( فاعلية التشبيه في
شعرية قاسم الخفاجي )
تكمن آليات الاشتغال الشعري في ثنايا المنجز الابداعي والتي تمثل الجوهرالتواصلي الأمثل
عبر العديد من الاجراءات التدوينية منها المباشرة ومنها الدلالية اي منها الملفوظ والمعني ومنها ما تمثل تجربة تدوينية فرادية كمستويات ثابتة تسمى ( النفس الشعري ) وهذا ضمن اشتغالات القصدي وبين السمات المتحركة التي هي عبارة عن خطى تجريبية تتباين مستويات العرض من قصيدة لأخرى تحكمها عفوية الانشاء والتي تترك فسحة تأملية كبيرة ومتنوعة الانتقالات لتأثيث مستويات قراءة متنوعة وحين يقدم الشاعر الحسيني ( قاسم عبد الامير الخفاجي ) شعريته بفاعلية التشبيه يفعل حيوية الرموز التأريخية ويقوي دعائمها الجذرية بمواجيز استهلالية تمهيدية
( ابفعاله تكول الكرار ) فأستخدم روح التشبيه وتبدأ انثيالات الرموز الثنائية والثلاثية لتوحيد المبنى الرسالي دمج الرموز الثنائية والثلاثية لتوحيد المبنى الرسالي (ويذكرهم بوقعة خيبر ) أونقرأ ( كالوا بالطف المختار )أو
( دمدم على صفوف العده مثل علي لمن صال )
واعتقد ان مثل هذه الانثيالات تتكون بشكل عفوي كانها تبحث عن الاستذكار السردي في مبنى حكائي دال بمعنى تقبل الكم السردي والبوح
( مثل محرابه لمن ناح انوحن يالتناشدني ) وعملية التشبيه احدى القيم الشعرية التي تجعل المدون الشعري يتمدد داخل ذهنية التلقي
( مثل صوت الملك صاحن زينب وكلثوم بالهم
انهدم من الدين ركنه والحزن عالكون خيم )
تسعى الدلالة التشبيهية الى تعميق الصورة الشعرية فاتساع العبارة في التوصيل والتشبيه بطبيعة الحال من الاساليب الجمالية..
( عليك العين تجري دموم مثل السيل بانهاره )
والتوفر الجمالي له مكابدات تجريبية وتأثيرات نصية ابداعية زمانية ومكانية ليمنحنا معنى الثراء التكويني حيث كربلاء ـ تشكل معالم التأثير البيئي والتأثير العائلي الذي يشتمل على الكثير من التجارب الشعرية الكثيرة امثال الشاعر سعيد الهر ، الشاعر كاظم البناء والشاعر عبد الرسول الخفاجي والاستاذ الشاعر والاديب رضا الخفاجي ومن استقراء المنتوج الشعري نجد ان التجربة الشعرية ما زالت في اوج عطائها فهي ما تزال طموحة تبحث عن استقرارها بسبب الحركة التجريبية الدائبة لديه وهذه الحركة خلقت عفوية عالية من الممكن تشخيص معالمها بدقة من اجل تحفيزه الى مشهد ه الشعري كي لايكون الفعل الشعري فعل اعتباطي وانما موجه ومدروس ما دامت هناك قوة فاعلة في قصائد قاسم الخفاجي .. لنتأمل حركة الافعال مثلا لنجد ان الفعل الماضي لدى هذا الشاعر يستخدم بتقديم المشهد الاسترجاعي اي الماضوي مع ايجاد عمق تأثيري ( برز ، هاج ، انتخه ، شال ، خله ) ومنها الوصفي الذي يمنحنا وصفا عن موقف او حالة معينة عبر سردية شعورية
( مسرور بأبنه وساعده شبل الزجية الزهرة
وساعة وبرز ليه الذي ينخاف منه بإمره
ولن وجه الحسين أختلف والكلب أصبح جمرة )
سنتأمل ثانية في داخل النشاط الفعلي لنجد تجرك الافعال المضارعة بمواقع حساسة مصلما الماضية تبعث الشعورية المضارعة تعطينا استمرارية الحدث .. مسألة في غاية الدقة ..
( يحمل بحملات الوصي بكل حملة يكتب عنوان )
وسط مشهد سردي يمنح المضارع هنا استمرارية الكتابة ومنها ما يشكل معنى عام داخل الفعل التشبيهي ..
( وهاج بوسط ذاك الجمع جالصكر وسط الميدان
أو رواهم افنون الحرب والحرب تطلب فرسان ) المعنى العام هنا كل حرب تطلب الفرسان..
( والمنبر بكه بعدك ما يهجع يهيج النوح )فهذا التقابل يمنح الفعل الاستمرارية فيعطي عبر افعاله المضارعة حرارة المشهد يهجع ، يهيج ، يرسم ، استمرارية الحزن ساقرب الصورة اكثر من خلال استشهاد شعري
( يصيح يا وسفة يبوية شيبتك تنخضب
بالدم)
الشاعر لم يقل شيبتك تخضبت بالدم فينتهي مفعولها السردي خلاص هي تخضبت ولكن وجود الفعل المضارع اعطى استمرارية ودوام للفعل التضحوي الماساوي ويبقى مستقبل هذا الشاعر واعدا بالخير والتوفيق ..
تعليق