إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الغضب و دوره التدميري في حياة الانسان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الغضب و دوره التدميري في حياة الانسان

    الغضب و دوره التدميري في حياة الانسان








    الغضب حالة جنونية ، يغيب فيها العقل ، و تحلّ الغريزة مكانه ،
    لماذا يغضب الإنسان ، و متى يحدث ذلك ؟ ، سؤال قد نطرحه على انفسنا بعد أن تهدأ فورة الغضب ، و يعود الانسان الى رشده ، نعم فحالة الغضب لاتنتمي الى الحكمة و العقل المتوازن ، بل هي على العكس من ذلك ، حالة أقرب الى الجنون و فقدان السيطرة على الاعصاب ، و بالتالي فهي حالة من الانفلات او الهياج الذي غالبا ما يؤدي بالانسان الى حالة الندم ، و في تعريفه لهذه الحالة يرى احد الكتاب ، بأن الغضب هو ثورة الأعصاب ، و هو حالة من الإنسياق الجارف مع الموقف الانفعالي ، الذي يسرق زمام النفس من ( العقل ) و ( الإرادة ) المتحكّمة ، ليُسلمه بيد ( الغريزة ) ، و الغريزة عوراء ، لاترى إلاّ بعين واحدة .

    فالعقل و الإرادة و الرويّة و الصبر و التريّث و التماسك ، كلّ هذه الأجهزة تتعطّل ـ كوساطات حميدة ـ أثناء اشتعال الغضب و اندلاع نيرانه ، فلايكون لها أيّ دور في إيقاف هذه الحالة الثورانية ـ من هياج الثور ـ المكتسحة المدمّرة ، أي انّها تترك ـ مجبرةً ـ الحبل على الغارب للغريزة ، التي استجاشت ، و استشاطت إثر وخزة ، أو إثارة خارجية ، أو احتقان داخلي ، ولم يردّها إلى رشدها أيّة دعوة للانضباط و التماسك و السيطرة على جماحها .
    في تعريف حالة الغضب يرى احد الكتاب ، بأن الغضب هو ثورة الأعصاب ، و هو حالة من الإنسياق الجارف مع الموقف الانفعالي ، الذي يسرق زمام النفس من ( العقل ) و ( الإرادة ) المتحكّمة ، ليُسلمه بيد ( الغريزة ) ، و الغريزة عوراء ، لاترى إلاّ بعين واحدة .
    لذلك فإن الانسان الغاضب غالباً ، ما يكون فاقداً للسيطرة على نفسه ، و لعل الخطر يكم في حالة اعتياد الانسان لهذه الحالة ، فهي قد تصبح نوعاً من السلوك الملازم لحياة الانسان سواء في المحيط العائلي او العملي الخارجي ، و هنا ستكون خسائر مثل هذا الانسان المعتاد على الغضب جسيمة و كبير سواء على المستوى الشخصي او العائلي او حتى على المستوى الجمعي ، فمثل هؤلاء الناس غالباً ما تؤثر هذه الحالة على وضعهم الصحي ، و تفاقم من معاناتهم في الحياة الخاصة و العامة ، ثم هناك العائلة ، التي تتضرر كثيراً من غضب الانسان ، لاسيما اذا كان المسؤول الاول على العائلة ، حيث يتحول الجو العائلي الى جو متشنج و مخيف على نحو دائم ، ناهيك عن تحاشي المجتمع عن التعامل مع فرد ، كهذا يغضب من ابسط الحالات ، حتى يصبح الغضب علامته الدالة.
    إنّ الغاضب ، و هو تحت سورة الغضب ، لايرى بعينيه بل بعيني غضبه ، و الغضب ـ بحسب طبيعته ـ أعمى ، لايرى إلاّ التدمير ، و هو كالجوعان الذي عضّه الجوع ، لايتردد في أكل أي شيء ، فهذه غريزة و تلك غريزة ، ولكنّ الغضب حالة جنونية ، يغيب فيها العقل ، و تحلّ الغريزة مكانه ،
    و هناك من يرى من المختصين بأن ثمة نوعين من الغضب ، الأول ايجابي و الآخر سلبي ، و يُقال عن الغضب الايجابي هو من النوع الذي يندفع اليه الانسان تحت مبرر مقبول ، مثل المس بالقيم و المقدسات ، و ما شابه حيث يكون هنالك عذر لمن يغضب في هذه الحالة ، و يدافع عن قيمه و مقدساته و غيرها ، في حين ان النوع الثاني من الغضب ، و هو ما يُطلق عليه بالغضب السلبي ، عادة ما يحدث تحت أتفه و أبسط المبررات ، حتى يُصبح حالة دائمة و ملازمة لسلوك الانسان ، و هو نوع من الغضب الهائج الذي غالباً ما يعود على صاحبه بالخسائر الجسيمة و الندم الكبير ، و لعل اخطر ما يميز الغضب السلبي انه دائم الحدوث ، و لايستطيع الانسان ( المريض به ) ، أن يسيطر على نفسه ، و لايعرف متى يغضب او متى يهدأ ، و كأنه ( قنبلة موقوتة ) قد تنفجر في أية لحظة.
    إنّ الغاضب ، و هو تحت سورة الغضب ، لايرى بعينيه بل بعيني غضبه ، و الغضب ـ بحسب طبيعته ـ أعمى ، لايرى إلاّ التدمير ، و هو كالجوعان الذي عضّه الجوع ، لايتردد في أكل أي شيء ،
    و قد يسأل سائل هل هناك إمكانية لعلاج مثل هذا النوع من الغضب ، و لعل لب الجواب يتمحور ، و يدور حول طريقة واحدة يمكن للانسان ان يتجنب فيها غضبه ، حتى العلم النفسي الحديث أكد عليها و هي قضية الايمان ، بمعنى ان على الانسان الذي يعاني من فورات الغضب السلبية المفاجئة ، ان يلجأ الى الايمان اولاً ، و ان يتبحر في هذا المجال ، و ان يروّض نفسه باللجوء الى الله سبحانه ، و قرآنه الكريم ، و الاحاديث النبوية الشريفة ، و أدعية الأئمة الاطهار و أولياء الله الصالحين ، فكلما تعمّ الانسان في بحر الايمان ، كلما كان اكثر سيطرة على نفسه و اعصابه و قلبه و لسانه ، و بالتالي سيتخلص شيئاً فشيئاً من هذا المرض الخطير ، الذي ينغّص حياته الفردية و العائلية ، و يدمر علاقاته في المحيط الخارجي العملي او غيره.
    إذن على الانسان ، ان يمرن نفسه على الصبر و التقوى و الهدوء و الحكمة ، و أن يؤمن بأن الحياة لن تسير في الاتجاه الصحيح بقوة الغضب ، بل ستنحرف نحو الجادة الخطأ بتأثير الغضب السلبي ذاته ، و أن يتعلم الانسان من خلال الايمان كيف يتحكم بغرائزه ، و يقود نفسه لاان تقوده هي الى اهداف و مسالك خاطئة ، و كل ذلك في متناول اليد ، لكن المطلوب هو العمل الجاد و السعي الحثيث للسيطرة على النفس ، و ترويضها ، و تدريبها ، و تعويدها على السبل الصحيحة و الصالحة في خوض معترك الحياة.



  • #2
    احسنت اخي الكريم نقل رائع جزاك الله خيرا والله الكثير مبتلى بهذه الحالة وانا منهم
    الهي ارحمنا برحمتك يا الله
    الملفات المرفقة

    عائلتي ياملجأي عند وحدتي عائلتي يا فرحتي عند تعاستي
    اخوتي يا سندي عند حاجتي اخوتي يا قوتي في وجه الايام
    عائلتي (منتدى الكفيل) اخوتي(اعضاء المنتدى)
    استميحكم عذرا للانقطاع لدي مشاغل هذه الايام

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X