المتخلّف عن القافلة
صوت ضعيف قادم من بعيد، أخذ يطرق أسماع القافلة..كان صاحبه يستغيث من حادث ألمّ به، طالبا المساعدة، فلقد بركت ناقته من شدة ما أصابها من الإجهاد والظمأ، فاضطر إلى الترحل علّه يستطيع إنهاضها من جديد.
في هذا الوقت وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ كان يسير في أخريات القافلة يساعد العاجز ويغيث الضعيف. فلما سمع استغاثة الشاب أسرع إليه وسأله:
-من أنت؟
-أنا جابر يا رسول الله.
-ما شأنك ؟
-بركت ناقتي ولم أفلح في حثها على المسير.
-أمعك عصا؟
-نعم يا رسول الله.
-هاتها.
فلما أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم العصا، ضرب الناقة ثم أنهضها ثم أناخها وقال لجابر اركب.ركب جابر وأخذ يسير مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يلاطفه ويمازحه فسأله:
-ما ترك أبوك عبد الله من الولد؟
-سبع نسوة(أي سبع فتيات).
-أعليه دين؟
-نعم.
-إذا قدمت المدينة فقاطع الغرماء. فإن أبوا فانتظر فإذا حضر جذاذ فأذنّي (أي أخبرني).
-إن شاء الله.
-هل تزوجت؟
-نعم.
-بمن؟
-بفلانة بنت فلان، كانت بالمدينة.
-هلا تزوجت بفتاه تلاعبها و تلاعبك؟
-كان عندي نسوة خرق فكرهت أن آتيهن بامرأة خرقاء، فرأيت أن هذه أجمع لأمري.
-أصبت وأحسنت. بكم اشتريت جملك؟
-بخمس أوراق من الذهب.
-بهذه القيمة اشتريناه فإذا بلغنا المدينة فتعال وخذ قيمته، ولما وصلوا المدينة أخذ جابر جمله وذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليعطيه ما وعده. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبلال: اعطه خمس أوراق من ذهب يستعين بها في دين أبيه -عبد الله - وزده ثلاثا واردد عليه جمله. ثم قال لجابر: هل قاطعت غرماء أبيك؟
-لا؟
-أترك أبوك وفاء دينه.
-لا.
-لا عليك، إذا حضر جذاذ نخلكم فاذني.
فلما حضر جذاذ النخل اذن جابر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدعا لهم فجذّذوا واستوفى كل غريم ما كان يطلب تمرا، وبقي لجابر من التمر ما يكفيه وأكثر
صوت ضعيف قادم من بعيد، أخذ يطرق أسماع القافلة..كان صاحبه يستغيث من حادث ألمّ به، طالبا المساعدة، فلقد بركت ناقته من شدة ما أصابها من الإجهاد والظمأ، فاضطر إلى الترحل علّه يستطيع إنهاضها من جديد.
في هذا الوقت وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ كان يسير في أخريات القافلة يساعد العاجز ويغيث الضعيف. فلما سمع استغاثة الشاب أسرع إليه وسأله:
-من أنت؟
-أنا جابر يا رسول الله.
-ما شأنك ؟
-بركت ناقتي ولم أفلح في حثها على المسير.
-أمعك عصا؟
-نعم يا رسول الله.
-هاتها.
فلما أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم العصا، ضرب الناقة ثم أنهضها ثم أناخها وقال لجابر اركب.ركب جابر وأخذ يسير مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يلاطفه ويمازحه فسأله:
-ما ترك أبوك عبد الله من الولد؟
-سبع نسوة(أي سبع فتيات).
-أعليه دين؟
-نعم.
-إذا قدمت المدينة فقاطع الغرماء. فإن أبوا فانتظر فإذا حضر جذاذ فأذنّي (أي أخبرني).
-إن شاء الله.
-هل تزوجت؟
-نعم.
-بمن؟
-بفلانة بنت فلان، كانت بالمدينة.
-هلا تزوجت بفتاه تلاعبها و تلاعبك؟
-كان عندي نسوة خرق فكرهت أن آتيهن بامرأة خرقاء، فرأيت أن هذه أجمع لأمري.
-أصبت وأحسنت. بكم اشتريت جملك؟
-بخمس أوراق من الذهب.
-بهذه القيمة اشتريناه فإذا بلغنا المدينة فتعال وخذ قيمته، ولما وصلوا المدينة أخذ جابر جمله وذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليعطيه ما وعده. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبلال: اعطه خمس أوراق من ذهب يستعين بها في دين أبيه -عبد الله - وزده ثلاثا واردد عليه جمله. ثم قال لجابر: هل قاطعت غرماء أبيك؟
-لا؟
-أترك أبوك وفاء دينه.
-لا.
-لا عليك، إذا حضر جذاذ نخلكم فاذني.
فلما حضر جذاذ النخل اذن جابر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدعا لهم فجذّذوا واستوفى كل غريم ما كان يطلب تمرا، وبقي لجابر من التمر ما يكفيه وأكثر