إعلم أن الوصول إلى الكمال والتمام لا يحصل إلا بالنظام، وذلك لا يتم إلا بوجود الإمام.
فوجوده مقرب إلى الطريق المفضي إلى الكمال.
ويأمر بالعدل، وينهى عن الفحشاء والمنكر، فلا بد من وجوده، ما دام التكليف باقياً.
ويجب أن يؤمن عليه مثل ما يؤمن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من التغيير والتبديل ، فيكون «معصوما».
ويجب أن يكون أعلم أهل زمانه ، فيما يتعلق بالمصالح الدينية والدنيوية.
ونعلم أنا لا نعرف من هذه صفته إلا بإعلامٍ من قبل الله، وهو:
إما أن يعلمنا على لسان نبيه، وهذا هو «النص».
وإما بالعلم المعجز عقيب دعواه، عند فقد حضور النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وإذا ثبت هذا، فالإمام ـ على هذه الصفات، بعد نبينا
صلى الله عليه وآله وسلم ، بلا واسطةٍ ـ أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام.
لأن الناس ضربان:
أحدهما لا يوجب الإمامة ، وهذا يكذبه فعله، واحتياجه إلى الإمام.
والآخر يوجبها.
والقائل بوجوبها على ضربين:
منهم من قال بوجوبها شرعاً ، وهو باطل؛ لأنه لو لم يرد الشرع لعلمنا أن الخلق لابد لهم من ناظمٍ يكون أعلم منهم بنظمهم على طريقٍ مستقيمٍ.
ومن قال بوجوبها عقلاً: يعتبر الصفات التي ذكرناها ، وكل من أثبت الصفات لم يثبتها إلا لأمير المؤمنين عليٍ عليه الصلاة والسلام.
فالقول بوجوب العصمة، مع إثباتها لغيره، خروج عن الإجماع.
ولأن الأخبار المتواترة ـ من طريق الخاصة والعامة ـ دلت على تنصيص النبي عليه وآله السلام، عليه وعلى أولاده.
والأخبار المتواترة تفضي إلى العلم؛ إذا لم تكن عن تواطؤٍ، ولا ما يجري مجرى التواطؤ؛ من المراسلة، وهذا لا يمكن في رواة أخبار النص مع تباعد الديار، وعدم معرفةأهل كل بلدٍ لأهل بلدٍ آخر؛ فعلم
أنه لا جامع لهم على نقل هذه الأخبار إلا صدقها.
وبعده لأولاده، إلى الثاني عشر عجل الله فرجه، والدليل على إمامته نص النبي عليه، ونص آبائه، وقولهم حجة.
ودليل وجوده ـ على الجملة ـ هو ما دل على أن الزمان ـ مع بقاء التكليف ـ لا يجوز أن يخلو من إمامٍ معصومٍ هو أعلم أهل زمانه
منقول
تعليق