آل عمران : الآية : 3 .
    ج ـ ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ ... ) ، سورة آل عمران : الآية : 7 .
    د ـ ( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ... ) . سورة النساء : الآية : 105 .
    هـ ـ ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ... ) ، سورة المائدة : الآية : 48 .
    و ـ ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ... ) ، سورة الأنعام : الآية : 92 .
    ز ـ ( كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ ... ) ، سورة الأعراف : الآية : 2 .
    ح ـ ( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ) ، سورة يونس : الآية : 1 .
    ط ـ ( الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ... ) ، سورة هود : الآية : 1 .
    ي ـ ( الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ ... ) ، سورة إبراهيم : الآية : 1 .
    أفلا يدلّ هذا الحشد الهائل إلى أنّ القرآن كان كتاباً مجموعاً يُشار إليه .
    وممّا يعضده ما ورد في السنّة الشريفة من التصريح بالكتاب في عدّة مواضع ، أبرزها :
    أ ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنّي تركتُ فيكم ما إنْ أخذتم به لنْ تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) (46) .
    ب ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنّي مخلّف فيكم الثقلين ما إنْ تمسّكتم بهما لنْ تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) (47) .
    فهل يعني استخلاف الكتاب أنْ يُتْرَك بين عَسَب ورِقاع وأَلْوَاح تارة ، أو بين أَقْتَاب وأَكْتَاف ولِخَاف تارة أخرى ، أَمْ أنّ استخلافه له ينبغي أنْ يكون مجموعاً منظّماً صالِحاً لمعنى الخلافة .
    3 ـ ممّا لا شك فيه أنّ الاسم البارز والأمثل لسورة الحمد هو : ( فاتحة الكتاب ) ، ولو لم يكن القرآن مدوّناً من قِبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوحي من جبرئيل عليه السلام : ( لَمَا كان لتسميته هذه السورة فاتحة الكتاب معنى ، إذْ قد ثبت بالإجماع أنّ هذه السورة ليست بفاتحة سور القرآن نزولاً ، فثبت أنّها فاتحته نَظْمَاً وترتيباً وتكلّماً ) (48) .
    4 ـ قد يُقال بأنّ جمْع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو حفظه في الصدور ، وهذا وإنْ كان دعوى لا دليل عليها ، فإنّ مِن أبسط لوازمها أنّ الحفظ في الصدور ممّا يستدعي توافر النص بين الأيدي وتداوله للمعارضة بين ما يحفظ وبين ما هو مثبت ، ولا دليل أنّهم كانوا يحفظونه مباشرة عند تلاوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم له ، إذْ هذه الميزة من مميّزات الرسول الأعظم فبمعارضة جبرئيل عليه السلام له يحفظ النص القرآني ويستظهره وبتعهّد من الله له كما دلّ على ذلك قوله تعالى :( لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ *إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) (49) .
    ــــــــــــــــــ
    * من كتاب : تَارِيخ القُرآنِ : الدكتور محمّد حسين علي الصغير : ص64 ـ ص92 .
    (1) الخوئي : البيان : 240 ـ 246 .
    (2) المصدر نفسه : 247 ـ 249 .
    (3) المصدر نفسه : 249 ـ 251 .
    (4) المصدر نفسه : 252 ـ 256 .
    (5) المصدر نفسه : 257 .
    (6) المصدر نفسه : 258 .
    (7) ،(8) ،(9) ،(10) ظ : الزركشي ، البرهان : 1 ، 241 .
    (11) ظ : الزنجاني : تاريخ القرآن : 46 ، وانظر مصدره .
    (12) الزركشي : البرهان : 1 ، 242 وما بعدها .
    (13) الزنجاني ، تأريخ القرآن : 47 .
    (14) السيوطي ، الإتقان : 1 ، 202 .
    (15) الزركشي ، البرهان : 1 ، 239 .
    (16) السيوطي ، الإتقان : 1 ، 202 .
    (17) المصدر نفسه : 1 ، 202 .
    (18) المصدر نفسه : 1 ، 203 .
    (19) المصدر نفسه : 1 ، 203 .
    (20) الزركشي ، البرهان : 1 ، 242 .
    (21) العبادلة : عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، ظ : ابن منظور ، لسان العرب : 4 ، 269 .
    (22) السيوطي ، الإتقان : 1 ،202 .
    (23) أبو شامة ، المرشد الوجيز : 44 .
    (24) ظ : الزركشي ، البرهان : 1 ، 237 .
    (25) مقدّمتان في علوم القرآن : 25 .
    (26) الخطيب البغدادي ، تقييد العلم : 29 .
    (27) ابن أبي داود ، كتاب المصاحف : 50 ـ 88 .
    (28) المصدر نفسه : والصفحات .
    (29) الزنجاني ، تأريخ القرآن : 39 .
    (30) ،(31) ،(32) مقدمتان في علوم القرآن : 27 ـ 28 .
    (33) ،(34) المصدر نفسه : 31 .
    (35) البلاذري ، فتوح البلدان : 477 .
    (36) ابن عبد ربّه ، العقد الفريد : 4 ، 242 .
    (37) الجمعة : 2 .
    (38) ظ : الطباطبائي ، الميزان : وانظر مصدره .
    (39) ظ : الجهشياري ، الوزراء والكتاب : 14 .
    (40) الباقلاّني ، نكت الانتصار : 100 .
    (41) الصولي ، أدب الكتاب : 165 .
    (42) ظ : ابن هشام ، السيرة النبوية : 2 ، 68 والزمخشري ، الفائق : 1 ، 206 .
    (43) الزرقاني ، مناهل العرفان : 1 ، 234 .
    (44) محمد عبد الله دَرَاز ، مدخل إلى القرآن : الكريم : 34 .
    (45) مقدّمتان في علوم القرآن : 41 .
    (46) ابن الأثير ، جامع الأصول : 1 ، 187 .
    (47) الطوسي ، التبيان : 1 ، 3 .
    (48) مقدّمتان في علوم القرآن : 41 ، وما بعدها .
    (49) سورة القيامة : الآية : 16 ـ 17 .
    sigpic

    تعليق


    • #3

      بسم الله الرحمن الرحيم
      ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

      هناك بعض النقاط أحب أن أشير اليها:-

      1- ممّا لا يختلف عليه إثنان هو انّ القرآن الكريم دستور الاسلام العظيم ومعجزة النبي صلّى الله عليه وآله..
      لذا فمن غير المعقول أن يكون بهذه الأهمية أن يترك من غير جمع..
      2- انّ النبي صلّى الله عليه وآله كان يعلم بما سيحصل لأمته الى يوم القيامة فضلاّ عن الوقت القريب بعد وفاته، فكيف لم يجد حلاًّ للاختلاف الذي سيحصل بعده حول هذا المعجز العظيم..
      3- نجد بأن الكتب السماوية السابقة قد دوّنت وحفظت عند متبعيهم، فكيف بالقرآن الذي هو خاتمة تلك الكتب بل أعظمها وأقدسها..
      4- كيف يمكن لمن يأتي بعد النبي صلّى الله عليه وآله إذا لم يكن معصوماً (وهذا مايقرّونه القوم) أن يجزم بأن الذي جمعه هو بعينه الذي نزل على الرسول صلّى الله عليه وآله، ثم أنّى لنا أن نعلم انّه لم يتّبع أهواءه أو استحساناته وخاصة بأن الأمة بعد وفاة نبيها قد عاشت الكثير من التجاذبات..

      الأخ القدير عمّار الطائي..
      سلمت أناملك على ما طرحته علينا من موضوع بغاية الأهمية لما فيه من توضيح لنقاط قد تساهم بانجلاء الغشاوة لمن يريد أن ينظر الى الحقيقة...

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X