إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وظيفة المنتظِر :: معالم المنتظِر :: برنامج المنتظِر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وظيفة المنتظِر :: معالم المنتظِر :: برنامج المنتظِر

    ۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩
    ۞ بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ۞
    ۝ اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل الفرج لوليّك القائم ۝
    الحمد لله المعافي الذي قدّر الداء ودبّر الدواء ، وجعل إسمه دواء وذكره شفاء ،
    والصلاة والسلام على طبيب النفوس ومربّي الأرواح ومزكّيها ، محمّد المصطفى ،
    وعلى آله الأطهار ، الهداة الميامين أئمة الحقّ والدين وسادة الخلق أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩


    وظيفة المنتظِر


    المراد هنا المعنى السليم للمنتظِر،
    وطبيعة الحال المنظور هنا هو المعنى المصطلح أي انتظار مهديّ هذه الأمّة الثاني عشر من عترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ،
    ولكن ما نحتاجه هنا والذي ينبغي أن نضع النقاط عليه ، وما يفيدنا في هذا المضمار هو الإجابة على عدة أسئلة
    تتمحور في النظرة المتطلّعة إلى هذا المفهوم العقيدي:





    ماذا ينتظر الإنسان؟
    وما هي المقدمات التي ينبغي الالتفات إليها حتّى يكون الإنسان منتظِراً؟
    وإذا كان المنتظِر هو ذلك الإنسان المترقب والمتوقع لحدوث شيءٍ، فما هو الحدث الذي يترقبه المرء؟
    هل هو وجود مهديِّ هذه الأمّة؟ وهل يُدخله هذا النوع من الترقّب في عداد المنتظرين؟
    أو أنه يترقب تحقق أمنياته الذاتية وتوفر مطالبه الشخصيّة يصاحب ذلك انغلاق خاص على الذات واحتياجاتها والنفس وأحلامها؟





    وبعبارة ثانية : ما هي معالم المنتظِر؟


    وفي هذا الصدد يمكننا القول وبصراحة أنّه ليس كلّ من اعتقد بالمصلح العالمي يعدّ منتظراً،
    وكذلك ليس كلّ من كان معتقداً بالعقيدة الاثني عشرية يعدّ منتظراً.
    وهكذا يعمّم هذا النفي ليشمل من اعتنق المهدوية قلباً وآمن بها جناناً ووجداناً ولكن لم يجسّدها حركةً على صعيد الواقع،
    ولم يتعاط معها كقضية واقعية محسوسة لها بعدها وأثرها على مستوى الفرد والمجتمع.
    ويبقى هذا الوصف _ على حقيقته وصدقه على بعض الأفراد _
    قضية مشكّكة تتأرجح بين القوة والمتانة والضعف والاضطراب بحسب اختلاف انطباقها بين الأفراد المنتظرين
    كسائر القضايا الإيمانية والعقائدية الأخرى.






    معالم المنتظِر:




    صحيح أنّ هذا الوصف _ كما سبق _ من الأمور والقضايا المشككة والنسبية
    والتي تختلف من شخص لآخر في جوانب قوتها وضعفها وضيقها وسعتها،
    ولكن هذا لا يمنع من رؤية بعض المواصفات وتسجيلها في ضمن قائمة معالم المنتظِر
    والتي تمثّل المقوّمات الأساسية له سواء على صعيد الجانب العقيدي والإيماني أو يتخطى إلى جوانب تفعيل العقيدة
    فيحصّلها واقعاً حركياً ملموساً، وهكذا فقد تُمثّل بعض المقوّمات في الحقيقة مقدمات كبرويّة
    لا يمكن أن يتحقق عنوان المنتظِر من دون تمركزها مسبقاً في الذهنية الإيمانية
    وفي إطار وحيّز الإنسان الذي يراد منه أن يكون منتظِراً حقيقياً.

    وهكذا قد تشترك بعض المقدمات هنا مع مقدمات الانتظار لما قلنا سابقاً
    من وجود العنصر المشترك الذي تتحرك حوله هذه المفاهيم الثلاثة.




    والمواصفات المقوّمة لعنوان المنتظِر هي:

    1 _ الاعتقاد بوجود الإله العالم الحكيم الرؤوف بعباده والذي لا يفعل أمراً إلاّ وفيه مصلحة وحكمة.

    2 _ الاعتقاد بوجود الرسل والمبعوثين من قبل الله سبحانه وتعالى لهداية العباد وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

    3 _ الاعتقاد بخاتم الرسل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وأنّ شريعته خاتمة الشرائع لا دين بعده
    (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِْسْلامُ)، (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِْسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)
    وعلى هذا الأساس فلا بدّ أن يكون أكمل الأديان كافة، ومنسجماً تمام الانسجام مع متطلبات كلّ عصر وملبياً لحاجات كلّ زمن.
    وله القدرة على التعاطي والتجاذب مع الأحداث المختلفة سعة وضيقاً، وبكلمةٍ موجزة وعبارةٍ واضحة
    يجب الاعتقاد بأن الإسلام هو ذلك الدين الإلهي الذي باستطاعته إعطاء الحلول والإجابات بشكلٍ متين
    وأسلوب واضح لكلّ مشاكل الحياة من جهة وما يعتلج في الصدور ويستراب في القلوب عند البشرية
    منذ عصر الرسالة وإلى أن تقوم الساعة من جهة أخرى.

    4 _ الاعتقاد بوجود أوصياء وخلفاء من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منتخبين ومعينين من قبل الله تعالى
    لا دخل للعنصر البشري في اختيارهم وتعيينهم حتّى إلى نفس النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ،
    وهم أئمّة إثنا عشر أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ تسعة من ذرية الحسين آخرهم
    (م ح م د) بن الحسن العسكري، يتصفون بمواصفات وهبها الله إليهم خاصة من أبرزها العصمة ليس فقط عن الذنب
    وليس فقط في مجال التبليغ، بل تتسع لتشمل السهو والنسيان بل كل نقيصة أو ما يخالف المروءة.
    إذ (العصمة هي التنزُّه عن الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها، وعن الخطأ والنسيان..
    بل يجب أن يكون منزّهاً حتّى عمّا ينافي المروّة، كالتبذل بين الناس من أكلٍ في الطريق أو ضحكٍ عال،
    وكلّ عملٍ يستهجن فعله عند العرف العام).

    5 _ الاعتقاد بأنّ الإمام المهدي مولود من سنة (255هـ) وتقلّد الإمامة الإلهيّة عام (260هـ)
    في يوم شهادة والده وهو حجّة الله في الأرض، وهو حيّ موجود بيننا يرانا ونراه ولكن لا نعرفه ولا نشخّصه بمصداقه
    وإن كنّا نعرفه بمشخصاته وهويته وأوصافه.

    6 _ الاعتقاد بأنّ الإمام الثاني عشر الحجّة ابن الحسن غيّبه الله عن العباد لمصلحة وحكمة
    خفيت علينا وإن كنّا نعلم بعض أطرافها وأسبابها،
    وسوف يظهره الله تعالى فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

    7 _ الاعتقاد بأنّ المنتظَر هو ذلك الإمام المطّلع على حقائق أمورنا وخفايا أعمالنا.

    ذلك الإمام الذي يسمع كلامنا ويردّ سلامنا.

    ذلك الإمام الذي يجيبنا إذا دعوناه ويشفع لنا إذا رجوناه.

    ذلك الإمام الذي يحسّ آلامنا ويفرح لفرحنا ويحزن لحزننا ويتألم لما يجري علينا.

    هذا كلّه بلحاظ عالم الاعتقادات وفي مجال الفكر والنظر،
    أما مقومات الجانب العملي في الانتظار ومعرفة المواصفات الخاصة العملية التي ينبغي توفرها عند المنتظرين
    حتّى يتصف الإنسان بهذه الصفة على نحو الحقيقة بحيث ينطبق عنوان (المنتظِر) عليه انطباقاً واقعياً حقيقياً
    لا مجاز فيه فسوف تطالعك تحت عنوان: (كيف تكون منتظِراً حقيقياً).

    وهنالك مقوّمات ونقاط أخرى أعرضنا عنها روماً للاختصار وحذراً من التطويل.






    كيف تكون منتظراً حقيقياً؟





    ربّما يجد المرء من نفسه اعتقاداً راسخاً ويقيناً عميقاً بالمقومات والنقاط المذكورة آنفاً

    ولكن لا يحسّ من نفسه بلوعة الانتظار ولا تدمع له عين لألم الفراق،
    ولا يسهر له جفن شوقاً إلى اللقاء وطمعاً في لحظة الوصال. ولا تقضّ مضجعه ذكرى الغريب المضطّر.





    فهو مؤمن بالمنتظَر عليه السلام على مستوى النظرية من دون تجسيد ذلك على مستوى التطبيق والواقع العملي،

    فمن هنا كان لزاماً على المرء المنتظر ولكي يجمع بين المفهوم والمصداق والنظرية والتطبيق،
    ولكي يجعل من نفسه مفردة إيمانية محصّلة لكامل مفردات الإيمان في الحديث الشريف السابق
    لا بدّ إذن من رسم خطوات عملية ممنهجة، ووضع آليّة حركية خاصة لكسب هذه المقومات وتحصيل صفة المنتظِر والانتظار
    إن كانت مفقودة وتركيزها وتقويتها إن كانت ضعيفة.





    وأفضل منهجيّة يتّبعها الإنسان وأسلم برنامج عملي مضمون النتائج لكسب هذا المقام الشامخ

    هو ما رسمه أهل البيت عليهم السلام لنا وما نهجوه من منهاج.





    فلذا من الضروري تتبّع آثارهم الشريفة وسلوك أقوالهم الكريمة والانتهال من نميرهم العذب.





    وأوّل هذه الخطوات هي:




    1 _ إبعاد العامل المصلحي والشخصنة الذاتية في ممارسة الانتظار:
    أن لا يكون الانتظار لأجل تحقيق مطامع شخصية وتحصيل وجاهات ذاتية
    فإنّ هذا الإنسان ليس منتظراً للإمام عليه السلام في الحقيقة وإنّما هو منتظرٌ للحصول على الشهوات النفسانية واللذّات الجسمانية.
    كما قال أمير المؤمنين: (إني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم)،
    ولهذا نجد الإمام الصادق عليه السلام يحذّر أبا بصير (رحمه الله) من مثل هذا الانتظار القائم بالحقيقة على الأطماع الذاتية،
    كما جاء في أصول الكافي عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جٌعلت فداك، متى الفرج؟
    فقال: (يا أبا بصير، وأنت ممّن يريد الدنيا، من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره).

    وهكذا جاء في تحف العقول عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (افترق الناس فينا على ثلاث فرق:
    فرقة أحبّونا انتظار قائمنا ليصيبوا من دنيانا فقالوا وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا،
    فسيحشرهم الله إلى النار، وفرقة أحبّونا وسمعوا كلامنا ولم يقصروا عن فعلنا،
    ليستأكلوا الناس بنا فيملأ الله بطونهم ناراً يسلط عليهم الجوع والعطش،
    وفرقة أحبّونا وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا فأولئك منّا ونحن منهم).

    وهذا يذكّرنا بحال طلحة والزبير حينما بايعا عليّاً طمعاً في أن ينالا منه سلطاناً أو جاهاً فلما خابا وخسئا نكثا بيعتهما
    وأخلفا وعدهما وباءا بالخسران المبين في الدنيا والآخرة.


    2 _ التربية الروحية:

    وتتمثل في السعي الحثيث والجاد لتهذيب النفس وتحليتها بالأخلاق الفاضلة وتقوى الله والورع عن محارمه،
    فقد جاء في الحديث الشريف عن أ بي عبد الله عليه السلام:
    (من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظِر، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظِر،
    فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة).

    3 _ إعداد آلية القتال والدفاع عن النفس:

    الأمر الثالث المحقق لكمال الانتظار وتمامية الشخصية المنتظرة هو التهيء في البعد العسكري
    والاستعداد الكامل في بناء الذات من ناحية قتالية من خلال التربية البدنية والجسدية حتّى تكون مؤهلة لذلك اليوم المنشود،
    وقادرة على الحركة بقوة وصلابة في ميادين القتال تحت راية الإمام عليه السلام ،
    أو من خلال تهيئة السلاح الكامل المناسب لذلك العصر، وقد أمر أهل البيت عليهم السلام بذلك صريحاً في أحاديثهم المباركة،
    فعن أبي بصير كما جاء في غيبة النعماني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
    (ليُعدَّن أحدُكم لخروج القائم ولو سهماً، فإنّ الله إذا علم ذلك من نيّته رجوت لأن ينسيء في عمره حتّى يدركه،
    ويكون من أعوانه وأنصاره).

    وهذا ما نجده واضحاً جليّاً في دعاء العهد الذي يستحب قراءته في كلِّ يوم:
    (اللّهم إن حال بيني وبينه الموتُ الذي جعلته على عبادك حتماً مقضيّاً فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي
    مجرّداً قناتي مُلبيّاً دعوة الداعي في الحاضر والبادي... ).

    لذا يمكننا أن نسجِّل هذا الأمر في ضمن مفردات الانتظار العملي لما يتمتع به هذا الاستعداد من بعث روح النشاط
    والحماس والجدّ والرغبة الملحّة والفاعلة لظهوره عليه السلام.


    4 _ الارتقاء الروحي والتكامل العبادي:

    لا شك ولا ريب أنّ العبادة بجميع مفرداتها لهي خير وسيلة لتركيز صفة الانتظار في النفس الإنسانية
    وهذا ما نبّه عليه أهل البيت كما قرأت في ضمن الأحاديث السابقة، ولكنّ المهمّ هنا هو دوام ذكره عليه السلام والدعاء له،
    فمضافاً إلى أنه من أهم العبادات نراه يُشكل عاملاً آخر من عوامل بناء الشخصية المنتظِرة.
    وقد ذكر لنا أهل البيت عليهم السلام برنامجاً يومياً وأسبوعياً لهذا الأمر ركّزوا من خلاله على هذا الجانب تركيزاً كبيراً،
    فلذا ينبغي على المؤمن الالتفات إليه وعدم الغفلة عنه، ونحن نذكر هذا البرنامج بشكل مختصر لعموم الفائدة:





    البرنامج اليومي




    1 _ قراءة دعاء العهد بعد صلاة الصبح.
    2 _ التصدّق بمبلغ معيّن لسلامة صاحب العصر.
    3 _ الصلاة على محمّد وآل محمّد (100) مرة بنيّة تعجيل الفرج.
    4 _ قراءة دعاء: (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن... ) بعد الصلوات الواجبة.
    5 _ أداء صلاة الغفيلة بين العشائين بنيّة تعجيل الفرج.


    البرنامج الأسبوعي:

    1 _ أداء صلاة الإمام المهدي عليه السلام مساء الثلاثاء ليلة الأربعاء.
    2 _ قراءة زيارة آل يس مساء الخميس ليلة الجمعة.
    3 _ قراءة دعاء الندبة صباح الجمعة



    فضل المنتظرين:





    في هذا الفصل نذكر نبذة من أنوار كلماتهم ونماذج من محاسن أقوالهم _ وكلها نورانية وجميعها حسنة _ في بيان ما للمنتظِر من الفضل والأجر عند الله تعالى:

    1 _ عن عمّار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أيما أفضل: العبادة في السّر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق ودولته مع الإمام منكم الظاهر؟

    فقال: (يا عمّار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة أفضل ممّن يعبد الله عز وجل ذكره في ظهور الحقّ مع إمام الحقّ الظاهر في دولة الحقّ، وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحق، واعلموا أنّ من صلّى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتر بها من عدوه في وقتها فأتمها، كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة، ومن صلى منكم صلاة فريضة وحده مستتراً بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عز وجل بها له خمساً وعشرين صلاة فريضة وحدانية، ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها، كتب الله له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله عز وجل له بها عشرين حسنة، ويضاعف الله عز وجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودان بالتقية على دينه وإمامه ونفسه وأمسك من لسانه أضعافاً مضاعفة، إن الله عز وجل كريم).

    قلت: جُعلت فداك قد والله رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالاً من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحقّ ونحن على دين واحد؟

    فقال: (إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز وجل وإلى الصلاة والصوم والحج وإلى كل خير وفقه وإلى عبادة الله عز ذكره سراً من عدوكم مع إمامكم المستتر، مطيعين له صابرين معه، منتظرين لدولة الحقّ، خائفين على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة تنظرون إلى حقّ إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة، قد منعوكم ذلك واضطروكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف من عدوكم، فبذلك ضاعف الله عز وجل لكم الأعمال، فهنيئاً لكم).

    قلت: جُعلت فداك فما ترى إذاً أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحقّ ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالاً من أصحاب دولة الحقّ والعدل؟

    فقال: (سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحق والعدل في البلاد ويجمع الله الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة ولا يعصون الله عز وجل في أرضه وتقام حدوده في خلقه ويرد الله الحق إلى أهله فيظهر، حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق، أما والله يا عمّار! لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلاّ كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر واُحد فأبشروا)

    فذكر عليه السلام في هذه الرواية الشريفة من أسباب الأفضلية.

    ثمانية أمور:

    الأوّل: سبقكم إلى الإيمان بالله وبرسوله والدخول في دين الله تعالى والإقرار به.

    الثاني: سبقكم إلى العمل بالأحكام مثل الصلاة والصوم والحج وغيرها من الخيرات.

    الثالث: عبادتكم سراً مع الإمام المستتر وطاعته كذلك خوفاً من الأعداء.

    الرابع: صبركم مع الإمام المستتر في الشدائد.

    الخامس: انتظاركم لظهور دولة الحق وهو عبادة.

    السادس: خوفكم على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة وتغلبهم.

    السابع: نظركم نظر تأسفٍ وتحسّر إلى حقّ إمامكم وهو الإمامة والفئ وحقوقكم التي هي الأموال في أيدي الظلمة الغاصبين الذين منعوكم عن التصرف فيها واضطروكم إلى حرث الدنيا وكسبها وطلب المعاش من وجوه شاقة.

    الثامن: صبركم مع تلك البلايا والمصائب على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف من عدوكم قتلاً وأسراً ونهباً وعِرضاً، وليس لأصحاب المهدي عليه السلام بعد ظهوره شيء من هذه الأمور فلذلك ضاعف الله تعالى لكم الأعمال.

    2 _ عن أمية بن عليّ عن رجل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أيهما أفضل نحن أو أصحاب القائم عليه السلام ؟

    قال: فقال لي: (أنتم أفضل من أصحاب القائم، وذلك أنكم تمسون وتصبحون خائفين على إمامكم وعلى أنفسكم من أئمّة الجور، إن صليتم فصلاتكم في تقية، وإن صمتم فصيامكم في تقية، وإن حججتم فحجكم في تقية، وإن شهدتم لم تقبل شهادتكم... )، وعدّد أشياء من نحو هذا مثل هذه.

    فقلت: فما نتمنى القائم عليه السلام إذا كان على هذا؟

    قال: فقال لي: (سبحان الله أما تحب أن يظهر العدل ويأمن السبل وينصف المظلوم).

    3 _ عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (المنتظِر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله).

    4 _ عن أبي عبد الله عليه السلام: (من مات منكم على هذا الأمر منتظراً له كان كمن كان في فسطاط القائم عليه السلام ).

    5 _ وعنه أيضاً: (من مات منتظراً لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف).

    6 _ عن السندي عن جده، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في من مات على هذا الأمر منتظراً له؟

    قال عليه السلام: (بمنزلة من كان مع القائم عليه السلام في فسطاطه). ثمّ سكت هنيئة ثُمَّ قال: (هو كمن كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ).

    7 _ في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (يا أبا بصير طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

    8 _ عن الإمام زين العابدين عليه السلام: (يا أبا خالد إنّ أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عنهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف، أولئك المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً).
    منقوووول

    التعديل الأخير تم بواسطة آمال يوسف; الساعة 03-05-2011, 05:38 AM.
    طلبت الله شكثر ياحسين لامره ولامرتين جيك من الحسه ياحسين لومره
    كل خوفي أموت وماأجي الحضره




  • #2
    الاخت الكريمة
    آمال يوسف
    جعلنا الله واياكم
    من المنتظرين والناصرين
    لمولانا صاحب العصر والزمان
    صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين
    وصلَّ الله على محمد وآل محمد
    sigpic

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفي نفسك لم أعرف نبيك
      اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
      اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني

      أحسنتم بارك الله فيكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X