إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المنهج القرآني في اثبات الامامه والخلافه/آية الموده

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المنهج القرآني في اثبات الامامه والخلافه/آية الموده

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قدمنا سابقا عشرة مراحل من المنهج القرآني لأثبات الامامه والخلافه,وفيما يلي المرحله الحادية عشر منه,بعد التوكل على الله نبدأ بالبحث في آية الموده وهي,
    (بسم الله الرحمن الرحيم*قل لاأسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ان الله غفور شكور*أم يقولون افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته أنه عليم بذات الصدور),الشورى23-24.
    تساهم هذه الآيه المباركه بتشييد جانب مهم من جوانب المنهج القرآني في أثبات الامامه ,وهو ضرورة عدم الاكتفاء بالايمان العقلي بأئمة أهل البيت سلام الله عليهم ,بل تجاوز ذلك والوصول الى الشد العاطفي والاتصال القلبي بهم, بحيث لايبقى جانب من جوانب الشخصيه الاسلاميه خاليا من امتدادات الامامه وأشعاعاتها,فهي تملأ العقل والقلب والسلوك,ولاتبقي فراغا من هذه الشخصيه يمكن لزعامه طاغوتيه أن تملأه.
    وقبل أن نستوحي من الآيه عطاءاتها لابد لنا من أستيضاح معاني المفردات التي وردت فيها :الأجر,الموده,القربى.
    الاجر:هو مايعود الى العامل من ثواب العمل سواء كان دنيويا أو آخرويا.
    الموده:هي المحبه المستتبعه للمراعاة والتعاهد,أي أن يتقيد المحب بشؤون محبوبه ورغباته.
    القربى: القرابة في النسب.
    بعد بيان معان هذه المفردات الثلاثه ,نجد ان سيرة الانبياء –وكمايفصح عنها القرآن الكريم-أكدت دائما على التعفف عما في ايدي الناس ,ورفض أخذ الأجر كثمن على الرساله وما يعانونه من صعاب وما يقدمونه من تضحيات في سبيلها, مجسدين بذلك رفعتهم ورفعة الرساله الالهيه,مما يدل على خطأ التفسيرات الماديه والاقتصاديه التي فسر بها نشوء الدين وظهوره في الحياة الانسانيه ,ففي سوره واحده نجد القرآن الكريم يكرر حكاية (وما أسألكم عليه من أجر ان أجري الا على رب العالمين)"الشعراء" على لسان عدد من الانبياء .
    أن خط الانبياء جاء ليمنح الارض عطاءات السماء بالنحو الذي يؤكد للارض حاجتها الى السماء, وغنى السماء عنها, فكيف يطلب الانبياء من الناس أجرا على الرساله؟.
    وهل هذا الا نقض في أهداف ومبادىء الرساله الالهيه التي جاءت لتربي الناس على انهم الفقراء الى الله وأن الله هو الغني الحميد؟
    وهذا...لايلغي حق الانبياء في الاجر, لأن الله لايضيع عمل عامل في الارض ولا في السماء,وانما هو أدب نبوي جاء ليبين أن الأجير انما يأخذ أجره من الذي أستعمله,وأن من المناسب أن يأخذ الرسول أجره من الله الذي أرسله بهذه المهمه, ولامعنى لأخذ الأجر من الناس, خاصه مع الأمتناع عن الايمان وقلة الأتباع للأنبياء ,ثم ..هل يقاس أجر الله بأجر الناس؟.
    والغرض كل الغرض من اعلان الانبياء المتكرر لهذا المبدأ هو أزالة ما يعلق بأذهان الناس أحيانا من الوهم بأن الانبياء جاءوا لأمر دنيوي,وأنهم بصدد منافسة الناس في ذلك,مما قد يكون سببا من اسباب امتناع الناس عن الايمان بالله سبحانه.
    وجاء الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله ,فسار على هذه السيرة ايضا,والقرآن الكريم يعلن(وما تسألهم عليه من أجر)و(قل لا أسألكم عليه أجرا).
    ويمكن السؤال هنا :هل كانت آية الموده أستثناءاً من سيرة الأنبياء سلام الله عليهم؟
    وهل هي أستثناءاً من سيرة النبي الاعظم صلى الله عليه وآله نفسه؟
    وهل أن النبي يناقض نفسه ! فتارة يمتنع عن طلب الأجر وتارة اَخرى يطلب الأجر؟.
    والجواب على هذه التساؤلات:أن آية الموده لم تكن أستثناءا من سيرة الانبياء , ولا تناقضا مع سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله , بل هي متوافقه تماما معهما, ذلك أن مودة القربى التي طالب بها لم تكن أجرا حقيقيا بقدر ما هي موقف مبدأي تحتاج اليه الأمه في مسيرتها وأستقامتها,والمنتفع الاول والاخير منها هي الامه الاسلاميه دون النبي صلى الله عليه وآله لما تحدثه فيها من الشد العاطفي بين الأمه ونواتها الاولى النقيه المتمثله بآل البيت سلام الله عليهم,بين الأمه وقيادتها المتمثله بأئمة أهل البيت سلام الله عليهم, وعندما تنشد الأمه بقيادتها ونواتها الاولى تصبح أستقامة هذه الأمه مضمونه ,وتعود وحدتها آمنه من كل خطر ,وعندما تشبع الأمه حاجتها العاطفيه الى موالاة القدوه ومحبة الرموز الفكريه والسياسيه في حياتها تصبح شخصيتها متكامله,حيث التطابق بين العقل والعاطفه على محمور واحد ,وحيث الاشباع الكافي الذي لا يبقي فراغا يدفع بالشخصيه نحو رموز اَخرى ,كما أن انشداد الأمه نحو القياده يجعل هذه القياده ذات زخم وفاعليه بحيث تستطيع انجاز المهام الحضاريه الموكله اليها.
    وقد أشار القرآن الكريم الى هذه الحقيقه حيث قال تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وآله(قل ما سألتكم عليه من أجر فهو لكم ان أجري الا على الله).
    فالأجر الحقيقي هو ما ينتفع به الأجير, بينما لانجد النبي صلى الله عليه وآله منتفعا بمودة الأمه لقرابته,بل المنتفع هو الأمه.
    وكأن النبي صلى الله عليه وآله طلب من الامه أن تنفع نفسها ,ثم جعل هذه المنفعه وكأنها أجر له ,وبتعبير آخر, ان النبي صلى الله عليه وآله اراد ان يقول للأمه :ان اردت ان استوفي حقوقي منكم فأنني استوفيها عندما أجدكم في قوه وأستقامه وصلاح,ولا تكونون كذلك الا بمودة أهل البيت سلام الله عليهم ,ولذا أطلب منكم مودتهم, وهذه غاية الرحمه والعطف والتدبير لشأن الامه ومستقبلها وغاية التفاني في سبيلها,وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالى(قل ما أسألكم عليه من أجر الا من شاء أن يتخذ الى ربه سبيلا).
    اما السبب في تسمية ذلك أجرا للرسول صلى الله عليه وآله فبعد ان عرفنا انه مجرد تنزل وادعاء ,نحتمل أن السبب فيه هو ما يبدو في الظاهر من ان مودة القربى وأكرامهم هو نوع من رد الجميل للرسول صلى الله عليه وآله على قاعدة "يكرم المرء في أهله" وهكذا تبدو مودة القربى وكأنها أجر تقدمه الامه للرسول صلى الله عليه وآله الذي أسسها و أوجدها ,وكأن النبي أراد أن يستثمر الرابطه العاطفيه التي تشد الامه به ويرسخها أكثر بحيث تصبح أساسا لأستقامة الامه وقوة شوكتها في المراحل التاليه, فأراد أن يقول لهم:بأن من حقي أن أطلب منكم أن تكونوا أمة قويه مستقيمة بعدي, وبما أن هذه القوه والأستقامه لا تقوم الا على أساس مودة القربى فلذا أنا أطلب منكم ذلك وأعده بمثابة الأجر الذي أستحقه منكم لو طالبتكم به.
    هذا ما يستفاد من الآيه بمساعدة آيات أخرى مناظره لها.
    أما من هم أولئك القربى؟ تكفلت الروايات المتواتره بالجواب على ذلك,وبينت أن القربى المقصودين في الآيه الشريفه هم علي وفاطمه والحسن والحسين سلام الله عليهم, وهذا ما بلغ حد الضروره في التصور الشيعي , كما ذهب اليه جمهور علماء السنه وقطع به أكابرهم,فلا يعبأ بالشاذ المخالف كعكرمه وأمثاله ممن كان ديدنهم بغض أهل البيت سلام الله عليهم ,والعداوة لهم والاجتهاد في حرف الآيات النازله بحقهم عما دلت عليه الفضيلة لهم.
    وقد أورد بعضهم على تفسير الآيه بأهل البيت ايرادين:
    الاول/ان المراد من الآيه لو كان هو أهل البيت عليهم السلام لما ورد حرف الجر" في " ولأستغنت الآيه عنه بتعابير مثل (الا مودة القربى )او (الا المودة للقربى) لأنها أوضح من بيان ذلك لو كان هو المقصود .
    ويكفي في جواب ذلك نقل ما يفهم من كلام الزمخشري من أنه عبر ب"في" ولم يعبر بالام تأكيدا ,لأن الضرفيه أبلغ وآكد للموده,فيكون تقدير الكلام"الا الموده ثابته في القربى متمكنه فيها".
    الثاني/أن الآيه مكيه لأنها في سورة الشورى وحينئذ لايمكن أنطباقها على الحسن والحسين عليهما السلام لأنهما ولدا في المدينه .
    وهو أشكال ضعيف جدا ,فأنه قد أكد غير واحد من أئمة التفسير نزول الآيه في المدينه.
    والتسليم بكونها مكيه لايمنع من الاخذ بالتفسير المذكور ,لأن الآيه سيقت لبيان قضيه حقيقيه لا خارجيه ,ولنقل:ان الآيه طرحت في مكه مفهوما معينا,وان النبي حدد أفراد هذا المفهوم ومصاديقه التي كان بعضها موجودا في مكه ثم حضر البعض الآخر منها في المدينه ,فما المانع من ذلك؟.
    ننقل هنا بعض الروايات التي تأكد نزول الآيه بحق أهل البيت سلام الله عليهم,منها
    في مسند احمد بن حنبل عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال:لما نزل (قل لاأسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى)قالوا :يارسول الله:من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟قال:علي وفاطمه وابناهما.ج1ص229.
    روى محمد بن جرير في كتاب "المناقب" ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام:أخرج فناد,ألا من ظلم أجيرا أجرته فعليه لعنة الله,ألا من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله,ألا من سب أبويه فعليه لعنة الله. فنادى بذلك. فدخل عمر وجماعه على النبي صلى الله عليه وآله وقالوا:هل من تفسير لما نادى؟ قال:نعم ,أن الله يقول(قل لاأسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فمن ظلمنا فعليه لعنة الله ,ويقول(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)ومن كنت مولاه فعلي موله ,فمن والى غيره وغير ذريته فعليه لعنة الله, واشهدكم أنا وعلي أبوا المؤمنين ,فمن سب أحدنا فعليه لعنة الله, فلما خرجوا قال عمر:ياأصحاب محمد ,ماأكد النبي لعلي بغدير خم ولا غيره أشد من تأكيده في يومنا هذا.قال خباب بن الأرت :كان ذلك قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بتسعة عشر يوما.
    وللأطلاع على مزيد من الروايات مراجعة كتاب"الامامه والولايه في القرآن الكريم".
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آهل بيته الطيبين الطاهرين.


    sigpic

  • #2
    ة المودة (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) من سورة الشورى آية 23 وهذه بنفسها ملحمة أيضاً على إمامتهم وعظمتهم (عليهم السلام), فالمقصود من هذه الآيات التي اشتملت على اخذ عنوان ـ ذوي القربى للنبي (صلى الله عليه وآله) وهم فاطمة وعلي وابناهما (عليهم السلام) وهذه الآيات دالة على حصر المصاديق لها بالمعصومين فقط ولكن لا يُنكر استفادة احترام ذرية الرسول (صلى الله عليه وآله) بالدلاته الألتزامية من هذه الآيات والروايات الواردة في هذا المضمار كما هو المشاهد في تعليل سورة الحشر، (كي لا يكون دولةً بين الأغنياء منكم) ومن يمتلك العصمة علماً وعملاً إلا المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.

    الاخ الفاضل
    احمد الخياط
    جعلكم الله من الموالين لا اهل بيته عليهم السلام
    sigpic

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X