إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة الاغتيالات والتغريب اللاشرعي في عهد الخلفاء الثلاثة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة الاغتيالات والتغريب اللاشرعي في عهد الخلفاء الثلاثة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد وال محمد


    الذي يطلع على التاريخ يرى مااشبه اليوم بالامس فالذين تقمصوا الاسلام هذا في الارض فساد حتى شوه صورة الاسلام جاعلين منه دين القسوة ولارحمة فيذبحون السرى ويقتلون النساء والاطفال ويعتدون على الذين لم يحاربوهم ناسين مبادى الاسلام وماتعاليم رسول الانسانية والرحمة الحبيب محمد صلوات الله عليه واله

    فهذا هو ديدن من ابتعد عن منهج الاسلام الحقيقي المتمثل برسول الله محمد صلوات الله عليه واله واهل بيته من بعده
    الذي بفضله شهد الاعداء قبل الاصدقاء والغرب قب الشرق والمعاهدين قبل المسلمين

    نرى سلسلة الاغتيالات والتغريب اللاشرعي في عهد الخلفاء الثلاثة التي لم ينزل الله بها من سلطان
    انما ارادوا ان يستروا عيب اويسدوا ثغرا الا انهم كما خاطبتهم الزهراء روحي فداءها الا في الفتنة سقطوا وان جهنم محيطة بالكافرين هذه جملة من الاغتيالات والتغريب اللاشرعي التي قاموا بها امراء السوء في خير الصحابة وخير التابعين ولم نتطرق الى عهد الامويين لانه قتلهم للامامين الهمامين الحسن والحسين عليهما السلام دليل كافي لاجرام تلك الجماعة الضالة

    1-عهد ابي بكر
    1- الهجوم على بيت الزهراء وقتلها
    الهجوم على بيت السيدة الزهراء عليها السلام واحراق بابها وكسر ضلع وقد يعترض مسلم ويقول ان الزهراء روحي فداءها مات مريضة وان عمر لم يهجم على دار ويكسر ضلعها ويسقط جنينها الامر الذي ادى ان تقضي الزهراء نحبها وهي شهيدة مظلوم صابرة تقية
    الا ان السلطة الحاكمة كعادتها ارادت تظهر ان موت الزهراء كان حادث طبيعيا لم يكن نتيجة الهجوم على دارها روحي فداها فالزهراء السيدة العالمة علمتبناويا الخبث الئيمة التي تحاك في ظلام النفاق فارسلت رسالة مشفرة لايفهمها الا ذوي لب عاقل
    فهجرت ابي بكر وعمر ومن هجم على دارها الى ان ماتت واوصت امير المؤمنين عليه السلام باخفاء قبرها وان تشيع ليلا سرا دلالة على غضبها ومظلوميتها من قبل السلطة الحاكمة
    صحيح البخارى- كتاب فرض الخمس - باب أداء الخمس من الدين
    2926 - حدثنا : ‏ ‏عبد العزيز بن عبد الله ‏ ، حدثنا : ‏ ‏إبراهيم بن سعد ‏ ‏، عن ‏ ‏صالح ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن شهاب ‏ ‏قال : أخبرني : ‏ ‏عروة بن الزبير ‏ ‏أن ‏ ‏عائشة أم المؤمنين ‏ ‏(ر) ‏ ‏أخبرته :‏ ‏أن ‏ ‏فاطمة ‏ ‏(ع) ‏ ‏إبنة رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏سألت ‏ ‏أبابكر الصديق ‏ ‏بعد وفاة رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏مما ‏ ‏أفاء ‏ ‏الله عليه ، فقال لها ‏ ‏أبوبكر ‏: ‏أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال : ‏ ‏لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت ‏ ‏فاطمة بنت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فهجرت ‏ ‏أبابكر ‏ ‏فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ، وعاشت بعد رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ستة أشهر قالت : وكانت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏تسأل ‏ ‏أبابكر ‏ ‏نصيبها مما ترك رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏من ‏ ‏خيبر ‏ ‏وفدك ‏ ‏وصدقته ‏ ‏بالمدينة ‏ ‏فأبى ‏ ‏أبوبكر ‏ ‏عليها ذلك وقال : لست تاركاً شيئاًً كان رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يعمل به إلاّّ عملت به فإني أخشى إن تركت شيئاًً من أمره أن أزيغ فأما صدقته ‏ ‏بالمدينة ‏ ‏فدفعها ‏ ‏عمر ‏ ‏إلى ‏ ‏علي ‏ ‏وعباس ‏، ‏وأما ‏ ‏خيبر ‏ ‏وفدك ‏ ‏فأمسكها ‏ ‏عمر ‏، ‏وقال : هما صدقة رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏كانتا لحقوقه التي ‏ ‏تعروه ‏ ‏ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر قال : فهماً على ذلك إلى اليوم ‏ ‏قال أبو عبد الله ‏ ‏اعتراك افتعلت من عروته فأصبته ومنه يعروه وإعتراني.
    الرابط:
    *روى في كنز العمال ج5 ص631 رقم 14113
    ( 14113 - ) عن عبد الرحمن بن عوف أن أبا بكر الصديق قال له في مرض موته : إني لا آسي على شئ إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أي فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن ، فأما اللاتي فعلتها وددت أني لم أفعلها فوددت أني لم أكن أكشف بيت فاطمة وتركته وإن كانوا قد غلقوه على الحرب ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الامر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة بن الجراح أو عمر فكان أميرا وكنت وزيرا ، ووددت حيث وجهت خالدا إلى أهل الردة أقمت بذي القصة فان ظهر المسلمون ظهروا وإلا كنت بصدد لقاء أو مدد ، وأما الثلاث اللاتي تركتهن ووددت أني فعلتهن فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا ضربت عنقه فإنه يخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة لم أكن أحرقته وقتلته سريحا أو أطلقته نجيحا ووددت أني حيث وجهت خالدا إلى أهل الشام كنت وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يدي يمينا وشمالا في سبيل الله ، وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوددت أني سألته فيمن هذا الامر فلا ينازعه أهله ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الامر شئ ؟ ووددت أني كنت سألته عن ميراث العمة وابنة الأخت فان في نفسي منهما حاجة . ( أبو عبيد في كتاب الأموال عق وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة طب كر ص ) وقال أنه حديث حسن إلا أنه ليس فيه شئ عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخرج ( خ ) كتابه غير شئ من كلام الصحابة . )) انتهى كلام المتقي الهندي


    ترجمة خيثمة بن سليمان :

    قال الذهبي :
    (( خيثمة ، الامام ، الثقة ، المعمر ، محدث الشام ، أبو الحسن ، خيثمة بن سليمان ابن حيدرة بن سليمان القرشي الشامي الأطرابلسي ، مصنف " فضائل الصحابة " . كان رحالا جوالا صاحب حديث ..... قال أبو بكر الخطيب : خيثمة ثقة ثقة ، قد جمع فضائل الصحابة .)) سير أعلام النبلاء - الذهبي ج 15 - ص 412 ترجمة رقم 230


    وابن تيمية يعترف :

    واين تيمية أيضا لم ينكر هذه الحادثة الا انه أوّلها ، وأوجد عذراً لأبي بكر بأنه أراد ان ينظر هل فيه شيء من مال الله ام لا ؟!! حيث قال وهو يبرر لأبو بكر هجومه على الدار :
    إبن تيمية- منهاج السنة - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 291 )
    [النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
    - ........ نحن نعلم يقينا أن أبا بكر لم يقدم على علي والزبير بشيء من الأذى ، بل ولا على سعد بن عبادة المتخلف عن بيعته أولا وآخرا، وغاية ما يقال:إنه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه ، وأن يعطيه لمستحقه ، ثم رأى أنه لو تركه لهم لجاز ، فإنه يجوز أن يعطيهم من مال الفيء .........
    معنى الكبس :

    ومعنى الكبس هو الهجوم والاقتحام
    قال ابن منظور في لسان العرب :
    والتَّكْبـيس والتَّكَبُّس: الاقتـحامعلـى الشيء، وقد تَكَبَّسوا علـيه، ويقال: كَبَسوا علـيهم .


    سند الرواية :


    الاموال لابن زنجويه ج1 ص387 ( ترقيم الشاملة )

    أنا حميد أنا عثمان بن صالح ، حدثني الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي ، حدثنيعلوان ، عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، أن أباه عبد الرحمن بنعوف ، دخل على أبي بكر الصديق رحمة الله عليه ، في مرضه الذي قبض فيه ....


    رجال السند :


    1ـ حميد: فهو ابن زنجويه مؤلف الكتاب ، وهو من رجال ابو داود والنسائي ، وثقه النسائيوابن حبان والخطيب وابو حاتم الرازي . تهذيب التهذيب
    وقال في التقريب ثقة ثبت له تصانيف من الحادية عشرة

    2ـ عثمان بن صالح : من رجال البخاري والنسائي وابن ماجه ،وذكره ابن حبان في الثقات ، قال ابن أبي حاتم عن أبيه كان شيخا صالحا سليم الناحية، وقال الحاكم عن الدارقطني ثقة
    .
    3ـ الليث بن سعد : وهو من رجال الستة . قال في التقريب : ثقة ثبت فقيه إمام مشهور من السابعة.
    4 ـ علوان بن داود : ذكره ابن حبان في الثقات
    واتهمه بعض علماء الجرح والتعديل بنكارة الحديث الا انه جرح مبهم غير مفسر وهو مردود ، واذا اجتمع عندنا جرح مبهم ، وتعديل ، قدم التعديل ، ولايقبل الجرح الا مفسراً .

    5ـ صالح بن كيسان :من رجال الستة

    6ـ حميد بن عبد الرحمن بن عوف : من رجال الستة ، قال في التقريب : ثقة من الثانية .

    7ـ عبد الرحمن بن عوف : صحابي
    ابن أبي شيبة الكوفي كتاب المغازي - الجزء (8) رقم الصفحة ( 572)
    - حدثنا محمد بن بشر , نا عبيد الله بن عمر , حدثنا زيد بن أسلم , عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (ص) كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله (ص) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم , فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال : يا بنت رسول الله (ص) , والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك , وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك , وايم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك ، أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت , قال : فلما خرج عمر جاءوها فقالت : تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وايم الله ليمضين لما حلف عليه , فانصرفوا راشدين , فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي , فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر .

    الطبري الجزء الثاني رقم الصفحة (443) طبعة بيروت


    حدثنا إبن حميد قال: حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب قال : أتى عمر بن الخطاب ، منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال
    من المهاجرين فقال: واللّه لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير ، مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه.


    البلاذي أنساب الأشراف الجزء الأول رقم الصفحة (586)


    عن المدائني عن مسلمة بن محارب عن سليمان التيمى وعن إبن عون : أن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة فلم يبايع فجاء عمر ، ومعه فتيلة فتلقته فاطمة على الباب فقالت فاطمة : يا إبن الخطاب ! أتراك محرقا على بابى ؟ قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء أبوك ؟.
    2- الصحابي المظلوم مالك بن نويرة
    إبن كثير- البداية والنهاية - سنة إحدى عشرة من الهجرة - الحوادث الواقعة في الزمان ووفيات المشاهير والأعيان سنة إحدى عشرة من الهجرة -
    خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 464 )
    [النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
    - .... فلما دخل المسجد قام إليه عمر بن الخطاب فإنتزعالأسهم من عمامة خالد فحطمها ، وقال : أرياء قتلت أمراًمسلماًً، ثم نزوت على إمرأته ، والله لأرجمنك بالجنادل وخالد لا يكلمه ولا يظن ألا إن رأي الصديق فيه كرأي عمر، حتى دخل على أبي بكر فإعتذرإليه فعذره وتجاوز عنه ما كان منه في ذلك، وودى مالك بن نويرة، فخرج من عنده وعمر جالس في المسجد ، فقال خالد‏:‏ هلم إلي : يا إبن أم شملة، فلم يرد عليه وعرف أن الصديق قد رضي عنه‏.

    وإستمر أبوبكر بخالد على الإمرة وإن كان قد إجتهدفي قتل مالك بن نويرة ، وأخطأ في قتله كما أن رسول الله (ص) لما بعثه إلى أبي جذيمة فقتل أولئك الأسارى الذين قالوا :‏ صبأنا صبأنا، ولم يحسنوا أن يقولوا‏:‏ أسلمنا، فوداهم رسول الله (ص) حتى رد إليهم ميلغة الكلب، ورفع يديه وقال : ‏اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد‏‏‏ومع هذا لم يعزل خالداًًً ، عن الإمرة‏.

    الرابط :
    **********




  • #2
    2- في عهد عمر بن الخطاب
    1-نصر بن حجاج الذي نفاه عمر ظلما وعدوانا
    أسد الغابة - ابن الأثير - ج ١ - الصفحة ٣٨١
    في ترجمة الحجاج والد نصر بن حجاج

    أخبرنا أبو نعيم أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة
    أخبرنا عبيد بن يعيش أخبرنا يحيى بن يعلى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال أبو نعيم

    وحدثنا محمد بن أحمد المقري أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال أيضا وحدثنا

    أبو عمر بن حمدان أخبرنا الحسن بن سفيان قالا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة أخبرنا

    أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد أخبرنا مكحول أخبرنا الحجاج بن عبد الله النصري

    قال النفل حق نفل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال

    سئل عنه أبو زرعة هل له صحبة قال لا أعرفه أخرجه أبو نعيم وأبو موسى (ب د ع
    *
    حجاج) بن علاط بن خالد بن نويرة بن حنثر بن هلال بن عبيد بن ظفر بن سعد بن

    عمرو بن تيم بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي ثم البهزي

    يكنى أبا كلاب وقيل أبا محمد وقيل أبا عبد الله سكن المدينة وهو معدود من أهلها

    وبنى بها مسجدا ودارا تعرف به وهو والد نصر بن حجاج الذي نفاه عمر بن الخطاب

    رضي الله عنه حين سمع المرأة تنشد

    هل من سبيل إلى خمر فأشربها * أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج

    وكان جميلا وأسلم الحجاج وحسن اسلامه وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وكان
    محنة صبيغ التميمي2-
    وثائق القضية
    1 ـ روى الدارمي في سننه ج 1 ص 54 ( عن سليمان بن يسار أن رجلاً يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل فقال : من أنت ؟ قال أنا عبدالله صبيغ ، فأخذ عمر عرجوناً من تلك العراجين فضربه وقال : أنا عبدالله عمر ، فجعل له ضرباً حتى دمي رأسه ، فقال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي !
    2 ـ ... عن نافع مولى عبد الله أن صبيغ العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر ، فبعث به عمرو بن العاص الى عمر بن الخطاب فلما أتاه الرسول بالكتاب فقرأه فقال : أين الرجل ؟ فقال في الرحل ، قال عمر أبصر أن يكون ذهب فتصيبك مني به العقوبة الموجعة ! فأتاه به فقال عمر تسأل محدثة !! فأرسل عمر الى رطائب من جريد فضربه بها حتى ترك ظهره دبرة ثم تركه حتى برأ ، ثم عاد له ! ثم تركه حتى برأ ، فدعا به ليعود له !! قال فقال صبيغ : إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً ، وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برئت !! فأذن له الى أرضه وكتب الى أبي موسى الأشعري أن لا يجالسه أحد من المسلمين ! فاشتد ذلك على الرجل فكتب أبوموسى الى عمر أن قد حسنت توبته ، فكتب عمر أن يأذن للناس بمجالسته !! ) .
    3 ـ ورواه في كنز العمال ج 2 ص 331 وقال ( الدارمي ، وابن عبد الحكم ، كر) ورواه بروايات أخرى مختلفة ، منها ( عن السائب بن يزيد قال : أتى عمر بن الخطاب فقيل : يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلاً يسأل عن تأويل مشكل القرآن ، فقال عمر : اللهم أمكني منه ، فبينما عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاء وعليه ثياب وعمامة صفراء ، حتى إذا فرغ قال يا أميرالمؤمنين ( والذاريات ذرواً فالحاملات وقرا ) فقال عمر أنت هو ، فقام اليه وحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته ، فقال : والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقاً لضربت رأسك ، ألبسوه ثياباً واحملوه على قتب ، وأخرجوه حتى تقدموا به بلاده ، ثم ليقم خطيب ، ثم يقول : إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأه ، فلم يزل وضيعاً في قومه حتى هلك ، وكان سيد قومه ـ ابن الأنباري في المصاحف ، ونصر المقدسي في الحجة ، واللالكائي ، كر ) . ورواه عن سليمان بن يسار كرواية الدارمي الأولى ، وقال ( الدارمي ونصر والأصبهاني معاً في الحجة وابن الأنباري واللا لكائي كر ) .
    4 ـ عن أبي العديس قال : كنا عند عمر بن الخطاب فأتاه رجل ، فقال يا أمير المؤمنين ( ما الجوار الكنس ) فطعن عمر بمخصرة معه في عمامة الرجل ، فألقاها عن رأسه ، فقال عمر : أحروري ؟ والذي نفس عمر بن الخطاب بيده لو وجدتك محلوقاً لأنحيت القمل عن رأسك ـ الحاكم في الكنى ) .
    5 ـ عن أبي عثمان النهدي عن صبيغ أنه سأل عمر بن الخطاب عن المرسلات والذاريات والنازعات ، فقال له عمر: ألق ما على رأسك فإذا له ضفيرتان، فقال له : لو وجدتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك ، ثم كتب الى أهل البصرة أن لا تجالسوا صبيغاً! قال أبو عثمان: فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا عنه ـ نصر المقدسي في الحجة كر ).
    6 ـ عن محمد بن سيرين قال : كتب عمر بن الخطاب الى أبي موسى الأشعري أن لا تجالسوا صبيغاً ، وأن يحرم عطاءه ورزقه . ابن الأنباري في المصاحف كر ) .
    7 ـ عن إسحاق بن بشر القريشي قال أخبرنا ابن إسحاق قال جاء رجل الى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين ما النازعات غرقاً ، فقال عمر من أنت ؟ قال امرؤ من أهل البصرة من بني تميم ثم أحد بني سعد ، قال من قوم جفاة ، أما إنك لتحملن الى عاملك ما يسوءك ، ولهزه حتى فرت قلنسوته ، فإذا هو وافر الشعر ، فقال أما إني لو وجدتك محلوقاً ما سألت عنك ، ثم كتب الى أبي موسى ، أما بعد فإن الأصبغ بن عليم التميمي تكلف ما كفي وضيع ما ولي ، فاذا جاءك كتابي هذا فلا تبايعوه ، وإن مرض فلا تعودوه ، وإن مات فلا تشهدوه . ثم التفت الى القوم فقال : إن الله عزوجل خلقكم وهو أعلم بضعفكم فبعث إليكم رسولاً من أنفسكم وأنزل عليكم كتاباً ، وحد لكم فيه حدودا أمركم أن لا تعتدوها ، وفرض عليكم فرائض أمركم أن تتبعوها ، وحرم حرماً نهاكم أن تنتهكوها . وترك أشياء لم يدعها نسيانا ، فلا تكلفوها وإنما تركها رحمة لكم !
    قال فكان الاصبغ بن عليم يقول قدمت البصرة فأقمت بها خمسة وعشرين يوماً ، وما من غائب أحب الي أن ألقاه من الموت ، ثم إن الله ألهمه التوبة وقذفها في قلبه فأتيت أبا موسى وهو على المنبر ، فسلمت عليه فأعرض عني فقلت أيها المعرض إنه قد قبل التوبة من هو خير منك ومن عمر ، إني أتوب الى الله عزوجل مما أسخط أمير المؤمنين وعامة المسلمين ، فكتب بذلك الى عمر ، فقال صدق ، إقبلوا من أخيكم !!
    8 ـ وروى في كنز العمال ج 2 ص 510 ( عن سعيد بن المسيب قال : جاء صبيغ التميمي الى عمربن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين : أخبرني عن الذاريات ذرواً ، فقال : هي الرياح ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ، قال : فأخبرني عن الحاملات وقراً ، قال : هي السحاب ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ، قال : فأخبرني عن الجاريات يسراً قال : هي السفن ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ، قال فأخبرني عن المقسمات أمراً ، قال : هي الملائكة ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته . ثم أمر به فضرب مائة وجعل في بيت فلما برأ دعاه فضربه مائة أخرى ، وحمله على قتب ، وكتب الى أبي موسى الأشعري : إمنع الناس من مجالسته ، فلم يزالوا كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئاً، فكتب في ذلك الى عمر ، فكتب عمر ما إخاله إلا قد صدق فخلَّ بينه وبين مجالسة الناس ـ البزار قط في الافراد وابن مردويه ـ كر ) .
    9 ـ وفي كنز العمال ج 11 ص 296 ( مسند عمر ، عن صبيغ بن عسل قال : جئت عمر بن الخطاب زمان الهدنة وعليَّ غديرتان وقلنسوة فقال عمر : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يخرج من المشرق حلقوا الرؤوس يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، طوبى لمن قتلوه وطوبى لمن قتلهم ! ثم أمر عمر أن لا أدواى ولا أجالس ـ كر ) .
    10 ـ وفي الدر المنثور ج 2 ص 7 ( وأخرج الدارمى في مسنده ونصر المقدسي في الحجة عن سليمان بن يسار أن رجلاً يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن ، فأرسل إليه عمر وقد أعدَّ له عراجين النخل ... ـ وأخرج الدارمي عن نافع أن صبيغا العراقي ... الخ .
    11 ـ وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن أنس أن عمر بن الخطاب جلد صبيغاً الكوفي في مسألة عن حرف من القرآن حتى اطردت الدماء في ظهره .
    12 ـ وأخرج ابن الأنباري في المصاحف ونصر المقدسي في الحجة وابن عساكر ، عن السائب بن يزدان أن رجلاً قال قال لعمر إني مررت برجل يسأل عن تفسير مشكل القرآن ! فقال عمر : اللهم أمكني منه ، فدخل الرجل يوماً على عمر فسأله ، فقام عمر فحسر عن ذراعيه وجعل يجلده ثم قال ألبسوه تباناً واحملوه على قتب وأبلغوا به حيه ، ثم ليقم خطيب فليقل إن صبيغاً طلب العلم فأخطأه ، فلم يزل وضيعاً في قومه بعد أن كان سيداً فيهم .
    13 ـ وأخرج نصر المقدسي في الحجة وابن عساكر عن أبي عثمان النهدي أن عمر كتب الى أهل البصرة أن لا يجالسوا صبيغاً ، قال فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا .
    14 ـ وأخرج ابن عساكر عن محمد بن سيرين قال : كتب عمر بن الخطاب الى أبي موسى الأشعري أن لا يجالس صبيغاً ، وأن يحرمه عطاءه ورزقه .
    15 ـ وأخرج نصر في الحجة وابن عساكر عن زرعة قال : رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب يجئ الى الحلقة ويجلس وهم لا يعرفونه ، فتناديهم الحلقة الأخرى عزمة أميرالمؤمنين عمر ، فيقومون ويدعونه .
    16 ـ وأخرج نصر في الحجة عن أبي إسحق أن عمر كتب الى أبي موسى الأشعري : أما بعد فإن الأصبغ تكلف ما خفي وضيع ماولي ، فإذا جاءك كتابي هذا فلا تبايعوه ، وإن مرض فلا تعودوه ، وإن مات فلا تشهدوه .
    17 ـ وأخرج الهروي في ذم الكلام عن الأم للشافعي رضي الله عنه قال : حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل ، وينادى عليهم : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة ، وأقبل على علم الكتَّاب !!
    18 ـ وفي الدر المنثور ج 3 ص 161 ( وأخرج مالك وابن أبي شيبة وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير والنحاس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبوالشيخ وابن مردويه عن القاسم بن محمد قال : سمعت رجلاً يسأل ابن عباس عن الأنفال فقال الفرس من النفل والسلب من النفل ، فأعاد المسألة فقال ابن عباس ذلك أيضاً ، قال الرجل الأنفال التي قال الله في كتابه ما هي ؟ فلم يزل يسأله حتى كاد يحرجه ، فقال ابن عباس : هذا مثل صبيغ الذي ضربه عمر ، وفي لفظ فقال : ما أحوجك الى من يضربك كما فعل عمر بصبيغ العراقي ، وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على عقبيه ! ) .
    19 ـ وفي الدر المنثور ج 6 ص 111 ( وأخرج البزار والدارقطني في الإفراد وابن مردويه وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال : جاء صبيغ التميمي الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال أخبرني عن الذاريات ذرواً ... الخ .
    20 ـ وأخرج الفريابي عن الحسن قال سأل صبيغ التميمي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الذاريات ذرواً وعن المرسلات عرفاً وعن النازعات غرقاً ؟ فقال عمر رضي الله عنها : كشف رأسك فإذا له ضفيرتان ، فقال : والله لو وجدتك محلوقاً لضربت عنقك ! ثم كتب الى أبي موسى الأشعري أن لا يجالسه مسلم ولا يكلمه ! ) .
    21 ـ وفي إكمال الكمال ج 5 ص 221 ( وأما صبيغ بالصاد المهملة وغين معجمة فهو صبيغ بن عسل الذي كان يسأل عمر عن غريب القرآن .
    22 ـ وفي إكمال الكمال ج 6 ص 206 ( وعسل بن عبدالله بن عسل التميمي ، حدث عن عمه صبيغ بن عسال قال : جئت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ـ وهو الذي كان يتتبع مشكل القرآن فأمر عمر رضي الله تعالى عنه أن لا يجالس ، وقال يحيى بن معين : هو صبيغ ابن شريك من بني عمرو بن يربوع ، روى خالد بن نزار عن عمر بن قيس عن عسل . وقال في هامشه : في الأصل ( كتب ، وفي الإصابة ) روى الخطيب من طريق عسل بن عبد الله بن عسيل ( كذا ) التميمي عن عطاء بن أبي رباح عن عمه صبيغ بن عسل قال جئت عمر فذكر قصة ثم قال : الضمير في قوله عن عمه يعود على عسل . وربيعة بن عسل أحد بني عمرو بن يربوع بن حنظلة ـ ذكره ابن الكلبي في جمهرة بنى تميم . وأما عسل بفتح العين والسين فهو عسل بن ذكوان ، أخباري ) انتهى . والأخباري في ذلك الوقت هو المؤرخ في عصرنا .
    23 ـ وفي معجم البلدان ج 4 ص 124 ( عسل : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وآخره لام ، يقال : رجل عسل مال كقولك ذو مال ، وهذا عسل هذا وعسنه أي مثله ، وقصر عسل : بالبصرة بقرب خطة بني ضبة ، وعسل : هو رجل من بني تميم من ولده صبيغ بن عسل الذي كان يتتبع مشكلات القرآن فضربه عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، وأمر أن لا يجالس ) .
    الصيغة القضائية لقضية صبيغ
    المتهم : صبيغ التميمي رئيس عشيرة صغيرة من مراد من تميم تسكن في البصرة ، وكان يقرأ ويكتب وعنده بعض الكتب ، أي كان متعلماً أو مثقفاً ، وكان جده أو أبوه مؤرخاً .
    التهمة : ثبت عند الخليفة أن المتهم سأل عن أمور محدثة ، يعني أسئلة دينية جديدة لم يسأل أحد عنها سابقاً ، كما في الوثيقة رقم 2 ، أو عن متشابه القرآن أو مشكل القرآن أو غريب القرآن ، كما في الوثيقة رقم 1 و 3 و12 و22 و23 أو عن حرف من القرآن كما في الوثيقة رقم 11 أو عن معنى الذاريات كما في الوثيقة رقم 3 و5 و8 و 19 أو عن معنى النازعات كما في الوثيقة رقم 5 و7 و20 أو عن معنى الجواري الكنس كما في الوثيقة رقم 4 .. وقد ذكرت المصادر أنه طرح هذه الأسئلة على بعض الناس عندما كان مجنداً في مصر كما في الوثيقة رقم 2 وأنه جاء الى عاصمة الخلافة ليسأل الخليفة عن ذلك كما في الوثيقة رقم 1 و7 و8 و9 و19 و22 ، ولم تذكر أنه طرح أي أفكار مخالفة للعقيدة أو أنه أثر على أحد من الناس .
    الحكم : حيث أن المتهم سأل عن أمور محدثة سكت عنها القرآن ، كما في الوثيقة رقم 2 ، وقد ثبت ذلك عليه جهاراً نهاراً في محضر الخليفة وتحت سمعه وبصره ! وحيث أنه بذلك اعتدى على الخليفة وعلى حدود الله تعالى ، وتكلف البحث فيما تركه الله وماخفي من أمور الدين !
    وحيث أنه بذلك ضيع ماولي وما وجب عليه من أداء واجباته الدينية كما في الوثيقة رقم 3 و7 و12 و16 !
    لذلك حكم عليه الخليفة بما هو آت :
    أولاً : القبض على المتهم صبيغ التميمي بكل وسيلة وإحضاره الى العاصمة ، وإن هرب من يد الرسول الذي أحضره فعليه العقوبة لتقصيره في تسليمه، كما في الوثيقة رقم 2.
    ثانياً : تعد له حزمة من عراجين النخل الرطبة قبل حضوره كما في الوثيقة رقم 1 و2 و10 و12 ، فيضرب بها على رأسه المكشوف وبدنه حتى يسيل الدم على رأسه كما في الوثيقة رقم 1 وحتى يجري دمه على ظهره كما في الوثيقة رقم 2 و11 ويسيل على عقبيه كما في الوثيقة رقم 18 وحتى يصير ظهره مثخناً بجراح العراجين كما في الوثيقة رقم 2 ، ثم يرسل الى السجن حتى تبرأ جراحه ، ثم يعاد ضربه بنفس الطريقة مرة ثانية ، كما في الوثيقة رقم 2 و 8 ..
    ثالثاً : وحيث أن المتهم قد يسبب بعمله أن يفتح في الإسلام باب الأسئلة المحرمة ، ولكي تكون العقوبة رادعة لأمثاله من المجرمين .. فقد أصدر الخليفة عليه حكمه بأن يلبس تباناً ( لباس مثل الكيس ) ويحمل على جمل الى عشيرته ويطاف به فيها وفي القبائل الأخرى ويشهر به وينادى عليه كما في الوثيقة رقم 3 و12 ثم يقوم خطيب ويقول إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأه كما في الوثيقة رقم 3 و12 وتكلف ما كفي وما خفي رقم 7 و16 وأن يحرم رزقه وعطاءه من بيت المال كما في الوثيقة رقم 6 و14 وأن لا يجالسه أحد ، كما في أكثر الوثائق ، وأن لا يبايعه ، أحد وإن مرض فلا يعوده أحد وإن مات فلا يشهد أحد جنازته ، كما في الوثيقة رقم 16 وغيرها .
    رابعاً : أما إذا تاب صبيغ وأناب ، فينتظر به سنة كما ذكر الفقهاء المدافعون عن الخليفة، حتى يطمأن بأن توبته صادقة وأنه ترك الأسئلة المحرمة ، فإن ثبت للخليفة حسن توبته ، يطلب من المسلمين الذين أساء اليهم المجرم صبيغ بأسئلته ، أن يعفوا عنه ويقبلوا من أخيهم توبته كما في الوثيقة رقم 7 !!
    تحليل قضية صبيغ
    إن قصة صبيغ التميمي تثير التعجب والتساؤل عن ذنب الرجل ؟ وهل السؤال عن معنى آيات القرآن حرام ؟ وإذا كان حراماً ، فهل جزاؤه الشرعي هذا الجزاء القاسي ؟! أم أن في الأمر شيئاً آخر ؟
    حاولت أن أجد في حيثيات الحكم الذي أصدره الخليفة ما يبرره .. فلم أجد ! وبحثت عن وجود تهمة غير السؤال على صبيغ ، فقد يكون زنديقاً ، أو جاسوساً ، أو مبتدعاً في الدين له شخص واحد يتبعه .. فما وجدت إلا أنه كان يتساءل عن مشكلات القرآن ، حتى أتى الى الخليفة يسأله !!
    ظاهر المسألة أنها دينية صرفة وأن صبيغاً من أهل البحث والجدل ، فأراد الخليفة أن يسد باب البحث والجدل ويحذر المسلمين من ذلك ، فقد كان يتبنى خط تحريم البحث في معاني القرآن وموضوعاته ، وحتى في تفسير ألفاظه ومفرداته ، كما نرى في روايات أخرى !
    وحسب الأصول القضائية والشرعية لابد أن نبقى متمسكين بدلالة ظاهر النص حتى نجد قرائن توجب الاطمئنان بخلافه . وقد فهم الإمام الشافعي قضية صبيغ على ظاهرها هذا كما رأيت في الوثيقة رقم 17 ، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 10 ص 29:
    ( الزعفراني وغيره : سمعنا الشافعي يقول : حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ، ويحملوا على الابل ، ويطاف بهم في العشائر ، ينادى عليهم : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة ، وأقبل على الكلام .
    وقال أبو عبدالرحمن الأشعري صاحب الشافعي : قال الشافعي : مذهبي في أهل الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط ، وتشريدهم في البلاد . قلت : لعل هذا متواتر عن الإمام ) انتهى .
    ولكن كيف يحكم الشافعي على صبيغ بأنه ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام؟! فأسئلته لاتدل على ذلك ؟ وحيثيات حكم الخليفة لا تتضمن شيئاً من ذلك ؟! على أن الشافعي دافع عن ضرب الخليفة لصبيغ فقط ، لكن تبقى فتوى الخليفة بقتله لو كان حلق رأسه ، وفتواه بعدم قبول توبته إلا بعد سنة.. وستعرف أن الشافعي خالف فيهما الخليفة ، فلا يجوز قتال الخوارج عنده مالم يشهروا السلاح ضد الدولة ، كما أن التوبة تقبل عنده رأساً !
    محاولة جعل صبيغ من الخوارج
    حاول محبوا الخليفة في بعض مصادر الفقه والتراجم أن يتهموا صبيغاً بأنه كان خارجياً ، ولكن الخوارج بدأ وجودهم في زمن الإمام علي(ع) بعد زمان الخليفة عمر وعثمان ، فكيف يكون صبيغ خارجياً قبل الخوارج ؟! وحتى لو كان للخوارج وجود فكري في ذلك الوقت فهو بدايات أفكار ومفاهيم تكونت لديهم بحكم أنهم قراء للقرآن لم تزد عن كونها أسئلة ، ولنفرض أن أسئلة صبيغ منها ، وأن أسئلة الوفد المصري منها .. فهل يستحقون هذه العقوبة .. وهل معالجة ظاهرتهم تكون بما فعله الخليفة ؟!
    قال ابن حجر في لسان الميزان ج 3 ص 439 ( قال أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر : عبدالرحمن بن ملجم المرادي أحد بني مدرك ، أي حي من مراد ، شهد فتح مصر واختط بها ـ بني بها داراً ـ يقال إن عمرو بن العاص أمره بالنزول بالقرب منه لأنه كان من قراء القرآن وكان فارس قومه المعدود فيهم بمصر ، وكان قرأ على معاذ بن جبل وكان من العبَّاد . ويقال إنه كان أرسل صبيغ بن عسل الى عمر يسأل عن مشكل القرآن . وقيل إن عمر كتب الى عمرو أن قرب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلم الناس القرآن والفقه ، فوسع له فكان داره الى جنب دار ابن عديس . وهو الذي قتل علي بن ابي طالب رضي الله عنه ) .
    وقال السمعاني في الأنساب ج 1 ص 451 ( التدؤلي : بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الدال المهملة وهمزة الواو المضمومة في آخرها اللام ، هذه النسبة الى تدؤل وهو بطن من مراد من جملتهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي التدؤلي أحد بني تدؤل شهد فتح مصر واختط بها وخطته بالراية مع الأشراف ، وله خطة أيضاً مع قومه بمراد ، وله مسجد هنالك معروف ، يقال إن عمرو بن العاص أمره بالنزول بالقرب منه لأنه كان من قراء القرآن وأهل الفقه ، وكان فارس تدؤل المعدود فيهم بمصر وكان قرأ القرآن على معاذ بن جبل ، وكان من العباد ، ويقال هو الذي كان أرسل صبيغ بن عسل التميمي الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسأله عما سأله من معجم القرآن ، وقيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب الى عمرو بن العاص أن قرب دار عبدالرحمن بن ملجم من المسجد ليعلم الناس القرآن والفقه فوسع له مكان داره التي في الراية في الزيارتين الى جانب دار ابن عديس البلوي قاتل عثمان رضي الله عنه ، وعبدالرحمن بن ملجم هو الذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقُتل ابن ملجم لعنه الله بالكوفة سنة أربعين وكان من شيعة علي رضي الله عنه ، وخرج إليه الى الكوفة ليبايعه ويكون معه وشهد صفين معه ، وروي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه دعا الناس الى البيعة فجاء ابن ملجم فرده ، ثم جاء فرده ، ثم جاء فبايعه ، ثم قال علي رضي الله عنه : ما يحبس أشقاها ؟ ما يحبس أشقاها ؟ أما والذي نفسي بيده لتخضبن هذه وأخذ بلحيته من هذا وأخذ برأسه ثم تمثل :
    أشددحيازيمك للموت فإن الموت آتيك
    ولا تجزع من الموت إذا حل بواديكا ) انتهى .
    وهذان الخبران لايفيدان تهمة لصبيغ ولا يثبتان غرضاً سياسياً لأسئلته حتى لو كان قاصداً من مصر لطرحها على الخليفة . بل لو كان أرسله عبد الرحمن بن ملجم لكان احترمه الخليفة وما هجم عليه هذه الهجمة المنكرة ، لأن ابن ملجم يومذاك كان مقرباً عند الخليفة وقد أمر عمراً بن العاص أن يجعله معلماً ومفقهاً للمسلمين في مصر ..
    ولعل هذا السبب في أن السمعاني روى دعوى إرسال ابن ملجم لصبيغ بلفظ ( قيل ) وكذلك ابن حجر .
    ثم لو كان صبيغ خارجياً لانضم إليهم عندما ظهروا ، ولما روى عن الخليفة ذم الخوارج ووجوب قتلهم كما في الوثيقة رقم 9 .
    ومع ذلك فهناك مؤشرات تفتح باب الإحتمال لأن تكون قضية صبيغ شخصية أو سياسية . فبعض روايات الحادثة تذكر أن الخليفة عرف صبيغاً من سؤاله عن الذاريات كما في الوثيقة رقم 3 ( حتى إذا فرغ قال يا أميرالمؤمنين والذاريات ذرواً فالحاملات وقراً فقال عمر أنت هو ، فقام إليه وحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته ، فقال : والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقاً لضربت رأسك ، ألبسوه ثياباً ( تباناً ) واحملوه على قتب...) وأنه كان أعد له العراجين أي عروق سعف النخل مسبقاً كما في الوثيقة 1 و11 ، فقد يكون صبيغ جاء الى المدينة سابقاً وسأل الخليفة عن الذاريات فلم يعرف الخليفة جوابها ، فذهب الى مصر يشهر بالخليفة بأنه لا يفهم القرآن ، فكتب له ابن العاص بالخبر وأن جماعة من قراء القرآن في مصر يغتابون الخليفة ويتهمونه بأنه لا يعرف تفسير القرآن ، ولا يطبق كثيراً من آياته ! فأمر ابن العاص أن يحضره وعرفه من سؤاله ..
    ويؤيد هذا الإحتمال ما رواه السيوطي في الدر المنثور ج 2 ص 145 والهندي في كنز العمال ج 2 ص 330 ( عن الحسن أن ناساً لقوا عبد الله بن عمرو بمصر، فقالوا نرى أشياء من كتاب الله أمر أن يعمل بها لا يعمل بها ، فأردنا أن نلقى أمير المؤمنين في ذلك فقدم وقدموا معه فلقي عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين أن ناساً لقوني بمصر ، فقالوا إنا نرى أشياء من كتاب الله أمر أن يعمل بها لا يعمل بها ، فأحبوا أن يلقوك في ذلك ، فقال أجمعهم لي فجمعهم له ، فأخذ أدناهم رجلاً فقال : أنشدك بالله وبحق الإسلام عليك أقرأت القرآن كله ؟ فقال : نعم : قال فهل أحصيته في نفسك ؟ قال لا، قال فهل أحصيته في بصرك ؟ قال لا، قال فهل أحصيته في لفظك ؟ هل أحصيته في أثرك ؟ ثم تتبعهم حتى أتى على آخرهم ، قال : ثكلت عمر أمه ، أتكلفونه أن يقيم الناس على كتاب الله ؟ قد علم ربنا أنه سيكون لنا سيئات وتلا إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريما ) هل علم أهل المدينة فيم قدمتم ؟ قالوا لا. قال لو علموا لوعظت بكم !! ـ ابن جرير ) .
    وقال في هامشه : لوعظت بكم أي خفقهم بالدرة أو غيرها حيث أن سؤالهم يترتب عليه بعض الشبهات في العقيدة الايمانية ) انتهى .
    فهذه القصة تشبه قصة صبيغ في أن هؤلاء المصريين جاؤوا من مصر ليسألوا الخليفة عن آيات من القرآن فيها أوامر إلهية لا يرون تطبيقها في دولة الخليفة .. فكانت أسئلتهم إدارية سياسية ، وقد أجابهم الخليفة بأن القرآن بحر لا يمكن إحصاؤه كله في الحفظ أو الفهم أو النظر الى صفحات كتابه في آن واحد ! فكيف يمكن لخليفة مثلي تطبيقه كله ! فارضوا بما ترون من تطبيقي وتطبيق عمالي منه ولا تثيروا علينا المشاكل ، ولا تذكروا إشكالاتكم هذه أمام أحد ، وإلا فالدرة وعراجين النخل حاضرة !
    فقد أمر الخليفة بإغلاق باب البحث والسؤال عن تطبيق الدولة للقرآن تحت تهديد العقوبة .. وقول المعلق على كتاب كنز العمال إن أسئلة المصريين تستحق الضرب لأنها يترتب عليها بعض الشبهات في العقيدة الايمانية، قول لادليل عليه إلا التبرع بالدفاع عن عمر !
    على أي حال ، من المحتمل أن يكون صبيغاً التميمي من نوع هؤلاء المصريين ، ولكن لو صح هذا الاحتمال فهل يستحق تلك العقوبة ؟ ألم يكن تهديد الخليفة كافياً له كزملائه ؟! أم أن ذنب صبيغ أنه ليس مصرياً ، ولو كان مصرياً لنجا بجلده ؟!
    ومن المحتمل أيضاً أن السؤال عن الذاريات كانت له قصة في ذلك الوقت وكان مرتبطاً بأسئلة أخرى ، قال الصديق المغربي في كتابه فتح الملك العلي ص 75 ( قال الحاكم في المستدرك ... ثنا أبوالطفيل قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قام على المنبر فقال : سلوني قبل أن تفقدوني ولن تسألوا بعدي مثلي ، قال فقام ابن الكوا فقال : يا أمير المؤمنين ما الذاريات ذرواً ؟ قال : الرياح ، قال : فما الحاملات ؟ وقراً ، قال : السحاب ، قال : فما الجاريات يسراً ؟ قال : السفن ، قال : فما المقسمات أمراً ؟ قال : الملائكة ، قال : فمن الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار جهنم ؟ قال : منافقوا قريش ، صححه الحاكم ) انتهى .
    ولكن لو صح هذا الإحتمال أيضاً وكان مع أسئلتهم عن الذاريات أسئلة أخرى محرجة عن انحراف الأمة .. فهي لا تستحق العقوبة التي نزلت بصبيغ !!
    تحير الفقهاء في عقوبة صبيغ
    وقد تحير الفقهاء في توجيه حكم الخليفة على صبيغ ، فحاولوا أن يثبتوا لسؤاله بعداً عقائدياً سياسياً ، قال ابن قدامة في المغني ج 1 ص 73 :
    ( فصل : واختلفت الرواية عن أحمد في حلق الرأس فعنه أنه مكروه لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الخوارج ( سيماهم التحليق ) فجعله علامة لهم وقال عمر لصبيغ : لو وجدتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك بالسيف ) انتهى .
    وقال في ج 10 ص 58 ( فصل ، وإذا أظهر قوم رأي الخوارج مثل تكفير من ارتكب كبيرة وترك الجماعة واستحلال دماء المسلمين وأموالهم إلا أنهم لم يخرجوا عن قبضة الإمام ولم يسفكوا الدم الحرام ، فحكي القاضي عن أبي بكر أنه لايحل بذلك قتلهم ولاقتالهم ، وهذا قول أبي حنيفة والشافعي وجمهور أهل الفقه... وأما من رأى تكفيرهم فمقتضى قوله أنهم يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا لكفرهم كما يقتل المرتد ، وحجتهم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( فأينما لقيتموهم فاقتلوهم) ... وقول عمر لصبيغ لو وجدتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك بالسيف ، يعني لقتلتك ، وإنما يقتله لكونه من الخوارج ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيماهم التسبيد يعني حلق رؤوسهم ) انتهى .
    يقصد ابن قدامة أن الخليفة كان يفتي بقتل من حلق رأسه لأن ذلك شعار الخوارج، وأن المسلمين كانوا يعرفون هذه العلامة لهم من حديث النبي(ص) ، ولكن أحاديث النبي عن الخوارج لا يعلم أنها كانت تشتمل على علامة حلق الرأس ، فقد تكون العلامة أضيفت فيما بعد .
    وينبغي الإلتفات هنا الى أن من عادة العرب عند العزم على شئ والاستماتة في سبيله أن يحلقوا رؤوسهم علامة على ذلك .. وقد ورد أن جماعة من الأنصار والمهاجرين جاؤوا الى علي(ع) بعد فراغه من مراسم جنازة النبي(ص) واعترضوا بشدة على عدم دعوته الى السقيفة وبيعة أبي بكر ، وقالوا للإمام نحن معك وفي عنقنا لك بيعة أخذها النبي من الجميع يوم غدير خم ، فقال لهم الإمام : إن كنتم صادقين فاغدوا إلي محلقين .. فجاءه منهم في الغد سبعة فقط أو ثلاثة ، فأخبرهم أن النبي(ص) أوصاه أن لا يتحرك إلا إذا اجتمع له أربعون رجلاً !
    فالخوارج لم ينشؤوا عادة حلق الرؤوس من عندهم ، بل استفادوا من عرف عربي موجود استفاد منه قبلهم علي(ع) ، فقد يكون الخليفة مثلاً أراد أن يعرف هل أن صبيغاً عضو في حركة حلقوا رؤوسهم وتعاهدوا على معارضة الخليفة ، فيكون ذلك مؤشراً احتمالياً آخر على أن قضية صبيغ سياسية .
    وهناك مؤشر ثالث وهو أن الشاكي صاحب التقرير على صبيغ هو عمرو بن العاص الذي كان فكره وعمله الأمور السياسية والتخطيط ضد هذا وذاك ، ولم يعهد عنه اهتمام بالأمور الفكرية والعقائدية كالسؤال عن القرآن ! بل قد يكون هو الذي أرسل المصريين المعترضين الى الخليفة مع ولده عبد الله ليلاقوا جزاءهم !
    هذا ، ولكنها تبقى احتمالات ، ويبقى الحكم على قضية صبيغ حسب ظاهرها كما فهمها الفقهاء وأنها قضية بحث وجدل في القرآن ، أو قضية شخصية ، أقوى من الحكم عليها بأنها سياسية ، خاصة عندما نرى حياة صبيغ العادية غير السياسية .. فقد عاش بعد الخليفة ولم يظهر منه شئ مخالف لخط الخليفة !
    وتحير الفقهاء في توبة صبيغ
    عن أي شئ كانت توبة صبيغ التميمي ؟ الظاهر أنها توبة عن السؤال فقط وفقط !! وقد تاب وهو تحت عراجين النخل وقال للخليفة : اعفني ، سامحني ، فقد كان في رأسي أسئلة أو تساؤلات ، وذهب الذي كان في رأسي ، وإني تائب الى الله واليك.. ولكن الخليفة لم يعفه ولم يقبل توبته إلا بعد أن دمر شخصيته وجعله ميتاً في الأحياء ! فلماذا اشترط الخليفة مضي سنة من إعلان توبة صبيغ حتى يثبت صدقها ، مع أن التوبة إما أن لا تقبل ، وإما تقبل رأساً ؟! هذا ما حير فقهاء المذاهب الأربعة !
    قال ابن قدامة في المغني ج 12 ص 80 :
    ( فصل : ظاهر كلام أحمد والخرقي أنه لايعتبر في ثبوت أحكام التوبة من قبول الشهادة وصحة ولايته في النكاح إصلاح العمل ، وهو أحد القولين للشافعي ، وفي القول الآخر يعتبر إصلاح العمل ... ولأن عمر رضي الله عنه لما ضرب صبيغاً أمر بهجرانه حتى بلغته توبته ، فأمر أن لا يكلم إلا بعد سنة . ولنا : قوله(ع) : التوبة تجب ما قبلها ، وقوله : التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، ولأن المغفرة تحصل بمجرد التوبة فكذلك الأحكام ، ولأن التوبة من الشرك بالاسلام لا تحتاج الى اعتبار ما بعده وهو أعظم الذنوب كلها ، فما دونه أولى ! فأما الآية فيحتمل أن يكون الإصلاح هو التوبة وعطفه عليها لاختلاف اللفظين ، ودليل ذلك قول عمر لأبي بكرة : تب أقبل شهادتك ، ولم يعتبر أمراً آخر ، ولأن من كان غاصباً فرد ما في يديه أو مانعاً الزكاة فأداها وتاب الى الله تعالى قد حصل منه الإصلاح ، وعُلِمَ نزوعه من معصيته بأداء ما عليه ، ولو لم يُرِدِ التوبة ما أدى ما في يديه . ولأن تقييده بالسنة تحكُّمٌ لم يرد الشرع به، والتقدير إنما يثبت بالتوقيف ) انتهى .
    الى هنا تلاحظ أن كلام ابن قدامة كلام فقهي قوي .. ثم أخذ ينقض مبانيه التي أثبتها لتوه فقال :
    ( وما ورد عن عمر في حق صبيغ إنما كان لأنه تائب من بدعة وكانت توبته بسبب الضرب والهجران فيحتمل أنه أظهر التوبة تستراً بخلاف مسألتنا . وقد ذكر القاضي أن التائب من البدعة يعتبر له مضي سنة لحديث صبيغ رواه أحمد في الورع قال : ومن علامة توبته أن يجتنب من كان يواليه من أهل البدع ، ويوالي من كان يعاديه من أهل السنة . والصحيح أن التوبة من البدعة كغيرها إلا أن تكون التوبة بفعل يشبه الإكراه كتوبة صبيغ فيعتبر له مدة تظهر أن توبته عن إخلاص لا عن إكراه. وللحاكم أن يقول للمتظاهر بالمعصية تب أقبل شهادتك قال مالك لا أعرف هذا ، قال الشافعي وكيف لا يعرفه وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتوبة ، وقاله عمر لأبي بكرة !! ) انتهى .
    وهكذا طبق الفقهاء على صبيغ أنه لابد أن تمضي عليه سنة ليعرف أنه ( اجتنب من كان يواليه من أهل البدع ويوالي من كان يعاديه من أهل السنة ) ولكن صبيغاً لم يكن له فئة غير أهل السنة ، وإن كان له فئة فكيف يعرف أنه اجتنبهم وهو ممنوع المجالسة والمكالمة الخ ..
    النتيجة
    والنتيجة أن صبيغاً دفع في حياته ثمن أسئلته غالياً ، ثم دفعها على يد الفقهاء من سمعته لأجل تبرير عمل الخليفة ، فصار صاحب بدعة ، وصار خارجياً مستحقاً للعقوبة قبل ظهور الخوارج وتسميتهم خوارج بربع قرن أو أكثر .. كل ذلك بدون دليل عند أحد من هؤلاء الفقهاء إلا عمل الخليفة.. ويمكن أن يصير صبيغ بعد مدة رافضياً خبيثاً ، مع أني لم أجد له إشارة مدح واحدة في مصادر الشيعة !



    تعليق


    • #3
      3-اغتيال سعد بن عبادة زعيم الانصار
      من المعروف ان سعد بن عبادة من المخالفين لعمر وابي بكر وقد هجر المدينة معلنا رفضه لمبدئ العمري


      لكن ماحصل لذلك الصحابي المبجل الذي نرى ان حياته قد غطتها سحب التعتيم لاضلال الناس عن الحقيقة
      فهو رفض بيعة ابي بكر يوم السقيفة واستمر رفضه لخلافة عمر الى ان قتل مظلوما


      صحيح البخاري- الحدود - رجم الحبلى - رقم الحديث 6328 )
      النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد
      ]
      -
      حدثنا : ‏ ‏عبد العزيز بن عبد الله ‏ ‏، حدثني : ‏ ‏إبراهيم بن سعد ‏ ‏، عن ‏ ‏صالح ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن شهاب ‏ ‏، عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ‏، عن ‏ ‏إبن عباس ، قال :.... فقلت : إبسط يدك يا ‏ ‏أبابكر ‏ ‏فبسط يده فبايعته وبايعه ‏ ‏المهاجرون ‏ ‏ثم بايعته ‏ ‏الأنصار ‏ ‏ونزونا ‏ ‏على ‏ ‏سعد بن عبادة ‏ ‏فقال قائل منهم : قتلتم ‏ ‏سعد بن عبادة ‏ ‏فقلت : قتل الله ‏ ‏سعد بن عبادة ‏ ‏قال عمر ‏: ‏وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة ‏ ‏أبي بكر ...
      الرابط
      http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=6328&doc=0





      منهاج السنة - لابن تيمية
      http://arabic.islamicweb.com/Books/t...ok=365&id=4166

      قال ابن تيمية :
      ( وأما الذين عدهم هذا الرافضي أنهم تخلفوا عن بيعة الصديق من أكابر الصحابة فذلك كذب عليهم إلا على سعد بن عبادة فإن مبايعة هؤلاء لأبي بكر وعمر أشهر من أن تنكر وهذا مما اتفق عليه أهل العلم بالحديث والسير والمنقولات وسائر أصناف أهل العلم خلفا عن سلف وأسامة بن زيد ما خرج في السرية حتى بايعه ولهذا يقول له يا خليفة رسول الله وكذلك جميع من ذكره بايعه لكن خالد بن سعيد كان نائبا للنبي صلى الله عليه وسلم فلم مات النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أكون نائبا لغيره فترك الولاية وإلا فهو من المقرين بخلافة الصديق وقد علم بالتواتر أنه لم يتخلف عن بيعته إلا سعد بن عبادة وأما علي وبنو هاشم فكلهم بايعه باتفاق الناس لم يمت أحد منهم إلا وهو مبايع له لكن قيل علي تأخرت بيعته ستة أشهر وقيل بل بايعه ثاني يوم وبكل حال فقد بايعوه من غير إكراه.
      ثم جميع الناس بايعوا عمر إلا سعدا . لم يتخلف عن بيعة عمر أحد لا بنو هاشم ولا غيرهم وأما بيعة عثمان فاتفق الناس كلهم عليها وكان سعد قد مات في خلافة عمر فلم يدركها وتخلف سعد قد عرف سببه فإنه كان يطلب أن يصير أميرا ويجعل من المهاجرين أميرا ومن الأنصار أميرا ، وما طلبه سعد لم يكن سائغا بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين ، وإذا ظهر خطأ الواحد المخالف للإجماع ثبت أن الإجماع كان صوابا ، وأن ذلك الواحد الذي عُرفَ خطؤه بالنص شاذ لا يعتد به ، بخلاف الواحد الذي يُظهِرْ حجة شرعية من الكتاب والسنة ، فإن هذا يسوغ خلافة ، وقد يكون الحق معه ويرجع إليه غيره كما كان الحق مع أبي بكر في تجهيز جيش أسامة وقتال مانعي الزكاة وغير ذلك حتى تبين صواب رأيه فيما بعد ).


      فسبب وفاته يعز الى امرين :


      1- ان الجن قتلته ولااعلم لماذا قتلته ؟؟؟؟ والروايات هنا ضعيفة


      http://www.ibn-jebreen.com/print.php?page=566


      http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDe...2&FatwaID=1200


      ماعدا ابن جبرين قال اسرته ولم يقل قتلته



      لكن الالباني ضعف الحديث ولم يصحح


      لكتاب : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل
      المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
      الناشر : المكتب الإسلامي - بيروت
      الطبعة : الثانية - 1405 - 1985
      عدد الأجزاء : 8

      56- ( وروي أن سعد بن عبادة بال في جحر بالشام ثم استلقى ميتا ) . ص 19 لا يصح
      على أنه مشهور عند المؤرخين حتى قال ابن عبد البر في
      " الاستيعاب " ( 2 / 37 ) : " ولم يختلفوا أنه وجد ميتا في منغتسله وقد اخضر جسده . " ولكني لم أجد له اسنادا صحيحا على طريقة المحدثين فقد أخرجه ابن عساكر ( ج 7 / 63 / 2 ) عن ابن سيرين مرسلا . ورجاله ثقات . وعن محمد بن عائذ ثنا عبد الأعلى به . وهذا مع إعضاله فعبد الأعلى لم أعرفه
      المصدر:
      http://www.islamport.com

      2- السبب الثاني تشير الى الخليفة الثاني وهو الاصح كون سعد خرج مغاضبا من عمر رافضا لحكم وكانوا يقولون عليه انه فتنة وشر


      يقول شيخ إسلام الوهابية إبن تيمية ما نصه :
      (( و عمر رضي الله عنه لما نادى يا سارية الجبل قال إن لله جنود يبلغون صوتي . و جنود الله هم من الملائكة و من صالحي الجن . فجنود الله بلغوا صوت عمر إلى سارية وهو أنهم نادوه بمثل صوت عمر ، و إلا نفس صوت عمر لا يصل نفسه في هذه المسافة البعيدة ، وهذا كالرجل يدعو آخر وهو بعيد عنه فيقول يا فلان فيعان على ذلك ، فيقول الواسطة بينهما يا فلان ، وقد يقول لمن هو بعيد عنه يا فلان احبس الماء تعال إلينا وهو لا يسمع صوته فيناديه الواسطة بمثل ذلك يا فلان احبس الماء أرسل الماء ، إما بمثل صوت الأول إن كان لا يقبل إلا صوته ، وإلا فلا يضر بأي صوت كان إذا عرف أن صاحبه ناداه . وهذه حكاية عمر مرة قد أرسل جيشاً فجاء شخص و أخبر أهل المدينة بانتصار الجيش وشاع الخبر ، فقال عمر : من أين لكم هذا ؟ قالوا شخص صفته كيت وكيت فأخبرنا . فقال عمر : ذاك ابو الهيثم بريد الجن وسيجئ بريد الإنسان بعد ذلك بأيام .
      و قد يأمر الملك بعض الناس بأمر و يستكتمه إياه فيخرج فيرى الناس يتحدثون به ، فإن الجن تسمعه و تخبر به الناس .
      و الذين يستخدمون الجن في المباحات يشبه استخدام سليمان ، لكن أعطى ملكاً لا ينبغي لأحد بعد ، وسخرت له الإنس و الجن و هذا لم يحصل لغيره .
      و النبي صلى الله عليه وسلم لما تفلت عليه العفريت ليقطع عليه صلاته قال فأخذته فذعته حتى سال لعابه على يدي و أردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد ثم ذكرت دعوة أخي سليمان .
      فلم يستخدم الجن اصلاً ، لكن دعاهم إلى الإيمان بالله و قرأ عليهم القرآن وبلغهم الرسالة وبايعهم كما فعل بالإنس . ))
      صــ 112- صــ 113
      الفرقان بين الحق و الباطل : تأليف شيخ الإسلام إبن تيمية : تقديم و تحقيق الشيخ قاضي الشرع الشريف في لبنان حسين يوسف غزال : دار إحياء العلوم بيروت : طبعة الثالثة 1987-1407هـ
      الجن و الملائكة تخدم عمر بن الخطاب و تنقل صوته أو تتكلم بمثل صوته ولكن إن قلنا هذا في أهل البيت عليهم السلام منبع الكرامات قالوا غلو غلو غلو شرك !!
      و عمر يتعامل مع جني اسمه ابو الهيثم ينقل له الأخبار لعمر بريد من الجن !!
      النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعترض الشيطان صلاته ولا يخاف منه ويخاف من عمر !!
      وعمر افضل منه فهو أستخدمهم و النبي صلى الله عليه وآله لم يستخدمهم أصلاً ؟!!
      قاتل الله من أشرب حب بني صهاك ..









      فان كان عمر لايعرف معنى ابا في القران ولاحكم الكلالة

      هل تتعتقدون بمثل هذا العاجز الذي عجز عن استنباط الاحكام الشرعية ومعرفة اللغة العربية في كلمة ابا له العلم في معرفة لغات الحيوانات والجان


      ثانيا ان كان عمر خليفة المسلمين حقا ويشمل المسلمين الانس والجان كيف يعجز عن ايجاد قاتل سعد ان كان جنيا او انسيا ويحكم عليه بحكم الله ونبيه اللهم صلِ على محمد وال محمد

      1- اغتيال الصحابي ابي بن كعب
      سنن النسائي
      799 أخبرنا محمد بن عمر بن علي بن مقدم قال حدثنا يوسف بن يعقوب قال أخبرني التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال بينا أنا في المسجد في الصف المقدم فجبذني رجل من خلفي جبذة فنحاني وقام مقامي فوالله ما عقلت صلاتي فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب فقال يا فتى لا يسؤك الله إن هذا عهد من النبي صلى اللهم عليه وسلم إلينا أن نليه ثم استقبل القبلة فقال هلك أهل العقد ورب الكعبة ثلاثا ثم قال والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا قلت يا أبا يعقوب ما يعني بأهل العقد قال الأمراء *


      وهنا يقول انهم اضلوا المسلمين .ز وفسر اهل العقد بالامراء وهو في عهد عمر او عثمان وفي المدينة ..
      فمن هم الامراء الذين اضلوا الناس ..

      مسند احمد
      20310 حدثنا سليمان بن داود ووهب بن جرير قالا حدثنا شعبة عن أبي جمرة قال سمعت إياس بن قتادة يحدث عن قيس بن عباد قال أتيت المدينة للقي أصحاب محمد صلى اللهم عليه وسلم ولم يكن فيهم رجل ألقاه أحب إلي من أبي فأقيمت الصلاة وخرج عمر مع أصحاب رسول الله صلى اللهم عليه وسلم فقمت في الصف الأول فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحاني وقام في مكاني فما عقلت صلاتي فلما صلى قال يا بني لا يسوءك الله فإني لم آتك الذي أتيتك بجهالة ولكن رسول الله صلى اللهم عليه وسلم قال لنا كونوا في الصف الذي يليني وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك ثم حدث فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه قال سمعته يقول (((هلك أهل العقدة ورب الكعبة ألا لا عليهم آسى ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين))) وإذا هو أبي والحديث على لفظ سليمان بن داود *


      فهو هنا يقول بهلاك اهل العقدة واهلاكهم للمسلمين ..

      سير أعلام النبلاء ج: 1 ص: 399
      عوف عن الحسن عن عتي بن ضمرة قلت لابي بن كعب ما شأنكم يا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نأتيكم من الغربة ونرجو عندكم الخير فتهاونون بنا قال (((والله لئن عشت إلى هذه الجمعة لاقولن قولا لا أبالي استحييتموني و قتلتموني فلما كان يوم الجمعة خرجت فإذا أهل المدينة يموجون في سككها فقلت ما الخبر قالوا مات سيد المسلمين أبي بن كعب)))

      وهنا يظهر ان الخبر الذي يريد قوله خطر لدرجة انه يخشى القتل ..
      فمن الذي كان يخاف منه ..
      في زمن عمر .. او عثمان ..
      وهل مات صدفة بعد تهديده باظهار هذا القول ..

      تهذيب الكمال ج: 2 ص: 270
      وقال هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن الحسن عن عتي بن ضمرة قال قلت أبي بن كعب ما شأنكم يا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نأتيكم من الغربة نرجو عندكم الخير أن نستفيده عندكم فتهاونون بنا فقال أبي أما والله لئن عشت إلى هذه الجمعة (((لأقولن قولا لا أبالي استحييتموني و قتلتموني))) قال فلما كان يوم الجمعة من بين الأيام خرجت من منزلي فإذا أهل المدينة يؤذنون في سككها فقلت لبعضهم ما شأن الناس قالوا وما أنت من أهل البلد قلت لا قال فإن سيد المسلمين مات اليوم قلت من هو قال أبي بن كعب فقلت في نفسي والله (((ما رأيت كاليوم في الستر أشد مما ستر هذا الرجل)))

      وفي هذه الرواية يظهر من الراوي انه ايضا فهم ما فهمناه من اهمية ذلك الشيء وخطره ويظهر ذلك من قوله (((ما رأيت كاليوم في الستر أشد مما ستر هذا الرجل)))
      بالاضافة الى قوله هو استحييتموني او قتلتموني ..
      والظاهر انه يخاطب المسلمين ..


      الطبقات الكبرى ج: 3 ص: 500
      أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا عوف عن الحسين عن عتي السعدي قال قدمت المدينة في يوم ريح وغبرة وإذا الناس يموج بعضهم في بعض فقلت ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض فقالوا أما أنت من أهل هذا البلد قلت لا قالوا مات اليوم سيد المسلمين أبي بن كعب .

      أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا جعفر بن سليمان قال أخبرنا أبو عمران الجوني عن جندب بن عبد الله البجلي قال أتيت المدينة ابتغاء العلم فدخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا الناس فيه حلق يتحدثون فجعلت أمضي الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان كأنما قدم من سفر قال فسمعته يقول (((هلك أصحاب العقدة ورب الكعبة ولا آسي عليهم))) أحسبه قال مرارا قال فجلست إليه فتحدث بما قضي له ثم قال قال فسألت عنه بعدما قال قلت من هذا قالوا هذا سيد المسلمين أبي بن كعب قال فتبعته حتى أتى منزله فإذا هو رث المنزل رث الهيئة فإذا رجل زاهد منقطع يشبه أمره بعضه بعضا فسلمت عليه فرد علي السلام ثم سألني ممن أنت قلت من أهل العراق قال أكثر مني سؤالا قال لما قال ذلك غضبت قال فجثوت على ركبتي ورفعت يدي هكذا وصف حيال وجهه فاستقبلت القبلة قال قلت اللهم نشكوهم إليك إنا ننفق نفقاتنا وننصب أبداننا ونرحل مطايانا إبتغاء العلم فإذا لقيناهم تجهموا لنا وقالوا لنا قال فبكى أبي وجعل يترضاني ويقول ويحك لم أذهب هناك لم أذهب هناك قال ثم (((قال اللهم إني أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لا تكلمن بما سمعت من رسول الله لا أخاف فيه لومة لائم))) قال لما قال ذلك انصرفت عنه وجعلت أنتظر الجمعة فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتي فإذا السكك عاصة من الناس لا أجد سكة إلا يلقاني فيها الناس قال قلت ما شأن الناس قالوا إنا نحسبك غريبا قال قلت أجل (((قالوا مات سيد المسلمين أبي بن كعب))) قال جندب فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته حديث أبي قال والهفاه لو بقي حتى تبلغنا مقالته .
      قال محمد بن عمر : هذه الأحاديث في موت أبي على أنه مات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما رأيت أهله وغير واحد من أصحابنا يقولون سنة ثنتين وعشرين بالمدينة ، وقد سمعت من يقول مات في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة ثلاثين وهو أثبت هذه الأقاويل عندنا وذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد بن سيرين أن عثمان بن جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت في جمع القرآن

      وفي هذه الرواية يظهر ان عنده من رسول الله كلام يخاف من القتل لو قاله ..
      فما هذا الكلام ومن له المصلحة في اخفاء كلام رسول الله وعدم اذاعته وله سلطة وقوة بحيث يخاف منه ابي ..
      وهل مات قبل الموعد الذي حدده بيوم صدفة ام قتله الجن ..

      صحيح ابن خزيمة ج: 3 ص: 33
      1573 أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم ثنا يوسف بن يعقوب بن أبي القاسم السدوسي ثنا التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال ثم بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي فجبذني رجل من خلفي جبذة فنحاني وقام مقامي قال فوالله ما عقلت صلاتي فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب فقال يا فتى لا يسؤك الله إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه ثم استقبل القبلة فقال (((هلك أهل العقدة ورب الكعبة ثلاثا))) ثم قال والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا قال قلت من تعني بهذا قال الأمراء

      هنا فسر المؤلف اهل العقدة بالامراء ولكن ليس هنا امير الا عمر او عثمان فانه في عهده وفي المدينة وفي مسجد رسول الله ..


      المعجم الأوسط ج: 7 ص: 217
      7315 حدثنا محمد بن العباس ثنا محمد بن المثنى ثنا سهل بن بكار ثنا وهيب عن يونس عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (((هلك أهل العقدة ورب الكعبة والله ما عليهم آسى ولكني آسى على من أهلكوا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم)))

      وهنا عبر بانهم اهلكوا جماعة من امة محمد وهو ياسى عليهم فمن هم الامراء الذين اهلكوا امة محمد ..

      مسند أحمد ج: 5 ص: 140
      21301 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان بن داود ووهب بن جرير قالا ثنا شعبة عن أبي حمزة قال سمعت إياس بن قتادة يحدث عن قيس بن عباد قال ثم أتيت المدينة لألقى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولم يكن فيهم رجل ألقاه أحب إلى من أبي فأقيمت الصلاة وخرج عمر مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت في الصف الأول فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحاني وقام في مكاني فما عقلت صلاتي فلما صلى قال يا بنى لا يسوءك الله فإني لم آتك الذي أتيتك بجهالة ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا كونوا في الصف الذي يلينى وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك ثم حدث فما رأيت الرجال متخت أعناقها إلى شيء متوجها إليه قال فسمعته يقول (((هلك أهل العقدة ورب الكعبة ألا لا عليهم آسى ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين))) وإذا هو أبي والحديث على لفظ سليمان بن داود حديث أبي بصير العبدي وابنه عبد الله بن أبي بصير عن أبي بن كعب رضي الله عنه

      وفي هذه الرواية عدل اهلكوا الى يهلكون من المسلمين ولا مانع من الجمع بان يكون بسبب هلك ويهلك جموع من المسلمين ..

      مسند الطيالسي ج: 1 ص: 75
      555 حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة قال أخبرني أبو حمزة قال سمعت إياس بن قتادة عن قيس بن عباد قال ثم قدمت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلم يكن فيهم أحد أحب إلي لقاء من أبي بن كعب فقمت في الصف الأول وخرج عمر مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحاني وقام في مكاني فما عقلت صلاتي فلما صلى قال لي يا بني لا يسوءك الله فإني لم آت الذي أتيت بجهالة ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا كونوا في الصف الذي يليني وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك ثم حدث فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوجها إليه قال فسمعته يقول (((هلك أهل العقدة ورب الكعبة قالها ثلاثا هلكوا وأهلكوا أما إني لا آسى عليهم ولكني آسى على من يهلكون من المسلمين))) فإذا الرجل أبي بن كعب قال أبو داود أهل العقدة ما أهراق عليه الدماء واعتصبه ثم اعتقده

      وهنا اوضح انهم هلكوا واهلكوا ..
      فمن هم اصحاب العقدة ..
      وهل هم الامراء كما قال ابن خزيمة ..

      حلية الأولياء ج: 1 ص: 252
      حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أحمد بن عصام ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان التيمي عن أبي مجلزا عن قيس بن عباد قال بينما أنا أصلي في مسجد المدينة في الصف المقدم إذ جاء رجل من خلفي فجذبني جذبة فنحاني وقام مقامي فلما سلم التفت إلي فاذا هو أبي بن كعب فقال يا فتى لا يسؤك الله إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم الينا ثم استقبل القبلة (((فقال هلك أهل العقدة ورب الكعبة لا آسى عليهم ثلاث مرار أما والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا)))

      وهنا يظهر من الرواية انهم اضلوا الناس وان فعلهم عظيم وجريمة في حق المسلمين ..

      حلية الأولياء ج: 3 ص: 110
      حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا عمرو بن مرزوق قال أخبرنا شعبة عن أبي حمزة قال أخبرني اياس عن قيس بن عباد قال أتيت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وكان أحبهم الى لقاء أبي بن كعب قال فقمت في الصف الأول فخرج عمر معه أصحاب النبي صلى الله
      عليه وسلم قال فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحاني عن مكاني فقام فيه قال فما عقلت صلاتي قال فلما قضى صلاته أقبل علي فقال لا يسؤك الله يا فتى إني لم آت الذي أتيت بجهالة أو قال لم آت أمرا بجهالة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نكون في الصف الذي يليه واني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك ثم حدث فما رأيت الرجال منحت أعناقها الى شيء متوجها اليه فقال (((هلك أهل العقدة ورب الكعبة قالها ثلاثا والله ما عليهم آسى هلكوا وأهلكوا والله ما آسى عليهم ولكن إنما آسى على من يهلكون من المسلمين))) قال فاذا الرجل أبي بن كعب أبو الأبيض ومنهم المتبع للأوجب الأفرض المفارق للأنزر الأرمض العابد المكنى بأبي الأبيض
      ثم استقبل القبلة فقال هلك أهل العقدة ورب الكعبة ورب الكعبة ثلاثا ثم قال والله ما عليهم آسى ولكي آسى على من أضلوا قال قلت من تعني بهذا قال الأمراء ثم إسناده صحيح ثم

      وهنا ايضا عبر بانهم هلكوا واهلكوا وهذا يدل على انه يعرفهم وانه يعلم بانهم اضلوا الناس وياسى على من اضلوهم ..
      وفسرها وفسرها بالامراء وهو في عهد عمر او عثمان وفي المدينة فمن هم الامراء الذين اضلوا الناس في عهد الخليفتين ..

      نيل الأوطار ج: 3 ص: 222
      وفي الباب عن أبي بن كعب ثم أحمد من حديث قيس بن عباد قال قدمت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما كان بينهم رجل ألقاه أحب إلي من أبي بن كعب فأقيمت الصلاة فخرج عمر مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت في الصف الأول فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحاني وقام في مكاني فما عقلت صلاتي فلما صلى قال يا بني لا يسوؤك الله إني لم آت الذي أتيت بجهالة ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا كونوا في الصف الذي يليني وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك ثم حدث فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوجها إليه قال فسمعته يقول (((هلك أهل العقدة ورب الكعبة ألا لا عليهم آسي ولكن آسي على من يهلكون من المسلمين وإذا هو أبي يعني ابن كعب))) هذا لفظ أحمد وقد أخرج الحديث أيضا النسائي وابن خزيمة في صحيحه ومتحت بفتح الميم وتاءين مثناتين بينهما حاء مهملة أي مدت وأهل العقدة بضم العين المهملة وسكون القاف يريد البيعة المعقودة للولاية

      وهنا فسر العقدة بالبيعة المعقودة للولاية ولم يكن هناك مبايع غير الخلفاء فهل هم اصحاب العقدة ..





      التعديل الأخير تم بواسطة تقوى القلوب; الساعة 18-05-2011, 08:57 AM.



      تعليق


      • #4
        3- في عهد عثمان بن عفان
        1-ـ نفي عثمان أبا ذر (رحمه الله1
        عن الواقدي : « عن صهبان مولى الأسلميين ، قال : رأيتُ أبا ذر يوم دُخِلَ به على عثمان ، فقال له : أنت الّذي فعلتَ ما فعلتَ ؟ فقال له أبو ذر : نصحتُكَ فاستغششتني ، ونصحتُ صاحبكَ فاستغشّني. فقال عثمان : كذبتَ ولكنَّك تريد الفتنةَ وتُحِبُّها ، قد إنفلتَ الشامُ علينا ! فقال له ابو ذر : اتَّبع سُنَّة صاحبكَ لا يكن لأحد عليك كلام. قال عثمان : مالك وذلك ؟ ـ لا أمّ لك ـ قال ابو ذر : والله ما وجدتُ لي عذراً اِلّا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فغضب عثمان. وقال : أشيروا عليَّ في هذا الشيخ الكذّاب ، إمّا أن أضربه ، أو أحبسه ، أو أقتله ، فإنّه قد فرّق جماعة المسلمين ، أو أنفيه من أرض الإسلام ... فقال : أخرج عنّا من بلادنا ، فقال أبو ذر : ما ابغض إليَّ جوارك فإلى أين أخرج ؟ قال : حيثُ شِئْتَ. قال : فَأَخرج اِلى الشام ـ أرض الجهاد ـ قال : إنمّا جلبتُكَ مِن الشام ، لما قد أفسدْتها ، أفأردَّكَ إليها ؟ قال : فَاخرج إلى العراق ، قال : لا. قال : فإلى أين أخرج ؟ قال : حيثُ شِئْتَ. قال أبو ذر : فهو إذَنْ التعرُّب بعد الهجرة ، أخرج إلى نجد. فقال عثمان
        الشرف الأَبعد أقصى فالأقصى امضِ على وجهِك هذا ، ولا تَعْدونَّ الرَّبذة ، فَسِرْ إليها ، فخرج اليها. »(1)
        2 و 3 ـ نفي عبادة وكعب :
        قال الحلبي : « من جملةِ ما انتُقم به على عثمان : أنه ... أشخص عبادة بن الصامت من الشام لمّا شكاهُ معاوية ، وضرب عمار بن ياسر ، وكعب بن عبده ، ضرَبَه عشرين سوطاً ونفاهُ الى بعض الجبال. »(2)
        ---------------------
        1-الأنساب 5 : 52 ـ طبقات ابن سعد 4 : 168 ـ مُروج الذهب 1 : 438 ـ تأريخ اليعقوبي 2 : 148 ـ شرح ابن ابي الحديد 1 : 240 ـ فتح البارىء 3 : 213 ـ عمدة القارىء 4 : 291.
        (2) 2-السـيرة الحلـبية 2 : 87 ـ عنـه الغـدير 9 : 6 ويقال إن عثمان أمر بكعب فجرِّد وضرب عشرين سوطاً وسيَّره اِلى دباوند، ويقال الى جبل الدّخان. انظر تأريخ الطبري 5 : 137 ـ الرياض النضرة 2 : 140 ـ شرح ابن ابي الحديد 1 : 168
        نفي عامر بن عبد قيس التميمي :4
        قال ابن حجر : « روى ابن المبارك في الزهد ، من طريق بلال بن سعد ، أنَّ عامر ابن قيس وُشِيَ به الى عثمان ، فَأَمر أن ينفى الى الشام على قتب ، فَاَنزله معاوية الخضراء ، وبعثَ اليه بجارية ، وأمرها أن تُعْلِمْهُ ما حاله ؟ فكان يقوم الليل كلّه ويخرج من السحر فلا يعود اِلّا بعد العتمة ، ولا يتناول من طعام معاوية شيئاً. كان يجيء معه بكِسر ، فيجعلها في ماء فيأكلها ، ويشرب مِن ذلك الماء ، فكتب معاوية الى عثمان بحاله ... »
        الإصابة 3 : 85 ـ وعنه الغدير 9 : 54 ـ انظر المحاضرات للراغب 2 : 212 ـ المعارف لابن قتيبة 84 ـ العقد الفريد 2 : 261 ـ الانساب 5 : 57 ـ تأريخ الطبري 5 : 91 ـ الكامل في التأريخ 3 : 60.
        ـ نفي عبد الرحمن الجمحي :5
        قال اليعقوبي : « سُيِّر عبد الرحمن صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى القموص من خيبر ، وكان سبب تسييره إيّاه ; أنـّه بَلَغه كرهه مساوى ابنه وخاله وأنـّه هجاه » وقال ابن حجر : « لمّا أعطى عثمان مروان خمس مائة الف مِن خمُس افريقية قال عبد الرحمن ] أشعاراً [ :
        وأعطيتَ مروان خُمس الغنيمة ***** آثرته وحميت الحمى
        فَأَمر به ، فحبس بخيبر ... فلم يزل علي (عليه السلام) يكلِّم عثمان حتّى خلّى سبيله على أن لا يساكنه بالمدينة ، فسيَّره الى خيبر ، فَأَنزله قلعةً بها تُسمَّى « القموص » فلم يزل بها حتّى ناهض المسلمون عثمان ... »(1).
        6-نفي عمرو بن زرارة
        قال البلاذري : « إنَّ اوَّل من دعا الى خلع عثمان والبيعة لعلي (عليه السلام) ، عمرو بن زرارة بن قيس النخعي ، وكميل بن زياد ، فقام عمرو بن زرارة فقال : أيها الناس : إنَّ عثمان قد ترك الحقَّ وهو يعرفه ، وقد أغرى بصلحائكم يولّي شراركم. فبلغ الوليد فكتب إلى عثمان بما كان من ابن زرارة. فكتب اليه عثمان : إنَّ ابن زرارة أعرابيٌّ جلف. فسيَّره اِلى الشام ، وشيَّعَه الأشتر ، والاسود بن يزيد ، وعلقمة ... »(2).

        ــــــــــــــــــــــ

        (1) ـ انظـر تـأريخ اليعقوبي 2 : 150 ـ الاسـتيعاب 2 : 410 ـ شرح ابن ابي الحديد 1 : 66 ـ الاصابة 2 : 395 ـ تأريخ الطبري 6 : 25.
        (2) الانساب للبلاذري 5 : 30 ـ اسد الغابة 2 : 220 و 4 : 104 ـ الاصابة 1 : 548 ـ الغدير 9 : 146.

        7ـ نفي عبد الرحمن :
        قال القاضي نعمان : « عبد الرحمن بن حنبل ] أو بن حبّان ، أو بن حسان [ وهو الّذي ضربه عثمان ، وسيـَّره الى خيبر ، قُتِلَ يوم صفين. »(1).


        8-تهجير مالك الاشتر وصعصعة وكميل بن زياد
        الطبري:3/365 ، إن سعيد بن العاص كتب الى عثمان: (إن رهطاً من أهل الكوفة سماهم له عشرة يؤلبون ويجتمعون على عيبك وعيبي والطعن في ديننا ! وقد خشيت إن ثبت أمرهم أن يكثروا ، فكتب عثمان إلى سعيد أن سيِّرهم إلى معاوية ، ومعاوية يومئذ على الشام ، فسيرهم وهم تسعة نفر إلى معاوية ، فيهم مالك الأشتر ، وثابت بن قيس بن منقع ، وكميل بن زياد النخعي ، وصعصعة بن صوحان... أن معاوية لما عاد إليهم من القابلة وذكَّرهم ، قال فيما يقول: وإني والله ما آمركم بشئ إلا قد بدأت فيه بنفسي وأهل بيتي وخاصتي ! وقد عرفت قريش أن أبا سفيان كان أكرمها وابن أكرمها ، إلا ما جعل الله لنبيه نبي الرحمة(ص)... وإني لأظن أن أبا سفيان لو ولد الناس ، لم يلد إلا حازماً !
        قال صعصعة: كذبت ! قد ولدهم خير من أبي سفيان ، من خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة فسجدوا له ، فكان فيهم البر والفاجر والأحمق والكيس ! فخرج تلك الليلة من عندهم ، ثم أتاهم القابلة فتحدث عندهم طويلاً ثم قال: أيها القوم ردوا عليَّ خيراً أو اسكتوا ، وتفكروا وانظروا فيما ينفعكم وينفع أهليكم وينفع عشائركم ، وينفع جماعة المسلمين ، فاطلبوه تعيشوا ونعش بكم . فقال صعصعة: لست بأهل ذلك ، ولا كرامة لك أن تطاع في معصية الله !
        فقال: أوليس ما ابتدأتكم به إن أمرتكم بتقوى الله وطاعته وطاعة نبيه (ص)وأن تعتصموا بحبله جميعاً ولا تفرقوا ؟ قالوا: بل أمرت بالفرقة وخلاف ما جاء به النبي(ص) ! قال: فإني آمركم الآن إن كنت فعلت فأتوب إلى الله وآمركم بتقواه وطاعته وطاعة نبيه(ص)ولزوم الجماعة وكراهة الفرقة ، وأن توقروا أئمتكم وتدلوهم على كل حسن ما قدرتم ، وتعظوهم في لين ولطف.... فقال صعصعة: فإنا نأمرك أن تعتزل عملك فإن في المسلمين من هو أحق به منك ! قال: من هو؟ قال من كان أبوه أحسن قدماً من أبيك، وهو بنفسه أحسن قَدماً منك في الإسلام !
        فقال: والله إن لي في الإسلام قَدماً ولغيري كان أحسن قَدماً مني ، ولكنه ليس في زماني أحد أقوى على ما أنا فيه مني ، ولقد رأى ذلك عمر بن الخطاب فلو كان غيري أقوى مني لم يكن لي عند عمر هوادة...الخ.) ! ( وذكر في كشف الخفاء:2/275، قول معاوية: لو ولد أبو سفيان الخلق كانوا عقلاء ، وجواب صعصعة).
        ووصف الطبري في:3/365 ،آخر جلسة لمعاوية معهم ، بعد أن أمضوا مدة في الشام: (فوثبوا عليه (على معاوية بعد نقاشهم معه)فأخذوا برأسه ولحيته ! فقال: مهْ ، إن هذه ليست بأرض الكوفة ، والله لو رأى أهل الشأم ما صنعتم بي وأنا إمامهم ، ما ملكت أن أنهاهم عنكم حتى يقتلوكم ، فلعمري إن صنيعكم ليشبه بعضه بعضاً ! ثم قام من عندهم فقال: والله لا أدخل عليكم مدخلاً ما بقيت ! ثم كتب إلى عثمان:
        (لعبد الله عثمان أمير المؤمنين من معاوية بن أبي سفيان ، أما بعد يا أمير المؤمنين فإنك بعثت إليَّ أقواماً يتكلمون بألسنة الشياطين وما يملون عليهم ، ويأتون الناس زعموا من قبل القرآن ، فيشبهون على الناس! وليس كل الناس يعلم ما يريدون ، وإنما يريدون فرقة ويقربون فتنة ! قد أثقلهم الإسلام وأضجرهم ، وتمكنت رقى الشيطان من قلوبهم ، فقد أفسدوا كثيراً من الناس ممن كانوا بين ظهرانيهم من أهل الكوفة ، ولست آمن إن أقاموا وسط أهل الشأم أن يغروهم بسحرهم وفجورهم ، فارددهم إلى مصرهم فلتكن دراهم في مصرهم الذي نجم فيه نفاقهم ، والسلام . فكتب إليه عثمان يأمره أن يردهم إلى سعيد بن العاص بالكوفة ، فردهم إليه ، فلم يكونوا إلا أطْلَقَ ألسنةً منهم حين رجعوا ! وكتب سعيد إلى عثمان يضجُّ منهم ، فكتب عثمان إلى سعيد أن سيِّرْهُمْ إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وكان أميراً على حمص ، وكتب إلى الأشتر وأصحابه: أما بعد ، فإني قد سيرتكم إلى حمص ، فإذا أتاكم كتابي هذا فاخرجوا إليها ، فإنكم لستم تألون الإسلام وأهله شراً ، والسلام . فلما قرأ الأشتر الكتاب قال: اللهم أسوأنا نظراً للرعية ، وأعملنا فيهم بالمعصية فعجل له النقمة ! فكتب بذلك سعيد إلى عثمان ، وسار الأشتر وأصحابه إلى حمص ، فأنزلهم عبد الرحمن بن خالد الساحل ، وأجرى عليهم رزقاً).انتهى.
        وقال الطبري في:3/367: (فكتب سعيد بن العاص إلى عثمان يخبره بأمرهم فكتب إليه أن سيرهم إلى الشام وألْزِمْهُمْ الدروب...). انتهى .
        9ـ نفي هشام جنيداً إلى السند :
        قال ابن عساكر : « قال الجنيد بن عبد الرحمن بن عمرو : أتيتُ مِن حوران(2)إلى دمشق لآخذ عطائي ; فصلَّيتُ الجمعة ، ثم خرجتُ مِن باب الدرج ، فإذا عليه شيخ يقال له : ابو شيبة القاص ، يقُصُّ على الناس. فرغَّب ، فرغبنا. وخوَّف فبكينا. فلمّا انقضى حديثه ، قال : اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب ، فلعنوا أبا تراب (عليه السلام). فالتفتُ إلى مَنْ على يميني ، فقلتُ له : فمَنْ ابو تراب ؟ فقال: علي بن ابي طالب ، ابن عمِّ رسول الله ، وزوج ابنته ، واوّلُ الناس إسلاماً ، وابو الحسن والحسين ... فاستنكر الأمر ، ولطم وجه الرَّجل فشكى إلى هشام بن عبد الملك ، فنفى الجنيد اِلى السند ، فلم يزل بها الى أن مات. »(3).
        هذهِ نماذج ـ وحقائق تأريخية مُرَّة ـ من التغريب غير الشرعي ، صدرت لأهداف سياسية ، ولأغراض شخصية ، فهي لاستمرار الحكم والتسلط على رقاب الناس ، ولتخويف من يروم أيّة محاولة ومناوشة ضد الحكام واِلّا فما هو الوجه الشرعي لنفي جنيد الذي قام بدور النهي عن المنكر ، وردع من يأمر بلعن
        ــــــــــــــــــــــ

        (1) شرح الأخبار 2 : 19 ح 406. انظر : العقد الفريد 4 : 309 ـ والطبعة القديمة منها 2 : 247 ـ والغدير 8 : 381 ـ فيما يتعلّق بعثمان حيث طلب من علي (عليه السلام) أن « يغادر المدينة الى ينبع » فلعلّه يرتبط بالمقام.
        (2) كورة واسعة، من أعمال دمشق ذات قرى كثيرة. ويقال أيضاً أنـّها ماء بنجد. والظاهر هو الاول. معجم البلدان 2 : 317 .
        (3) تأريخ ابن عساكر 3 : 407 ـ انظر الغدير 9 : 392.



        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X