إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مسائل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسائل

    عنوانه سؤالات ؟
    السؤال الاول : مسألة طول العمر ؟

    السؤال الثاني : لماذا هذه الغيبة ؟
    السؤال الثالث : ما الفائدة من إمام غائب ؟
    السؤال الرابع : أين يعيش المهدي ؟
    السؤال الخامس : متى يظهر ؟
    السؤال السادس : ما هو تكليف المؤمنين تجاهه وتجاه الاحكام الشرعية في زمن الغيبة ؟
    السؤال السابع : ما هي الحوادث الكائنة عند ظهوره وبعد ظهوره ؟
    السؤال الثامن : مسألة الرجعة ؟
    وقد تكون هناك أسئلة أُخرى .
    ولابدّ من الاجابة على هذه الاسئلة ولو بنحو الاجمال ، لئلاّ يبقى البحث ناقصاً .



    ( 29 )
    أقرأ لكم عبارة السعد التفتازاني أوّلاً ، وندخل في البحث ونشرع في الجواب عن هذه الاسئلة ولو بنحو الاجمال كما ذكرت .
    يقول السعد التفتازاني(1) : زعمت الامامية من الشيعة أنّ محمّد بن الحسن العسكري اختفى عن الناس خوفاً من الاعداء ، ولا استحالة في طول عمره كنوح ولقمان والخضر (عليه السلام) ـ هذا رأي الشيعة ـ وأنكر ذلك سائر الفرق ، لانّه ادّعاء أمر مستبعد جدّاً ، ولانّ اختفاء إمام هذا القدر من الانام بحيث لا يذكر منه إلاّ الاسم بعيد جدّاً ، ولانّ بعثه مع هذا الاختفاء عبث ، ولو سلّم فكان ينبغي أنْ يكون ظاهراً ، فما قيل أو فما يقال : إنّ عيسى يقتدي بالمهدي أو بالعكس شيء لا مستند له ، فلا ينبغي أنْ يعوّل عليه .
    هذا غاية ما توصّل إليه متكلّمهم سعد الدين التفتازاني .
    أقول : إن تطرح هذه الاسئلة كبحوث علمية ومناقشات ، فلا مانع ، ويا حبّذا لو تطرح كذلك ويلتزم فيها بالاداب والاخلاق والمتانة ، ولا يكون هناك شتم وسبّ وتهجّم وتهريج واستهزاء ، وهكذا فعل بعض العلماء وبعض الكتّاب المعاصرين .
    إلاّ أنّنا إذا راجعنا (منهاج السنّة) وجدناه في فصل البحث عن المهدي قد ملا كتابه حقداً وبغضاً وعناداً وسبّاً وشتماً وتهريجاً وتكذيباً للحقائق !!! بحيث لو أنّكم أخرجتم من كتاب منهاج السنّة ما يتعلّق بالمهدي وما اشتمل عليه من السب والشتم لجاء كتاباً مستقلاً .

    ____________
    (1) شرح المقاصد 5/313 .



    ( 30 )
    </strong>
    وقد تبعه أولياءه في هذا المنهج من كتّاب زماننا وفي خصوص المهدي سلام الله عليه واعتقاد الشيعة في المهدي ، تراهم يتهجّمون ويسبّون وينسبون إلينا الاكاذيب ، ويخرجون عن حدود الاداب ، ومع الاسف يكون لكتبهم قرّاء ومن يروّج لها في بعض الاوساط .
    والحقيقة ، أنّه تارةً يشك الباحث في أحاديث المهدي ، أو يُناقش في أحاديث «الائمّة الاثنا عشر» ، أو لا يرتضي حديث «من مات ولم يعرف إمام زمانه» ، فهذا له وجه ، بمعنى أنّه يقول : بأنّي لا أُوافق على صحّة هذه الاحاديث ، فيبقى على رأيه ، ولا يتكلّم معه إن لم يقتنع بما في الكتب ، لاسيّما بروايات أبناء مذهبه .
    وأمّا بناء على أنّ هذه الاحاديث مخرّجة في الصحاح ، وفي السنن ، والمسانيد ، والكتب المعتبرة ، وأنّها أحاديث متّفق عليها بين المسلمين ، وأنّ الاعتقاد بالمهدي (عليه السلام) أو الاعتقاد بالامام في كلّ زمان واجب ، وأنّ المهدي هو الثاني عشر في الحديث المعروف المتفق عليه ، فيكون البحث بنحو آخر ، لانّه إنْ كان الباحث موافقاً على هذه الاحاديث ، وعلى ما ورد من أنّ المهدي ابن الحسن العسكري ، فلا محالة يكون معتقداً بولادة المهدي (عليه السلام) ، كما اعتقدوا، وذكرنا أسماء كثيرين منهم .
    نعم منهم من يستبعد طول العمر ، بأنْ يبقى الانسان هذه المدة في هذا العالم ، وهذا مستبعد كما عبّر سعد التفتازاني ، فإن التفتازاني لم يكذّب ولادة المهدي من الحسن العسكري سلام الله عليه ، وإنّما استبعد أن يكون الامام باقياً هذه المدة من الزمان ، ولذا نرى بعضهم يعترف بولادة الامام (عليه السلام)ثمّ


    ( 31 )
    يقول : «مات» ، يعترف بولادته بمقتضى الادلّة الموجودة لكنّه يقول بموته ، لعدم تعقّله بقاء الانسان في هذا العالم هذا المقدار من العمر ، لكن هذا يتنافى مع «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» حيث قرّرنا أنّ هذا الحديث يدلّ على وجود إمام في كلّ زمان .
    ولذا نرى البعض الاخر منهم يلتفت إلى هذه النواحي ، فلا يقول مات، بل يقول : «لا ندري ما صار» ، ولد ، إلاّ أنّه لا ندري ما صار ، ما وقع عليه ، لا يعترف ببقائه ، لانّه يستبعد البقاء هذه المدة ، ولا ينفي البقاء لانّه يتنافى مع الاحاديث ، يعترف بالولادة فيقول : لا ندري ما صار ، وأين صار ، وما وقع عليه ، ممّا يظهر أنّهم ملتزمون بهذه الاحاديث ، ومن التزم بهذه الاحاديث لابدّ وأن يلتزم بولادة المهدي (عليه السلام)ووجوده .
    ثمّ الاستبعاد دائماً وفي كلّ شيء ، وفي كلّ أمر من الاُمور ، الاستبعاد يزول إنْ حدث له نظير ، لو أنّك تيقّنت عدم شيء أو عدم إمكان شيء ، فوقع فرد واحد ومصداق واحد لذلك الشيء ، ذلك الاعتقاد بالعدم الذي كنت تجزم به مائة بالمائة سيكون تسعين بالمائة، لوقوع فرد واحد ، فإذا وقع فرد آخر ، وإذا وقع فرد ثالث ، ومصداق رابع ، هذا الاعتقاد الذي كان مائة بالمائة ثمّ أصبح تسعين بالمائة ، ينزل على ثمانين، وسبعين، و ، و ، إلى خمسين وتحت الخمسين ، فحينئذ ، نقول للسعد التفتازاني :
    إنّ الله سبحانه وتعالى أمكنه أنْ يعمّر نوحاً هذا العمر ، أمكنه أن يبقي خضراً في هذا العالم هذه المدة ، أمكنه سبحانه وتعالى أنْ يبقي عيسى في العالم الاخر هذه المدّة ، الذي هو من ضروريات عقائد المسلمين ، ومن يمكنه أنْ


    ( 32 )
    ينكر وجود عيسى ؟! وأيضاً : في رواياتهم هم يثبتون وجود الدجال الان ، يقولون بوجوده منذ ذلك الزمان ، فإذا تعدّدت الافراد ، وتعدّدت المصاديق ، وتعدّدت الشواهد ، يقلّ الاستبعاد يوماً فيوماً ، وهذه الاكتشافات والاختراعات التي ترونها يوماً فيوماً تبدل المستحيلات إلى ممكنات ، فحينئذ ليس لسعد التفتازاني وغيره إلاّ الاستبعاد ، وقد ذكرنا أنّ الاستبعاد يزول شيئاً فشيئاً .
    يمثّل بعض علمائنا ويقول : لو أنّ أحداً ادّعى تمكّنه من المشي على الماء ، يكذّبه الحاضرون ، وكلّ من يسمع هذه الدعوى يقول : هذا غير ممكن ، فإذا مشى على الماء وعبر النهر مرّةً يزول الاستغراب أو الاستبعاد من السامعين بمقدار هذه المرّة ، فإذا كرّر هذا الفعل وكرّره وكرّره أصبح هذا الفعل أمراً طبيعياً وسهل القبول للجميع ، حينئذ هذا الاستبعاد يزول بوجود نظائر ذلك .
    إلاّ انّ ابن تيميّة ملتفت إلى هذه الناحية ، فيكذّب أصل حياة الخضر ويقول : بأنّ أكثر العلماء يقولون بأنّ الخضر قد مات ، فيضطرّ إلى هذه الدعوى ، لانّ هذه النظائر إذا ارتفعت رجع الاستبعاد مرة أُخرى .
    لكنّك إذا رجعت مثلاً إلى الاصابة لابن حجر العسقلاني(1) لرأيته يذكر الخضر من جملة الصحابة ، ولو رجعت إلى كتاب تهذيب الاسماء
    ____________
    (1) الاصابة 2/114 ـ 115 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت .



    ( 33 )
    واللغات للحافظ النووي(1) الذي هو من علماء القرن السادس أو السابع يصرّح بأنّ جمهور العلماء على أنّ الخضر حي ، فكان الخضر حيّاً إلى زمن النووي ، وإذا نزلت شيئاً فشيئاً تصل إلى مثل القاري في المرقاة(2) وتصل إلى مثل شارح المواهب اللدنيّة ، هناك يصرّحون كلّهم ببقاء الخضر إلى زمانهم ، وحتّى أنّهم ينقلون قصصاً وحكايات ممن التقى بالخضر وسمع منه الاخبار والروايات ، فحينئذ تكذيب وجود الخضر من قبل ابن تيميّة إنّما هو لعلة ولحساب ، وهو يعلم بأنّ وجود الخضر خير دليل على أنّ هذا الاستبعاد ليس في محلّه .
    على أنّ الله سبحانه وتعالى إذا اقتضت الحكمة أنْ يبقي أحداً في هذا العالم آلاف السنين إذا اقتضت الحكمة ، فقدرته سبحانه وتعالى تطبّق تلك الارادة ، ومشيّته تطبَّق ، وهو قادر على كلّ شيء .
    فمسألة طول العمر أصبحت الان مسألة بسيطة الحل ، وصار الجواب عن هذا السؤال سهلاً جداً في مثل زماننا .
    وأمّا أنّ الامام (عليه السلام) متى يظهر ، وأنّه سلام الله عليه كيف يستفاد منه في زمن الغيبة ؟
    يقول ابن تيميّة وأيضاً يقول سعد التفتازاني : بأنّ المهدي لم يبق منه إلاّ
    ____________
    (1) تهذيب الاسماء واللغات 1/176 رقم 147 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت .
    (2) مرقاة المفاتيح للقاري 9/692 كتاب الفتن .



    ( 34 )
    الاسم ، ولم ينتفع منه أحد حتّى القائلون بوجوده .
    وهؤلاء لا يعلمون ، لانّ هذه الاُمور لا يتوصّلون إليها ولا يمكنهم الاطّلاع عليها ، إنّ الثقات من أبناء هذه الطائفة من علماء وغير علماء ، لهم قضايا وحوادث وقصص وحكايات ، تلك القضايا الثابتة المروية عن طرق الثقات مدوّنة في الكتب المعنيّة ، وكم من قضية رجع الشيعة ، عموم الشيعة ، أو في قضايا شخصية ، رجعوا إلى الامام (عليه السلام) وأخذوا منه حلّ تلك القضية ورفع تلك المشكلة ، إلاّ أنّ أعداء الائمّة سلام الله عليهم والمنافقين لا يوافقون على مثل هذه الاخبار ، وطبيعي أن لا يوافقوا ، ومن حقّهم أن لا يعتقدوا .
    مضافاً ، إلى أنّ الله سبحانه وتعالى إنّما ينصب الامام في كلّ أُمة ، ويرسل الرسول إلى كلّ أُمّة ، ليتمّ به الحجة ، وكم من نبي قتلوه في أوّل يوم من نبوّته ودعوته ، وكم من رسول صلبوه في اليوم الاوّل من رسالته ، وكم من الانبياء حاربوهم وشرّدوهم وطردوهم ، أيمكن أن يقال لله سبحانه وتعالى : بأنّ إرسالك هؤلاء الرسل والانبياء كان عبثاً .
    وأمّا أين يعيش ؟
    فأين يعيش الخضر ؟ نحن نسأل القائلين ببقاء الخضر وغير الخضر ممّن يعتقدون بحسب رواياتهم بقاءهم ، هؤلاء أين يعيشون ؟ وهذه ليست مسألة ، إنّ الامام أين يعيش !
    وأمّا الحوادث الكائنة عند ظهوره وبعد ظهوره .
    فتلك حوادث وقضايا مستقبلية وردت بها أخبار ، وتلك الاخبار


    ( 35 )
    مدوّنة في الكتب المعنية .
    والشيء الذي أراه مهمّاً من الناحية الاعتقادية والعملية ، وأرجو أنْ تلتفتوا إليه ، فلربّما لا تجدونه مكتوباً ولا تسمعونه كما أقوله لكم :
    لاحظوا إذا كانت غيبة الامام (عليه السلام) لمصلحة أو لسبب ، ذلك السبب إمّا وجود المانع وإمّا عدم المقتضي ، غيبة الامام (عليه السلام) إمّا هي لعدم المقتضي لظهوره أي لعدم وجود الارضية المناسبة لظهوره ، أو لوجود الموانع عن ظهوره .
    وجود الموانع وعدم المقتضي كان السبب في غيبة الامام (عليه السلام) ، هذا واضح .
    إنّا لا نعلم أنّ المانع متى يرتفع ، ولا نعلم أنّ المقتضي متى يتحقق ويحصل ، ولذا ورد في الروايات : «إنّما أمرنا بغتة» .
    فظهور الامام (عليه السلام) متى يكون ؟
    حيث لا يكون مانع وتتمّ المقدمات والارضية المناسبة لظهوره .
    وهذا متى يكون ؟
    العلم عند الله سبحانه وتعالى ، فيمكن أن يكون غداً ، ويمكن أن يكون بعد غد ، وهكذا ، وهذه نقطة .
    والنقطة الثانية : إنّ في رواياتنا أنّ حكومة المهدي ستكون حكومة داود (عليه السلام) ، إنّه يحكم بحكم داود (عليه السلام) ، رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال : «إنّما أقضي بينكم بالبيّنات والايمان وبعضكم ألحن بحجّته من بعض ، وأيّما رجل قطعت له قطعة


    ( 36 )
    فإنّما أقطع له قطعة من نار»(1) .
    أوضّح لكم هذه الرواية : رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)كان إذا تخاصم إليه رجلان على كتاب مثلاً ، على دار ، أو على أيّ شيء آخر ، يطلب من المدعي البيّنة ، وحينئذ إنْ أقام البيّنة أخذ الكتاب من المدعى عليه وسلّمه إلى المدعي ، وهذا الحكم يكون على أساس البيّنة ، يقول رسول الله إنّما أقضي عليكم إنّما أقضي بينكم بالبيّنة ، أمّا إذا كانت البيّنة كاذبة والمدعي أقامها وعن هذا الطريق تملّك الكتاب ، فليعلم بأنّ الكتاب هذا قطعة من النار ، أنا وظيفتي أنْ أحكم بينكم بحسب البيّنة ، لكن أنت المدعي إنْ كنت تعلم بينك وبين ربّك أنّ الكتاب ليس لك ، فلا يجوز لك أخذ هذا الكتاب .
    إذن، يكون حكم رسول الله والحكم الاسلامي على أساس القواعد المقرّرة ، وهذه هي الادلة الظاهرية المعمول بها .
    فإذا جاء المهدي سلام الله عليه ، لا يأخذ بهذه القواعد والاحكام الظاهرية ، وإنّما يحكم طبق الواقع ، فإذا جاء ورأى أنّ الكتاب الذي بيدي هذا الكتاب الذي بحوزتي هو لزيد ، أخذه منّي وأرجعه إلى زيد ، وإذا علم أنّ هذه الدار التي أسكنها ملك لعمرو أخذها منّي وأرجعها إلى عمرو ، فكلّ حقّ يرجع إلى صاحبه بحسب الواقع .
    وعلى هذا ، إذا كان الامام (عليه السلام) ظهوره بغتة ، وكان حكمه بحسب الواقع ، فنحن ماذا يكون تكليفنا فيما يتعلّق بنا في شؤوننا الداخلية والشخصية ؟ في
    ____________
    (1) الكافي 7/414 رقم 1 ، باختلاف بالالفاظ .



    ( 37 )
    أُمورنا الاجتماعية ؟ في حقوق الله سبحانه وتعالى علينا ؟ وفي حقوق الاخرين علينا ؟ ماذا يكون تكليفنا وفي كلّ لحظة نحتمل ظهور الامام (عليه السلام) ، وفي تلك اللحظة نعتقد بأنّ حكومته ستكون طبق الواقع لا على أساس القواعد الظاهرية ؟ حينئذ ماذا يكون تكليف كلّ فرد منّا ؟
    وهذا معنى «أفضل الاعمال انتظار الفرج» .
    وهذا معنى ما ورد في الروايات من أنّ الائمّه (سلام الله عليهم) كانوا ينهون الاصحاب عن الاستعجال بظهور الامام (عليه السلام) ، إنّما كانوا يأمرون ويؤكّدون على إطاعة الانسان لربّه وأن يكون مستعدّاً لظهور الامام (عليه السلام) .
    وبعبارة أُخرى : مسألة الانتظار ، ومسألة ترقب الحكومة الحقة ، هذه المسألة خير وسيلة لاصلاح الفرد والمجتمع ، وإذا صَلُحنا فقد مهّدنا الطريق لظهور الامام (عليه السلام) ، ولان نكون من أعوانه وأنصاره .
    ولذا أمرونا بكثرة الدعاء لفرجهم ، ولذا أمرونا بالانتظار لظهورهم ، هذا الانتظار معناه أن يعكس الانسان في نفسه ويطبّق على نفسه ما يقتضيه الواقع ، قبل أن يأتي الامام (عليه السلام)ويكون هو المطبِّق ، ولربّما يكون هناك شخص يواجه الامام (عليه السلام)ويأخذ الامام منه كلّ شيء ، لانّ كلّ الاشياء التي بحوزته ليست له ، وهذا ممكن .
    فإذا راقبنا أنفسنا وطبّقنا عقائدنا ومعتقداتنا في سلوكنا الشخصي والاجتماعي ، نكون ممهّدين ومساعدين ومعاونين على تحقّق الارضية المناسبة لظهور الامام (عليه السلام) .



    ( 38 )
    وتبقى كلمة سجّلتها عن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذه المناسبة ، يقول الامام (عليه السلام) ـ كما في نهج البلاغة ـ : «ولا تستعجلوا بما لم يعجّله الله لكم ، فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته ، مات شهيداً»(1) .
    وعندنا في الروايات : أنّ من كان كذا ومات قبل مجيء الامام (عليه السلام)مات وله أجر من كان في خدمته وضرب بالسيف تحت رايته .
    يقول الامام (عليه السلام) : «فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيداً ، ووقع أجره على الله ، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله ، وقامت النيّة مقام إصلاته لسيفه ، فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلاً»(2) .
    ففي نفس الوقت الذي نحن مأمورون بالدعاء بتعجيل الفرج ، فنحن مأمورون أيضاً لتهيئة أنفسنا ، وللاستعداد الكامل لان نكون بخدمته ، وإذا عمل كلّ فرد منّا بوظائفه ، وعرف حقّ ربّه عزوجل وحقّ رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)وحقّ أهل بيته (عليهم السلام) ، فقد تمّت الارضية المناسبة لظهوره (عليه السلام) ، ولا أقل من أنّا أدّينا تكاليفنا ووظائفنا تجاه الامام (عليه السلام) .
    وكنت أقصد أن أُلخّص البحث في بعض الجهات الاُخرى حتّى أُوفّر
    ____________
    (1) نهج البلاغة 2/156 خطبة 185 .
    (2) تأويل الايات : 642 ، البحار 52/144 ح63 .



    ( 39 )
    وقتاً لهذه النقطة الاخيرة التي بيّنتها لكم ، وذكرت لكم الدليل البرهاني العقلي والروائي على وجوب الالتزام العملي على كلّ واحد منّا بوظائفه تجاه ربّه وتجاه رسوله وتجاه أهل بيت الرسول (عليهم السلام) .
    نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعرّفنا حقّه ، أن يعرّفنا حقّ رسوله ، أن يعرّفنا حقّ الائمّة الاطهار ، أن يعرّفنا حقّ إمامنا ، وأنْ يوفّقنا لاداء الوظائف والتكاليف الملقاة على عواتقنا .
    وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X