أنيسي وصاحبي في كل وقت....

[عاشقة الكفيل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف نتخذ من الله عز وجل انيسآ لنا وصاحبآ في كل وقت ............

ما هي الطرق التي توصلنا للأرتباط الكامل بالله عز وجل

وفقكم الله لكل خير

[الهادي]

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد اله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الفاضلة ان الطرق الموصلة إلى الارتباط بالله تبارك وتعالى لا تحصى لكثرتها ؟ فكل طريق هو بحد ذاته دستوراً الهي كلف الله به عباده ليمحصهم ويختبرهم في أيهم احسن عملاً ,بدليل قوله تعالى{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } - الملك - الآية - 2 فمن يحسن العمل ويعمل ما أمره الله تبارك وتعالى ,فلاشك يكون مقبولاً وقريباً من الله تبارك وتعالى ومرتبط به , لكن هناك تفاوت بين طريق وأخر ؟

لان مسألة الارتباط تختلف من انسان الى اخر وحسب العمل الذي اداه او الطريق الذي سلكه ؟وأمثلته كثيرة فماورد في القران الكريم في قصص الأنبياء وماذا جرى عليهم ابتداء بنبي الله أيوب الصابر ,وكيف كان ابتلاءه ؟حيث اُخِذَ منه كل شيء من الأموال ,والأود حتى صحته, وبقي يعبد الله ويشكره على كل حال ؟ وهذا الشكر هو نوع من أنواع الارتباط والتعلق بالله تبارك وتعالى ؟ وأيضاً عندما نراجع حياة أمير المؤمنين (عليه السلام) فنجد هناك ارتباط وتعلق خاص بالله تبارك وتعالى ,فحينما تصيبه بعص الإسهام في ساحة المعركة فيستخرجونها حينما يقف في محرابه للصلاة ؟ لأنه ينقطع عن عالم الدنيا ويكون مشغولاً بساحة القدس الإلهي ؟ وكذلك ما جرى على الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء, فترى مواقف الإمام الحسين لايمكن ان توصف بحقيقتها ,ويقف الإنسان متحيراً عندما يقرأها وكيف كان يقدم الضحايا واحد من بعد الأخر ,الى ان وصلت النوبة الى طفله وفلذت كبده (عبد الله الرضيع) الذي قدمه قربة لوجه الله تعالى, وقال اللهم تقبل منا هذا القيل بكرمك ؟ فكل هذه الواقف جاءت من الارتباط بالله تبارك وتعالى, فلو لم يكن هناك ارتباط بالله تعالى فلا يمكن تحمل مثل هكذا موافق ,فمن يريد ان يرتبط بالله تعالى عليه اولاً معرفة من هو الله لكي يعبده حق عباده وعليه ان يطيعه في كل ما أمره ؟ وعليه أيضا ان يجتنب عن كل ما نهاه ؟ وعليه اذا أراد العبد ان يصل الى نوع من أنواع الارتباط الروحي بالحبيب الحقيقي وهو الله تبارك وتعالى عليه ان يعرف اولاً ماذا يريد هذا الحبيب لكي يكون مطيع له والا كيف يطلب القرب والارتباط بالله وهو يفعل المحرمات ؟ او يكون كما قال الشاعر

لو كان حبك صادقاً لا طعته .... ان المحب لمن يحب مطيع ؟

وعليه ايضاً ان يعرف ماهي المحرمات التي نهى الله عن ارتكابها لكي يجتنبها بأسرها , والا فمن المعيب ان يدعي الإنسان انه مرتبط بالله وهو يعصي الله ....وكما قال الشاعر أتعصي الإله وأنت تظهر حبه ! هذا محال في القياس عجيب ؟ وعليه ايضاً ان يطبق جميع الأخلاق الحميدة ويجتنب عن جميع الخصال الذميمة ( ويقال له في علم الأخلاق التخلي والتحلي )_ اي يتخلى عن جميع الصفات الذميمة ويتحلى بكل الأخلاق الحميدة _ وكذلك ان يكون مخلصاً في كل أعماله وأقوله ليكون في حركاته وسكناته مطيع لله تبارك وتعالى ويكون مصداق للرواية الشريفة (التي يرويها الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائه عليهم السلام قال : (قال رسول اللَّه صلى الله عليه واله : ما اخلص عبد للَّه - عزَّوجلَّ - اربعين صباحا الا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) مع ان جريان الحكمة ليس امر اعتباطياً, وإنما هو نوع من أنواع الارتباط والرعاية الإلهية للعبد المخلص . كما انه هناك طرق كثيرة اخرى يمكن ان اذكرها لكِ في وقت لاحق خشية من الاطالة . وفي الاخير نسأل الله تعالى ان يوفقنا جيع للعلم والعمل الصالح حتى نكون عنده مقبولين بمحمد واله الطاهرين .