إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءات معاصرة في المفاهيم القرآنية ..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءات معاصرة في المفاهيم القرآنية ..

    قد يتساءل البعض لماذا وضع هذا الموضوع في قسم المجتمع ولم يوضع في القسم القرآني ..؟ فأترك إجابته للقراء الكرام ..
    في هذه المشاركة عدة مواضيع عناوينها أدناه ، يجمع بينها عنوان المشاركة (قراءات معاصرة للمفاهيم القرآنية)
    وهي مختصرة لتلائم سرعة العصر وهي موجهة للشباب .. اختر الموضوع الذي يهمك ..

    أرجو المشاركة وإبداء الرأي في (الفقرات أو العبارات ) التي ترونها مميزة أو فيها إشكال ..


    عالم الدنيا
    وجود الله
    وجه الحرام
    السعادة
    القلب وعاء الإنسان
    الاختبار
    الابتلاءات
    الإيمان
    الحرية
    العبودية
    خطوات الشيطان (الطريق إلى الذنوب)
    الحساب والقيامة





    عالم الدنيا

    { فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّه }البقرة115
    ان الله الذي خلق لنا هذا العالم الافتراضي وأدخلنا فيه وجعلنا نخضع لقوانينه كالزمان والمكان والليل والنهار وكالحرارة والبرودة والطفولة والكهولة كل تلك القوانين محصورة في هذا العالم ولا تتعداه فلا يجوز أن نعمم هذه القوانين على عوالم أخرى كعالم البرزخ أو الآخرة أو غيرها مما خلق الله ..
    كذلك الله (تعالى اسمه ) فهو لاتنطبق عليه قوانين هذه الدنيا كالزمان والمكان والليل والنهار فهي قوانين اختبارية وضعت لنا لتؤدي غرضها وتنتهي بعد فناء الدنيا ..

    انتشرت اليوم الألعاب الاليكترونية المختلفة ولكل لعبة خصائص وقوانين يضعها المبرمج لهذه اللعبة وهذه القوانين سارية على اللعبة فقط ولا تسري على المبرمج او على البرامج الاخرى .. فهي عوالم افتراضية صممت لتؤدي غرضاً معيناً ، كذلك نتصور هذه الدنيا فهي عالم افتراضي نحن داخله له قوانين وضعها الله ..
    وسنكتشف ما وراء هذه الدنيا بعد ان تنتهي فترة اقامتنا في هذا العالم الافتراضي يقول الله تعالى :
    {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }ق22
    (حديد : حاد يرى ما لم يستطع رؤيته سابقاً من حقائق الامور وبعدها الروحي)



    وجود الله

    وهنا نسأل أين هو الله ؟
    ج/ انه في كل مكان فوقنا وتحتنا وعن يميننا وشمالنا وداخلنا ، إنه أقرب الينا من حبل الوريد ويعلم ما توسوس به أنفسنا ويعلم ما تخفي الصدور ..
    لكن كيف ؟
    يشبّه أحد الواصفين بأننا منغمسون في ذات الله (مثل الاسفنجة المغمورة في الماء كلياً ) فالماء فوقها وتحتها وعن يمينها وشمالها ومتغلغل فيها ، وأقول بل هو أكثر حيث { وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً }النساء126 فهو محيط بكل خلية من خلايا جسمنا بل بجزيئاتها المكونة لتلك الخلية وحتى اصغر وحدة بنائية لتلك الخلية فإن الله محيط بها ..
    اذا كان الله قريب كل هذا القرب لمذا لا نشعر به اذاً ؟!
    ونجيب عن هذا السؤال بسؤال آخر (نحن متى نشعر بقيمة الاشياء ؟ )

    الجواب نشعر بقيمة الاشياء عندما نفقدها ، فنحن نتنفس الهواء ومتعايشين معه الى درجة أننا ألفناه فلم نشعر بوجوده وبدأنا نعتبره غير موجود ولا نلتفت اليه دائماً رغم اننا منغمسين فيه ،الا حين نذكره ، وسنعرف قيمته الحقيقية وحاجتنا اليه حينما نفقده ، حاول ان لا تتنفس لبضع ثواني .. ستشعر بقيمة هذا الهواء الذي تتناسى وجوده .. ولا يعلم الاطفال بوجوده حولهم ..
    لاواذا كنا نستطيع ان نترك الطعام لأيام ، او نترك الماء لساعات ، او نترك الهواء لثواني ، لنعرف قيمتها ومدى تأثيرها علينا فإننا لا نستطيع ان نستغني عن وجود الله لأصغر وحدة زمنية فإننا قائمون وموجودون بقدرة الله فمتى ما سلبت منّا تلك القدرة تحولنا الى عدم ولم يعد لنا وجود في هذا الكون فلا حول ، ولا قوة ، الا بالله في كل الوجود .
    وبالرغم من كل هذه العظمة لله التي لا يحويها مكان فإنه يقول في حديث قدسي {ما وسعتني ارضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن }
    فهل تستطيع ان تجعل إسم الله في قلبك ...؟
    ان هذه القلوب اوعية وخيرها اوعاها ، هل تستطيع ان توسع قلبك ليتسع لتجليات الله (نعم) فأنت خليفة الله في الارض ويجب عليك ان تكون نموذجاً لما اراده من صفات .




    وجه الحرام

    {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }النساء10
    كما ان للمادة وزن وحجم وكتلة وهي خواص مادية فإن المادة لها تأثيرات غير مادية كالمجال مغناطيسي وهذا ما يقوله العلم التجريبي ، ويضيف القرآن أن للمادة تأثيرات أخرى غير مرئية ترتبط بكون هذه المادة من مصدر شرعي أو غير شرعي ، ويكون لنفس المادة تأثيرات مختلفة على الاشخاص فهي محللة لشخص ومحرمة على آخر فمن الممكن أن تترك البركة والرضا في شخص وتحرق شخصاً آخر اذا كانت على الاخير حراماً ،وهنا يشير القرآن الى من يأكلون اموال اليتامي بالباطل بأنهم يأكلون في بطونهم ناراً ، هذه النار ستشوّه ارواحهم في هذه الدنيا وتمحق البركة وتنزل البلاء على هذا المتجاوز على الحقوق وفي الآخرة
    {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ }التوبة35
    والعلم الذي يبحث في تأثيرات الاشياء وصورها الحقيقية غير المادية يسمى علم ( العرفان ) ولعلماء المسلمين الشيعة باع طويل في هذا المجال وفيهم العديد ممن وصلوا الى ما لم يصل اليه غيرهم ،
    يقول الإمام علي (ع) { لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقينا }

    أي انه كان يرى الأشياء على صورها الحقيقة (البرزخية ) وانه كان ينظر إلى الارواح لا الى الابدان كما ننظر نحن ، وكان ينظر في اصلاب الرجال أيضاً وهذا مما علّمه رسول الله (ص) حيث قال {علّمني حبيبي رسول الله ألف باب من العلم من كل باب يفتح ألف باب } ،
    ان كل الناس بعد الممات وخروج الروح من هذا الجسد سيرون الأشياء على صورها الحقيقية فيرون بشاعة الحرام وجمال الحلال ،

    فنحن بهذا الجسد كمن يلبس نظارة خضراء (مثلاً) فيرى العالم كله أخضر بلون تلك النظارة ، والحقيقة ان الواقع ليس كله أخضر .. فعند الممات ننزع تلك النظارة لنرى الألوان الحقيقية .
    يصرّح القرآن : {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }ق22 حديد = حاد



    السعادة

    تختلف الرؤيا الإسلامية للسعادة عن الرؤية المادية فالرؤيا الإسلامية تنظر دائماً الى عواقب الأمور ،
    فالعسل لذيذ ويرغب الجميع في تناوله لكننا ان علمنا ان هذا العسل مسموم أو إنه يعود الى طفل يتيم ولا يملك غيره بديلاً لعشاءه من سيرغب بالاستيلاء على هذا العسل أو تناوله ، الا من فقد عقله او فقد إنسانيته
    فالسعادة في الرؤيا المادية هي ان تحصل على كل ما تريد أما السعادة في الاسلام هي في كسب الدائم وبيع الزائل والمؤقت من الخير ، ولتكسب تلك السعادة الدائمة عليك ان تتنازل عن الكثير من الشهوات المؤقتة والزائلة
    يقول الإمام علي (ع) { اذكروا انقطاع اللّذات وبقاء التبعات }
    فليست السعادة في تناول العسل المسموم أو الطيران لثواني من أعلى بناية لنرتطم بالارض ، إنما السعادة هي دوام الخير ..
    يقول الامام الحسين (ع) { اني لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الضالمين الا برما }
    الموت الذي تفزع منه كل المخلوقات يتحول الى ( سعادة) ؟!!

    نعم لو علمنا ان الموت هو عملية انتقال الى جنة عرضها السماوات والارض هو ( سعادة) ..
    لو علمنا ان الموت هو خاتمة لكل الابتلاءات والآلام هو ( سعادة) ..
    يقول الامام السجاد (ع) { الهي اصلح لي آخرتي فإنها دار مقري واليها من مجاورة اللئام مفري }
    فلوضمنا النتيجة والعاقبة هو ( سعادة)

    هل يمكن تحقيق السعادة على وجه الارض :

    نعم يمكن تحقيق السعادة على الارض يقول تعالى :
    {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }الأعراف96
    {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }الجاثية21
    { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى .. }طه124
    {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ.. }الكهف29
    إذاٍ فالخيار بيد الانسان كيف يعيش حياته بسعادة او شقاء ..



    القلب وعاء الانسان

    ان الرحمة الإلهية والعطاء الرباني عندما ينزل تكون بعض القلوب مقفلة وصدءة ولا تعكس ذلك النور او تسمح له بالنفوذ الى داخلها ليسيّر الجوارح فتكون هذه الاستقبالات للنور الالهي كبيرة وغير ممكنة الا على الخاشعين الذين يجلون قلوبهم بدموع الاستغفار وحرارة الشوق الى العوالم الملائكية ..
    قال رسول الله (ص) مخاطباً وليه وخليفته { يا علي ..ان هذه القلوب اوعية وخيرها اوعاها ) أي اوسعها ..
    وكلما وسع هذا الوعاء استطاع ان يجمع اكثر من الفيض الالهي ، فلو وضعنا كوب وسطل تحت وابل المطر وانتظرنا حتى يمتلئ الاثنان ، فلا يمكن لأي منهما ان يحمل أكثر من حجمه مهما استمر المطر بالهطول نعم ان قلوبنا هذه الاوعية والرحمة الالهية والعطاء تنزل مثل المطر ونحن نحدد سعة وعائنا من خلال ما نقوم به من اعمال حيث يذكر الحديث النبوي الشريف ان صلة الرحم تطيل العمر وتوسع في الرزق ..اذاً فإن أعمالنا هي من توسع استقبالنا للرزق والرحمة وكل الفيض الالهي ..

    { وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ }البقرة من105
    يذهب بعض المفسرون الى ان من (يشاء) في الآية تعود على المخلوق وليس الخالق ،
    أي أن من يشاء من الناس فليقدم المقدمات الحسنة ويتوجه الى الله فيختصه الله برحمته ، أي أن المبادرة من المخلوق والله يعطي كل من يتوجهون اليه بإخلاص ونية سليمة ،
    واذا كان الله يختص برحمته من يختارهم فقط فما ذنب المحسنون الذين لم يختارهم هو فهذا ظلم ، والله اعدل العادلين
    اذاً فإن الله يختص برحمته الذين يقدمون مقدمات حسنة ويعملون الصالحات ويلتزمون بما أمر سبحانه .




    الاختبار

    ولما وجدت الدنيا لإختبار الانسان فلابد من ضغوطات تستخرج ما في داخله من امكانيات وتصل احياناً الى أقصاها ليوفى كلُ عامل ما قد عمل ، كما في بطولات رفع الاثقال يصل اللاعبون الى رفع اقصى ما يمكنهم ليتسنى للجنة التحكيم ان تعطي الجوائز بعدالة الى اللاعبين وحسب امكاناتهم ، لكن الفرق في حالة لجنة التحكيم ان اللجنة لاتعرف امكانات اللاعبين الا بعد المباراة لكن الله يعلم امكاناتنا حتى قبل ان نخلق ولكنه ارادنا ان ندخل التجربة ليلقي علينا الحُجة ، حتى لا يكون في نفس أي انسان بأنه ممكن ان يقدم اكثر مما اعطاه الله فسبحانه من عادل وحكيم .

    ويذكر القرآن أن كل الذين عاشوا من قبلنا قد تم اختبارهم ومستهم البأساء والضراء وزلزلوا من شدة الضغوطات المسلطة عليهم بسبب الفقر او المرض او القتل او الهرب من السلطان الظالم وجهاده حتى ان الاختبار غير مقتصر على المؤمنين وانما حتى الرسل والانبياء يعانون على قدرهم
    {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }البقرة214

    {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140
    {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }آل عمران142

    الابتلاءات

    {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155
    ان الله تعالى عندما خلق الخلق وضع لها قوانين ثابتة ومن يخالف هذه القوانين يتعرض الى عقوبات لا تستثني أحداً
    فكما جعل غليان الماء في 100 (درجة سليزية )والانجماد في ( صفر سليزي )
    وضع قوانين لحياة الناس وسمى هذه القوانين بالمحرمات وهي محاطة بعقوبات رادعة تنبه من ينتهك نلك المحرمات ليراجع نفسه ولا يوغل في المضي في طريق تلك المحرمات ويصل الى درجات اليأس من العودة والشفاء .

    فمن يريد أن يجرب المحرمات لأول مرة ستقف حسناته كدرع واقي أمام تلك المحرمات وتصعب عليه الحصول على ذلك المحرم فالخط الدفاعي من تلك الذنوب يدفع المحرم في الممارسة الأولى ، لكن هذا الخط الدفاعي سرعان ما سيتداعى أمام الممارسات التي تليها ، واذا تحطم هذا الجدار الواقي ودخلت المحرمات ستدخل الهموم والمصاعب والمنكدات الى عالم هذا الفرد ..
    {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً }طه124

    وكما الفرد حال الأمّة ، اذا ابتعدت عن ركن الله والتجأت الى الذنوب ستنهال عليها الأزمات والمصاعب ومنها الخوف (الحرب) والجوع ونقص الاموال والانفس وكل هذا لتعود هذه الأمة الى صوابها وترفع قدمها من المكان الخطأ الذي وضعت قدمها فيه ...

    {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }النحل112
    انها عقوبة المسير في خط لم يرسمه الله ،

    ان هذه الأمة التي تتحدى القوانين كما الفرد الذي يخفض درجة حرارة جسمه الذي قدرها الله فإنه حتماً سيصاب بالبرد ويتعرض للمرض
    لأن الله ادرى بالطريقة المثلى لعيش حياة البشر ..
    فان عيش البشرية في الخط الذي رسمه الله لها هو السبيل الوحيد لتجنب الشقاء في الدنيا والآخرة لأنه هو الأعلم بعواقب كل الامور .





    الايمان

    لا يقتصر الايمان بترديد الشهادتين على اللسان فلابد للإيمان ان يدخل القلب ليكون الانسان مؤمناً ..
    {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ .. }الحجرات14
    والايمان الحقيقي ليس ذلك الايمان المجمد في القلوب بل هو ذلك الحب الذي يغمر القلب فترتعد الاطراف عملاً وجهاداً للهوى واحساناً للغير والتزاماً بكل ما أمر الله . يقول الامام علي (ع) { الايمان إقرار باللسان وعمل بالاركان }

    وقد ارتبط الايمان بالعمل الصالح والاحسان الى الناس والصبر عن ما نحب وعلى ما نكره
    {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177 (البأساء: الفقر ، الضراء:المرض ، البأس : الحرب )



    (الحرية)


    {...فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ ... }البقرة256
    الطاغوت : هو الطغيان وتجاوز الحد والظلم
    هذه هي الحرية التي يدعو اليها القرآن الكريم ، الحرية التي تكفر بكل انواع الظلم وتقف بوجهه وتقارعه لتأخذ للمظلوم حقه من الظالم ..
    اذ لا وجود لحرية بدون (انسان حر )
    و( الانسان الحر ) هو خصم الظلم اينما وجد ، يشارك المظلوم آلامه حتى يأخذ له الحق ممن تجبر وافترى ، ولا يدين لظالم او متجبر ولا حتى يداهن مع نفسه فتراه ينتصف للحق من نفسه ..
    وهذه النفس الحرة الأبيّة تستمد قوتها ومفاهيمها من ذلك المطلق الذي هو أقصى غاية الكمال في العدل والانصاف ، لأن النفس ان لم تستعن بالمطلق المتعالي فستركن الى ما هو محدود ، وبذلك فقد ابتعدت عن العروة الوثقى
    ان فلسفة الاسلام للحرية تختلف عن باقي الفلسفات الاخرى ، الفلسفة الاسلامية تنطلق من داخل الانسان الى الخارج ، والفلسفة المادية للحرية تنطلق من الخارج الى داخل الانسان ..
    الحرية في الاسلام تبدأ بالعبودية ( لله وحده ) فبالتالي سوف لن يكون هنالك عبادة او رق لأي شيء في هذه الحياة فيعيش الانسان حراً وغير مرتهن بأي من متعلقات الدنيا ، فلا يهدد بموت أو يغرى بمال أو يُستود بهدية ، فالمحدد الوحيد لحياته هو الحق الذي يريده الله وهو حق بعيد عن الرغبات والميول الشخصية او القبلية او االحزبية ، ويكون الانسان مرتبطاً وموالياً للواحد القهار فقط ،
    ويقول (ع) (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )



    العبودية

    ان الانسان له عدة نزعات موجودة في فطرته ، منها العيش الجماعي والانتماء ومنها العبودية ، والانسان في حياته يسعى الى اشباع تلك النزعات ، فإن لم يوجّه الانسان تلك الطاقة الى عبادة الله فإنه سيوجهها نحو بشر او عادة أو رمز فيصبح اسير تلك العادة ، وهذا ينقص من انسانيته فأراد الله ان يحيا الناس متساوون فوجههم الى عبادته ..

    وبالرغم من هذ التوجه فإن الكثير من أبناء البشر يخطأون في توجيه تلك الطاقة فبعضهم يعبد المال
    وبعضهم يعبد القانون الوضعي وبعضهم يعبد أهواءه ورغباته
    {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }الفرقان43

    الاله : هو التوجه الذي يقصد في كل التصرفات والافعال

    { ... وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً }طه97
    {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّهُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31



    خطوات الشيطان (الطريق إلى الذنوب)

    {.. وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }البقرة168
    لانجد في هذه الدنيا ممن ارتكبوا كبائر الجرائم في حق مجتمعاتهم او في حق انفسهم انهم قد وصلوا الى تلك المرحلة المتقدمة من الاجرام في خطوة واحدة وانما تساهلهم في خطوات متسلسلة أدت بهم الى الوصول الى هذه المرحلة المتقدمة ،
    يقول الله تعالى : {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون }الروم10
    إذا من سيتصغر أعمالاً وذنوباً (بسيطة : كما يعتقدها هو !) ستؤدي به الى ارتكاب المحارم الكبرى
    لأنه اعتاد على عمل الذنوب ، وستتجمع هذه الذنوب والخطايا على قلبه لتشوش رؤيته الفطرية في الحكم على الأمور ، فعلى المؤمن أن يستقرأ عاقبة كل فعل يقدم عليه ولا يقدم التنازلات خطوة بعد خطوة ليجد المرء نفسه يرتكب ما لم يكن يتصوره فكما قال امير المؤمنين (ع) {من حام حول الشبهات وقع في المحرمات }
    لذلك فقد قطع القرآن الطريق من أوله فهذه هي خطوات الشيطان ..




    الحساب والقيامة

    { وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ }البقرة110
    ان وجود الآخرة والحساب يعطي معنى آخر للحياة فتتحول فيها الخسارة الى ربح والربح الى خسارة حيث ان السارق الذي ربح مالاً في الدنيا سيكون عليه خسارة في وجود الحساب ، كما ان من يعطي المحتاجين ويخسر الأموال ستتحول خسارته الى ربح جنّة عرضها السماوات والارض فعليه إن كل ما نقدم سيعود الينا اضعافاً مضاعفة
    {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261


    ان وجود (يوم الحساب) يعطي للحياة معنى ، فبعدم وجود هذا اليوم ستكون الحياة تافهة وغير مبررة ، فلماذا نعيش حياة قصيرة مليئة بالمآسي والعذابات وما الغاية المرجوة منها ..
    وهنالك الكثير ممن قتلوا مظلومين وعاشوا مستضعفين من يا ترى سيأخذ بحقهم ، وهناك الكثير من المجرمين الذين عاثوا في الارض فساداً من سيحاسبهم لولا وجود (القيامة ) ، نعم انها حياة ظالمة مليئة بالغبن وعدم التكافؤ والنفاق ...
    ان لم يكن هنالك يوم يعيد الموازين الى عدالتها والى المظلومين حقوقهم ، إنه كما يسميه القرآن ( ذلك يوم التغابن) سيعاد فيه حق كل المغبونين ، ان العادل الذي خلق كل شيء بقدر ووفق نظام متكافئ دقيق يأبى عليه كبرياءه ان يخلق عالم مليئ بالظلم دون ان ينتصر فيه للمظلوم ..
    يوم تقرع القارعة وتكوّر الشمس وتنكدر النجوم وتسير الجبال وتكشط السماء وتبعثر القبور فيكون الناس كالفراش المبثوث وتسعر الجحيم وتزلف الجنة يوم اذٍ يصدر الناس اشتاتاً ليُروا اعمالهم وتأتي كل نفسٌ معها سائق وشهيد (شاهد عليها) ويعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخت مع الرسول سبيلا
    ويود المجرم لو يفتدى يو إذٍ ببنيه وصاحبته واخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الارض جميعاً ثم ينجيه ... كلا انها لظى نزّاعة للشوى تدعوا من ادبر وتولى وجمع فأوعى ..
    فأما من من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ، وأما من خفّت موازينه فأمه هاوية وما ادراك ما هية نارٌ حامية ، يوم إذٍ الملك لله الواحد القهار ، من ذا الذي يشفع عندهخ الا بإذنه ، ترى كل أمة جاثية يدعونهم بإمامهم ، وعلى الأعراف (منطقة مرتفعة ) رجال يعرفون كلاً بسيماههم ونادوا اصحاب الجنة أن سلام عليكم واذا صرفت ابصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لاتجعلنا مع القوم الظالمين ، ووفيت كل نفسٍ ما كسبت وما ربك بظلامٍ للعبيد ..
    اللّهم يا من لا اخشى الا عدلك ... ولا اطمع الا بكرمك
    انك كما ارضى فاجعلني كما ترضى

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X