إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ألف بيت في وليد البيت

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألف بيت في وليد البيت

    1- لا تعذلِ العيـنَ أن أرخـتْ عَزاليهـا فالشـوقُ سائقُـهـا والبَـيْـنُ مُجريـهـا
    2- والهـمُّ يُسهدُهـا والطيـفُ يُسعـدُهـا والدمـعُ ينجـدُهـا والـوعـدُ يُغريـهـا
    3- وللأمانـي بهـا فـي كــلِّ آونَــةٍ وحــيٌ يقرّبـنـي منـهـا ويُقصيـهـا
    4- إنّي على العهـدِ مـا ناحـتْ مُطَوَّقَـةٌ تـبـثُّ للنـفـسِ أشجـانـاً فتُشجـيـهـا
    5- وحدي بدائـيَ لا أشكـو إلـى أحـدٍ لعـلَّ صـبـريَ دون الـنـاسِ يُسليـهـا
    6- إنّ الليـالـي عجيـبـاتٌ خلائقُـهـا ترمـي المحـبَّ بسهـمٍ مـن تجافيـهـا
    7- يا ليتَ ذا السهمَ يوري قلـبَ عاذلتـي بـجـذوةٍ أو لـعـلَّ السـهـمَ يُصليـهـا
    8- أقلّـبُ الـطـرفَ لا داراً أٌسائلـهـا ولا رسومـاً عسـى أشـكـو لعافيـهـا
    9- أبيـتُ والليـلُ بالظلـمـاءِ ملتـحـفٌ والأرضُ بالثلـجِِ قـد غطّـت روابيـهـا
    10- مثلَ السّليـمِِ ضجيـعَ الهـم ِّمفترشـاً جمـرَ الضلـوعِ فتكويـنـي وأكويـهـا
    11- وقد يعـنُّ صـدى صمـتٍ فيحسبـهُ سمعـي سميـراً سعـى للنفـسِ يلهيـهـا
    12- فاستفيـقُ علـى الأنفـاسِ لاهبُـهـا سـوطُ العـذابِ وذاك الصمـتُ يذكيـهـا
    13- وتستهـلُّ مصونـاتٌ أضَـنُّ بـهـا لوقفـةٍ عـنـد مــن أهــواهُ أبديـهـا
    14- حسرى فتعرف كم قاسيتُ مـن سَقَـمٍ وبالـمـدامـعِِ حـسـبـي أن أحيّـيـهـا
    15- لا يعرفُ الحبَّ من ذاقـت نواظـرُهُ طعـمَ المنـامِِ ومــا ذابــتْ مآقيـهـا
    16- ومنْ يَرَ العشقَ في طرفٍ بـه حَـوَرٌ أوْ قـدِّ بــانٍ فـقـد أعـيـاهُ تشبيـهـا
    17- فما لقيسٍ سـوى ليـلاهُ مـن شُغُـلٍ فـي كـلِّ شـيءٍ يـرى ليلـى فيبكيـهـا
    18- ولا يُـلامُ أخـو عبـسٍ إذا برقـت بيـضُ السيـوفِ بومْـضٍ مـن تجلّيـهـا
    19- أنْ يوسـعَ السيـفَ لثمـاً أو يعانقََـهُ فإنمـا العشـقُ أنْ تفـنـى بـمـا فيـهـا
    20- إني سلكـتُ دروبَ العشـقِ مُرديـةً والعشـقُ بالنفـسِ دون المـوتِ يلقيـهـا
    21- وما شقيـتُ فلـي شـوقٌ يؤانسنـي في وحشـةِ الـدربِ أو ذكـرى أناجيهـا
    22- برغمِِ مـا ذقـتُ مـن دهـرٍ أكابـدُهُ شتّـى الـصـروفِ وأسـقـام ٍأقاسيـهـا
    23- ولي من الأمسِ أشجـانٌ تكـدِّر لـي سوانـحَ الصَّـفْـوِِ إنْ مــرّتْ بناديـهـا
    24- والخالياتُ مـن الأيـامِ قـد رحلـتْ مـلأى الهمـومِِ وقــد أودتْ دواهيـهـا
    25- لم يُبْقِِ لي الدهرُ في الأفراحِِ من وَطَرٍ حتـى كـأنّـي بــلا قـلـبٍ ألاقيـهـا
    26- لا أرتجي الدهرَ يومـاً أن يُسالمنـي وآل أحـمــدَ بـــالأرزاء يرمـيـهـا
    27- آلُ الرسول وهم أهـلُ الكِسـا وبهـم باهـى الملائـكَ فـوق العـرشِ باريهـا
    28- هم حيدرُ الطهرِ والزهـراءُ فاطمـةٌ والمجتـبـانِ مــن الدنـيـا لهـاديـهـا
    29- ريحانتـا أحمـدٍ أبـنـاءُ زهـرتـهِ خيـرُ الـورى بعـدَهُ مَـنْ ذا يُدانيـهـا؟
    30- من أنـزل اللهُ فـي القـرآن حبَّهـمُ فرضـاً علـى النـاسِ دانيهـا وقاصيهـا
    31- مَنْ أذهبَ الرّجسَ عنهم ثـمَّ طهَّرهـم مـن كــلِّ موبـقـةٍ لطـفـاً وتنزيـهـا
    32- سادوا البريَّةَ في علـمٍ وفـي عمـلٍ سـلِ المكـارمَ مـن أزجـى غَواديـهـا؟
    33- عِدْلُ الكتـابِ ولـولا سَيْـبُ نائلِهِـم لـم يرعـوِ النـاسُ عـن غـيٍّ يُداجيهـا
    34- الناطـقـونَ إذا آيـاتُـهُ صمـتَـتَ والراشـدونَ إلـى أقـصـى مَراميـهـا
    35- قد خصَّهـا الله بالقـرآنِ إذ ورثـتْ أجـرَ الرسالـةِ عـن فـخـرٍ ليجزيـهـا
    36- وهـم إلـى الله أبــوابٌ مفتَّـحـةٌ وبـابُ حِطّـةَ فــي أمــنٍ تُحاكيـهـا
    37- فُلْكُ الأمانِ لأهل الأرضِ من غـرقٍ تـبـاركَ الله مُجـريـهـا ومُرسـيـهـا
    38- لم ينـجُ كنعـانُ إذ آوى إلـى جبـلٍ وإنّمـا المـاءُ قـد غـطّـى رواسيـهـا
    39- وقد نجا نوحُ بالفلـكِ التـي حملـت مـن كـلِّ زوجيـنِ واخُسْـراً لجافيـهـا
    40- وهم نجاةُ الـورى مـن كـلِّ غائلـةٍ لـم تُبـقِ للـديـنِ والدنـيـا عَواديـهـا
    41- وما نجا من لظى مـن كـان شانِئَهـا ولا عـدتْ جنّـةٌٌ مـن كــان راجيـهـا
    42- جزاهـمُ اللهُ أجـراً كـلَّ مَكْـرُمَـةٍ مَنْ ذا مِنَ الخلـقِ فـي فضـلٍ يُباريهـا؟
    43- قـد باهـل الله نجـرانـاً بفضلـهـمُ إذ لم يكن فـي الـورى شـأواً يضاهيهـا
    44- فاختار بين النسـاءِ الطهـرَ فاطمـةً والشبَّـريـنِ مــن الأبـنـا ثقفّـيـهـا
    45- ونفسَـهُ حيـدراً أكــرمْ بحـيـدرةٍ فخـابَ نجـرانُ وانصـاعـتْ لداعيـهـا
    46- وخيَّبَ الشركَ مـن بالبيـتِ مولـدُهُ وتـلـك أكـرومـةٌ سبـحـانَ موليـهـا
    47- قد خصَّها اللهُ بالمولـى أبـي حسـنٍ دون الخـلائـقِ فـازدانـتْ براعـيـهـا
    48- واستبشرَ البيـتُ إذ أمَّتـهُ فاطمـةٌ وداعــيَ اللهِ بالبـشـرى يوافـيـهـا
    49- وافتـرَّ عـن آيـةٍ لـلآنَ ظاهـرةٍ هيهـاتَ مـا تلكـمُ الأستـارُ تخفيـهـا
    50- تنبيـكَ أنَّ لأهـلِ البيـتِ مرتـبـةً فـوق المراتـبِ لا تُـرقـى مَراقيـهـا
    51- ذي مريـمٌ حينمـا وافتـه خائفـةً إذ جاءهـا الطَّلْـقُ هـلا كـان يؤويهـا؟
    52- هزّي إليك بجذعِ النَّخـلِ والتمسـي سَقْـطَ الثمـارِ بـذا أضحـى يناديـهـا
    53- أما لعيسـى نبـيِّ اللهِ مـن خطـرٍ يسمـو بمريـمَ حيـث البيـتُ يحميهـا؟
    54- جاءتـه فاطـمُ والبشـرى تلكلِّلهـا تاجـاً مـن الفخـرِ والدنـيـا تغنّيـهـا
    55- تدعو الإلـهَ بقلـبٍ مؤمـنٍ لَهِـجٍ وخالـقُ الكـونِ سَمْـتَ البيـتِ يدنيهـا
    56- فضمَّها البيـتُ والأمـلاكُ محدقـةٌ ترقَّـبُ الـوعـدَ إنَّ الـوعـدْ آتيـهـا
    57- فشعَّ في الكعبـةِ الغـرّاءِ مُشْرِقٌهـا نــوراً لنـائـرةِ الطغـيـانِ يطفيـهـا
    58- تفتَّقََ البيـتُ عـن وجـهٍ بطلعتـهِ يُغني عن الشمسِ فـي لطـفٍ يضاهيهـا
    59- وأسفرَ الافقُ عـن شمـسٍ يجلّلُهـا وجـهُ الوصـيِّ وبـالأنـوارِ يَقريـهـا
    60- بهيبةٍ تُطـرقُ الابصـارَ لا رَمَـداً وإنمـا الشـمـسُ لا تـبـدو لرائيـهـا
    61- رأى الإلهَ فلم يسجـدْ إلـى صنـم وكيـف يسجـدُ مـن وافــى ليُفنيـهـا
    62- من سبَّحَ اللهَ قبل الخلقِ في حُجُـبٍٍ مــع النـبـيِّ لِــذاتِ الله تنـزيـهـا
    63- وقبـل آدمَ كـان النـورَ متّـحـداً بـنـورِ أحـمـدَ توحـيـداً لمُنشيـهـا
    64- ترشَّح الخلقُ مـن نورَيْهمـا فبـدا مثـلَ الأظـلّـةِ والإمـكـانُ يحويـهـا
    65- فالممكناتُ وقد جاءت علـى رُتَـبٍ مـن الكمـالِ ظِـلالُ النـورِ تحكيـهـا
    66- تسترفدُ الفيضَ من إشـراقِ طلعتِـهِ ثـرّاً مـن اللطـفِ عـن فقـرٍ ليغنيهـا
    67- تبـارك الله إذ أولـى أبـا حسـنٍ ذاتاً لهـا الوصـفُ لا يحـوي تناهيهـا
    68- لا يُدرَكُ الوصفُ في ذاتٍ لها صورٌ شتّـى معالمُـهـا والغـيـبُ يطويـهـا
    69- في كلِّ شيءٍ له سرٌّ سرى فغـدت مـن ملكِـهِ فهـو دون السـرِّ يُجليـهـا
    70- هذا الوصيُّ وخيرُ النـاسِ قاطبـةً مـن بعـد أحمـدَ قـد وافـى ليهديهـا
    71- فبارك المسجـدُ الأقصـى بمولـدِهِ الكعبـةَ الطـهـرَ إذ تـمَّـت معاليـهـا
    72- وأقبلـتْ تحمـل التوحيـدَ فاطمـةٌ وأقـبـل المـجـدُ محـبـوراً يُهنّيـهـا
    73- أمُّ الكرامِ وفرعُ الطيبِ مـن أسـدٍ وجـدُّهـا هـاشـمٌ بالـبـرِّ يُصفيـهـا
    74- خيـرُ البنيـن لهـا طـه فتغمـره سَيْـبَ الحنـانِ بفضـلٍ مـن تفانيـهـا
    75- إن قـال أمّـاهُ لبَّـتـهُ مُسـارِعَـةً وإنْ دعـتـهُ إلــى أمــرٍ يُلَبّـيـهـا
    76- غذَّتهُ عطفاً بمـا جـادت خلائِقُهـا ولم يزل يرتـوي مـن عـذب صافيهـا
    77- حتـى إذا حُمِّـلَ الهـادي أمانتـهُ وأُنـزلَ الوحـيُ بـالآيـاتِ، يُمليـهـا
    78- جاءته دونَ نسـاءِ العالميـنَ وقـد شـاءَ الإلـهُ بفضـل السَّبـقِ يوليـهـا
    79- تتلـو خديجـةَ إيمـانـاً وسابـقـةً دونَ النسـاءِ وهـذا الفـضـلُ يكفيـهـا
    80- وهاجرتْ فـي سبيـلِ الله حاملـةً هـمَّ الرسـالـةِ إذ بـاتـت تُراعيـهـا
    81- وحُمّلت في حصار الشِّعْبِ ما حملت مـن المكـارهِ فـي صـبـرٍ تقاسيـهـا
    82- قاست كما زوجُهـا، فالله شاهدُهـا والصبـرُ رائدُهـا والـرشـدُ ساعيـهـا
    83- هـذا أبـو طالـب حامـى بمنعتـه عـن النبـوّة فــي قــومٍ يُجاريـهـا
    84- ومثله كان أهلُ الكهـف إذ نصـروا ديـن الإلــهِ وذا الفـرقـانُ يُبديـهـا
    85- آووا إلى الكهفِ في صمتٍ وأمرهُمُ عــن الأنــام خـفـيٌّ لا يماريـهـا
    86- إنّ الحصافةَ وضعُ الشيء موضعَـهُ ويُبلـغُ النفـسَ مـا شــاءت أمانيـهـا
    87- تلكم قريشٌ ترى المختارَ من كثـبٍ يُبيـد مـا ســاءه منـهـا فيخزيـهـا
    88- ظنّت بهاشم ظنَّ السّـوء فابتـدرت إلـى الرسـالـة بالـعـدوان ترميـهـا
    89- ظنّـت بـأنَّ رسـولَ الله يسلبـهـا باسـم النبـوّة مجـداً فــي مغانيـهـا
    90- فعاجلتـه بغـدرٍ لا قــرارَ لــه إلا بـهـاشـمَ أن تُـبــدي فتُفنـيـهـا
    91- وجـاء دورُ أبـي الكـرّار مُستلبـاً مـا كـان يُقلقهـا أو كــان يُغريـهـا
    92- فأضمر الديـنَ كـي يحمـي بقيَّتـه ـ من كـلِّ نائبـةٍ ـ مـن بـأس شانيهـا
    93- إنّ السياسـةَ إن أبـدت قوادمَـهـا للناظريـن فـقـد أخـفـت خَوافيـهـا
    94- ما ساد بالمال فـي قـومٍ مبادؤهـم قامـت عليـه ومـا جـازت مَباديـهـا
    95- وإنمـا سـاد بالأخـلاقِ فانبجسـت عيـنُ النباهـةِ فـي حـلـمٍ يُداريـهـا
    96- وساس منها نفوسـاً لا شفـاءَ لهـا عـلّ الزمـان مــن الأدواءِ يَشفيـهـا
    97- رعى النبـيَّ ولـم يُسلمْـهُ منفـرداً للضّاريـاتِ ولـنْ يخـشـى تحدّيـهـا
    98- حامى وراعى وما لانـت عزيمتُـهُ ما كـان بالكفـر بـل بالرشـد يُمضيهـا
    99- لِمْ لا يُعينُ علـى المختـار متَّخـذاً درب السّلامـةِ مــن ذا لا يُرجّيـهـا؟
    100- أودى بـه الهـمُّ والأيـام عابسـة في وجهـهِ السّمْـحِ مـا أنكـى لياليهـا!
    101- ربَّ اللئـام أعـدّوا نَيـلَ غايتهـم مـن النبـيّ بمكـرٍ مــن طَواغيـهـا
    102- حتى تقادَمَ عامُ الحزن مذ غربـت شمس الشمـوس وكـان الخلـد ناعيهـا
    103- جاءت برعنـاءَ شوهـاءٍ مكـدَّرةٍ وَقودهـا الجهـل والأضغـانُ توريـهـا
    104- في أنّه مات في شركٍ وفي عَمَـهٍ وأنـه النـار يـوم الحـشـر صاليـهـا
    105- لو كان والـدَ عمـرٍو أو معاويـةٍ لـكــان أسـبـقَـهـا لله تـألـيـهـا
    106- لكنّه والدُ الفـردِ الـذي نسجـت لـه السمـاءُ ثيـابـاً مــن دَراريـهـا
    107- من إسمه شقَّ من إسم العليّ فمـا فضيلـةٌ فـي الــورى إلا ويُنسيـهـا
    108- لم يُبقِ للإنس من فضـلٍ ومنقبـةٍ إلا وزاد علـيـهـا مـــا يُمَحّـيـهـا
    109- لجْ بحره تجد الدنيا ومـا وهبـت بجـوده لا بـمـا جــادت سواقيـهـا
    110- وما الأنامُ سوى إحـدى صنائعـهِ وإن تـنـكّـر ذو لـــؤمٍ أيـاديـهـا
    111- عادت علياً وشاءت أن تضارعَـهُ بالمكرمـاتِ فمـا اسطاعـت لتحصيهـا
    112- فهو المكارمُ في ذاتٍ وفي صفـةٍ وهــي المـآثـم خافيـهـا وباديـهـا
    113- رامته شخصاً فلم تظفـر بشانئـةٍ حتـى رمتـه بـإفـكٍ مــن تجنّيـهـا
    114- ماذا يضير شعاعَ الشمس إن عَميت عنـه العيـونُ ومـاذا كـان يُجديـهـا؟
    115- إن النفوسَ التي تُطوى على دَغَـلٍ هيهـات نـورُ الهـدى يومـاً يؤاتيـهـا
    116- ما أنكـرت منـه إلا كـلّ مأثـرةٍ تُنـمـى إلـيـه وفـضـلُ الله يُنميـهـا
    117- لو حاز هذا الورى منـه بمكرمـةٍ مـا عـذّب الله يـومَ الوعـدِ جانيـهـا
    118- من حبّهُ جُنّةٌ في الحشر من سُعُـرٍ نزّاعـةٍ للشَّـوى فـي قـعـر واديـهـا
    119- مـن وحّـد الله والأقـوام عاكفـة كـلّ إلـى وثــنٍ بـالـذلّ يخزيـهـا
    120- ربّـاه طــه وغـذّتـه أنامـلُـه صفواً مـن الـدِرِّ ممّـا فـاض طاميهـا
    121- يُشمُّـه عَرْفَـهُ يُغـذوه ســؤددَه وحِـجـرُهُ المـهـدُ آمــالاً يربّيـهـا
    122- يحنـو عليـه وبالأخـلاق يرفـده وفـي حـراءِ دروسَ الوحـي يُلقيـهـا
    123- وكان يسمع صوتَ الوحي حيـدرةٌ يتلـو مـن الذكـر آيــاتٍ وينشيـهـا
    124- رأى الرسالةَ رأي العينِ مُخضلـةً لفـحَ الهجيـر بنشـرٍ مــن غواليـهـا
    125- مُدَّت إليـه يـدُ التوحيـد حاملـة عهـد الإمامـة عـن سبـق لتمضيـهـا
    126- فأنذر المصطفى يومـاً عشيرتَـهُ وكــان للـديـن والدنـيـا يُرجّيـهـا
    127- وقال: يا قومُ من منكم يناصرنـي علـى الخطـوبِ إذا هبّـت سوافيـهـا؟
    128- إني لأرجو أخاً منكـم يؤازرنـي وللخلافـة مــن بـعـدي سيحميـهـا
    129- فقـام أصغرهـم سنّـاً وأوثبهـم للتضحـيـاتِ إذا نـــادى منـاديـهـا
    130- وقال: إني لها والقـوم شاخصـة منهـا العيـون وكـان الأمـر يَعنيـهـا
    131- وقـد أعـاد ثلاثـاً قولَـه وكفـى بهـنّ عــدلاً رســولُ الله يُجريـهـا
    132- جزّاه خيراً عن الإسـلام ممتدحـاً ولـم يشـأ هـكـذا بـالأمـر يُنبيـهـا
    133- حتى أقـام عليهـم حجّـةً بلغـت غـورَ القلـوبِ وقـد ألقـت مراسيهـا
    134- ناداه أنت أخي من بينهـم وكفـى خلافـة الله مــن بـعـدي ستكفيـهـا
    135- محلّ هارونَ من موسى تسيّرهـم علـى الطريـقـةِ تسقيـهـم غواديـهـا
    136- فصار أعظمَ من في الأرض منزلةً بـعـد النـبـيِّ وكــان الله مؤتيـهـا
    137- وفرّق الجمـعُ والأمـواجُ متعبـةٌ ألقـى بهـا اليـمُّ وانزاحـت دياجيـهـا
    138- وعاد حيدرُ جذلانـاً بمـا وهبـت لـه الرسالـةُ مـن نُعـمـى تساميـهـا
    139- يقي النبـيَّ بـروحٍ غيـرِ مُكتـرثٍ بالقـارعـاتِ ومــا تُلـقـي غواشيـهـا
    140- وكان كالظـلِّ يحـذو حَـذْوَ سيّـدهِ والنـفـسُ بالـمـوتِ مُقـدامـاً يُمنّيـهـا
    141- ومن غدا الموتُ دون الحـقِّ مُنيتَـهُ هانـت علـيـه مــن الدنـيـا مآسيـهـا
    142- رأى قريشاً وقـد كـادت مكائِدُهـا تـودي النبـيَّ ومَـنْ بالعطـفِ يوليـهـا
    143- فقدّم النفـسَ قربانـاً وبـات علـى فَـراشِ أحمـدَ كــي تلـقـى أمانيـهـا
    144- ويسلمُ الدينُ من غـدرٍ بـه عُرفـت تلـك النفـوسُ وقـد سـادتْ بـه تيـهـا
    145- ترقَّبوا الفجرَ أنْ يأتي بمـا رغبـوا فيستـريـحَ مــن الإســلامِ طاغيـهـا
    146- فأصبحـت وإذا الإسـلامُ مُمتشِقـاً عَضْبـاً مـن الخـزي والإذلالِ يَسقيـهـا
    147- وأيقنتْ أنَّ هـذا السيـفَ صاعقـةٌ مـن السـمـاءِ وقــد حـلَّـت بناديـهـا
    148- وكيف لا وعلـيٌّ مـن بـه قُرِنَـت معنـى البطولـةِ حيـنَ البـأسُ يَنضيـهـا
    149- يدعو إلى الموتِ من يدنو لصارمِـهِ فـلاذ بالصمـتِ خـوفَ البـأسِ عاتيـهـا
    150- ويمكـرون ولمّـا يعلمـوا سَفَـهـاً أنَّ الإلــه بسِـنْـخِ الفـعـلِ يَجزيـهـا
    151- وآبَ بالجّمْـعِ ذلُّ الدهـرِ يَسقيَـهـمْ كـأسَ الهـوانِ فـيـا بُـعـداً لحاسيـهـا
    152- وسار بالرَّكْبِ يطوي البيـدَ منفـرداً يقـي الفواطـمَ مـن هــولٍ ويحميـهـا
    153- مهاجـراً وعيـونُ القـومِ ترمُـقُـهُ كـأنَّـهُ الـمـوتُ إذ يـنـأى يُقَصّـيـهـا
    154- فأثلـجَ الله قلـبَ المصطفـى بفتـىً يطـوي المـلاحـمَ ضحّـاكـاً ليُبكيـهـا
    155- الموردُ البيضَ في سوحِ الوغى مُهَجاً والمُطعِـمُ الـمـوتَ أرواحــاً يُناويـهـا

  • #2
    156- إذ سلَّـهُ اللهُ سيفـاً ليـس تغـمـده إلا الرقـابُ إذا مــا فــاضَ جاريـهـا
    157- راض الصناديدَ والشّجعانَ صارمُـهُ علـى الـفِـرارِ إذا استبـكـى تراقيـهـا
    158- وهو الملاذُ إذا مـا الأمـنُ مُسْتَلَـبٌ والأرضُ بالجورِ قـد ضاقـت بمـن فيهـا
    159- سائلْ ببدرٍ غـداةَ الشـركُ غيهبُـهُ يُزجي الكتائـبَ مـن أفنـى ضواريهـا؟
    160- جاءتْ وقد أيقنت بالنصرِ يخدعُهـا طـيـفٌ ألــمَّ بلـيـلٍ مــن أمانيـهـا
    161- يقودها الغيُّ والكفرُ الذي مُزِجَـت بـه النفـوسُ وحـادي الحقـدِ حاديـهـا
    162- فأصبحـتْ وإذا الأحـلامُ ينسَخُهـا سيـفٌ لطائشـةِ الأحــلامِ يُرديـهـا(1)




    ____________

    1ـ الأحلام الاولى: ما يراه النائم، والثانية: العقول.

    163- أردى الوليـدَ وأردى شَيْبَـةً فغـدا مـن بعـدِ عُتبـةَ يُـردي مـن يواليـهـا
    164- يدور بالصِّيد حتى ظـنَّ أبصرُهُـمْ بـأنَّ ألــفَ عـلـيٍّ حــلَّ واديـهـا
    165- حتى رأوا منه ما لـو أنَّ أبعدَهُـمْ رامَ الفـرارَ لـنـالَ الفـخـرَ دانيـهـا
    166- تلكـم قـريـشٌ تمنَّـتْـهُ لتقتـلَـهُ فخيَّـبَ المـوتُ فـي بــدرٍ تضنِّيـهـا
    167- في طاعةِ السيفِ قد آلى لَيوردَهُـمْ عُقبـى الغـرورِ جحيمـاً ذُلَّ صاليـهـا
    168- وقد أحـال ببـدرٍ ماءَهـا سُعُـراً فـي قلـبِ هنـدٍ وقـد آلـتْ لَتطفيـهـا
    169- حتى أعدَّتْ لأحْدٍ كلَّ مـا ادَّخـرت مـن الضغـونِ ومـا نالـت بوحشيـهـا
    170- مـا ترتجيـهِ فهـذا حيـدرٌ أجَـلٌ مـا زالَ يخطـفُ أرواحــاً لأهليـهـا
    171- ظنّتْ بحمـزةَ تستشفـي ضغائنَهـا هيهـاتَ هيهـاتَ مـا الأكبـادُ تشفيـهـا
    172- عادت وسيفُ عليٍّ صـار يوقرُهـا عِـبْءَ الغـمـومِ كـأحـدٍ أو يُدانيـهـا
    173- وعاد حيـدرُ والدنيـا علـى أمـلٍ تُلقـي القِيـادَ لــه طـوعـاً ليُنجيـهـا
    174- وجلجلتْ لفظةُ التوحيـدِ وانقلبـت ريـحُ السَّـمـومِ إلــى رَوْحٍ يُغاديـهـا
    175- ولفحةُ الهوجِ عادت نفحـةً عَبقـت منهـا الجنـانُ أريجـاً نَـشْـرَ غاليـهـا
    176- وقد تلاقتْ علـى شـوقٍ يؤرّقُهـا طـولُ الفِـراقٍ وقـد مـلّـتْ تَجافيـهـا
    177- مفاخـرٌ ظلّـتْ الأيـامُ تَرقَبُـهـا فصافـحـتْ بالهـنـا كـفّـاً تُجلّـيـهـا
    178- كفّاً تجلَّـتْ بهـا للحـقِّ سطوتُـهُ وأيُّ كــفٍّ بـمـا نـالـتْ تُكافيـهـا؟
    179- وأيقن الحـقُّ أنْ لا شـيءَ يُسْلِمُـهُ للمُـرديـاتِ وقــد أقْــوَتْ بمُرديـهـا
    180- الواهبِ الحتفَ قلبَ الموتِ من فَرَقٍ والناهـبِ الـرَّوْعَ مـن قـومٍ يُراعيـهـا
    181- والمنقذِ الدينَ مـن عـادٍ وعاديَـةٍ سـوداءَ يُعـجـلُ بــالأرواحِ داجيـهـا
    182- والكاشفِ الكربَ والغمّـاءَ، هِمَّتُـهُ غـوثٌ لنـارِ غليـلِ الـحـقِّ يُطفيـهـا
    183- والمرتقي الصّعبَ لا تمتازُ ميْمَنـةٌ عـن أختِهـا مُبعِـداً بالـمـوتِ دانيـهـا
    184- لم أنسَ يوماً به الأبصـارُ خاشعـةً وللمـنـيّـةِ يـدعـوهــا مـنـاديـهـا
    185- عمرو بن ودٍّ ومـا أدراكَ صولتُـهُ وَقودُهـا الـنـاسُ لا يخـبـو تلظّيـهـا
    186- يقلّبُ الصفَّ مثلَ الكفِّ ليـس لـه غـيـر الكريـهـةِ مـرتـاداً نواديـهـا
    187- صاح النبي وملءُ البيـد صيحتُـهُ مَـنْ منكـمُ جنـةً بالنـفـس يشريـهـا؟
    188- هل من نصيرٍ يحامي عن عقيدتـهِ والناسُ فـي صَمَـمٍ عـن قـولِ ناعيهـا
    189- فما استجـاب لـه إلا أبـو حسـنٍ وهـو القـضـاءُ ولـلاقـدار مزجيـهـا
    190- لاقى ابنَ ودٍّ غداةَ الغُلْـبُ يُقعدهـا هَــولُ اللـقـاءِ إذا هـمّـت ويُثنيـهـا
    191- بعزمةٍ ما وَنَتْ عـن نَيْـلِ بُغتيهـا مـن الرقـابِ إذا مـا الشـركُ يُعليـهـا
    192- في ساعةٍ بـرز الايمـانُ منتضيـاً علـى الضلالـةِ سيفـاً ثــلَّ راسيـهـا
    193- سقاهُ من كأسهِ في ضربةٍ جمعـت غُــرَّ المنـاقـبِ إنْ عُــدَّتْ معاليـهـا
    194- بضربةٍ هدَّمت ركنَ الضـلالِ كمـا شادت صـروحَ الهـدى أنعِـمْ بماضيهـا
    195- بضربةٍ تُثقل الميـزانَ لـو وُزِنـت بهـا عبـادةُ مـن فـي الخلـق تكفيـهـا
    196- وِتْرٌ وقد شُفِعَتْ في خيبـرٍ فغـدت مـن نحـرِ مرحـب للأعقـاب تُدميـهـا
    197- في موقفٍ مُدَّتْ الأعنـاقُ راصـدةً مـن الرسـولِ نــداءً لـيـس يَعنيـهـا
    198- لرايتي في غـدٍ ليـثٌ إذا خمـدت نـارُ الهيـاج فمنـهُ الـعـزمُ يوريـهـا
    199- كلٌّ تمنّـى ولكـنْ لا سبيـلَ الـى نيـلِ الأمانـي إذا مـا الوهـمُ يُنشيـهـا
    200- ولم يكـن كفؤهـا الا أبـو حسـنٍ لـكـنَّ فــي العـيـنِ أدواءً يُعانيـهـا
    201- فمـدَّ طـه بكفـيّـهِ لــهُ فَـيَـدٌ فيـهـا دواءٌ لعـيـنِ الـديـن يشفيـهـا
    202- وفـي يـدٍ رايـةٌ للفتـحِ أودعهـا عنـد الضَّنيـنِ بهـا بالنـفـس يُفديـهـا
    203- في وقعةٍ كان لولا حيدرٌ رجحـتْ كـفُّ اليهـودِ عـلـى كــفٍّ تُقاويـهـا
    204- أبادَها حيـث لا حصـنٌ بمنجدِهِـم ولا الـدروعُ مــن الآجــالِ تُنجيـهـا
    205- ولـو تدرَّعَـتِ الأجبـالَ زلزلهـا بــأسٌ مــن الله لا يُبـقـي بَواقيـهـا
    206- بأسٌ كـأنَّ المنايـا وهـي مُجدبـةٌ بالسـائـلاتِ مــن الأرواحِ يَسقـيـهـا
    207- تعاهدا هـو والصمصـام أنْ يهبـا عـزَّ الحيـاةِ لمـن بالـرشـدِ يُحييـهـا
    208- في كـفِّ أروعَ لا تنبـو ضريبتُـهُ عنـد الـنِّـزالِ ولا تـعـدو مَراميـهـا
    209- سلوا هـوازنَ إذ سـارت كتائبُهـا تبغـي حُنينـاً عسـى تلـقـى أمانيـهـا
    210- من ساقَ جَروَلَها للموتِ؟ غيرُ فتـىً لو ناجـزَ العُـرْبَ حيـن البـأسِ يُفنيهـا
    211- من جدَّل العاصَ في الهيجا وحنضلةً نجـلَ الطليـقِ غـداةَ الـغـيّ يغريـهـا
    212- من رام خالَ أبي حفصٍ فخلَّفـهُ ال مـوتُ الوَحـيُّ ضغونـاً خـامَ داجيـهـا
    213- حتى أبو حفصَ لـم تسلـمْ طويّتُـهُ وجـمـرةُ الـثـأرِ لا تخـبـو فتُذكيـهـا
    214- وآمـن النـاسُ والمختـارُ يُخبـرُهُ وحـيُ السمـاءِ بمـا تُخـفـي ليُنبيـهـا
    215- ولـم يـدعْ موقفـاً الا وذكَّـرهـم بفضـلِ مـن كـان مشـكـاةً لساريـهـا
    216- وفي تبوكٍ غـداةَ الـرومُ جحفلُهـا بحـرٌ تلهَّـبُ مــن بــأسِ عواليـهـا
    217- تريـد إطفـاءَ نـورِ الله فانكشفـت بـذلـك الـنـورِ أســرارٌ لواعـيـهـا
    218- إذ خلَّفَ المصطفى من أهلهِ بطـلاً عـلـى المديـنـةِ يرعـاهـا ويحميـهـا
    219- فتىً كهارونَ مـن موسـى وعُدَّتُـهٌ إلا النـبـوّة مــا يُـزهـي ترجّـيـهـا
    220- والمرجفونَ أرادوا طمـسَ منقبـةٍ قـد شـاء ربّ السمـا كالشمـس يُبديهـا
    221- بيضاءَ يفزع منهـا الليـلُ منهزمـاً بـلا قـتـالٍ ولـكـنْ مــن تساميـهـا
    222- أولاهُ أحمـدُ مـا لـو أنَّ مكرُمَـةً أومتْ إلـى الأرض لاخضـرّتْ مَواميهـا
    223- أفضى إليـه بأسـرارٍ تنـوءُ بهـا شـمُّ الرِّعـانِ كطـيِّ الطـرسِ يطويهـا
    224- وسدَّ في المسجدِ الأبوابَ أجمعَهـا وبـابُ حيـدرَ ـ حـدَّ الفخـرِ ـ يُبقيهـا
    225- يوحي إليهم بـأنَّ البيـتَ مسجـدُهُ وأنـهُ مــن فِـئـامِ الـنـاسِ زاكيـهـا
    226- وأنّـه مسجـدٌ حـيٌّ تضيـق بـه دنيـا الوجـودِ فـقـد وافــى ينقّيـهـا
    227- رمـزُ السمـاءِ محـالٌ أن يدنّسَـهُ مـا يعتـري النـاسَ تطهيـراً وتنزيـهـا
    228- ما كان ذلك من وحي الهوى مقـةً وإنـمــا حـكـمــةَ للهِ يُمـضـيـهـا
    229- آلتْ عليه بـأنْ يُدنـي أبـا حسـنٍ حـتـى يُمـيِّـزَ قالـيـهـا وغالـيـهـا
    230- عن عصبـةٍ آمنـت باللهِ واتَّبعـت هـذا الوصـيَّ فضجَّـتْ مـن مآسيـهـا
    231- وأعظمُ الخطبِ عندي أنَّ كافـرةً بأنعُـمِ اللهِ شمـسَ اللـطـفِ تَنفيـهـا
    232- عن منزلٍ هي لولاهُ لمـا وردت صَفْـوَ الحيـاةِ وقـد راقـت لساقيهـا
    233- وفاتها من رجوعِ الشمس منقبـةٌ فـي كـلِّ يـومٍ لهـا أفــقٌ يُبيّيـهـا
    234- رُدَّتْ إليه وما رُدَّتْ إلـى أحـدٍ إلا ليـوشـعَ إجـــلالاً لداعـيـهـا
    235- وتلكـمُ آيـةٌ للحـقِّ محكـمـةٌ جليّـةٌ والخـصـومُ الـلـدُّ ترويـهـا
    236- كآيـةِ الطائـرِ المشـويِّ بالغـةً تُغنـي وإنْ سَمَـدت عنـهـا أعاديـهـا
    237- موتوا بغيضٍ وإلا فاهلكوا حسـداً إذ ليس يكسفُ وجـهَ الشمـس هاجيهـا
    238- هذي أميةُ هـل نالـت منابرُهـا بالنَّيْـلِ مـن حيـدرٍ إحـدى أمانيـهـا؟
    239- أم انها غـودرت أدراجَ سافيـةٍ بسُبَّـةٍ لـم تـزل فيـكـم مخازيـهـا
    240- ماذا نقِمتم؟ سوى ثأرٍ يصيح بكـم مـن آل مـروانَ لا عــادت لياليـهـا
    241- ذرهمْ يقولوا كما يحلو لهم سَفَهـاً ليـس المقـالُ عـن الأفعـال يغنيـهـا
    242- لو كان يغني لأغنت كلَّ سامعـةٍ (ذاتُ السلاسلِ) فـي ذكـرى مغازيهـا
    243- يوماً أبو بكـر للرايـاتِ يقدمهـا ولـم يكـن للوغـى عهـداً بمعطيـهـا
    244- يطوي الفِجاجَ إلى حربٍ وشاغلُهُ كيـف النـجـاةُ إذا دارت دواهيـهـا؟
    245- فعاد والخُسْـرُ يحـدوهُ وسائقُـهُ حـبُّ السـلامـةِ تُغـريـه ويُغريـهـا
    246- فأرسل المصطفى من بعده عمراً لعـلَّ بالنصـرِ بعـد الخُسْـرِ يأتيـهـا
    247- وكان يعلم مـا يأتـي بـه عمـرٌ لـكــنَّ لله أحـكـامـاً سيُجـريـهـا
    248- ولا يُـلامُ أخـو تَيْـمٍ وصاحبُـهُ علـى الفـرار فحمـلُ السيـف يُعييهـا
    249- إنَّ السيـوفَ مصونـاتٌ بكفِّهِمـا عـن التبـرُّجِ إنّ الـحـربَ تؤذيـهـا
    250- وفـي التبـرّجِ آيـاتٌ منـزَّلَـةٌ حاشـا لأمثالهـا الشيـطـانُ يُنسيـهـا
    251- لذاك عاد أبـو حفـصٍ بجحفلِـهِ إلـى الـرسـول بـأهـوالٍ يُقاسيـهـا
    252- فأرتقَ الفَتْـقَ أن نـادى بحيـدرةٍ وهـو المغيـثُ إذا نــادى مناديـهـا
    253- أنْ يا علـيُّ أعِـدْ للديـنِ هيبتَـهُ فمـن سِـواك لهـا إنْ غُـمَّ زاهيـهـا؟
    254- فقام حيدرُ وهو الليـثُ منتفضـاً بهمّـةٍ تُفـزعُ الدنـيـا ومــن فيـهـا
    255- وعاد بالنصرِ جَذلاناً وقد نزلـت (والعاديـاتُ) فيـا بـشـرى لتاليـهـا
    256- وبشَّرتْ أحمـداً بالفتـحِ مُدركـةً بــه الرسـالـةُ آمــالاً ترجّـيـهـا
    257- وأيقن الشركُ أنْ لا عيشَ في دعةٍ ما دام سيفُ الهـدى بالشّهـبِ يرميهـا
    258- وفـي بـراءةِ إيـذانٌ بمهلـكِـهِ وظُــنَّ أنَّ أبــا بـكـرٍ سيُمضيـهـا
    259- فسار بالناسِ علَّ الحـظَّ يُسعفُـهُ وبالـبـراءةِ للطّـاغـيـنَ يُخـزيـهـا
    260- لكنَّما الوحيُ قد وافـى بناسخـةٍ مـن الإلـهِ لـهـذا قــال هاديـهـا
    261- أنْ لا يبلّغهـا إلا أنــا وفـتـىً مـنّـي فحـيـدرةٌ عـنّـي يـؤدّيـهـا
    262- كان النبـيُّ علـى علـمٍ فغايتُـهُ للمسلميـنَ طريـقَ الـحـقِّ يهديـهـا
    263- بأنَّ من بعـدهِ لا كـفءَ يخلفـهُ إلا عـلـيٌّ وفــي خــمٍّ سيُنبيـهـا
    264- يـومَ الغديـرِ وحسبـي فيـه منقبـةً شـابَ الزمـانُ ومـا شـابـت نَواصيـهـا
    265- لمْ ينجبِ الدّهرُ صِنـواً فـي شمائِلِـهِ يُحيـي النفـوسَ وكـأسَ الحـقِّ يَسقيـهـا
    266- يستلُّـهُ الحـقُّ سيفـاً دون وطـأتِـهِ مـحـقُ الضـلالـةِ إنْ هـبَّـتْ سَوافيـهـا
    267- يوماً دعا فيـه طاهـا النـاسَ قاطبـةً وماجـتْ الأرضُ مــن أمــرٍ يوافيـهـا
    268- أمــرٌ مــن الله قـرآنـاً تنـزَّلَـهُ والـوحـيُ مستبـشـرٌ لــلآي تالـيـهـا
    269- يـا أيّهـا المصطفـى بلِّـغْ بمُحْكَمـةٍ وإنْ أبَـيْـتَ فـمـا صـدّقـتَ موحـيـهـا
    270- بَلِّـغْ كفـاكَ إلـهُ العـرشِ شِرْذِمَـةً عَـوْدُ الجهـالـةِ مــن أغـلـى أمانيـهـا
    271- واللهُ يعصِمُ مـن قـومٍ رَضَـوا بَـدَلاً عــن الكـتـابِ بِـغَــيٍّ لا يُجافـيـهـا
    272- فقـامَ أحمـدُ يتلـو قــولَ بـارئِـهِ لـو كـان ينفعُـهـا مــا قــال باريـهـا
    273- يعلـو علـى منبـرٍ يرقـاهُ حـيـدرةٌ والبيـدُ بالنّـاسِ قــد غُـصَّـتْ فيافيـهـا
    274- يا أيّها الناسُ إنّـي قـد دُعيـتُ إلـى ضـيـافـةِ الله مـــن ذا لا يُلـبّـيـهـا؟
    275- ألستُ أولـى بكـمْ منكـمْ بانفسكـم؟ قالـوا: بلـى والــذي أصـفـاك نفديـهـا
    276- وقال ما قال من وعـظٍ ومـن عِبَـرٍٍ فـي خطبـةٍ يأخـذُ الأسمـاعَ مـا فيـهـا
    277- وردَّدَ القولَ فـي أمـرٍ بـه افتُتِنَـتْ مرضـى النفـوسِ فخابـتْ فـي مساعيهـا
    278- واستبشـرتْ أنـفـسٌ بالله مؤمـنـةٌ وحصحـصَ الحـقُّ لمـا قــال هاديـهـا
    279- من كنتُ مولاهُ فالمولـى أبـو حسـنٍ بعـدي عليـكـم بــلا فـصـلٍ أُوليـهـا
    280- خلافـةُ اللهِ عهـدٌ لا يجـوزُ عـلـى مـن كـان ظـالـمَ أنْ يـرقـى مَراقيـهـا
    281- عهـدٌ مـن الله لا نفسـي تُراودنـي ولا اتّـبـاعُ الـهـوى يـومـاً بمغريـهـا
    282- فبـايـعَ الـنّـاسُ آلافــاً مؤلّـفَـةً تــزفُّ للمرتـضـى أسـمـى تهانـيـهـا
    283- فمـدَّ للعهـدِ كفّـاً طالمـا زَهـقـتْ بـهـا نـفـوسٌ إلــى قــومٍ ليُحييـهـا
    284- كفٌّ سوى الجودِ والصمصامِ ما عرِفَتْ حياطـةُ الدّيـنِ مــن إحــدى أياديـهـا
    285- وأكمـلَ اللهُ فـي ذا اليـومِ شِرْعَتَـهُ وأتـمـمَ النّعـمـةَ الكـبـرى بمَهـديـهـا
    286- و(اليومَ أكملتُ...) لمّا بايعوا دحضت دعـوى المُريـبِ إذا مـا الزيـغُ يوحيـهـا
    287- وإنَّ من بعدهـا حـقَّ العـذابُ علـى مـن سوَّلـتْ نفـسُـهُ بـالإفْـكِ يرميـهـا
    288- إن كان جهـراً وإن سـراً سواسيـةٌ إنَّ الـعــذابَ عـــذابَ الله آتـيـهــا
    289- جاء ابن نَضْرٍ الـى المختـار يسألُـهُ إن كـان مـن ربّــهِ أم كــان تمويـهـا
    290- نـصُّ الخلافـةِ والهـادي يـؤكّـدهُ وأنهـا عــن لـسـان الـوحـي يُمليـهـا
    291- فقال: إنّـك قلـتَ الصـومُ مفتـرَضٌ ثـم الـصـلاةُ وهــا طـوعـاً نصلّيـهـا
    292- ثـم الزكـاةُ وحـجُّ البيـتِ واجـبـةٌ ثـم الجهـاد فـروضـاً لـسـتُ ناسيـهـا
    293- إن كان من عنـدك اللهمّ قـد نزلـت فامطـرْ عليـنـا فـإنـي الـيـومَ آبيـهـا
    294- فعجَّـلً اللهُ بالقـومِ الألـى نـكـروا وفي السعيـرِ غـداً فـي الحشـر يصليهـا
    295- (وقولـةٌ لعـلـيٍّ قالـهـا عـمـرٌ) تُغنـي البلاغـةَ مــا تـحـوي معانيـهـا
    296- بَـخٍ بَـخٍ صـرتَ مولانـا وقائـدنـا وعلـةٌ فـي الحشـى مـا كــان يُبديـهـا
    297- تُـرى لهاشـمَ دون الخلـقِ بارئُـهـا بعـد النـبـوّةِ عــزَّ المُـلْـكِ يؤتيـهـا؟
    298- هل كان وحْيـاً؟ أم أنَّ الأمـرَ أمنيـةٌ عنـد الرسـولِ لـمـن يـهـوى يُمَنّيـهـا

    تعليق


    • #3
      299- ولـم يكـنْ عنـده إلا أبـو حـسـنٍ ولــمْ يـجـدْ غـيـره نفـسـاً يؤاخيـهـا
      300- وذي قريشٌ بهـذا الديـنَ قـد سُلبـتْ عِــزّاً عـلـى أبَــدِ الآبــادِ جافيـهـا
      301- هلا تَقِـرُّ لهـذا الأمـرِ عـن رَشَـدً ولا تـحـنُّ إلــى أمـجـاد ماضـيـهـا؟
      302- أم أنّهـا آمنـت حقـاً بــأنَّ لـهـا حقّـاً أُضـيـعَ بـكـفٍّ شـيـمَ ماضيـهـا
      303- فاستسلمتْ خيفةً مـن بـأسِ صولتـهِ ربَّ القـضـاءُ لـمـا تـرجـوهُ يعطيـهـا
      304- إنْ غيـلَ أحمـدُ أو حانـت منيَّـتُـهُ تُبـدي الليالـيَ مــا الأقــدارُ تخفيـهـا
      305- ربَّ انقلابٍ علـى الأعقـابِ يمنحُهـا تاجـاً علـى الهـام يستقـضـي معاليـهـا
      306- فَدَعْ أبا حفصَ مشغـولاً بمـا مُنيـتْ بـه قـريـشٌ وقــد ذُلَّــتْ نواصيـهـا
      307- وسِرْ معَ النّاسِ إذ عاشتْ أبـا حسـنٍ سيـفـاً إذا أبَــتِ التـوحـيـدَ يفنـيـهـا
      308- فـي كـلِّ بيـتٍ لـه نـاعٍ ونائحـةٌ تستمطـرُ القـلـبَ إن غـاضـت مآقيـهـا
      309- تدعـو الذحـولَ ولا حـيٌّ بمسعفِهـا وكيـف يُرجـى ومـا فيـه كـمـا فيـهـا؟
      310- كلٌّ من الحقِّ مَوْتـورٌ وقـد رغبـت عــن الهـدايـةِ فــي غــيٍّ يغشّيـهـا
      311- مشى بها الجهلُ حتى لـم تجـدْ أبـداً شيـئـاً يمـيّـزهـا عـنــه ويُقصـيـهـا
      312- لو صُوِّرَ الجهلُ في يـومٍ لنـا بشـراً لـكـانَ أقـبـحُ مــا يـأْبـاهُ يُزهـيـهـا
      313- سارت على دربِ فرعـونٍ فأغرقَهـا طوفـانُ موسـى فـمـا شــيءٌ ينجّيـهـا
      314- وسوَّغت مَكْـرَ هامـانٍ فمـا نفعـت عصـاً لموسـى وقـد دانــت لعاصيـهـا
      315- مـاذا رأت مـن علـيٍّ غيـرَ فَتْكَتِـهِ عنـد الـقِـراعِ إذا شـامـت مواضيـهـا؟
      316- قـاد الثّمانـيـنَ حـمّـالاً لرايَتِـهـا يطـوي الكتائـبَ لا يخـشـى غَواشيـهـا
      317- حتـى يعـود ولـم يأبَـهْ لجـارحَـةٍ شكـوى الجّـراحِ ولـم يحفـلْ بجاريـهـا
      318- يعـود بالنصـر جـذلانـاً لفاطـمـةٍ فـي دارِ طهـرٍ علـى الإســلامِ بانيـهـا
      319- (وقَوْلـةٌ لعلـيٍّ قالهـا عُـمَـرٌ) لسنّـةِ الظلـمِ بـيـن الـنـاس تُفشيـهـا
      320- (حرقتُ دارَكَ لا أُبقي عليـكَ بهـا إنْ لـم تبايـعْ وبنـتُ المصطفـى فيهـا)
      321- إنْ كان شورى فما تُجدي أبا حسـنٍ هـوجُ الريـاحِ وقـد ألقـتْ مَراسيـهـا؟
      322- أم أنَّ في البيت من تُخشى مَحَجّتُـهُ إنْ جـدَّ بالركـبِ نحـو التِيـهِ حاديـهـا
      323- هل كان هارونُ عن موسى بمنعَزَلٍ؟ أمْ أنَّ ألـواحَــهُ هُـــدَّتْ مَبانـيـهـا؟
      324- أو أنّهـا الـديـنُ إلا أنَّ نـاصـرَهُ ضـلَّ الطريـقَ وللـشـورى يُجافيـهـا؟
      325- أو أنّهـا بدعـةٌ للديـن حالـقَـةٌ؟ أو أنّـهـا فلـتـةٌ أخـفـت دواعيـهـا؟
      326- حتـى إذا حـان للشـورى مَنتيُّهـا وقُـلِّـدَ الحُـكْـمَ بالتعـيـيـن ثانـيـهـا
      327- أمستْ ضلالاً وُقيتمْ شـرَّ غُصّتهـا فقاتلـوا كــلَّ مــن يبـغـي تثنّيـهـا
      328- أُخادعُ العقلَ بالشـورى فيُعجزنـي ردُّ الـجـوابِ عـلـى أمــرٍ يُنافيـهـا
      329- هلا أبو بكـرِ بالشـورى تقلَّدَهـا؟ أم كـان بالشرِّ؟ فاحكــم أنـت قاضيهـا




      ____________

      في البيت 329: إشارة إلى القول الشهير لعمر: (كانت بيعة أبي بكر فلتة ـ بغتةً ـ وقى الله المسلمين شرها فمن عاد الى مثلها فاقتلوه).

      وأي بيعة جرَّت على المسلمين الوبال والنكال غير تلك البيعة التي مهدت للأمويين الذين فعلوا الأفاعيل كان أبرزها قتل الحسين ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه يوم كربلاء.


      330- وخلفـه عمـرٌ يـدعـو لبيعـتِـهِ ودونـه القتـلُ مـن أضحـى يُجافيـهـا
      331- هل كان يعلمُ ما الشورى؟ وقد أُخذت بالسيـف بيعتُـهُ مـن كــفِّ معطيـهـا
      332- وأمرهم بينهمْ شورى ومـا علمـت أنَّ الـتـوعُّـدَ بـالإحــراقِ يَنفـيـهـا
      333- وأين كان مشيروها؟ ومـا شهـدت تحـت السقيفـةِ. مـن ذا كـان يُدريهـا؟
      334- ثلاثة أُخبروا. من كـان مُخبرَهُـمْ؟ بــأنَّ إمْرَتَـهـا الأنـصـارُ تبَغـيـهـا
      335- وما بغتها ولكـنّ القضـاءَ مضـى بالانقـلابِ عـلـى الأعـقـابِ يُرديـهـا
      336- تلاقفاهـا وتـمَّ الأمــرُ بينهـمـا والرافضـونَ وعيـدُ الـنـارِ يُغضيـهـا
      337- (وقولـةٌ لعلـيٍّ قالهـا عـمـرٌ) مـا نحـن فيـه بقايـا مــن مآسيـهـا
      338- (حرقتُ دارك لا أبقي عليـك بهـا إن لـمْ تبايـعْ وبنـتُ المصطفـى فيهـا)
      339- يوماً أتـى دارَ وحـي اللهِ منتفضـاً بالـنـارِ يوعـدهـا حـرقـاً يُمحّـيـهـا
      340- قالوا له: فاطمٌ في الدار قـال: وإنْ بغلـظـةٍ أعـجـزتْ حـتـى مُداريـهـا
      341- فقولةٌ أفصحتْ عن ديـنِ صاحبهـا هـل كـان بالحـقِّ أم بالظلـمِ مُلقيـهـا؟
      342- وقل لمن عدَّ هـذا القـولَ مكرمَـةً للمكرمـاتِ بسـهـمِ الإفْــكِ ترميـهـا
      343- سائل أبا حفصَ هل كانـت مقولتُـهُ وِفَْـق الشريـعـةِ؟ أم حكـمـاً تنافيـهـا
      344- هل في الكتابِ وذا القـرآنُ شاهـدةٌ آيـاتُـهُ أنّـهــا للـكـفـر تُنمـيـهـا؟
      345- أم سُنّةُ المصطفى جاءت بهـا ولـهُ علـمٌ بأسـرارِهـا فانـصـاعَ يُحييـهـا؟
      346- إن الذي يهتـك الزهـراءَ حرمتَهـا مـا كـان يـومـاً لآي الـذكـر تاليـهـا
      347- أ ليس قـولُ رسـول الله: فاطمـةٌ بقيَّـتـي فيـكـمُ بالفـضـل يَصفيـهـا؟
      348- وفاطـمٌ بضعـةٌ منـي فيؤلمـنـي مـا كـان يؤلمهـا يـا بـئـسَ مؤذيـهـا
      349- يا لهفَ فاطم خلف البابِ إذ وقفـت تدعـو أباهـا عسـى يـأتـي فيحميـهـا
      350- لم يَبْلُ جسمُك والأحكامُ قـد بُليـت والسّامـريُّ بحـكـمِ الـجّـورِ ماحيـهـا
      351- (قـد كـان بعـدك أنبـاءٌ وهنبثَـةٌ لـو كنـتَ شاهدَهـا) هانـت دواهيـهـا
      352- سَقْطُ الجنينِ وكسرُ الضلع أعظمها؟ أم غصـبُ حقّـي وأهــوالٌ الاقيـهـا؟
      353- يا بابَ فاطمَ ما لاقيـتَ مـن مِحَـنٍ تُشجـي الكـرامَ ومـا زالـت تقاسيـهـا
      354- وشرُّ رُزْأَيِن خطـبٌ لا نظيـر لـه بين الخطـوبِ ومـن ذا بـات يحصيهـا!
      355- غداةَ ألقى أبـو بكـرٍ الـى عمـرٍ خـلافــةَ الله تعيـيـنـاً فيـجـريـهـا
      356- هل كان أجدى من الشورى أم اتّخذا شريـعـةَ اللهِ تـعـديـلاً وتوجـيـهـا؟
      357- ماذا رأى تَيْمُ في أنْ يصطفي عمـراً أيـن المشـيـرون قاصيـهـا ودانيـهـا؟
      358- هل ظنّها نِحْلَـةً أم إرثـةً خلصـت أو خيّـروهُ فـمـن يـرضـاه يعطيـهـا؟
      359- أو كـان أرفـقَ مـن طـه بأمتِـهِ إذ لـم يخلـفْ عليهـا مـن يراعيهـا!!!؟
      360- أو ظنّها فلتةً أخرى دهـت عمـراً؟ حاشـا لفاروقِهـا المعصـومِ تنزيـهـا!!!
      361- تقلّـد الأمــرَ بالتعيـيـن مبـتـدراً لشـرعـةِ الله بـالأحـكـام يُغنـيـهـا!!!
      362- أغاضه ُالنقصُ فيهـا فانبـرى عَلَمـاً يُلقـي الفتـاوى كـمـا يـهـوى لباغيـهـا
      363- مقابـلَ النـصِّ إن جـاءت فعـاذرُهُ الجهـلُ بالـنّـصِّ أمّــا عِـلْـمُ مُفتيـهـا
      364- إنْ يجهلِ الأَبّ معنـىً فهـو مُدركُـهُ بـدِرَّةٍ صاولـت عــن فـهـمِ راعيـهـا
      365- (أغنت عن الصارمِ المصقول دِرَّتُـهُ فكـم أخافـت) كريـمَ النـفـسِ زاكيـهـا
      366- (أخافَ حتى الذراري في ملاعبِهـا وراعَ حتـى الغـوانـي فــي مغانيـهـا)
      367- كانـت لـه آيـةً للظلـمِ محكـمـةً أضحـى عميـرٌ(2) علـى الآيـاتِ يُعليهـا




      ____________

      2ـ في البيت 367: عمير: هو الاسم الحقيقي لعمر وسمي فيما بعد بعمر. [العقد الفريد 2/113 تحقيق أحمد أمين ط بيروت].


      368- وقولهم (كعصا موسى لصاحبها)(3) يُبـكـي ويُضـحـك تمثـيـلاً وتشبيـهـا




      ____________

      3ـ في البيت 368: ما تجده يقع بين قوسين هو من القصيدة العمرية لحافظ ابراهيم.

      وقوله إن دِرَّة عمر كعصا موسى هو أمرٌ يُبكي ويُضحك ألا ترى شاعر النيل يصف العود الذي يضرب بها المغني الاسرائيلي المتهتك جاك رومانو بأنها كعصا موسى أيضاً؟ يقول حافظ وهو يخاطب هذا المغني:


      إنّ الألى قد عاصروكَ وفاتهم لم يسمعوكَ كأنهم لم يُخلقـوا
      قد جاء موسى بالعصا وأتيتَنا بالعودِ يشدو في يديكَ وينطقُ



      راجع الديوان.

      وكأن الشاعر في هذا التشبيه يستهزئ بعصا موسى التي هي آية من آيات الكبرى لأنه تارة يجعلها دِرّةً لابن الخطاب يضرب بها من يشاء وتارة عوداً لمغني إسرائلي فاسق فحسبي الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


      369- أجـاءت الـدِّرَّةُ الرعنـاءُ مُعْـجـزةً أنْ لــم تــدعْ هـامـةً إلا وتُدمـيـهـا؟
      370- ولـم تـدعْ حُرْمَـةً للنـاس يَرهبُهـا خــوفَ المهـانـةِ نائيـهـا ودانـيـهـا
      371- وشبَّهوهـا وقالـوا فـي قرارتِـهـم كِــذْبٌ فـثـمَّـةَ أشـبــاهٌ تُحاكـيـهـا
      372- شبيهُها صارمُ الحجّاج لـو صدقـوا فذلـك السيـفُ فـي بطـشٍ يُدانيـهـا




      ____________

      في البيت 372: تشبيهي درة عمر بصارم الحجاج لم يكن عن جهل كما فعل حافظ ابراهيم في تشبيهاته وإنما هو عين ما ذكره المؤرخون من أن درة عمر كانت أهيب من سيف الحجاج أو كسيف الحجاج.

      راجع على سبيل المثال: محاضرة السكتواري ص 962 وكذلك شرح النهج لابن ابي الحديد 1/60 أيضاً.


      373- كلاهمـا بخِنـاقِ النـاسِ قـد أخـذا وأرعبـا مــن فِـجـاج الأرض نائيـهـا
      374- دع دِرَّةَ الشيـخِ واستخبـرْ دِرايَـتَـهُ بسـنّـةِ الله هــل أوعــى مبانـيـهـا؟
      375- أم كـان يشغلُـهُ دهــراً تكسُّـبُـهُ والكـدُّ للعيـشِ عــن أجـلـى مباديـهـا
      376- ومـا بذلـك مـن بــأسٍ فـدِرَّتُـهُ تُغنـي اللـسـانَ إذا أعـيـى فيُمضيـهـا
      377- وقـد يُغـاث بشـيـخٍ أو بـإمـرأةٍ وبالمـحـامـدِ يَـجـزيـه ويـجـزيـهـا
      378- إنَّ العجائـزَ قـد فاقـتـه مرتـبـةً بالفقـهِ والعلـمِ حـتـى بــات يُطريـهـا
      379- كـلُّ الأنـام لهـم بالفقـة منـزلـةٌ إلا الخلـيـفـةَ حـاشــا أن يُجـاريـهـا
      380- حتى الذين بشربِ الخمر قـد شُغِلـوا عــن التفـقُّـهِ قـــد زادوهُ تنبـيـهـا
      381- (وفتيـةٌ ولِعـوا بالـرّاح فاتخـذوا لهـم مكانـاً وجـدّوا فـي تعاطيـهـا)




      ____________

      من البيت 381 وحتى 391 هي مقتبسة من قصيدة شاعر النيل وقد شهد شاهدٌ من أهلها.


      382- (ظهرتَ حائطهم لمـا علمـتَ بهـم والليـلُ مُعتـكـر الأرجــاءِ ساجيـهـا)
      383- (حتى تبيّنتهم والخمـرُ قـد أخـذت تعـلـو ذؤابــةَ ساقيـهـا وحاسيـهـا)
      384- (سفَّهْتَ آراءَهـم فيهـا فمـا لبثـوا أنْ أوسعـوك علـى مـا جئـتَ تسفيهـا)
      385- (ورمتَ تفقيهَهُـمْ فـي دينهـم فـإذا بالشّـربِ قـد برعـوا الفـاروقَ تقفيهـا)
      386- (قالوا: مكانَـكَ قـد جئنـا بواحـدةٍ وجئـتَـنـا بـثــلاثٍ لا تُبـالـيـهـا؟)
      387- (فأتِ البيوتَ من الأبوابِ يـا عمـرُ فقـد يُــزّنُّ مــن الحيـطـان آتيـهـا)
      388- (واستأذنِ الناسَ أنْ تغشـى بيوتَهُـمُ ولا تـلــمّ بــــدارٍ أو تحـيّـيـهـا)
      389- (ولا تجسّسْ فهذي الآيُ قـد نزلـت بالنهـي عنـه فلـم تـذكـر نواهيـهـا!!!)

      تعليق


      • #4
        390- (فعدتَ عنهم وقد أكبـرتَ حجّتَهـم لـمـا رأيــتَ كـتـابَ الله يُملـيـهـا)
        391- (وما أنفتَ وإنْ كانوا علـى حـرجٍ مـن أنْ يَحُـجّـكَ بـالآيـاتِ عاصيـهـا)
        392- وكيـف يأنـفُ مـن لا علـم ينجـدُهُ ولا بصيـرة كــي يُـدلـي بماضيـهـا؟
        393- أيّ الدلائـلِ أجلـى حيـن أطلبهـا؟ مـن بعـد مـا شَهِـدت عــدلاً قوافيـهـا
        394- إنَّ الذي قـد تخلّـى عـن فريضتِـهِ لفـقـدهِ الـمـاء يـومـاً لــن يُصلّيـهـا
        395- وفـي التيـمّـمِ آيــاتٌ تجاهلَـهـا إنّ الخلـيـفـةَ آيُ الـذكــرِ ناسـيـهـا
        396- كآيـةِ الحمـلِ إذ جـاءوا بـإمـرأةٍ لسـتـةٍ أولــدتْ فـانـصـاع يُفتـيـهـا
        397- وهمَّ بالرّجمِ لـولا قـولُ عالِمِهِـمْ ذي آيـةُ الحمـلِ مــن جُــرْمٍ تبرّيـهـا




        ____________

        البيت 397: قول عالمهم: علي بن أبي طالب عليه السلام.

        398- فانـقـاد مُستغـفـراً لله مُرتـجـيـاً لـتـوبـةٍ جـهـلُـهُ فـيـهـا يُنافـيـهـا
        399- إذ جدَّدَ الذنبَ في مجنونـةٍ فجـرت رجمـاً بغيـبٍ حـدود الـرّجـمِ يلقيـهـا
        400- وكانـت السنـةُ السّمحـاءُ مُجريَـةً حُكْـمَ الـبـراءَةِ لـكـن مــن يُباليـهـا؟
        401- وآيـةُ الصيـف إذ وافـت مُبيّـنـةً إرْثِ الـكـلالـةِ إحـكـامـاً لتُقضـيـهـا
        402- فكم تمنّـى أبـو حفـصٍ يَلُـمُّ بهـا عِلْمـاً فـكـلّ ومــا أوعــى مَعانيـهـا
        403- قالوا: أبو حفصَ يُغني المصطفى حِكَماً إنْ فـاتَـهُ الـوحـيُ فالـفـاروقُ يوحيـهـا
        404-(كـم استـراكَ رسـولُ اللهِ مُغتَبِـطـاً بحكـمـةٍ لــكَ عـنـد الــرأي يُلفيـهـا)
        405- (فأنتَ فـي زمـنِ المختـارِ مُنجدُهـا وأنـتَ فـي زمــن الصـدّيـقِ مُنجيـهـا)
        406- ما بالُ من ولعوا بالرّاح قد بَرَعـوا ال فــاروقَ والخـمـرُ لــلآراءِ يُنئـيـهـا؟
        407- (بات النبـيُّ مسجّـىً فـي حضيرتِـهِ وأنــتَ مُستـعـرُ الأحـشـاءِ دامـيـهـا)
        408-(تهيمُ بين عَجيـج النـاس فـي دَهَـشٍِ من نَبْـأَةٍ قـد سـرى فـي الأرضِ ساريهـا)
        409- (تصيحُ من قال نفسُ المصطفى قُبضت عـلـوتُ هامـتَـهُ بالـسـيـفِ أبـريـهـا)
        410- ظنّـاً بمـولاكَ فـي خُـمٍّ سيعقـدهـا ويـتـركُ النكـبـةَ الـكـبـرى بهـاديـهـا
        411- وهاتكـاً حـرمـةَ الـهـادي فجثَّـتُـهُ تشكو الـهـوانَ فــلا قـبــرٌ يـواريـهـا
        412- والناسُ من بعدِهِ بالحكـمِ قـد شُغِلـوا وسُـنّــةُ الله بـالأمــواتِ تـوصـيـهـا
        413- فكيف والمَيْتُ خيـرُ الخلـقِ وا أسفـاً علـى نـفـوسٍ أمـاتـت حــقَّ مُحييـهـا
        414- هذا هو الغيُّ فـي عيـنٍ وفـي أثـرٍ لـكـنّ للفتـنـةِ العـظـمـى دواعـيـهـا
        415- وقلتَ: (من قال نفسُ المصطفى قُبضتْ) فــإنّ أوداجَـــهُ بالـسـيـف أفـريـهـا
        416- حتى إذا جـاء مـن ترجـو زِعامتَـهُ ثَــمَّ ادّكــرتَ مــن الآيــاتِ خافيـهـا
        417- (وأنّــهُ واردٌ لا بـــدَّ مـــوردَهُ مــن المـنـيـةِ لا يُعـفـيـهِ ساقـيـهـا)
        418- فقلْ لمـن عـدَّ هـذا القـولَ مكرمـةً للمكـرمـاتِ بسـهـم الإفْــكِ ترمـيـهـا
        419- سائلْ أبا حفـصَ هـل كانـت مقولتُـهُ وفــقَ الشريـعـةِ أم حكـمـاً تُنافـيـهـا؟
        420- ما ذنبُ من أُثكلوا بالمصطفى وشَكَـوا هـولَ المـصـابِ أ بالتّرهـيـبِ تُسليـهـا؟
        421- هبْهُمْ كما أنـتَ إذ خولِطْـتَ مُختَبِطـاً فـلا تـكـن دونـهـم صـبـراً فتُشقيـهـا
        422- وأنت فاروقُها المذخـورُ لـو عَدَلَـتْ عـن السبـيـل ـ جــزاك الله ـ تَهديـهـا
        423- (فمـن يُبـاري أبـا حفـصٍ وسيرتَـهُ أو مــن يُـحـاولُ للـفـاروق تشبـيـهـا)
        424- (إنّ الـذي بَـرَأَ الـفـاروقَ نـزَّهَـهُ عـن النـواقـصِ والأغــراضِ تنزيـهـا)
        425- (وقـولـةٌ لعـلـيٍّ قالـهـا عـمـرٌ) مـا قـال فـي عمـرهِ قــولاً يُضاهيـهـا
        426- لـولا علـيٌّ لأمسـى هالكـاً عـمـرٌ أكــرمْ بـهـا قـولـةً تُــزري بمُلقيـهـا
        427- فهي النّقيصةُ إذ بالعلمِ ـ لو عَلِمَـتْ ـ تسـمـو الخـلافـةُ إنَّ الجـهـلَ يُزريـهـا
        428- عـاش النبـيُّ سنينـاً غيـرَ كافـيـةٍ إلا لإنــذارِ قـــومٍ جـــاء يُنْجـيـهـا
        429- لابـدَّ مـن بعـدِهِ هـادٍ يبـيِّـنُ مــا تطـوي الشريعـةُ مـن أســرار طاميـهـا
        430- والأنبيـاءُ جميعـاً خلَّـفـوا حَكَـمـاً يـرعـى الرّعـيـة إنْ تـاهـت يُدلّـيـهـا
        431- موضّحاً غامضـاً فيمـا استجـدَّ لهـم مــن الأمـــورِ وأحـكـامـاً يُبـدّيـهـا
        432- والله أعـلـم مــن أدرى بشِرعـتِـهِ فمـن سـوى حيـدرٍ مـن بـعـد هاديـهـا؟
        433- والمـرءُ بالعلـم لا ضربـاً بـدِرَّتِـهِ قـواعـدَ الـعـدل والأخــلاق يُرسـيـهـا
        434- يا صاحِ لو شئتُ أنْ أنبيكَ عن فِتَنٍ كادت علـى الديـن أنْ تقضـي دواهيهـا
        435- جهلاً أبو حفصَ بالفُتيـا يؤجّجهـا لقلتُ مـا قلـتُ لكـنْ كيـف أحصيهـا؟
        436- من لي بقومٍ بظلِّ الحقِّ إنْ دُعِيَـت لنُـصـرةِ الـوحـدةِ الكـبـرى تلبّيـهـا
        437- لا ترهبُ السيفَ لا يوهي عزائمَها ألجـهـرُ بالـحـقِّ أو يُثـنـي تفانيـهـا
        438- تجدّدُ العهـدَ فـي إرسـاءِ معتقـدٍ فليـس مـا ينـهـج الآبــاءُ يُجديـهـا
        439- ما كلُّ من يقتفي إثْراً يفـوز ومـا كـلُّ المنـاهـجِ تُنْـجـي مُستميحيـهـا
        440- ما لـم يكـن هاديـاً فيهـا يُبيّنُهـا أيّ النجـوم لنَـيْـلِ القـصـدِ تَهديـهـا
        441- قالت هو العدلُ والفـاروقُ سيرتُـهُ فـي زحمـةِ الليـل لا تَخفـى دراريهـا
        442- أقول لا عـن هـوى واللهُ سائلُنـا فـي يـومَ لا شـيءَ الا الحـقُّ يُنجيهـا
        443- ولستُ واللهِ مـن داعٍ الـى فتـنٍ وإنّــمــا قــربــةً لله أبـغـيـهـا
        444- هلا من العـدل أنْ تلقـي بقولتِهـا مـن غيـر بيّـنـةٍ يُغنـيـكَ وافيـهـا؟
        445- فليـس تُجـدي أحاديـثٌ ملفّـقـةٌ مـن غيـر مـا سنـدٍ للنـاسِ ترويـهـا
        446- ولا حُفـالـةُ أخـبـارٍ مـهـرَّأةً فيهـا السياسـةُ قــد مَــدَّتْ أياديـهـا
        447- فسخرَّتْ كـلَّ كـذّابٍ وذي إحَـنٍ لغُـلَّـةِ النـفـس مَـوْتـوراً يروّيـهـا
        448- إني لألعنُ قومـاً حيـث أذكرُهـا وكيـف شـوَّهَـت الإســلامَ تَشْويـهـا
        449- تفيـض بالكفـرِ حينـاً ثـمّ آونـةً لــذاتِ أحـمـدَ بــالأدرانِ ترميـهـا
        450- وصرَّفتَـهـا أحابـيـلاً مُنَـشَّـرَةً عـلَّ النفـوسَ مـن الأضغـانِ تُشفيهـا
        451- سلْ شاعرَ النيلِ عن تلك التي نذرت (أنـشـودةً لـرســول الله تُهـديـهـا)
        452-(قالت: نذرتُ لإنْ عـاد النبـيُّ لنـا فـي غـزوةٍ لعـلـى دُفّــي أغنّيـهـا)
        453- هل كان في نَذْرْها أجـرٌ ومَحْمَـدةٌ أم نـذرُهـا بـاطــلٌ بالله فافتـيـهـا؟
        454- وأحمـدٌ يسمـع الألحـانَ منتشيـاً مـع الشياطيـن تُشجـيـهِ أغانيـهـا!!!
        455- حتى أتاهـا أبـو حفـصٍ ففرَّقَهـا (إنّ الشياطيـن تخشـى بـأسَ مُخزيهـا)
        456- ولا تهابُ رسـولَ الله؟ وا عَجَبـاً من تُرَّهاتٍ حكـت عـن جهـلِ راويهـا
        457- وغيرُها من مخاريـقٍ ينـوءُ بهـا ثَهْـلانُ إذْ لـم يُطِـقْ حَمْـلاً مَساويـهـا
        458- باسمِ الشريعةِ قد خَطَّـتْ مهازِلُهـا صحائفـاً لـم تجـد غـيَّـاً يُضاهيـهـا
        459- فأذهبت كلَّ ما في الدين مـن قِيَـمٍ وقوّضـتْ صَرْحَـهُ السامـي بأيديـهـا
        460- مهلاً أخا الشعرِ لا ألفاكَ ممتدحـاً الا ذمـمـتَ وإنْ أطـربـتَ نـاديـهـا
        461- ولو نظرتَ بعينِ القلبِ لانكشفـتْ لـكَ الحقيـقـةُ رأيَ العـيـنِ مَرئيـهـا
        462- لكنّما الداءُ لم يبـقِ سـوى شبـحٍ تسري بـه الريـحُ أنّـى سـار ساريهـا
        463- ويا أخا الشعرِ مـا شيّـدتَ منقبـةً إلا علـى الإفْـكِ قـد شيـدَتْ مبانيـهـا
        464- مخاطباً مُبْدِعَ الشّـورى ومبطلَهـا (ولـلـمـنـيّـةِ آلامٌ تُـعـانـيـهــا)
        465- (لم أنسَ أمـرَكَ للمقـدادِ يحملُـهُ إلــى الجمـاعـةِ إنــذاراً وتنبيـهـا)
        466- (إنْ ظلَّ بعد ثـلاثٍ رأْيُهـا شُعَبـاً فجرِّد السيـفَ واضـربْ فـي هَواديهـا)
        467- (وما استبدَّ بـرأْيٍ فـي حكومتِـهِ إنَّ الحكـومـةَ تُـغـري مستبـدّيـهـا)
        468- هل كان حكمُ أبي حفـصٍ بقتلِهِـمُ حُكْـمَ الشريعـةِ والفـاروقُ قاضيـهـا؟
        469- أم أنّهُ بدعـةٌ مـن صُنْـعِ مُبتـدِعٍ فهـي َالضلالـةُ فـي أخـزى مَجاليهـا
        470- وكيف لا؟ وهمُ من قبـلُ بشَّرَهـم ـ كمـا تقولـون ـ بالجـنّـاتِ هاديـهـا
        471- أم أنَّ شرعتَكَ الفاروقُ جـاء بهـا ولا تُبشِّـرُ جَمْـعـاً مــن حَواريـهـا
        472- هَبْ صار (بعد ثلاثٍ رأْيُها شُعَبـاً) وللجماعـة سـيـفُ الـعـدلِ يُرديـهـا
        473- فمـن لأمـةِ طـه بعـد مقتلِهِـم؟ هـلا دعـيُّ أبـي سفـيـانَ يحميـهـا؟
        474- أم يُتركُ الأمرُ للأهـواءِ؟ يجمعُهـا مَحْـقُ الرسالـةِ مـا شـاءت أعاديـهـا
        475- فاعجبْ لجرأَةِ نفسٍ لا خَلاقَ لهـا مــاذا تـقـولُ غــداً لله بـاريـهـا؟
        476- إذ خلَّفتْ بعدهـا الإسـلامَ مُرتَهَنـاً في كـفِّ طَخْيـاءَ لـم تُكشَـفْ دياجيهـا
        477- وكم تمنّى أبو الشـورى وحارسُهـا فـي ساعَـةِ النَّـزْعِ أحبـابـاً يُحابيـهـا
        478- لو كان سالـمُ حيّـاً أو مُعـاذُ لمـا تجاوَزَتْـهُـمْ إلــى قــومٍ تُرجّـيـهـا
        479- أو كان جرّاحُها حيّـاً لمـا وُهِبَـتْ لمـن سـواهُ ولـكـنْ مــاتَ حاميـهـا
        480- سائلْ أبا حفصَ حين القوم قد جُمِعوا تحـتَ السقيـفـةِ إذ داعــاكَ هاذيـهـا
        481- لِمَ احتججتَ على الأنصـارِ مُدّعيـاً أن الخـلافـةَ للـقُـربـى ستُعطـيـهـا؟
        482- وأقربُ الناسِ مـن طـه عشيرتُـهُ وذا أبـو بكـر فـي إحــدى أواخيـهـا
        483- فهل لسالمَ مولى القومِ مـن نسـبٍ الـى قريـشٍ ليـغـدو سـيّـداً فيـهـا؟
        484- وهل مُعاذُ سما الأنصارَ في شـرفٍ في حَلْبَـةِ السّبْـقِ إنْ عُـدَّتْ مَساعيهـا؟
        485- وهل لكلِّ الـورى فضـلٌ وسابقـةٌ كـمـا لهـاشـمَ لــولا أنْ تُعـاديـهـا؟
        486- وأنت تعـرفُ أنَّ المرتضـى كُفُـؤٌ وهـو الخليـقُ لهـا لـو كنـتَ مُعطيهـا
        487- أرادهُ اللهُ لكـنْ قـومُـهُ نـكـروا وأنـت هيـهـاتَ لـلأقـوامِ تَعصيـهـا
        488- وحسبُ هاشمَ ما نالتْ وما ظفـرتْ منهـا النبـيُّ وهـذا الفـخـرُ يكفيـهـا
        489- وطالما كنتَ تخشـى أنْ تؤمِّرَهُـمْ علـى البـلادِ فـربَّ الملـكُ يُغريهـا!!!
        490- لم ترضَ أخذَكَ حقـاً كـان دونَهُـمُ حتـى وضعـتَ كُبـولاً فــي أياديـهـا
        491- فابعثْ سواهم ولكـنْ كـلّ مؤتَمَـنٍ لـشـرعـةِ اللهِ بـالإيـثـارِ يُحيـيـهـا
        492- وما ابتعثَ لهـذا الفـرضِ ذا ثقـةٍ بيـن الأنـام فـروض العـدلِ يُفشيـهـا
        493- إلا وعـاد بـكـفٍّ لا يطهّـرهـا قطـعُ الأنامـلِ أنْ لـو كنـتَ مُجزيـهـا
        494- (ولم تُقِلْ عاملاً منها وقـد كثـرت أموالُـهُ وفشـا فـي الأرضِ فاشيـهـا)
        495- إلا معاويـةً حـاشـا لحضـرتِـهِ يـومـاً لحـرمـةِ مــالِ الله يُسْبيـهـا
        496- وسِتَّةٌ لـم تفاضـلْ بينهـم شَـرَعٌ كـلٌّ ك(فــارسِ عـدنـانٍ وحاميـهـا)
        497- علمـاً ودينـاً وأخلاقـاً وسابـقـةً لا الظلـمُ يعرفُهـا لا الحـكـمُ يُغويـهـا
        498- وكنتَ تعلمُ إنْ بـارَوا أبـا حسـنٍ فليـس يشـفـعُ ماضيـهـا وماضيـهـا
        499- وعنـد ذاك ينـالُ الحكـمَ حيـدرةٌ وتـغـدو هـاشـمُ والدنـيـا بأيـديـهـا
        500- وأنـت حـيٌّ وتأبـى أنْ تؤمِّرَهـا هــلا يـروقُـكَ مَيْـتـاً أنْ تولّـيـهـا؟
        501- وشرطُها سنّةُ الشيخيـنِ يدفَعُـهُ عنهـا فــذاكَ مَـعـاذَ الله يُمضيـهـا
        502- أ مثلُهُ وزمـامُ الديـنِ فـي يـدِهِ خلافـة الحـقِّ بالبُطـلان يَشْريـهـا؟
        503- ولم تكن شِرْعَةُ الرّحمنِِ ناقصـةً وذلــك الـشـرطُ إتمـامـاً يوفّيـهـا
        504- ولم يكن طالبـاً ملكـاً يتيـهُ بـهِ علـى الرّعيـةِ والامــوالَ يَجبيـهـا
        505- ولم يكن همُّـهُ عرشـاً تزلزلُـهُ دَهْـمُ الخطـوبِ إذا جـارت عواديهـا
        506- لو كان ذاك فإنَّ الملـكَ يضمنُـهُ قولٌ: قبلتُ، متـى مـا شـاءَ يحكيهـا
        507- وذاك عثمانُ ذوالنّوريـنِ ينطقُهـا بـلا حَريجَـةِ مـن ديــنٍ تُماريـهـا
        508- فسار في سنّةِ الشيخيـنِ يرفِدُهـا بسـنّـةٍ ثلَّـثـتْ ثـانــي أثافـيـهـا
        509- وكان بالدين في عهدَيْهِمـا رَمَـقٌ مـن الحـيـاةِ وبالأحـكـامِ يُجريـهـا
        510- فأصبح الديـنُ والأحكـامُ تندِبُـهُ بذائـبِ القلـبِ لمّـا غـاضَ جاريهـا
        511- وأُطفئتْ طالعاتُ الذّكرِ وانكسفت شمـسُ الرّسالـةِ فاظلمَّـتْ نواحيـهـا
        512- وأقفرتْ أربُـعٌ أقـوَتْ منازلُهـا مـن كـلِّ نيِّـرَةٍ بـالأُنْـسِ تَقريـهـا
        513- ونُكِّسَتْ رايةُ التوحيدِ وارتفعـتْ رايـاتُ هنـدٍ شموخـاً فـي روابيهـا
        514- أمست أميّـةُ بالإسـلامِ حاكمـةً والجاهليـةُ قــد عــادت مآسيـهـا
        515- وصارعثمانُ يُعطي فوق مُنْيَتِهـا فطالمـا الديـنُ قــد أودى أمانيـهـا
        516- وبات يقطعُ أرضَ الشامِ طاغيـةً وأرض مِصْـرَ الـى ثـانٍ سيُهديـهـا
        517- وأصبح المالُ فيمـا بينهـم دُوَلاً أمـا البقـاعُ فقـد أمـسـت مَغانيـهـا
        518- والمسلمون غدوا في ظلّهِ خَـوَلاً إنْ شـاء يُسعدهـا أو شـاء يُشقيـهـا
        519- تقتاتُ جوعاً وتُسقى كأْسَ ذِلَّتِهـا وجمـرةُ الـجـوعِ والإذلالِ تكويـهـا
        520- وللعُتـاةِ كـمـروانٍ يقرّبـهـم منـهُ وخيـرُ بُـنـاةٍ الـديـنِ ينفيـهـا
        521- وللتُّقـاةِ ثيـابَ الـذلِّ يُلبسُـهـا والفاسقـيـنَ بـإجــلالٍ يـردّيـهـا
        522- وللضلوعِ من الأصحابِ يخضِدُها لـو أنّهـا تُفتـدى بـالـروحِ أَفديـهـا
        523- ومثلُ عمّارِ بين النـاسِ يُقْذِعُـهُ وأمّـهُ بعظـيـمِ الـحَـوْبِ يرميـهـا
        524- وإنْ شكت في بـلاد الله شاكيـةٌ فـإن مَـنْ تشتكـي منـهُ سَيَجزيـهـا
        525- صلّى الوليدُ صلاةَ الصبحِ باطلـةًً بالنّـاسِ فانذهلـت مـن فعـل واليهـا
        526- واستبدل الحمدَ بالتشبيبِ مُدَّكِـراً مـن الـجـواري ربـابـاً إذ يغنّيـهـا
        527- وقد تقيّأ في المحراب من سَكَـرٍ إنّ الليالـي بشُـرْبِ الخمـر يطويـهـا
        528- وغيرهُ من ولاةِ الجورِ ما صنعتْ مـن الشنائِـعِ مـا يُعـيـي تقصّيـهـا
        529- عاثوا ذئاباً بأرضِ الله واتّخـذوا خليـفـةَ الله رِدءاً مــن أعـاديـهـا
        530- لقد طغا الجور حتى قام ثائرُهُـمْ بثـورةٍ عدلُـهـا لــلأرض يُحييـهـا
        531- توحّدتْ ضـدَّ عثمـانٍ لتخلعَـهُ وعائـشٌ لسيـوفِ الـقـومِ تَنضيـهـا
        532- هذي ثيابُ رسولِ الله مـا بُليَـتْ ونعـثـلٌ سـنّـةَ المخـتـارِ يُبْليـهـا
        533- إلا اقتلوا نعثلاً وافنـوا ضلالتَـهُ فإنـه كافـرٌ فــي شــرعِ باريـهـا
        534- وطلحـةٌ وزبيـرٌ دون أمّهِـمـا يدعـون والنـاس للـدعـوى تُلبّيـهـا
        535- فصار نعثلُ بين القـوم مُنخـذِلاً يرجـو أميّـةَ لكـن خـاب راجيـهـ

        تعليق


        • #5
          536- وكاتب الشامَ علَّ الشـامَ تُسعِفُـهُ فمـا استجابَـتْ ولـم ينفعْـهُ طاغيهـا
          537- ورُغْمَ ما ذاق منه الطهرُ حيـدرةٌ من المصائـبِ مـا تُصمـي دواهيهـا
          538- قد كان يوسعُـهُ بـذلاً نصيحتَـهُ وقبـلَـهُ كــان للشيخـيـن يُسديـهـا
          539- لكنّ عثمانَ يُدمي قلـبَ ناصِحِـهِ وغلظـةٌ عـنـد مــروانٍ يُداريـهـا
          540- والأمرُ والنهيُ من مروانَ أمرُهُما فابـك الرعيّـةَ أنْ مـروانُ راعيـهـا
          541- لابن الطّريدِ غدا عثمانُ منصرفـاً سَلْـسَ القِيـادِ كمـا يهـوى مُداجيهـا
          542- حتى أتتهُ مـن الجبّـارِ قاصمـةٌ مـن الطـغـاةِ قريـبـاتٌ مَراميـهـا
          543- والمسلمون رأوا فـي حيـدرٍ عَلَمـاً الــى الشريـعـة كالمخـتـار يَهديـهـا
          544- هيهـاتَ والله لا تُرضيـهِ بيعتُـهُـمْ حتـى يـقـرّ مــن الأمــواجِ عاتيـهـا
          545- وتسكنُ الأنفـسُ الغضبـى لتعقدَهـا لـمـن تــراهُ مــن الجُـلّـى يُوقّيـهـا
          546- وأيقـن النـاسُ أنْ لا نهـجَ يحملهُـمْ عـلـى الطريـقـةِ إلا حـكـم حاميـهـا
          547- ذاك الذي عرفتـهُ النـاسُ أوسعَهـا عـلـمــاً وأوَّلــهــا لله تـألـيـهــا
          548- فعنـده علـمُ طـه فـهـو وارثُــهُ ولـيـس شيطانُـهـا عـنـه سيُلهـيـهـا
          549- مدّوا الأكفَّ الـى كـفٍّ تُعيـد لهـم ذكـرى الغديـرِ ومـا تـحـوي معانيـهـا
          550- وكيـف خانـوا عهـودَ الله وانقلبـوا بعـد الرسـولِ وأَمْـوا الـغـيَّ والتيـهـا
          551- ونفـسُ حيـدرَ تجلـو عنهـم كُرَبـاً كمـا جَلَـتْ فـي قديـمِ الدّهـر داجيـهـا
          552- رأى الجـراحَ بجسـمِ الديـنِ بالغـةً وأَعيُـنَ الحـقِّ فــي نــزفٍ تواسيـهـا
          553- وليس إلاهُ مـن طَـبٍّ ومـا هلكـت نـفـسٌ وصــيُّ رســولِ الله آسيـهـا
          554- فـراحَ يشملُهـا بــرّاً ويوسعُـهـا لطـفـاً فيُنعمـهـا عـيـنـاً ويُشفـيـهـا
          555- وللرسـالـةِ إذ جـفّـت أراكتُـهـا بالمُغـدِقـاتِ مــن الأنــواءِ يسقـيـهـا
          556- زان الخلافـةَ إذ جـاءتـه طائـعَـةً فانـصـاعَ يرفِـدُهـا فـخـراً ويُعليـهـا
          557- وأوقـد العـدلَ مشكـاةً فـلا طمـعٌ ولا دهـــاءٌ ولا غِـــشٌّ يُغـشّـيـهـا
          558- ولن يقيـمَ هـدى القـرآن ذو طمـعٍ ومـن يصـانـعُ أو يخـشـى مُداجيـهـا
          559- لذاك ثـار كمـا ثـارَ النبـيُّ علـى دعـائِـمِ الـجَـوْرِ فانـهـدَّت أواخيـهـا
          560- إلا دعامـةُ شــركٍ لا يزلزلُـهـا إلا القضـاءُ وهـا قــد شــاء يُبقيـهـا
          561- قامت على حكمةِ الشيخين مذ خشيـا مكائـداً مــن أبــي سفـيـانَ تأتيـهـا
          562- وقولـةٌ منـه للـفـاروقِ حـيـدرةٍ لـو شـئـتَ أملـؤُهـا خـيـلاً بَواديـهـا
          563- كفيلـةٌ بالـذي يطويـهِ مـن إِحَـنٍ ظـنّـاً بحـيـدرَ أن يُـبـدي تناسـيـهـا
          564- فيستجيـبَ لعـاتٍ لـم يَـدَعْ فِتَـنـاً إلا وســار لـهـا وَخْــداً ليـوريـهـا
          565- فأشغلـوهُ بملـكِ الشـامِ وارتحلـوا وخلّـفـوا بعـدهـم عثـمـانَ يُرسـيـهـا
          566- دعامةً زعزعت عرشَ الهدى ورَمَتْ بسهمِهـا فـعـلا فــي الأرضِ عاتيـهـا
          567- ما أخطر الجهلَ والطغيانَ لو جمعـا فـي أمـةٍ أنـكـرت أسـمـى مَباديـهـا
          568- ولم تـزل أرسُـمٌ للزيـغِ شاخصـةً ولـيــس ثـمَّــةَ إيـمــانٌ يُعَفّـيـهـا
          569- قالوا له: لـو تُخلّـي عـن معاويـةٍ وملـكِـهِ الـشـامَ لا تعـجـلْ بطاغيـهـا
          570- فقال: إنْ تضمنوا عيشي. وهل ضمنوا أنْ لا يقـيـم عـلـى غــدرٍ معاويـهـا؟
          571- قالوا: الدّهاءُ فقال: الشـرعُ يمقتـه قالـوا: السياسـةُ قـال: الحـقُّ يغنيـهـا
          572- والله يشهـد أنّـي لـم أخُـنْ أحـداً منكـمْ ومـا كـنـت للسلـطـان أبغيـهـا
          573- قالوا: فلن تستطيعَ الحكمَ فـي بشـرٍ شـتّـى مشاربُـهـا حـتـى تُصافـيـهـا
          574- فقال: حسبيَ حكمُ الحـقِّ مـا بقيـت بـقـيّـةُ اللهِ أو مــــوتٌ يـوافـيـهـا
          575- فسـار يصـدعُ بـالآيـاتٍ مُحكـمـةً كمـا النـبـيّ عـلـى الأسـمـاعِ يُلقيـهـا
          576- مجدداً من معاني الذكـر مـا درسـت ومـا تــوارى عــن الألـبـابِ باديـهـا
          577- وعاش فـي النـاسِ أتقاهـا وأزهدَهـا وبـالـسـويّـةِ مــــالَ الله يُعـطـيـهـا
          578- والناسُ فـي حكمـهِ باتـوا سواسيـةً وليـس يجـحـفُ حـقّـاً فــي مَواليـهـا
          579- وأكـرمُ الـنـاس أدنـاهـا لخالقِـهـا بـذاك جـاء الهـدى مـن عـنـد باريـهـا
          580- وأنّهـم إخـوة ٌفـي الله مـا سلـمـت صِــدْقُ النـوايـا وذا الـقـرآن يَحكيـهـا
          581- وليـس فـي نهجـهِ مـا قالـه عُمَـرٌ (والـروحُ قـد بلـغـت منـهـا تَراقيـهـا)
          582- (لا تُكثـروا مـن مَواليكـم فـإنّ لهـم مطامِـعـاً بَسَـمـاتُ الضّـعـفِ تُخفيـهـا)
          583- ولست أعلـم مـا يعنـي بـه عمـرٌ؟ إذ كـان أحـمـدُ فــي حــقٍّ يُساويـهـا
          584- هـل نستحـلّ دمــاءً أم نشـرّدهـم بعـد الشـهـادةِ أم مــاذا يــرى فيـهـا؟
          585- وهـل سيذعـن إن شـاء الإلـهُ فتـىً مــن الأعـاجــمِ تعيـيـنـاً يولـيـهـا؟
          586- هـذا علـيٌّ وحكـمُ الله فــي يــدِهِ بسـنّـةِ الـعـدلِ والإحـسـانِ يقضـيـهـا
          587- (فمـا القـويُّ قويّـاً رغــم عـزتـه عنـد الخصـومـةِ والـفـاروقُ قاضيـهـا)
          588- (وما الضعيـفُ ضعيفـاً بعـد حجّتِـهِ وإن تـخـاصـمَ والـيـهـا وراعـيـهــا)
          589- وليـس تـأخـذهُ فــي الله لائـمـةٌ ولـم يـكـن واهِـنـاً يخـشـى تصدّيـهـا
          590- فمـن كـعـدلِ عـلـيٍّ أو يـوازنُـهُ علـمـاً ويشـبـهُـهُ سَـمْـتـاً بهـاديـهـا؟
          591- لا عدل من غيـر (علـمٍ يستعيـنُ بـهِ علـى قضـاءِ حـقـوقٍ) ضـيـمَ راجيـهـا
          592- علـمُ الكتـابِ لديـهِ حاضـرٌ فــإذا أفـتــى فـــإنّ كـتــابَ الله يُفتـيـهـا
          593- وقولـةٌ قالـهـا كالـذّكـرِ معـجـزةً يعنـو لـهـا الـدهـرُ تعظيـمـاً لملقيـهـا
          594- نـادى سلونـي أريكـم كـلَّ خافـيـةٍ مــن الأمـــور وأَهـديـكـم لنائـيـهـا
          595- إنّ السماءَ ومـا تحويـه مـن طُـرُقٍ أضعـافُ أضعـافُ مـا تحـوي أراضيـهـا
          596- وإنـنـي لعـلـى عـلـمٍ بأجمعِـهـا ومــا ســوايَ علـيـمٌ بـالـذي فـيـهـا
          597- سلوا عن الذكر مـا مـن آيـةٍ نزلـت إلا وأنبـأْتُـكـم أَســــرارَ خـافـيـهـا
          598- علـمٌ ورتـثُ عـن المختـار زاخـرَهُ حفـظـاً لشِرعـتِـهِ مـمــن يُمـاريـهـا
          599- فلـم يجـد فيهـمُ مـن طالـبٍ شرفـاً أو دافــعٍ حـسـداً أو نـــازعٍ تـيـهـا
          600- كـلٌّ يعانـي ولكـن حَسْـبَ موضعِـهِ مـن الصَّغـارِ فـنـورُ الـهَـدْيِ يُعميـهـا
          601- ولو أقامت علـى مـا يدّعـي حُجَجـاً لناجـزتْـهُ بـمَـكْـرٍ مـــن دواهـيـهـا
          602- لكنّهـا أيقـنـت بالـقـولِ فاتَّـخـذتْ ولـيـجـةً عـلَّـهـا تُـخـفـي تغابـيـهـا
          603- إذ قـام مـن بينهـم شيـخٌ بمسـألـةٍ تُنبيـكَ مـن نفسهـا عـن خُـبْـثِ مُلقيـهـا
          604- فقال كـم شعـرةً فـي لِحْيَتـي فـإذا ردُّ الـجـواب خفـايـا الغـيـب يُبـديـهـا
          605- بأنّهـا لـو تـرى فـي كـلِّ واحـدةٍ مـن الشياطيـن أنْ لـو شـئـتُ أُحصيـهـا
          606- وأنَّ فـي بيتـكَ المشـؤومِ وا حَرَبـاً مــن السـوائـمِ سَـخْــلٌ أو يُدانـيـهـا
          607- سيقتـلـنَّ حسيـنـاً فــوق عـاريـةٍ مــن الـفـلاة غريـبـاً فــي بَراريـهـا
          608- ولسـت أعجـبُ ممّـن كـان مُكتَنِـزاً عـلـمَ البـلايـا ومــا يَلـقـى مُلاقيـهـا
          609- لو شـاء إخبارَهـا عمّـا يكـونُ إلـى يــومِ القيـامـةِ لا يُـخـفـي خوافـيـهـا
          610- فعنده سـرُّ علـمِ الغيـبِ مـا خَفيـتْ عــن العـقـولِ ومــا دقَّــتْ معانيـهـا
          611- ثَبْتُ اليقـنِ فمـا كشـفُ الغطـاءِ لـهُ إلا عـلـومٌ تـمــادى فـــي تناهـيـهـا
          612- لـو شـاء يحكـمُ كـلاً حَسْـبَ مِلَّتِـهِ وهــو العلـيـمُ بـمـا تُلـقـي أمالـيـهـا
          613- كم من وفـودٍ مـن الأحبـارِ أرجعَهـا لأهلِـهـا والـهــدى نـــوراً يدلّـيـهـا
          614- فعنـده حاضـرٌ فـي كـلِّ معضـلـةٍ فصـلُ الخِـطـابِ فيستجـلـي غَواشيـهـا
          615- ولا كمن قـال: إنّـي لسـتُ خيرُكُـمُ ولا سـلـونـي أقـيـلـونـي تُكـافـيـهـا
          616- أين الضمائرُ مـن عُتْبـى فـلا عَتَـبٌ ـ بـعـد العَـفـاءِ ـ ولا لَــوْمٌ يُعافـيـهـا؟
          617- وقائلٌ قال: مـا لـي يـا أبـا حسـنٍ أرى الإجـابـةَ قـبـل الفِـكْـرِ تُعطيـهـا؟
          618- فقال: علمـي بهـا مـن غيـرِ مسأَلَـةٍ مـثـلُ الأنـامـلِ لا أحـتـاجُ أُحصـيـهـا
          619- علمٌ عن المصطفى عن جبرئيلَ عن (ال) اللهِ العـظـيـمِ فــأســرارٌ سـأُبـديـهـا
          620- لو كان فيكمْ لهـا أهـلٌ وكيـف بمـن ردّوا شـهـادتَـهُ بالـغـيـبِ يُنـبـيـهـا؟
          621- ماذا أقولُ بمن فـي مَدْحِـهِ نزلـت آيــاتُ صــدقٍ أمــات الله مُخفيـهـا
          622- قـد حاربتـه رجـالٌ لا عديـدَ لهـا عـلَّ المكـارمَ عــن معـنـاه تُقصيـهـا
          623- وقاتلـوا كـلَّ مـن والاهُ واختلقـوا لشانئـيـهِ فـلــم تـنـفـعْ طواغـيـهـا
          624- فراعَهُمْ أنهـم فـي فعلهـم ختمـوا علـى معالـيـهِ أنْ لا شــيءَ يُنسيـهـا
          625- تبقى مدى الدهرِ نبراساً تُضـيءُ لنـا دربـاً يُكابـد وَقْــدَ الجـمـرِ ماشيـهـا
          626- يرى بعينيهِ مـا ينـدى الجبيـنُ لـه مــن المـهـازلِ والبـلـوى تُقَّفـيـهـا
          627- قد ضلَّ إثنـانُ فـي معنـاهُ ذو مِقَـةٍ غــالٍ وذو إِحَــنٍ هيـهـاتَ يُطفيـهـا
          628- وشايعتـهُ كـرامٌ فـي المعـادِ غـداً مـن حوضِـهِ الجَـمِّ مـاء الخلـد يسقيهـا
          629- بأنّهـم لذمـارِ المصطفـى حفظـوا إنَّ العـهـودَ بِـبَـذْلِ النـفـس تَحميـهـا
          630- عاشت عليّاً كما قـال الرسـولُ لـهُ أنـتَ الصّـراطُ مـن الأهـوالِ تُنجيـهـا
          631- وكيف لا؟ ولنفسِ المصطفـى مَثَـلٌ كـان النبـيُّ عـلـى التـقـوى يُربّيـهـا
          632- هذا عليٌّ ومُلْـكُ الكـونِ فـي يـدِهِ زهـدٌ كـسـاهُ مــن الأثــوابِ باليـهـا
          633- لعلَّ في الأرضِ من لا قوتَ يُشبعُـهُ والجـوعُ للنفـسِ مـوتٌ ليـس يُخطيـهـا
          634- يُزهي العُفاةَ ولـيُّ الأمـرِ أفقرُهُـم عـلـى المـكـارِهِ والجُـلّـى يواسيـهـا
          635- نفسي الفداءُ لنعـلٍ كـان يخصفُهـا وعنـده مــن كـنـوزِ الأرض غاليـهـا
          636- يأتي على الألفِ في الهيجاءِ صارمُهُ وألـفُ ركـعـةِ فــي يــومٍ يُصلّيـهـا
          637- شعارُهُ الجوعُ لا يُغنيـهِ مـن سَغَـبٍ قــوتٌ وليلـتـهُ بـالـذّكـرِ يَطـويـهـا
          638- على الصعيدِ أعـارَ الليـلَ وحشتَـهُ بِعَـبْـرةٍ تُـحـزنُ الثّكـلـى وتُشجيـهـا
          639- ترى السماءُ علاهـا يرتمـي جَسَـداً فتسكـبُ العيـنُ مـن شـجـوٍ دراريـهـا
          640- نامت عيونٌ وأنفاسُ الـورى هـدأتْ ونفـسُـهُ بلهـيـبِ الـشّـوقِ يـوريـهـا
          641- تضـجُّ فـي سمعِـهِ نـارٌ مُسَجّـرةٌ ونفـحـةٌ مــن رجــاءِ الله تُطفـيـهـا
          642- يتلـو الكـتـابَ فتُبكـيـهِ تـلاوتُـهُ وفـقـدُ أحـمــدَ لـلآيــاتِ يُبكـيـهـا
          643- فيستريـح إلـى رؤيــا تُسـامـرُهُ بـرؤيـةٍ مــن رســولِ الله مُهـديـهـا
          644- يبثُّـهُ هـمَّ مـا يلقـاهُ مـن مِـحَـنٍ مـن أمّــةٍ دينُـهـا أضـحـى يُعانيـهـا
          645- فيبـزغُ الفجـرُ عـن وجـهٍ لهيبتِـهِ تعنـوا الملـوكُ حـيـاءً مــن تجلّيـهـا
          646- وإنْ تبسّمَ تُغضي الشمسُ من خَجَـلٍ بَـرْقُ الثنايـا عـن الإشــراقِ يَكفيـهـا
          647- تجري السماحةُ فـي كفّيـهِ سابقَـةً رأيـاً علـى شَـمَـمِ الإيـثـارِ يُجريـهـا
          648- لم تعرفِ التِّبْرَ حتـى قـال مادحُهـا أنــتِ فـإنّــكِ للعـافـيـنَ تُثـريـهـا
          649- وإنْ تكـلَّـمَ فالإعـجـازُ مَنطـقُـهُ والنـاسُ عـن دُرَرِ الأصــدافِ يُلهيـهـا
          650- يُهدي البلاغـةَ مـن مكنونِـهِ جُمَـلاًً أَربابُـهـا ببلـيـغِ الـقــولِ تُطـريـهـا
          651- في كلِّ سَمْعِ لهـا مـن وَقْعِهـا نَغَـمٌ مُـشْـجٍٍ لصـادِحَـةِ الآمــالِ يُنسـيـهـا
          652- بين الرجاءِ وبيـن الخـوفِ سامعُهـا فللـذنـوبِ قـبـولُ الـتَّـوْبِ ماحـيـهـا
          653- لا يبلغُ القَصْدَ مـن ألقـى بخطبتِـهِ ولا يَـجـيءُ بِقِـطْـعٍ مــن أمالـيـهـا
          654- فَخْـرُ البليـغِ إذا عُـدَّتْ مكـارمُـهُ فإنّـمـا لـعـلـيِّ الـطُّـهْـرِ يُنمـيـهـا
          655- فقولُـهُ دون قـولِ الله فـوق كــلا مِ الـنّـاسِ معـجـزةٌ تـأْبـى تَثنّـيـهـا
          656- خذْ عهدَ مالكِ فالسُّوّاسُ لـو لزمـتْ مـا جـاء فيـه لوفّـت حــقَّ باريـهـا
          657- ولا تُشيـدُ عروشـاً مـن أضالعِنـا ووِرْدُهـا مـن دمـاءِ الشـعـبِ قانيـهـا
          658- تُمسـي وتُصبـح للصُّلبـانِ عابـدةً ورنَّــةُ الـسَّـوطِ والآهــاتُ تُصبيـهـا
          659- ولو وَعَتْ ساعةً مـا قـال حيـدرةٌ لأسـهـرتْ ليلَـهـا كَــلأً لمَرعـيـهـا
          660- تبقـى كجوهـرِهِ فـرداً يحـارُ بِها غَـوْصُ العقـولِ بـأنْ يُحصـي لئاليـهـا
          661- أعطى فأغنـى ولـم تـوردْ عطيّتُـهُ مـاءَ الوجـوهِ ولــم تُخْـلِـقْ تواليـهـا
          662- أكتبْ على الأرضِ إمّا جئتَ في طلبٍ مخـافـةً أنْ يَـمَـسّ الــذلُّ عافـيـهـا
          663- هـذا شعـارُ علـيٍّ فـي مواهـبِـهِ وهــذه سُـــوَرُ الـقــرآنِ تُملـيـهـا
          664- في السرِّ والجهرِ مـن آلاءِهِ سُـوَرٌ كسـورةِ الدّهـرِ مَـرّ الـدهـرِ نُنشيـهـا
          665- له صفاتٌ من الأضدادِ قـد جُمِعَـتْ فــي جـوهـرٍ لصـفـاتِ الله تحكيـهـا
          666- تبقـى كجوهـرِهِ فـرداً يحـارُ بـهِ غَـوْصُ العقـولِ بـأنْ يُحصـي لئاليـهـا
          667- أَثنـى عليـه كتـابُ الله مُمتـدِحـاً ذاتـاً بهـا الحمـدُ قـد تـمّـت مَثانيـهـا
          668- وخصَّـهُ أحمـدٌ بالمـدحِ مُنشـغـلاً عمّـن سـواهُ مـن الأصـحـابِ تَنْبيـهـا
          669- لكـنّ عائـشَ ـ والمختـارُ يُسمِعُـهـا تـلـك المـدائـحَ ـ ضِغْـنـاً لا تُبالـيـهـا
          670- لم ترعَوِ عن قتـالِ المرتضـى فغـدت للنـائـراتِ بـقـوسِ الـغــدرِ ترمـيـهـا
          671- وهـي العليمـةُ إنْ سـارت ستنبحُهـا كــلابُ حــوأبِ للـحـمـراءِ تُرثـيـهـا
          672- سـارت ولـم تـرعَ للقـرآن آيـتَـهُ ولــن تـقـرَّ ونــارُ الحـقـد تكـويـهـا
          673- تسائلت: ما اسمُ هذي الأرضِ؟ قيلَ لهـا فـأدركـت أنّ طـــه كـــان يَعنـيـهـا
          674- وأنّهـا لعهـودِ المصطـفـى نكـثَـتْ وطالمـا كـان حـفـظَ العـهـد يوصيـهـا
          675- وناصَبت من له بالفضـلِ قـد شهـدت واليـومَ فـي حـربِـهِ الشيـطـانُ يُغويـهـا
          676- وحولَهـا معشـرٌ صانـوا حلائِلَـهُـمْ وأبـرزوهــا فـأرضــتْ مُستبيحـيـهـا
          677- ولستُ أعجبُ منهم بـل عجبـتُ لهـا كيـف استساغـت هلاكـاً فـي ذراريـهـا؟
          678- مـاذا دعاهـا لحـربٍ غيـرِ مُجديـةٍ؟ وللكتـائـب نـحـو الـمــوت تزجـيـهـا
          679- هل كان للأمـرِ كالماضيـنَ مُغتصبـاً؟ كــلا فـشـوراهُ لا شــورى تُبـاريـهـا
          680- أم أنّهـا تنظـرُ الإسـلامَ فـي خطـرٍ مــن فتـنـةٍ لـيـس يُبقـيـهِ تَمـاديـهـا؟
          681- فأخرجـت مـن بَنيهـا كـلَّ ذي تِـرَةٍ عـزُّ الأمانـي ـ وقـد خابـت ـ تَلافيـهـا
          682- قـل لـي بربّـكَ مـاذا بيـن عائشـةٍ وبيـن عثمـانَ لــولا النَّـكْـثُ يُغريـهـا؟
          683- فالنـاسُ قـد بايعـت طوعـاً فقائدهُـمْ أولـى بــذا الأمــرِ فلتخـسـأ أمانيـهـا
          684- لِـمْ لا تُحاجـجُ بِـدْءَ الأمـر حيـدرةً؟ لـعـلّـه لحـقـيـقِ الـحــقِّ يَهـديـهـا
          685- فالحـقُّ فـي حكمـهِ طـوعٌ لبغيـتِـهِ لا الحـيـفُ يعمـرُهـا لا الـعـدلُ يُبليـهـا
          686- لو شاء حيـدرُ أنْ يقتـصَّ مـن أحـدٍ بِِــدْءاً بعـائـشَ أهــلَ الـغـدر يُفنيـهـا
          687- فهيَ التي لقميصِ المصطفـى رفعـت فـي حربهـا نعثـلاً مـذ صــار يُزويـهـا
          688- واليومَ تحمل ضـدَّ المرتضـى قُمُصـاً ملـطـخـاتٍ بـعــارِ مـــن تجنّـيـهـا
          689- لو نـال طلحـةُ جـدوى قتـلِ نعثلهـا أو الزبـيـرُ لـجـرَّتْ ثـوبَـهـا تِـيـهـا
          690- لكـنْ علـيٌّ جنـى أَثمـارَ دوحتِـهـا ومــا جـنـت غـيـرَ آثــامٍ تُقاضيـهـا
          691- وما استشـارَ فليـس الـرأْيُ يُنقُصُـهُ إنْ رامَ أمـــراً ولا للـخُـبْـرِ راجـيـهـا
          692- وكـم تمنَّـوا يولّيهـا فـمـا حَضِـيـا بـإمـرَةٍ كـــان لـلأبــرارِ يصفـيـهـا
          693- وكـان يعلـم مـا تُخفـي سرائـرُهُـمْ وعُمْـرَةُ الـغـدر قــد بـانـت بَوانيـهـا

          تعليق


          • #6
            اللهم صلي على محمد وال محمد
            مشكورين الموضوع روعه

            تعليق


            • #7
              694- سارت إلى البصرةِ المشـؤومُ طالعُهـا أمُّ الدُّهَـيْـمِ لـحـربٍ لـيــس تغنـيـهـا
              695- وسار حيـدرُ فـي جيـشٍ لـهُ لَجِـبٍ بـرايـةٍ يــومَ بــدرٍ كــان راعـيـهـا
              696- وناشـدَ القـومَ حُـكْـمَ الله وامتثـلـوا طريـقـةً لـعــن الـقــرآنُ مُرسـيـهـا
              697- ما كان حيدرُ يخشـى وَقْـعَ صولَتِهـم لكـنّـه شــاء مــن غَـــيٍّ يُنَجّـيـهـا
              698- إنّ الذيـن لحـربٍ قـادَهُـمْ جَـمَـلٌ رُغـاؤهُ عـن سـمـاعِ الـحـقِّ يُصميـهـا
              699- فأرسل السيـفَ فـي أوساطِهِـمْ أَسِفـاً علـى نـفـوسٍ مــن الغِسْلـيـنَ يَسقيـهـا
              700- وشخَّـصَ الـداءَ أنْ تُكـوى جنوبُُهُـمُ وأثُْـوبٌ مــن نسـيـجِ الـوّيْـلِ يُغشيـهـا
              701- تـظـنُّ عـائـشُ يغنيـهـا تهكُّمـهـا بحـيـدرٍ أنْ غــدت حـفـصٌ تُغنّيـهـا




              ____________

              البيت 701 يشير إلى حادثة جليلة وهي أن عبد الله بن عمر قد منع حفصة أم المؤمنين من الخروج لقتال أمير المؤمنين إلى صف عائشة فما كان من حفصة إلا أن جمعت النساء لتنال من علي عليه السلام فصارت تغنّي مع تلك النسوة بما يدل على مبلغ العداء لهذا الرجل العظيم.

              ومن جملة ما تغنّت به على ما أتخطّر:

              ما الخبر ما الخبر.. عليّ في سفر.. فهو كالأشقر.. إن تقدّم عُقِر.. وإن تأخّر نُحِر.


              702- ومـرَّ حـيـدرُ بالقتـلـى مُطـرَّحـةً وغُـبــرةُ الــعــار إذلالاً تـواريـهــا
              703- ولاتَ حيـنَ عتـابٍ فالقضـاءُ جـرى وحكـمـةُ الله قــد ســارت بماضـيـهـا
              704- وخُلْـقُ حيـدرَ قـد آلـت سَجاحـتُـهُ لعـائـشٍ بجمـيـل الـصّـفـح يولـيـهـا
              705- خُلْـقٌ يـرقُّ فـلا شــيءٌ يـكـدّره حـتـى الـعِــداةُ إذا فـــاءت يُفيّـيـهـا
              706- مـاذا أقـول بمـن أخلاقُـهُ نهـلـت خُلْـقَ النبـيّ فمحـضُ الصَّـفْـوِ جاريـهـا
              707- (عفوتَ فاصفح فإنّ العفوَ من شِيَمِكْ) شـهــادةٌ عـائــشٌ عـنّــي تـؤدّيـهـا




              ____________

              في البيت 707: ما بين القوسين انتزعتُهُ من مقالة لعائشة (رض) وهي تطلب الصفح من أمير المؤمنين بعد وقعة الجمل فقالت:

              عفوتَ فاصفح.. وملكتَ فاسجح.. فإنّ العفو من شيَمِك وقد عفا عنها لأن اليومَ آتٍ لا محالة ((يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً)).


              708- فهـبَّ يشملُهـا عفـواً كمـا عـهـدت خلائِـقـاً عَـذَبـاتُ الـلّـطْـفِ تُرْبـيـهـا
              709- وصـاح بالنـاس أنْ ردّوا غنائمـكـم لأهلـهـا وارفـقــوا بِـــرّاً بأهلـيـهـا
              710- فليـس فـي هـذه غُـنْـمٌ لمنتـصـرٍ إلا إقـامـة حـــقٍّ فـــي نواحـيـهـا
              711- و هــا أقمـتـم حــدودَ الله بيِّـنَـةً حـتـى أفـــاءَ لأمـــر الله باغـيـهـا
              712- هـذا هـو العـدلُ لا ضَرْبـاً بِدِرَّتـهِ ولا دعــاوى عــن العنـقـاءِ تـرويـهـا
              713- قد كلّفت بيـتَ مـالِ المسلميـن بـأنْ يعـطـي البـريّـةَ جـــزّالاً ويُثـريـهـا
              714- (تصوّر الأمرَ معكوسـاً وخـذ مثـلاً) لــو أنّ عـائـشـةً رامـــت أمانـيـهـا
              715- وأقبـل النصـرُ بالبـشـرى يكلّلُـهـا وصــار أمــرُ عـلـيٍّ رَهْــنَ أيديـهـا
              716- لمثَّلـتْ ومحـت آثـارَ مـن قتـلـت وأهـلـكـت نسـلَـهـم إذ ذاك يُهـنـيـهـا
              717- وأرسلت من خيول الضِّغـنِ ضابحـةً عـلـى الجـسـومِ وبالأسـيـافِ تَفريـهـا
              718- وغادَرَتْهـم بـلا غُـسْـلٍ ولا كـفـنٍ وبالـسـيـاطِ إذا حــنّــت بَـواكـيـهـا
              719- وجرّعتهم ـ وقد أجملتُ ـ من غُصَصٍ فوقـعـةُ الـطـفِّ بالتفـصـيـل تُبـديـهـا
              720- خذْ من علـيٍّ ومـن أعدائِـهِ عِبَـراً وجــرِّد النّـفـسَ فـالأهـواءُ تُعمـيـهـا
              721- فأيُّهُـمْ لمـنـالِ الـحـقِّ مَـدْرَجَـةٌ وأيُّـهـمْ لـصـروح الـشّـركِ يَبنيـهـا؟
              722- أ نفـسُ أحمـدَ أم نفـسٌ يخادعُـهـا شيطانُـهـا وبــوادي التَّـيْـهِ يُلقـيـهـا؟
              723- ومن به (هل أتى...) للمـدح مُنْزَلَـةٌ أم مـن رسـولُ الهـدى بالـذمِّ يُقصيـهـا؟
              724- ومن أقـام عمـودَ الديـن صارمُـهُ أم مــن لقـولـة طــه لا تراعـيـهـا؟
              725- ومن لو الأرضُ طرسٌ والبحار غدت حِـبْـراً وأشجـارُهـا الأقــلام نبريـهـا
              726- والإنسُ والجـنُّ كتائبـاً لمـا قـدرت مناقـبـاً لأبــي السبطـيـن تُحصـيـهـا
              727- وكيف تسطيـعُ والمختـار قـال بـه مقـالـةً لـعـقـول الـخـلـق تُعيـيـهـا
              728- أنْ ليس يعرفُ كُنْهَ المرتضـى بشـرٌ إلا أنــا وإلـــهُ الـكــون بـاريـهـا
              729- لــذاك أمّـتـهُ أقــوامٌ لتعـبـدَهُ دون الإلــه فأمـضـى سيـفَـهُ فـيـهـا
              730- وغيرهم بالغوا فـي بغضِـهِ وبغـوا فكُبْـكِـبـوا وعـــذابُ الله يُـخـزيـهـا
              731- ويمكـرون وإنّ الله لــو علـمـوا أشـدُّ مـكـراً ويــومُ الحـشـر آتيـهـا
              732- يـومٌ بـه تَقْـدِمُ السبعـونَ طائـفـةً ونـيّــفٌ لــرســول الله داعـيـهــا
              733- مـاذا تقـولُ إذا مـا صـار يسألهـا عـن الأمـانـةِ هــل كـانـت توفّيـهـا؟
              734- أم أنهـا ضُيّعـت مـن بعـد غيبتِـهِ وأنـهــا جـاهــدتْ أنْ لا تـؤدّيـهـا؟
              735- وتاركاً فيهـم الثِّقْليـنِ هـل حفظـوا آيَ الـكـتـاب وآلَ الـبـيـت ثانـيـهـا؟
              736- أم أنّهـم غادروهـا خلـف أظهرِهِـمْ ويمّمـوا مــن دروب الـغـيِّ داجيـهـا؟
              737- ولو أتـت فِـرَقُ الاسـلامِ أجمعُهـا يـومَ المَعـادِ إلــى الرّحـمـن مُبديـهـا
              738- ستدخـل النـارَ إلا فرقـةً سلـكـت درب الرسـول فـذاك الــدربُ مُنجيـهـا
              739- كـلٌّ ينـادي بـأنّ الحـقَّ منهـجُـهُ وأنّــه لـفـروضِ الـشّـرع يُحيـيـهـا
              740- وليس في الدين أن نقفوا خطى أحد ال أســلافِ أو نجتـبـي مـمـا يشهّـيـهـا
              741- ولـو نُحَكِّـمُ فـي هـذا ضمائـرَنـا إنَ الضمـائـرَ لا تُـغــوي مُناجـيـهـا
              742- فهـل كـآلِ رسـولِ فــي سَـقَـرٍ ومــن سـواهـم بجـنّـاتٍ يُجـازيـهـا؟
              743- وآلُ أحمدَ هـل مـن بعـده انقلبـوا إلـى الضـلالـةِ أم ضـلّـت أعاديـهـا؟
              744- وهـل لموقـدِ نـارٍ فـي ديـارِهِـمُ يـومَ القيامـة منـه الـعـذرُ يُرضيـهـا؟
              745- وهـل لقاتلهـمْ حـظٌّ كـمـا لـهـمُ مـن الثـواب؟ وتـلـك العـقـلُ يَنفيـهـا
              746- وهـل لهنـدٍ كمـا للطهـر فاطمـةٍ جنّـاتُ عـدنٍ بهـا مـن كـان يؤذيـهـا؟
              747- وهـل علـيٌّ ومـن عـاداهُ يومئـذٍ علـى الـسـواءِ؟ وهاديـهـا كطاغيـهـا؟
              748- وهل سوى حيـدرٍ ينجـو وشيعتُـهُ؟ أم أنّ بالحشـر قــد ينـجـو مُعاديـهـا؟
              749- بُعْداً وسُحْقاً لأعمـى فـي بصيرتِـهِ إذ لـم يَـرَ الشمـسَ فـي أبهـى مَجاليهـا
              750- وما يـرى أيّهـا تنجـو غـداةَ غـدٍ ومــا يَمـيـزُ علـيّـاً مــن معاويـهـا
              751- وما يُميّـزُ بيـن الديـنِ فـي رجـلٍ وبيـن وَغْـدٍ لكـأسِ الخـمـرِ حاسيـهـا
              752- وبيـن مـن همُّـهُ يُحيـي عقيـدتَـهُ وبيـن مــن هـمُّـهُ بالـجـور يُرديـهـا
              753- وبيـن مـن كـان جبرائيـلُ مادحَـهُ بـمِـدْحَـةٍ لــرســول الله يُـهـديـهـا
              754- أنْ لا فتى في الورى إلا أبـو حسـن مَـنْ سيفُـهُ لأصــول الـديـن يُرسيـهـا
              755- وبين مـن أحمـدٌ قـد كـان يلعنُـهُ بلعنـةٍ عـن لـسـان الـوحـي يُفضيـهـا
              756- إذ ليـس ينطـق إلا حيـن يُنطـقُـهُ وحــيٌ لـعـلّ مــن الأدواء يشفـيـهـا
              757- فـإن عـلا منبـري هـذا معـاويـةٌ إلا اقـتـلـوهُ وإلا فـاركـبـوا التّـيـهـا
              758- بنو أميّـةَ فـي القـرآن قـد لُعِنـوا وذا مـعـاويـةٌ إحـــدى مـخـازيـهـا
              759- الشاربُ الخمـرَ والإسـلامُ حرّمَهـا والقـاتـلُ النـفـسَ والـقـرآنُ يَحميـهـا
              760- والمستـحـلُّ حــرامَ الله يُعلـنُـهُ وللمفـاسـد بـيـن الـنــاس يُفشـيـهـا
              761- ومُبـطـلاً لـحـدود الله مُبـتـدِعـاً والجاهلـيـةُ جـهـراً صــار يُعلـيـهـا
              762- مُكذِّبـاً دعـوةَ الـهـادي كـوالـدِهِ مَـنْ حـارب الديـنَ تَسْفيـهـا وتَشْويـهـا
              763- شعارُهُ: هاشـمٌ بالملـك قـد لَعِبـت ومــا النـبـوّةُ إلا مـــن دعـاويـهـا
              764- إنّ الذي عاش فـي أحضـانِ نابغـةٍ هيهـاتَ للنـفـس مــن عُـهْـرٍ يُنقّيـهـا
              765- وكيف يطهرُ غِـرْسٌ كـان غارسَـهُ علـى السّفـاحِ أبــو سفـيـانَ زانيـهـا؟
              766- وهـل يُطَهَّـرُ مـن أدرانِـهِ نَجَـسٌ؟ وهـل لوصمـةِ عــارٍ مــا يُزكّيـهـا؟
              767- واهاً لحيـدرَ مـا أمضـى عزيمتَـهُ وصـبـرَهُ عـنـد أهـــوالٍ يُعانـيـهـا
              768- لم يرضَ بالقـومِ إذ أقصـوهُ ناحيـةً عــن الخـلافـةِ تَبـكـيـهِ ويَبكـيـهـا
              769- حتى قسا الدهرُ أنْ أضحـى معاويـةٌ بيـن النظـائـرِ مــا أنـكـى مآسيـهـا!
              770- وأمـةٌ نشـرُ ديـنِ الله هِمّتُـهـا أمسـت علـى سـادرِ الآمـال تَطويهـا
              771- يا موتُ زُرْ إنّ دنياً هكذا انقلبـت فيهـا الموازيـنُ لا خيـرٌ لـنـا فيـهـا
              772- ورغْمَ ذاك وهـذا بـات حيـدرةٌ للشّـامِ مـن بـلـدِ الإســلامِ يُدنيـهـا
              773- وهل ينام أبو سفيانَ ـ لو سَلِمـت من الحـروب ـ قريـرَ العيـن هانيهـا؟
              774- إنّ ابنَ حربٍ إلى حربٍ يُصيّرُهـا لعـلّ مـن بــدرِ ثــاراتٍ يوفّيـهـا
              775- ولم يجـد غيـرَ عثمـانٍ وفتنتِـهِ وليـجـةً لطَـغـامِ الـشّـام تُغريـهـا
              776- وعُصبةٌ أغضبت بالأمس صاحبَها يومَ الحِصارِ وضربُ الـدُّفِ يُلهـيـهـا
              777- وعُصبةٌ خـذلت بالأمس صاحبَها يومَ الحِصارِ وضربُ الـدُّفِ يُلهـيـهـا
              778- أضحت تُعِدُّ لِنَيْـلِ الثـأر عُدَّتَهـا كـأنّ عثمـانَ أخـذُ الـثـأر يوصيـهـا
              779- فجنَّدت مـن بَنيهـا كـلَّ سائِمَـةٍ كتائـبـاً ساقـهـا للـمـوت حاديـهـا
              780- يقتادها نجلُ مَنْ في بَغْيِها حملـت مِـنْ خمسـةٍ أكبُشـاً والعـاصُ ساديهـا
              781- عمرو الذي إنْ خلا فحلٌ بمُخْدَعِهِ يُغضـي فمـا شأنُـهُ؟ والأمـرُ يَعنيهـا
              782- معاشرٌ أصبـح الديّـوثُ قائدَهـا ليـس البراهـيـنُ والأنـبـاءُ تُغنيـهـا
              783- هذا ابـنُ آكلـة الأكبـاد أودعَهـا حُمْقـاً عـن الحـقِّ والآيـاتِ يُعميـهـا
              784- وإذ رأى حيدرُ الأجلافَ عازِمـةً علـى المُضـيّ تُلبّـي غـدرَ مُغويـهـا
              785- شعارُها عن أبي سفيـانَ تحملُـهُ شريعـةً أمعـنـت بالـديـن تَشْويـهـا
              786- نادى الجّهـادَ عبـادَ اللهِ فاتخـذوا إلـى الجنـانِ سبيـلاً ليـس يُخطيـهـا
              787- فأقبـل الزّحْـفُ مَيمونـاً تظلّلُـهُ رايـاتُ بـدرٍ وقـد خَـفّـتْ لداعيـهـا
              788- طلائعٌ مِنْ بني المختـارِ تَقْدِمُهـا وخيـرةُ الصّـحـب إجــلالاً تُقفّيـهـا
              789- لبّـوا نـداءَ أميـنِ الله يحملُـهُـمْ لنُصـرةِ الحـقّ إنّ الـحـقّ يُزهيـهـا
              790- فأرضُ صفّينَ عن بدرٍ وعن أُحُـدٍ ليسـت بمَنـأى وإن مُـدّت صحاريـهـا
              791- فتلكما واجـبُ التنزيـل أوقدهـا وهـذه واجــبُ التـأويـل يَقضيـهـا
              792- وقام حيدرُ فيهـم خاطبـاً فعسـى مَقالُـهُ لا مَـقـالُ السـيـفِ يُجديـهـا
              793- فما وعتْـهُ وقـد أعيـوا ذريعَتَـهُ كأنّـهُ لـم يـكـن بالنُّـصْـحِ يوليـهـا
              794- ظنـاً بـأنّ عليّـاً صـار يَرهبهـا والعمـرُ إنْ طـال بالأبطـالِ يوهيـهـا
              795- وفاتهـا أنّ سيـفَ الله يَشْـحَـذُهُ بَرْيُ الرّقـابِ إذا مـا انصـاع يَبريهـا
              796- وكان من خُلُقِ الهـادي وشيمتِـهِ لا يبـدأ الحـربَ بـل بالنصـر يُنهيهـا
              797- كذاك شأنُ أميرِ المؤمنيـنَ ومـن سـواهُ للسـنّـةِ السّمـحـاءِ يُحييـهـا؟
              798- وهذه سُحُبُ الهيجاءِ قـد مطـرت بوابـلٍ مـن نـبـالٍ خــاب راميـهـا
              799- وهل تُخيفُ فتـىً يرجـو مَنيّتَـهُ تحـت السيـوف إذا الأقـدارُ تؤتيـهـا
              800- وَحَلّؤوهُ عن العذبِ الفـراتِ وقـد كـاد الأوامُ جيـوشَ الـحـقّ يُرديـهـا
              801- هذا الفراتُ فخلّـوا بيـن منهلِـهِ وبينـنـا حـاجـةً للـعـذر يَقضيـهـا
              802- لا لن تذوقوهُ حتى تهلكوا عطشـاً بزعمـهـم أنّ ذاك الـهَـذْرَ يُثنـيـهـا
              803- فطاف بالسّيـف يسقيهـم مُنادَمـةً صِرْفاً من الـرّاح مـا يُشجـي بَواكيهـا
              804- ومـدَّ مـن جثـثٍ دربـاً مُعَبّـدةً نحو الفـرات فساقـي المـوتِ ساقيهـا
              805- فأيقن ابـنُ أبـي سفيـانَ تَهْلُكَـةً بعصبـةِ الشّـرك لا تُبـقـي بَواقيـهـا
              806- وليس يعلمُ خَسْفاً كـان أم صَعَقـاً مــن السـمـاء وأمــرُ الله آتـيـهـا
              807- إنّ الطغاة وميضُ البرقِ يُفزعُهـا ورُزْمـةُ الـرّعـدِ تُنسيـهـا أمانيـهـا
              808- فكيف والموتُ إنسانـاً يَحيـقُ بهـا هــلا يطمئنـهـا شــيءٌ فيُهنـيـهـا
              809- ومن غدا المكرُ في سِلْـمٍ وسيلتَـهُ فخدعـةُ الحـربِ لا تجفـو مُداريـهـا
              810- لكنّها ـ والقضاءُ الحَتْـمُ أذهلهـا عـن السّمـاعِ ـ تأبّـتْ غـوثَ باغيهـا
              811- بحيث تلك الوغى غيرُ التي ألِفَـتْ ترى النفـوسَ وصـالُ البيـضِ يُشقيهـا
              812- ترى العُصاةِ لوعظِ السيفِ خاشعةً والله أكـبـر لـلآجــال تُدنـيـهـا!!!
              813- ترى الرجـالَ رجـالَ الله لاهيـةً والغافليـن سُجـوداً فـي بَواديـهـا!!!
              814- والماضياتِ سُكارى فَرْطَ ما شربت مـن النّجيـع كـأنّ الـوِرْدَ يُضميـهـا
              815-وقد تثوب إلـى وَعْـيٍ فيؤسفُهـا مـن الثُّمالـةِ بَـرْضٌ ليـس يُرضيـهـا
              816- ولو دَرَتْ أنّها في ساعةٍ شربـت بحـراً لَهـانَ ولكـنْ مَــنْ سيُنبيـهـا؟
              817- فالناسُ في شُغُلٍ عنها بهـا وَلَهـاً كيـف السبيـلُ إلــى دربٍ يُنجّيـهـا؟
              818- ونفخةُ الصّورِ قد صكَّتْ مسامعَهم فضاقـت الأرضُ واندكَّـت رواسيـهـا
              819- وكـان مالـكُ للنيـران خازنَهـا والظالمـون دخـولُ الـنـارِ يُخزيـهـا
              820- يطيع أمـرَ علـيٍّ حيـن يوقدهـا ومـن كمـالـكِ للنـيـران يوريـهـا؟
              821- نَسْرّ يُعيرُ قلوبَ الصّيـد أجنحـةً قبـل اللقـاءِ إذا مــا حــلَّ واديـهـا
              822- لا عيبَ فيه سوى نفـسٍ تُطاوعـه علـى الفـداء فيمضـي فـي تفانيـهـا
              823- ألبيضُ والسّمرُ في الهيجا يُغازلها وعفّـةً منـه فــي سِـلْـمٍ يُجافيـهـا
              824- يعفو ويصفحُ عمّن سـاءهُ شَمَمـاً وهـو الأشَـمُّ إذا امتـازت رواسيـهـا
              825- لا يُطفئُ الحربَ إلا غّيْثُ صارِمِهِ فسيفُـهُ مــن سـيـوف الله ماضيـهـا
              826- ربّاه حيـدرُ إنْ حُـمَّ اللّقـا قَـدَراً يُنسـي المقاديـرَ مـا تُلقـي دواهيـهـا
              827- وعـاش حيـدرَ آيـاتٍ مجـسّـدَةً كالمُحْكَـمـاتِ أبـــتْ الا تَجلّـيـهـا
              828- ذاك الذي لم يـدع للحـقّ خافيـةً الا وعنـه شمـوسُ الأفــقِ ترويـهـا
              829- حاز الفراتَ وقـد لاقـى معاويـةً بشيـمـةٍ سُـنّـةُ الأســلامِ تُملـيـهـا
              830- لو شاء أهلكَها في الحرب من عطشٍ وهـو القديـرُ متـى مـا شـاء يُظميهـا
              831- لكنّـهُ وفـراتُ المـاءِ فـي يــدِهِ يأبـى الدنيّـةَ فــي فِـعْـلٍ يساويـهـا
              832- إنَّ الفضيلـةَ تـأبـى أنَّ سيّـدَهـا فـي ساعـةِ العُسْـرِ والبلـوى يُجافيـهـا
              833- فصـاح بالهَمَـجِ الغوغـاءَ دونكُـمُ هـذا الفـراتُ عسـى يَنفـي تَصاميـهـا
              834- فأيقـنـت أنّ ديــنَ الله يحمـلُـهُ فـتـىً لشِـرعـةِ ديــن الله يُحيـيـهـا
              835- ففرّق الجيشَ منـه بعـد صارمِـهِ رأيٌ بـه مُرهَـفـاتُ الخَـتْـلِ يوهيـهـا
              836- يجتثُّ جـذرَ دهـاءٍ ظـنَّ صاحبُـهُ أن الثـمـارَ كـمـا الأوهــام يَجنيـهـا
              837- وهو العليمُ بـأنّ الصّـدقَ منتصـرٌ وإنْ تـجــدّلَ مغـلـوبـاً بـنـاديـهـا
              838- عُمْرُ الدّهـاءِ سويعـاتٌ يتيـه بهـا غُـمْـرٌ كطائـفـةِ الأحــلامِ يطويـهـا
              839- والباقيـاتُ برغـمِ الدّهـرِ خالـدةً مفـاخـرٌ أبـــت الأيـــامُ تُبلـيـهـا
              840- سَـلْ عنهـا صفّيـنَ آفاقـا تُزيّنُهـا تلـك الطّوالـعُ مــا أبـهـى مجاليـهـا
              841- تُجبْـكَ أن دُعـاةَ المَكْـرِ خائـبـةٌ وأنّ للـقِـيَـمِ المُـثـلـى تَسـامـيـهـا
              842- وليلةٌ هي وُسْعُ الدّهـرِ مـا لقِيَـتْ مـن الخطـوب وقـد أدمـت حواشيـهـا
              843- ليلُ الهَريرِ بحيث المـوتُ أغرقًُـهُ سَيْـلُ النفـوس وسـيـفُ الله يُجريـهـا
              844- سيفٌ لهيبتهِ الأجسـادُ قـد سجـدت وذلُّهـا عـن رئــاءِ الـنـاس يُغنيـهـا
              845- وما انجلى همُّهـا الا علـى هِمَـمٍ للقاسطيـن لَـقـىً والـخـزيُ يَرثيـهـا
              846- وليلـةٌ سلبتْهـا البيـضُ مهجتَـهـا وسيـفُ حـيـدرَ للأنـفـاسِ يُحصيـهـا
              847- لولا القضاءُ لما أبقـى لهـم أَثَـراً لـكـنَّ آثـارَهـا الـسّـوءاتُ تُبـديـهـا
              848- تحت العَجاجَةِ كم أنجـت منافِحَـةً ومــا استـطـاع حُـسـامٌ أنْ يُنَجّيـهـا
              849- وفِعْلَةٌ لابنِ عـاصٍ وابـنِ أرْطَـأَةٍ أضحوكـةً عـن شفـاهِ الدهـر نَرويـهـا
              850- هـذا يُعَـدُّ لـدى السُـوّاسِ نابغـةً وذا يُعَـدُّ مــن الفـرسـانِ عاتيـهـا




              ____________

              في الأبيات إشارة إلى سوءة ابن العاص وقد كشفها حين صرعه أمير المؤمنين عليه السلام وأراد قتله.

              قال العلامة الأميني: ينبأنا التاريخ أن عمرو ليس بأول رجل كشف عن سوءته من بأس أمير المؤمنين وإنما قلّد طلحة بن أبي طلحة فإنه لما حمل عليه أمير المؤمنين يوم أحد ورأى أنه مقتول لا محالة، فاستقبله بعورته وكشف عنها. م ـ راجع تاريخ ابن كثير 4 ص 20 و] ذكره الحلبي في سيرته 2 ص 247 ثم قال: وقع لسيدنا علي كرم الله وجهه مثل ذلك في يوم صفين مرتين: الأولى: حمل على بسر بن أرطاة. والثانية: حمل على عمرو بن العاص فلما رأى أنه مقتول كشف عن عورته، فانصرف عنه علي كرم الله وجهه.

              تعليق


              • #8
                851- ومن يَضَعْ نفسَه في غير موضعِهـا هانـتْ وإن غـرّهـا جـهـلاً تماديـهـا
                852- سارا إلى حرب مَنْ ألوى بصارِمِـهِ شُـمَّ الرِّعـانِ فأوهـى عَــزْمَ قاسيـهـا
                853- ظنّا بـذاك فخـاراً والتـي سلكـت دربَ الغـرورِ وميـضُ الوَهْـمِ يُغريهـا
                854- وقولُ أحمـدَ فـي عمّـارِ أرَّقََهـا فأوَّلـتْـهُ كـمـا تَـهــوى أمانـيـهـا
                855- وصوتُ عمّار وَقْرٌ فـي مَسامِعِهـا وسيـفُـهُ آيـــةٌ لـلـحـقّ يُملـيـهـا
                856- حتى َسَقْتُـه ضِياحـاً مـن نكايتِهـا وجدَّلـتـه تريـبـاً فــي سوافيـهـا




                ____________

                في البيت 856 إشارة قول النبي ص في عمار رض على لفظ عائشة:

                ((اللهم بارك في عمار، ويحك ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية، وآخر زادك من الدنيا ضياح من لبن)). [طبقات ابن سعد 3/180، سيرة ابن هشام 2/114].


                857- نفسي الوقاءُ لنفـسٍ حَشْوُهـا قِيَـمٌ والـت علـيّـاً بـبـذلٍ مــن تفانيـهـا
                858- لم يُبْلَ مثلُ علـيٍّ قـطُّ مـن أحـدٍ بالنـاس غـيـرُ رســول الله هاديـهـا
                859- دعـاهـمُ لكـتـاب الله فاتَّـخـذوا آيـاتِـهِ هُــزواً والجّـهـلُ يُعشـيـهـا
                860- هلا رَعَوْهُ وهمْ في حربه جهـدوا حتـى علـى نفسِـهِ تحنـوا أعاديـهـا؟
                861- وقـال حيـدرُ فيمـا قالـه أَسِفـاً لـم أرضَ بالقـوم قبلـي أنْ أساويـهـا
                862- ظلمـاً تقمَّصَهـا هـذا ليُلبسَـهـا هـذا وقـد علـمـت أنّــي منجِّيـهـا
                863- حتـى يُقـال علـيٌّ أو معـاويـةٌ كلاهـمـا سـنّـة المخـتـار يبغيـهـا
                864- هذا هو الكفرُ في سرٍّ وفـي عَلَـنٍ والـجُلجُليّـةُ عــن عـمـرٍو ستنبيـهـا




                ____________

                البيت 864: الجلجلية قصيدة شهيرة لعمرو بن العاص يفضح خلالها حقيقة مؤامرة معاوية ودعوى الطلب بدم عثمان.

                تجدها في كتاب الغدير للأميني في ترجمة الباغي إبن البغِيّة عمرو بن العاص.


                865- والحقُّ ما شهـدت أعـداؤه علنـاً بأنهـا عــن هُــداه المُـلْـكُ يُثنيـهـا
                866- وإنْ تشابَهَ بيـن النـاس أمرهُمـا جهـلاً وقـد أغفلـت أحكـامَ هاديـهـا
                867- لِمْ لا تحكِّـمُ فيمـا بينهـا حَكَمـاً ذا مِـرَّةٍ يبتـغـي مـرضـاةَ باريـهـا؟
                868- فوق الأسنّةِ قد أعلـوا مصاحِفَهـم كأنهـا أرؤوسٌ فـي الـطـفِّ تُعليـهـا
                869- وأصبح الأمرُ فيمـا بينهـم دَخَـلاً وأَلبسـوا الغـيَّ ثـوبَ الحـقّ تمويهـا
                870- وصيّـروا ذمّـةَ الإسـلام مَنْهَبَـةً للقاسطـيـن وقــد أوْلَـتْـهُ تشويـهـا
                871- وآلَ بالأمر أنْ عمرو ابـن نابغـةٍ والأشعـريُّ نفـاقـاً كــان موهيـهـا
                872- صارا على الدين حُكّاماً ورأيهمـا مـاض ورأي علـي لـيـس يُجديـهـا
                873- فأعولَ الدينُ يشكـو هَـوْلََ نكبتِـهِ والنـاسُ سـامـدةً تشـكـوا تَعاميـهـا
                874- وغدرةٌ تلو أخـرى صـار دينُهُـمُ في كفِّ مَـنْ غالَـهُ مِـنْ قَبْـلُ تَسفيهـا
                875- وبات حيدرُ والإسلامُ فـي طـرفٍ والنـاسُ فـي طـرفٍ تبغـي معاويهـا
                876- وليس تعزبُ عقبى حُرْمةٍ هُتِكَـتْ لكنَّمـا الجـهـلُ لـلأهـواء يُمضيـهـا
                877- وليس للرأي ممّـن لا يُطـاعُ يـدٌ ترمـي إذا لـم يكـن بالجّـوْرِ يعليـهـا
                878- وهذه الناسُ أبصـارٌ يَـرَوْنَ بهـا ويسمـعـون دَبيـبـاً فــي أقاصيـهـا
                879- أمـا القلـوبُ فأحجـارٌ مسـنَّـدةٌ فما سوى الزيـفِ مـن شـيءٍ يُداريهـا
                880- حتى وإن كان لا يُبقـي كرامتَهـا فـلا تلمْهـا فـقـد ضـلَّـت معاليـهـا
                881- إنَّ السوائمَ تهـوى الـذلَّ يُشبعهـا وعـداً وتبغـضُ قـوتَ العـزِّ يكفيـهـا
                882- تعوَّدت أنْ تُجـاري كـلَّ طاغيـةٍ لعلّـه مـن فُـتـاتِ الخـبـز يَقريـهـا
                883- شبَّتْ وشابتْ ولم تبرحْ لهـا شِيَـمٌ علـى المهانـةِ قـد قـامـت مباديـهـا
                884- والمخزيـاتُ مـن الآثـار مُعْقِبَـةٌ للوارثـيـن مــن الأهــوالِ مُفنيـهـا
                885- سارت على سنـن الآبـاءِ راعيـةً شـرَّ العهـود وحـبُّ المـال يُغريـهـا
                886- وإنها لـو أطاعـت أمْـرَ بارِئِهـا لصـارت الأرضُ تِبْـراً بيـن أيديـهـا
                887- لكنّهـا خسـرت دنيـاً وآخــرةً إذ مكّنـت فاسقـاً فـي خَـذْلِ زاكيـهـا
                888- خلَّت علياً يقاسـي الـداءَ منفـرداً وهـو الطبيـبُ متـى تضنـى يداويهـا
                889- وأسلمـت نفسَهـا للبغـي سـادِرَةً بخُـلَّـبٍ ومُــداجٍ مـــن أمانـيـهـا
                890- وكان للحـرب يدعوهـا لِيُنقذَهـا من رِبْقَـةِ الزّيْـغِ مـا عاشـت فَيُحييهـا
                891- ودبَّ للرِّجس في أجسادهـا خَـدَرٌ فضيّعـت مـن فــروض الله سانيـهـا
                892- وهوَّمت وهي عينُ الحقّ ساهـرةٌ علـى قـذىً وهـوىً للعيـن يُعشيـهـا
                893- هي السَّوامُ سـواءٌ فـي سجيَّتهـا فالليـنُ يُفسـدهـا والـسَّـوطُ يَهديـهـا
                894- لا ترتضي العدلَ يَسقيهـا هدايتَهـا وتهنـأُ الجّـورَ يستقـصـي هواديـهـا
                895- يعصونَ من طاعةُ الرحمنِ طاعتُـهُ ويُهْرَعـونَ إلـى مرضـات عاصيـهـا
                896- هذا علي أبى التحكيـمَ فانتفضـوا ضراغـمـاً وأبـــوا إلا يُراضـيـهـا
                897- وقد راوا غِبَّةَ التحكيـمَ فابتـدرت باللَّـوم قائـدَهـا مــاذا سيُرضيـهـا؟
                898- وإنـه لـو أبـى لامتـازَ منفـرداً وقاتلـوهُ وأعـلـوا شــرعَ طاغيـهـا
                899- ما كان عن خيفةٍ فالعربُ لو جُمعت لحـربـهِ لاغـتـدى فــرداً يُلاقيـهـا
                900- لكنّـه شـاء أنْ يُبقـي لمُقْتَـبِـسٍ نـوراً إذا أظلـمـت وَهْـنـاً دياجيـهـا
                901- ما كان يُرضيهِ منهمْ عُصبةٌ مَرَقَـتْ مـن دينِهـا وغـدت تُـبـدي تَعاليـهـا
                902- من كان هِمّتَـهُ الإصـلاحُ يُقعـدُهُ عـن القصـاصِ بريـقٌ مـن تُشّظيـهـا
                903- فراسلَ القومَ إنْ ثوبوا إلـى رَشَـدٍ ولا تُثيـروا مـن الأضـغـانِ خابيـهـا
                904- وبلَّغ النّصْـحَ إلا أنَّ مـن خبثـت قِدْمـاً أُرومتُـهـا لا نُـصْـحَ يُجديـهـا
                905- وغاضَـهُ منهـمُ أنبـاءُ فاجـعـةٍ علـى ابـن خبّـابِ قـد أخنـت مأسيهـا
                906- إذ غادروه وشقّـوا بطـنَ زوجتِـهِ وأْداً ومـا سلمـت مـن غـدرِ مُرديهـا
                907- حتى الأجنّـةُ لـم تأمـن نكايتَهـم والظلـمُ إنْ خـامـرَ الأرواح يُشقيـهـا
                908- عاثوا فساداً وأحيـوا كـلَّ موبِقَـةٍ قـد جاهـد المصطفـى مَحْقـاً لمؤتيهـا
                909- وعند ذاك فمـا يُغْنـي أخـا شِيَـمٍ صبـرٌ إذا شـكـت البـلـوى يشكّيـهـا
                910- فهبَّ يُثبـتُ حكـمَ الله فـي بشـرٍ بـذي الفِقـارِ وقــد آلــى لَيُشفيـهـا
                911- وكـان بينهمـا نهـرٌ وكـان فتـىً يُنمـى إلـى الأزد حـمّـالاً مساعيـهـا
                912- بحيث يسمع ما يُلقـي أبـو حسـنٍ مــن المقـالـةٍ تصريـحـاً وتمويـهـا
                913- والى علياً وحامـى عـن رسالتِـهِ لكـنَّ فـي النفـس أوهـامـاً يُعانيـهـا
                914- يرى الخـوارجَ عبّـاداً وأوجهُهَـمْ طـولَ السجـودِ بـدوراً فـي تجلّيـهـا
                915- تاليـن للذِّكـرِ والاجسـادُ ناحلـةٌ مــن الصـيـامِ وذكــرُ الله يُبكيـهـا
                916- تُـرى يحـلُّ لنـا حقـاً قتالَـهُـمُ؟ أم أنـنـا بسـيـوفِ الـجَّـور نُفنيـهـا؟
                917- وبينمـا كـان فـي أفكـارهِ ثمـلاً وحَيْـرةُ الـشـكِّ مهمـومـاً يقاسيـهـا
                918- إذ جاء فـارسُ عجلانـاً لحيـدرةٍ فقـال: يـا سيـدي الأخـبـارُ أرويـهـا
                919- إنّ الخوارجَ فوق الجسر قد عبروا وقـد رأيـت مــن الصَّفـيْـن تاليـهـا
                920- فقال حيدرُ: لا لـن يعبـروا أبـداً وجـاء آخــرُ رأيَ العـيـن يحكيـهـا
                921- فقال حيدرُ: لا لـن يعبـروا أبـداً وجــاء آخــرُ بالإيـقـان يُمضيـهـا
                922- فقال حيدرُ: لا لـن يعبـروا أبـداً لقولـةٍ عــن رســول الله أمضيـهـا
                923- وقال لي: سوف لن يبقى سوى هَمَلٍ أقــلّ مــن عـشـرةٍ والله يُخزيـهـا
                924- ولن ينالوا من الأصحابِ عاشرَهـم بـل دون ذلـك إمّـا شئـتَ تُحصيـهـا
                925- فقال فـي نفسِـهِ الأزديُّ مبتهجـاً قـد آنَ للحـرب أنْ تُـبـدي خَوافيـهـا
                926- قـد آنَ للحـقِّ أنْ تُبلـى سرائـرُهُ وللهدايـــة أنْ يـنـهـلَّ صافـيـهـا
                927- والله لو عبروا الجسرَ الذي عبروا لأنصـرَ القـومَ حتـى الوعـدُ يأتيـهـا
                928- فسار للجسرِ حيث العيـنُ مُغْنيـةٌ عـن السّـمـاعِ ولـلأوهـام تُقصيـهـا
                929- إذا بهمْ فوق ذاك الجسر ما عبـروا وقولـةُ المصطفـى قـد حـقَّ راويـهـا
                930- وهالـه أنْ رأى الصِّديـقَ حيـدرةً مـن خلفِـهِ لِبَنـاتِ الـرّيْـب يُوديـهـا
                931- هلا تيقنتَ يا ابن الازدِ من خبري؟ نـادى عـلـيٌّ وآيُ الـصـدق يُنشيـهـا
                932- أجابه الفـارسُ المغـوارُ مبتشـراً أنـت الوصـيُّ أعـادي مـن تُعاديـهـا
                933- وعـدَّ حيـدرةُ الفـاروقُ عُـدَّتَـهُ لحـربِ مـن فجّـرت سُمّـاً أفاعيـهـا
                934- وردَّ دابِـرَ مـن كـادوا بِسَيّدهـمْ وأُطفـئـت فتـنـةٌ سُحْـقـاً لموريـهـا
                935- وذو الثُّديَّةِ شـرُّ الخلـق مصطلَـمٌ نـبـوءةٌ صــدّق الـكـرّارُ مُنبـيـهـا
                936- نبوءةٌ لن يُضيـرَ الحـقَّ مُنكرُهـا فبالفضـائـلِ قــد أبــدت تأسّـيـهـا
                937- وأيُّ أكرومةٍ للمرتضـى ظهـرت مـن دون أنْ يغتـدي جِلْـفٌ ليُنسيـهـا؟
                938- لا يزعُمَنَّ عِداةُ الصدق قد غنمـوا فــوزاً إذا جــرت الدنـيـا بأيديـهـا
                939- فإنّـمـا هــي أيــامٌ يُداولـهـا بـيـن الأنــامِ وإنْ طـالـت لياليـهـا
                940- كم معشرٍ حسبوا الدنيا تهيـمُ بهـم حبّـاً وقـد عرفـوا عقـبـى محبّيـهـا
                941- وعاهدوها فما أوفـت لهـم ذِمَمـاً واستنصحـوهـا فخـانـت مُستميحيـهـا
                942- واستعبدتهم وظنّـوا زَيْفَهـا نِعَمـاً واستصرخوهـا ومـا ملّـوا تَصاميـهـا
                943- كأنّهم وصـروفُ الدهـر تُنذرهـم هيـمٌ عطـاشٌ ورودُ الـمـاء يُظميـهـا
                944- واستمرأوا كلَّ مَوْبوءٍ فمـا نَكِـروا طَعْمـاً ومـا بلـغـوا عيـشـاً يهنّيـهـا
                945- ماذا دهى أمّةً خلّـت أبـا حسـنٍ يدعـو وقـد غفلـت عـمّـا يُنجّيـهـا؟
                946- تراهمُ خُشّعَ الأبصـار مـن فَـرَقٍ خَـوفَ المنـون فلـم تسمـعْ مُناديـهـا
                947- وللنُّخيـلـةِ يدعـوهـم لينقـذَهُـمْ وخِيفَـةُ السَيـفِ بالتَّسْـويـفِ تُخفيـهـا
                948- وحيدرٌ يستثيـر النـاسَ يُخبرُهُـمْ مـا حـلَّ من بُسْرِ مـن بَلـوى بواديهـا
                949- والنـاسُ يشغلُهـمْ عنـه تقاعسُهُـمْ كأنّـه لــم يـكـن بالـقـول يَعنيـهـا
                950- وأشعثٌ وابنُ رِبْعيْ والألـى نكثـوا عَهْـدَ الوصيّـةِ جـدّت فــي تعاميـهـا
                951- فثبَّطوا النـاسَ عـن داعٍٍ يناشدُهُـمْ حــقَّ الجـهـادِ وبالـدنـيـا تُمنّـيـهـا
                952- ومثلُ حيدرَ لـم يصبـر علـى أَوَدٍ وأن يــرى أمّــةً زاغــت فيَرثيـهـا
                953- خمسون عاماً أراهـا مـن بطولتِـهِ معنـى الفـداءِ وقـد أوعــت معانيـهـا
                954- وعاشها أمّةً بالخيـر قـد خرجـت للنـاس تُنقذهـا مــن شــرِّ مُغويـهـا
                955- وواكبته نقـيَّ الجَّيْـبِ مـن طَبَـعٍ منزَّهـاً عـن عيـوب الـنـاس تنزيـهـا
                956- فعاهـدوهُ وهبّـوا مـن معاقِلِـهـمْ أُسْـداً تهـدُّ مــن الأجـبـال راسيـهـا
                957- يستنظـرون هـلالَ العيـدِ يوهبُهُـمْ بشـائـراً لأمـيـر النّـحْـلِ تُزجـيـهـا
                958- فريضةُ الصوم قـد وافـت تعلّمهـمْ مـن الجهـادِ فروضـاً مــن تساميـهـا
                959- والـقاسطون أعـدّوا مـن مكائدهم مـا أُلبِسَـتْ مـن ثيـاب العـار ضافيهـا
                960- تـحشّد الثـأرُ جيشـاً لا عديـدَ له على عـلـيٍّ وكـم عـانـى ليـهـديـهـا
                961- وخلفهم من بني الأحزاب ما ورثـت مِـن الضّغـون ومَـنْ ســرّاً يواليـهـا
                962- فـلا قريـشٌ لعهـد الثـأر ناسيـةٌ ولا اليـهـودُ لـنـار الـوِثْـرِ تُطفيـهـا
                963- ولا الألى دخلوا الاسلام عن طَمَـعٍ وللنـفـوسِ حنـيـنُ الـشـرك يُشقيـهـا
                964- ولا لعائشـةٍ نفـسٌ تـقـرُّ عـلى سِلْـمٍ وقــد سُلـبـت منـهـا أمانيـهـا
                965- ألقى ابن هندٍ إلى عمرو ابـن نابغـةٍ بخـطّـةٍ أُحْكِـمَـتْ كاللـيـل داجيـهـا
                966- لا يعرف الغدرُ من أسرارِها غرضاً حـقـداً تحـمَّـلَ أنكـاهـا مُـراديـهـا
                967- وافى إلى الكوفةِ الحمـراءَ مرتديـاً ليـلاً بـه أصبـحـت ســوداً لياليـهـا
                968- أمَّ المحاريبَ يبغـي سَلْـبَ عزَّتِهـا بقتـلِ مَــنْ سيـفُـهُ أعـلـى مبانيـهـا
                969- حُمَّ القضاءُ وحان الوعدُ إذ نظـرت إلـى السمـاء وقـد غــارت دراريـهـا
                970- ترى الملائكَ تحت العـرشِ باكيـةً والأنبـيـاءَ فـنَـوْح ُالـوحـيِ يُشجيـهـا
                971- هـذا علـيٌّ وحكـمُ الله فـي يـدِهِ لحكـمـةِ الله عــن طَــوْعٍ يُلبّـيـهـا
                972- نادى الصـلاةَ عبـادَ الله فاغتنمـوا ضيـافـةً لــم يَـخِـبْ إلا مُجافـيـهـا
                973- وكبّر المرتضى والذّكْـرُ فـي فمـهِ ينـعـى وأيـاتُــهُ تـبـكـي لتالـيـهـا
                974- وسـورةُ الحمـدِ تبكـي أنَّ واحـدةً مـن المثانـي بحِجْـرِ الـمـوت تُلفيـهـا
                975- أهوى علـيٌّ يـؤدّي حـقَّ ركعتِـهِ لسـجـدةٍ واسـتـوى شِفْـعـاً يثنّـيـهـا
                976- فكبَّـر السيـفُ مسمومـاً بهامـتِـهِ بضربـةٍ لـم يــزل يــوري تلظّيـهـا
                977- فصاح فزتُ وربِّ البيـت مفخـرةً لمـولـدي وســطَ بـيـت الله أُنميـهـا
                978- وفـي السّمـاوات جبريـلٌ يؤبِّنُـهُ قـد هُدّمـت للهدى أمـضـى أواخيـهـا
                979- غالوا الوصيَّ عليّ المرتضى فلقـد غـالـت بقتلـتِـهِ المخـتـارَ هـاديـهـا
                980- ليت السماءَ هَوَتْ فوق الثرى كِسَفـاً وليـت فـوقَ الثَّـرى تَهـوي رواسيهـا
                981- مَنْ للديانة مـنْ عـاثٍ أضـرّ بهـا ومَـنْ يُجيـر الهـدى مـمـا يُخشّيـهـا؟
                982- مَنْ لليتامى إذا جـار الزمـان بهـم وللأيـامـى إذا اشـتــدّت مآسـيـهـا؟
                983- مَنْ للعُفـاة إذا ضاقـت بهـم سُبُـلٌ وقد قضـى صابـراً مـن كـان يكفيهـا؟
                984- ومَنْ لزينبَ والسبطيـن مِـنْ سَنَـدٍ مِـنْ جـور نائـبـة الايّــام تحميـهـا؟
                985- بالأمس قـد فقـدت جـدّاً ووالـدةً والـيـومَ تفـقـدُ واليـهـا وراعـيـهـا
                986- مَنْ عنده الحوضُ في يوم المعادِ ومَنْ لرايـة الحَمْـدِ عنـد الحـشـر يُعليـهـا
                987- يا من له الصحبُ والأعداءُ قد شهدت بأنّـه مـن شِـمـام الفـضـل راسيـهـا
                988- أتيتُ فضلَـك أستسقـي إذا ظمئـت نفسـي فمـن كأسـك الأوفـى تُوافيـهـا
                989- وللشفـاعـةِ أنْ أرقــى لبُغيتِِـهـا فأنـت لـو شـئـتَ للنـيـرانِ تُطفيـهـا
                990- ألقيتُ رحلي وحاجاتي يضيـق بهـا ســواك إنّــك للحـاجـات تقضيـهـا
                991- أرجو المماتَ على عهدِ الولاءِ لكـم حتـى أنـال مــن الجـنّـات عاليـهـا
                992- ولسـتُ أفـزعُ إنْ مَسّتْنـي نائبـةٌ إلا إلـيـكَ وكــم أذلـلـتَ عاتـيـهـا؟
                993- فكيف أفزعُ في قبـري ـ إذا بُلِيَـتْ سَريرَتي ـ مـن ذنـوبٍ لسـتُ أُحصيهـا؟
                994- ونـورُ حُبَّيْـكَ مِشكـاةٌ تنـوِّرُ لـي لـيـلَ الـذنـوبِ وإن ألـقـت بداجيـهـا
                995- يا شِفْعَ أحمدَ إشفـعْ لـي ووالدتـي ووالـــدي ولأخـــوانٍ أُسـاقـيـهـا
                996- خَمْرَ الولاءِ بكـأسٍ مـن فضائلِكُـمْ فإننـي رُغْـمَ مَــنْ نــاواكَ أُفشيـهـا
                997- وتلـك الفيَّتـي بالحـبِّ أنظمُـهـا جَهْـدَ المُـقِـلِّ فـمـا وفَّــت قوافيـهـا
                998- معشارَ ذرّةِ مـا تحويـهِ مـن قِيَـمٍ يفنـى الزّمـانُ ومــا تفـنـى معاليـهـا
                999- ولسـتُ أسألُكُـم أجـراً فعبـدكُـمُ يـرى المـودَّةَ نُعمـى أنــتَ مُسديـهـا
                1000- فمنتهى الشّكرِ حَمْداً لا يُحيط بهـا وغـايـةُ الـمـدحِ شُـكـراً لا يؤدّيـهـا

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X