إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة توبة (( شعوانة ))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة توبة (( شعوانة ))




    كانت بالبصرة امرأة تسمّى شعوانة مشهورة بالتهتك والغناء و... ، وما كان مجلس فساد يقام إلاّ وفيه شعوانة .. وكانت ذات يوم تسير هي وجواريها في أحد الأزقّة وصادف ان مرّت عند باب أحد الزهاد في ذلك العصر ، وتناهى إلى سمعها هناك صوت بكاء وعويل من داخل الدار .

    ارسلت احدى جواريها لتأتيها بخبر ما يجري ، وأمرتها ان تعود اليها سريعاً.. وقالت مع نفسها : ان في البصرة عزاءً ونحن لا ندري.. ودخلت الجارية الدار ولم تعد ، فأرسلت وراءها بجارية أخرى ، ولكن الثانية لم تعد هي الأخرى .. وارسلت من بعدهما سائر الجواري ، ولم تعد اليها أية واحدة منهن. غضبت وقالت : ما الخبر ؟.. ارسلت جميع الجواري ، ولم تعد واحدة منهن .. لا بد وان هنالك سر في هذه الدار ، وما هذا العزاء بعزاء اموات ، بل عزاء الاحياء ، هذا عزاء المذنبين ، العاصين ، المجرمين ، واصحاب الصحائف السود .. ثم قررت ان تدخل الدار بنفسها لتطلع على حقيقة الامر .

    دخلت الدار فوجدت رجلاً صالحاً على المنبر وناساً كثيرين حول المنبر يبكون ، كان الواعظ يفسّر لهم الآية الكريمة: { واذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيّظاً وزفيراً }/[ سورة الفرقان: 12].. وانهم اذا ألقوا فيها تربط اعناقهم بسلاسل من حديد :

    { واذا ألقوا منها مكاناً ضيّقاً مقرّنين دعوا هنالك ثبوراً}/[سورة الفرقان: 13].. فيناديهم مالك : ويحكم !.. سرعان ما تعالت اصواتكم ، لازلتم في البداية ، وهل رأيتم حرّها ؟.. ان وراءكم عذاباً وآلاماً اكثر ، فكيف ستفعلون ؟..

    ما ان سمعت شعوانة تفسير هذه الآية ، حتّى استشعرتها في اعماق قلبها واخذت تبكي ونادت : وهل اذا تاب العبد تُقبل توبته ، مع كل هذه الذنوب ، ويجعل له مكاناً عنده في الجنّة ؟..

    قال لها الشيخ : الله ارحم الراحمين ، توبي يتوب الله عنك ، وان كانت ذنوبك كذنوب شعوانة.




    ** لحظة تأمّل **

    هنا تأملت شعوانة وهي تكلم نفسها : أأكون مثلآً للفاسقين ؟؟!! ... أيضرب بي المثل للعاصين ؟؟!! ... فلمَ لا أكون من التائبين ؟؟؟!!! .




    قالت : يا شيخ ، انا شعوانة، تبت إلى الله ، ولن اعاود ارتكاب الذنوب.



    قال لها : ما دمت قد تبت ، تاب الله عليك ، وغفر لك ذنوبك .



    تابت شعوانة توبة صادقة ، فانفقت كل ثروة حصلت عليها من هذا العمل، واعتقت كل غلمانها وجواريها ، واتخذت لنفسها صومعة في الصحراء وانهمكت بالعبادة والرياضة إلى ان ذاب لحمها .

    جاءت ذات يوم إلى الحمام لتغتسل ونظرت إلى بدنها ، فوجدت نفسها قد صارت ضعيفة وقد لصق جلدها بالعظم فتحسرت وقالت :آه يا شعوانة هكذا صار حالك في الدنيا !.. ولا اعلم ماذا سيكون شأنك غداً في الآخرة ؟!..

    وفجأة سمعت صوتاً ينادي: يا شعوانة !.. لا تبعدي عنا والزمي بابنا لنرى ما سيكون عليه شأنك غداً في الآخرة .. فكبر شأنها شيئاً فشيئاً حتّى غدت من الاولياء ، وصاروا يعقدون مجلساً تتحدث هي فيه وتهطل دموعها.


    هكذا تاب التائبون - ( ص 63) ... بتصرف


    " ... أللَّهُمَّ أَيُّما عَبْد تَابَ إلَيْكَ وَهُوَ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ فَاسِخٌ لِتَوْبَتِهِ وَعَائِدٌ فِي ذَنْبِهِ وَخَطِيئَتِهِ فَإنِّي أَعُوذُ بِكَ أنْ أَكُوْنَ كَذلِكَ، فَاجْعَلْ تَوْبَتِي هَذِهِ تَوْبَةً لا أَحْتَاجُ بَعْدَهَا إلَى تَوْبَة، تَوْبَةً مُوجِبَةً لِمَحْوِ مَا سَلَفَ ، وَالسَّلاَمَةِ فِيمَا بَقِيَ ..."


    الصحيفة السجادية
    /الدعاء الحادي والثلاثون / [ في ذكر التوبة وطلبها]





    عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
    سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
    :


    " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

    فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

    قال (عليه السلام) :

    " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


    المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)



  • #2
    السلام عليكم

    موضوع جدآ رائع ومميز

    وجزاك اللة خير الجزاء

    تقبل مروري


    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة الفارس مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم

      موضوع جدآ رائع ومميز

      وجزاك اللة خير الجزاء

      تقبل مروري


      أشكر مرورك ــ أخي الفاضل ــ ودعاءك

      أسأل الله تعالى أن يتقبّل منّا ومنك وجميع المؤمنين

      صالح الدعاء




      عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
      سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
      :


      " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

      فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

      قال (عليه السلام) :

      " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


      المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


      تعليق


      • #4
        اللهم صل على محمد وال محمد

        روى عن أبي بصير، بإسناد صحيح، قوله، أنّي قلت للإمام الصادق (ع): يا بن رسول الله، خوّفني من عذاب الله فقد قسا قلبي. فقال: " يا أبا محمد، استعدّ لحياة طويلة بعيدة وهي حياة الآخرة، لا نهاية لأمدها، وتفكّر فيها، وتهيأ لها، فقد جاء جبرائيل إلى رسول الله (ص)، يوماً وهو مكفهرّ وعليه آثار الحزن والكآبة، بخلاف ما كان من عادته أنّه يأتي الرسول (ص) بشوشاً مبتسّماً ضاحكاً مسروراً، فقال له النبي (ص) : ما بالك يا جبرائيل، أراك اليوم حزيناً مغموماً، قال جبرائيل: لقد وضعت منافيخ جهنم اليوم وتوقفت عن الفخ. فقال النبي (ص): ما هي منافخ نار جهنم؟ قال جبرائيل: يا محمد (ص). لقد أمر الله (تعالى) أن ينفخ في جهنم ألف سنة حتى ابيضّت، ثم نفخ في نار جهنم ألف سنة أخرى حتى احمرّت، ثم نفخ فيها حتى اسودّت، وهي الآن سوداء مظلمة، ولو سقطت قطرة من الضرّيع (وهو عرق أهل النار، من قروح وريم فروج الزانيات، المغلي في قدور ومراجل جهنميّة، ويسقى منه أهل جهنم بدل الماء) في مياه أهل الدنيا لمات جميع أهل الدنيا من جيفته، ولو جعلت حلقة واحدة من سلسلة طولها سبعون ذراعاً (توضع على رقاب أهل النار) على الدنيا، لهلك أهل الدنيا، ولو علّق ثوب من ثياب أهل النار، بين الأرض والسماء، لهلك أهل الدنيا من رائحته الكريهة. فلما أتمّ جبريل مقاله، بكى وبكى النبي (ص) كلاهما، فأرسل الله (تعالى) إليهما ملكاً يقول: إنّ الله (تبارك وتعالى) يقرؤكما السلام ويقول: لقد أمّنتكما عن معصية تستوجب العذاب، ومنذ تلك اللحظة كان الأمين جبرائيل كلما جاء إلى النبي (ص) كان مبتسماً ضاحكاً".

        وقال الصادق (ع): " في القيامة يدرك أهل النار عظمة جهنم والعذاب الإلهيّ، كما يدرك أهل الجنة عظمتي الجنة ونعيمها، وإذا دخل أهل النار جهنّم، يسعى سبعين سنة حتى يصل من قعرها إلى فوقها، وكلمّا وصل إلى الحافّة، أنزل على رأسه الضربة بمدق من حديد وتردّهم إلى القاع، ثم يغيّرون جلودهم بجلود جديدة ليؤثر فيهم العذاب تأثيراً أكثر من ذي قبل. قال النبي (ص) لأبي بصير: هل يكفيك ما قلته لك؟ قال أبو بصير: كفاني".

        وروى في خبر عن الصادق (ع) أنّه قال رسول الله (ص): حينما دخلت السماء الأولى في ليلة المعراج، فرح من رآني من الملائكة وسرّ برؤيتي، إلى أن رأيت ملكاً لم أر أعظم منه جثة في هيئة منكرة، والغضب باد من جبينه، فحيّاني كما فعل غيره من الملائكة من التحية والثناء، دون أن يضحك أو يبدي سروره. فسألت جبرائيل عنه الذي أهابني وأخافني؟ قال: إنّه مالك خازن جهنم، نهابه جميعاً فليس ببعيد أن تخاف منه، لم يضحك يوماً، يزداد غضبه يوماً بعد يوم على أعداد الله والعاصين منذ أن ولاّه الله جهنم، وأنّ الله يأمرن أن يقهرهم وينتقم منهم، ولو قابل أحداً قبلك مبتسماً أو يقابل بعدك أحداً بشوشاً، لقابلك أيضاً ولفرح بلقائك.
        قال رسول الله (ص) : فابتدرته بالسلام، وردّ عليّ، وبشرّني بالجنّة، فقلت لجبرائيل لمكانته وشوكته في السماوات، حيث يطيعه أهل السماوات، قلت له: مر مالك جهنم ليريني نارها. فقال جبريل لمالك جهنم: يا مالك، أر محمداً (ص) نار جهنم. فرفع مالك الحجاب، وفتح باباً من أبواب جهنم، وإذا بزبانية من لهيبها قد تصاعدت إلى السماء وسطعت وزرأت بحيث هالني الوضع، ثم قلت لجبريل أن مره يسدل الستار، فأمر مالك اللهّيب، فعاد إلى موضعه".



        هذه أخبار جهنم وحال أهلها وفي المقابل هناك التوبة التي تبعدك عن نار جهنم وذلها
        قال تعالى
        بسم الله الرحمن الرحيم
        {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر : 53]



        فماذا تختار أخي القارئ النار أم التوبة والجنة ؟؟


        مشرفنا الفاضل الصدوق..

        جزاك الله جنة النعيم ورفقة الاولياء في الاخرة..

        تحياتي لك..


        تعليق


        • #5
          تسلم مشرفنا الموقر على هذه القصة

          انا سامعتها من قبل رواها السيد الفالي الله يحفظه بأحدى محاضراته
          اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

          تعليق


          • #6
            اللهم صلي على الحبيب المصطفى وعلى اهل بيتة الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وسهل مخرجهم ياكريم ..

            اللهم إنا نعود بجلال وجهك الكريم ورحمتك الواسعة من نار جهنم..يارحيم ياغفور ..

            موفقين يارب ...

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محب عمار بن ياسر مشاهدة المشاركة

              قال تعالى
              بسم الله الرحمن الرحيم
              {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر : 53]



              فماذا تختار أخي القارئ النار أم التوبة والجنة ؟؟


              مشرفنا الفاضل الصدوق..

              جزاك الله جنة النعيم ورفقة الاولياء في الاخرة..

              تحياتي لك..


              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

              وجزاك ــ أخي الفاضل ــ وجميع المؤمنين خير جزاء المحسنين

              أشكرك على هذه الإضافة القيّمة والنافعة .




              عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
              سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
              :


              " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

              فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

              قال (عليه السلام) :

              " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


              المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عطر الكفيل مشاهدة المشاركة
                تسلم مشرفنا الموقر على هذه القصة

                انا سامعتها من قبل رواها السيد الفالي الله يحفظه بأحدى محاضراته

                أشكر مروركم




                عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
                سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
                :


                " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

                فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

                قال (عليه السلام) :

                " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


                المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X