إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فضائل علي ابن ابي طالب ( ع ) وأثر شهادته في التاريخ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فضائل علي ابن ابي طالب ( ع ) وأثر شهادته في التاريخ


    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على محمد المختار وعلى علي الكرار والسلام على الآل الأطهار وعلى أصحاب النبي الأبرار وبعد...
    فأي قلم هذا الذي يخط سطوره بغير انكسار وأي فكر يحوي هذا الذي هو مسلم ولكن ليس كباقي المسلمين وهو مؤمن ولكن ليس كباقي المؤمنين؟
    نعم فنحن نتحدث عن علي بن أبي طالب الذي تربى بين يدي خير الأولين والآخرين محمّد صلى الله عليه وآله أجمعين، ولعل الحديث عن مقامه وعن شهادته وأسبابها وآثارها من أبرز المواضيع التي دارت حولها الكتب التاريخية والعقائدية التي تتحدث عنه، ولكننا لسنا بصدد التحقيق والتدقيق فذلك موكول لمواضع أخرى وأن كل ما أردته من خلال هذا البحث هو فتح نافذة صغيرة تطل على تاريخ هذه الشخصية العملاقة كي يطلع عليها المسلم ليتعرف على بعض الأمور المجمع عليها عند المسلمين حول أسد الله الغالب علي ابن أبي طالب عليه السلام، ولا يسعنا هنا إلا التكلم باختصار مقتضب ونقل كلمات بعض الأعلام في فضله ومكانته الدينية والتاريخية والاجتماعية والسياسية، وإذا عرفنا دور وفضل علي ابن أبي طالب فسوف نعرف بالنتيجة أي شيء فقد المسلمون بعد قتله عليه السلام.

    وجود الإمام علي كان رادعا للأعداء:
    إن المنافقين والأعداء المشركين والخوارج الذين شنوا حروبا مع الإمام علي كانوا من أهم المخاطر على الإسلام والمسلمين، فالخوارج مثلا حاربوا عليا كما حاربوا معاوية، واستمروا على مبادئهم الضالة وتعصبهم العنجهي إلى أن تشتتوا بعد نيف من عقود الزمن، لذلك نجد معاوية حين انهزم أهل الشام أمام الخوارج يقول لشيعة أهل الكوفة (والله لا أمان لكم عندي حتى تكفوهم.. فخرج أهل الكوفة فقاتلوهم فقالت الخوارج أليس معاوية عدونا وعدوكم؟ دعونا حتى نقاتله فإن أصبنا كنا قد كفينا كم عدوكم، وأن أصبنا كنتم قد كُفيتمونا.. الخ)
    كما أن الأمير عليه السلام قال في الخطبة 94 من نهج البلاغة( شرح محمّد عبده):
    (والله لا يزالون عليكم حتى لا يدعوا لله محرماً إلا استحلوه ولا عقدا إلا حلوه وحتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا دخله ظلمهم..)
    لهذا فإن من الصالح جداً للخوارج أن يقتلوا علياً ويتخلصوا منه لذلك خاضوا ضده الحروب بكل طاقاتهم إلا أنهم لم يفلحوا وكيف ينتصرون عليه وهو ضرغام كل الحروب الإسلامية المعروفة فلجئوا إلى الاغتيال بالغدر والحيلة.
    ولهذا نقول لو لم يقتل علي بن أبي طالب لما لمَ الخوارج شملهم وأعادوا حروبهم ولو لم يقتل لما استطاع بنو أمية بملكهم أن يتجرأوا ليقتلوا سيدي شباب أهل الجنة، الحسن بعد أن دسوا له السم والحسين بعد أن غدروا به وقتلوه في صحراء كربلاء، يقول المسعودي في مروج الذهب: (ووجد بالحسين يوم قتل ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة، ضرب زرعة بن شريك التميمي كفه اليسرى، وطعنه سنان ابن أنس النخعي ثم نزل فاحتز له رأسه، وفي ذلك يقول الشاعر:
    وأي رزية عدلت حسيناً غداة تبينه كفا سنان)

    إنصاف علي وعدله:
    كان علي بن أبي طلب عليه السلام في غاية العدل والإنصاف حتى أنه كان يهتم بتوزيع كل ما في بيت مال المسلمين ويكنسه بنفسه بعد أن يوزع ما فيه على الناس، مما زاد في محبته عند اصحابه وأعوانه، لذلك ينقل عن الصواعق المحرقة أن معاوية قال لخالد بن معمر: لم أحببت علياً علينا؟
    قال: على ثلاث خصال: على حلمه إذا غضب، وعلى صدقه إذا قال، وعلى عدله إذا حكم)، وقال ابن مسعود في الجزء الثاني من مروج الذهب: (وانتزع علي أملاكاً كان عثمان أقطعهما جماعة من المسلمين، وقسم ما في بيت المال على الناس، ولم يفضل أحداً على أحد...)

    علي أعلم الصحابة:
    علي والقضاء، علي وتبليغ الأحكام، علي والقران...، كل هذه العناوين والأمور كانت واضحة جداً في علي ابن أبي طالب، ففي القضاء تكفينا حوادث رجوع أبو بكر وعمر له عندما يتوقفان في قضية ما حتى أن عمر كان يكرر قولته المشهورة (لو لا علي لهلك عمر) كما تلاحظ ذلك في كلمات بعض الاعلام ففي كفاية الطالب للكنجي نجده يقول (... وروي أن عمر أمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر، فرفع ذلك إلى علي عليه السلام فنهاهم عن رجمها وقال: أقل مدة الحمل ستة أشهر فأنكروا ذلك، فقال: هو في كتاب الله تعالى قوله عز اسمه (وَحَمْلُهُوَفِصَالُهُثَلَاثُونَشَهْرًا) ثم بين مدة ارضاع الصغير بقوله (وَالْوَالِدَاتُيُرْضِعْنَأَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِكَامِلَيْنِ) فتبين من مجمع الآيتين أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، فقال عمر: لو لا علي لهلك عمر).
    وغير هذه الحادثة يوجد الكثير مع بعض الصحابة مما يدل على غزارة علم علي بن أبي طالب ،أما في التبليغ للأحكام فكان مرجعاً للصحابة ومبادراً لتعليمهم وكان عليه السلام قد أعتكف في داره ليكتب الأحكام ويدونها طبقاً لما أخبره النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وطبقاً لما سمعه منه في حياته معه، حتى أن النبي (ص) قال: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) فكان علي عليه السلام بعد أن انتهى من كتابة تلك الصحيفة الجامعة للأحكام يخرج إلى المسجد ويحدث الناس بما فيها وقد نُقل أنه كان يعلقها في بعض الأحيان قرب المنبر فيذهب الناس لقراءتها.
    قال الحافظ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب:
    (وكان علي كبير البطن وكان يسمى الأنزع البطين، والمشهور من الأنزع أنه الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته، وقيل: هو الأنزع من الشرك لأنه لم يشرك بالله تعالى طرفة عين، وقد سألت بعض مشايخي عن معنى قولهم: ـ كرم الله وجهه ـ فقال: يعنون بذلك أنه لم يسجد لصنم فكرمه الله تعالى عن السجود لغيره. ويقال: هو البطين من العلم لغزارة علمه وفطنته وجدة فهمه، كان عنده لكل معضلة عتاد، ورزق خشية الله عز وجل، ولهذا كان أعلم الصحابة).
    وفي تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين عن ابن مسعود انه قال: ( قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزء واحد وعلي أعلم بالواحد منهم ).

    اثر شهادة الأمير (ع ) في التاريخ:

    بعد ما تطرقنا لرؤوس أقلام حول فضل ومكانة وعظمة هذا الطود الشامخ نعرف بأن فقده سيكون له كبير الأثر في التاريخ والدين والمجتمع.
    - فبعد أن قتل عليه السلام قويت شوكة الخوارج وعاثوا في الأرض تخريباً وداوموا على خوض الحروب، فكما أنهم حاربوا علياً نجدهم حاربوا معاوية بل وحاربوا أعداء الإمام نفسه وهي الدولة الأموية، وكانوا من أبرز العوامل التي أسقطت تلك الدولة رغم أن نفس الخوارج حاربوا عليا واغتالوه!!.
    ـ وبعد أن قتل الأمير عليه السلام نعرف أيضاً بأن الاسلام فقد أعلم المسلمين بالإسلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم واقضاهم وأنصفهم فلم يعد للمسلمين مرجعا فقهيا إسلاميا يعودون إليه أو يسترشدون به عند اضطرابهم.
    ـ ولو لم يُقتل علي بن أبي طالب لما قُتل الحسين هو وأصحابه السبعين بجيش جرار قوامه في حدود السبعين ألف فارس!!!.
    ـ ولو يُقتل علياً عليه السلام لما أفسد المنافقون في الأرض ولما وقعت وحدثت وقعت الحرّة المخزية، ولو لم يقتل علي عليه السلام لما تقمص بنو أمية الخلافة، ولما حدثت تلك الفتن والحروب والخلافات بعد قتله ولعل نفس الإمام أشار في خطبة له إلى ذلك عندما قال(في الخطبة 89 من كتاب نهج البلاغة لمحمد عبده):
    (ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية، فإنها فتنة عمياء، مظلمة عمت خطتها وأصاب البلاء من أبصر فيها، وأخطأ البلاء من عمي عنها وأيم الله لتجدن بني أمية لكم أديان سوء بعدي ، كالنار الضروس، تعذم بغيها، وتخبط بيدها وتزبن برجلها وتمنع درها...
    لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نافعاً لهم أو غير ضائرٍ بهم.... ولا يزال بلاؤهم حتى لايكون انتصار أحدكم منهم إلا كانتصار العبد من ربه، والصاحب من مستصحبه. ترد فتنتهم شوها مخشية، وقطعاً جاهلية، ليس فيها منار هدى ولا علم يرى... الخ).
    وقد صدقت أم المؤمنين عائشة حين قالت لما بلغها قتل علي:
    ( لتصنع العرب ما شائت فليس لها أحد ينهاها ).



    كلمات بعض الأعلام في فضل علي عليه السلام:
    1 ـقال ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 1:
    (ما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على الذمة على تكذيبهم بالنبوة، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة، وتصور ملوك الفرنج والرم"الروم" صورته في بيعها وبيوت عبادتها حاملاً سيفه مشمراً لحربته، وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافهما: كان على سيف عضد الدولة بن بويه وسيف أبيه ركن الدولة صورته، وكان على سيف الب ارسلان وابنه ملكشاه صورته كأنهم يتفاءلون به النصر واالظفر، وما أقول في رجل أحب كل أحد أن يتكثربه، وود كل أحد أن يتجمل ويتحسن بالانتساب إليه حتى الفتوة التي أحسن ما قيل في حدها أن لا تستحسن من نفسك ما تستقبحه من غيرك؛ فإن اربابها نسبوا إليه وصنفوا في ذلك كتباً وجعلوا لذلك اسناداً أنهوه إليه وقصروه عليه وسموه سيد الفتيان وعضدوا مذهبهم بالبيت المشهور المروي أنه سمع من السماء يوم أحد (لا سيف إلا ذورالفقار ولا فتى إلا علي).

    2 ـ محمد بن ادريس الشافعي:
    أخرج البيهقي أنه قيل للشافعي ما نفر الناس في علي إلا أنه كان لا يبالي بأحد؛ فقال الشافعي: (إنه كان زاهداً والزاهد لا يبالي بالدنيا وأهلها وكان عالماً والعالم لا يبالي بأحد، وكان شجاعاً والشجاع لا يبالي بأحد، وكان شريفاً والشريف لا يبالي بأحد).
    3 ـ قال أبو توبة مؤدب الواثق (سمعت إبراهيم بن رياح يقول: تستحق الخلافة بخمسة أشياء بالقرب من رسول الله (ص) والسبق إلى الإسلام والزهد في الدنيا والفقه في الدين، والنكاية في العدو، فلم يرهذه الخمسة الأشياء إلا في علي).
    روى ابن تيمي عن أبيه قال (فضل علي بن أبي طالب على سائر الصحابة بمئة منقبة وشاركهم في مناقبهم)؛
    ولو لا ضيق المقام لذكرنا سيلاً من الفضائل له عليه السلام.
    خاتمة:
    قال علي عليه السلام (هلك في اثنان محب غال ومبغض قال).
    بسبب ضخامة هذا العالم العملاق وعظمة فضائله الكثيرة حار فيه الناس واختلفوا فالبعض أفرط في حبه وقال بأنه رب ، وهؤلاء أحرقهم الإمام عليه السلام وهم أحياء والبعض الآخر أخذه الحقد فقام بالتقول على الإمام وسبه وشتمه والطعن فيه، وبعض آخر لم يلتفقت إلى أي من فضائله حتى كونه تربى في حجر الرسول (ص) واعتبره صحابي عادي كباقي الصحابه، وبعض نظر إلى نفس اقوال الإمام فعمل بها فلم يغالي في حبه ولم ينقصه حقه وقد ذكرت لكم بعض من كلمات بعض الأعلام فيه رغم أني أهملت كثيراً من كلمات علماء أخرين، هذا هو تمام الكلام في هذا البحث المختصر الصغير وارجوا من الباري أن يمن عليَّ بفضل منه كثير.

    والحمد لله رب العالمين.
    sigpic

  • #2
    بارك الله بيك

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة جعفر حسين مشاهدة المشاركة
      بارك الله بيك
      الاخ العزيز
      جعفر حسين
      اشكر تواجدكم النير
      sigpic

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X