عندما تكون صندوقا لهموم الاخرين

[العجرشي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تصحا في الصباح سعيدا ... مرتاحا ..
تذهب لعملك وعلى وجهك ابتسامة الراحة والسعادة والثقة
تجد زميلك في العمل .... صديقك ...تعبان ..متضايق
ما أن تحييه مسلما ، حتى ينفتح عليك بالشكوى والتذمر من الأوضاع السائدة ثم يبدأ بإلقاء همومه ومشاعره السلبية عليك .
وأنت ؟؟؟؟؟

تستمع ...تتعايش ... تتألم لألمه ...تحاول إرشاده ..نصحه ، أو قد يكون مجرد استماعك له يريحه
تحتسب الأجر والثواب عند الله

تذهب لمنزلك
يتصل بك صديقك ...أخوك... قريبك ويبدأ ببث همومه لك وأنت تستمع.... تنصح... تتحدث
تعيش لحظات أليمة وممتدة معهم تنتهك أجواء فرحك وسعادتك وتفاؤلك بالحياة
على آخر اليوم تصبح تعيسا ... حزينا ....متضايقا لسبب لا تعلمه
أتعرف لم ؟؟؟
لأنك أصبحت صندوق مليء بمتاعب الاخرين

كل هذا لا مانع منه ...كونك تحتسب الأجر من الله سبحانه وتعالى
ولكن
لحظات حزنك تمتد بينما صديقك أو أخوك أو قريبك انتهت معاناته بمجرد أن تحدث معك ...فضفض....تكلم ... وقد يكون أنت من أعطيته حلا عمل به ونجح .... رجعت السعادة والبسمة لوجهه وحياته

ولكن

هل كلف نفسه بإعلامك بمدى سعادته وفرحه
هل عبر لك عما بداخل نفسه من سعادة وسرور ؟؟

لا

جعلك صندوق لمتاعبه وتعاسته في لحظات حزنه ونسيك في فترات فرحه

وأنت ؟
لازلت تعيش اللحظات لأليمة والحزن الشديد لإعتقادك بأن معاناة صديقك ....قريبك ..أخوك لازالت موجوده

أخي .. أختي

لا تسمح لأحد بانتهاك أجواء فرحك
خاصة ممن لا يتذكرك إلا في فترات حزنه ومصائبه ويبث لك كل المشاعر السلبية التي تعتريه ..
أما ساعات فرحه فهو ينساك
لا تسمح لمن انتهك أجواء فرحك بحزنه وكلامه السلبي
وعمل حظر لمشاعرك أثناء فرحه ، بالتحدث طويلا وانتهاك أجواءك ..

.. ارتاح ..

.. ابتسم للحياة ..

.. اشعر بالسعادة ..

ولا تسمح للآخرين بانتهاك أجواء سعادتك

وبمعنى أصح ..

تفاعل ولا تنفعل

[السهلاني]

السلام على الاخ الكريم ورحمةٌ منه وبركات..
جميلةٌ تلك المشاعر وأجمل منها سلاسة الحديث,وأسمح لي بالقول,لعل الانسان بفطرته يميل الى أبناء جنسه, يتحدث إليهم ,يتعايش معهم ولعل القرآن الكريم أشار الى هذه النقطة بقوله{وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا }وكلنا كذلك الا ترى ان الانسان في وقت الشدة يبث حزنه وشكواه الى ربه, وبمجرد ان ينفرج همه وكربه نسي من انعم عليه , وأعطاه ,ومع كل هذا الجحود الا أن الله لا يتخلى عن عبده مهما فعل .
فالنجعل من ذلك شعاراً لنا ونظاماً في حياتنا ولعل في الحديث كفاية(صل مَن قطعك , وأعطِ من حرمك) ......مع خالص الدعاء والسلام....السهلاني

[متيمة العباس]

اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد وعجّل فرجهم,,

أن يكون الإنسان محل ثقة الآخرين فهذا من النعم الكبرى ,
وأن يكون مصدراً لتفريج كروبهم وتنفيس غمومهم فهذا من النعم التي لا يتأتّى لأي كان ان يحظى بها وإنما هي فيض رباني يخنصّ به أناساً ويحجبه عن كثيرين ,
وهل يحظى بهذا الإختصاص الرباني إلا ذو حظٍ عظيم!!!!!
يقول سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام:
((حوائج الناس اليكم نِعمُ الله عليكم فلا تملَوا النِعم فتذهب إلى غيركم))

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّقنا لتنفيس كروب المكروبين والتنفيس عن المغمومين وإغاثة الملهوفين ولا يستبدل بنا غيرنا إنه وليٌّ حميد.