اللهم صل على محمد وآله الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدة زينب عليها السلام
ربيبة بيت النبوّة، وسليلة الإمامة،عاشت يظلّلها العفاف من كلّ طرف، ويطوّقها الشرفُ من كل جهة..
قال يحيى المازنيّ
«كنتُ في جوار أمير المؤمنين عليه السّلام مدّةً مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته،
فوالله ما رأيتُ لها شخصاً، ولا سمعتُ لها صوتاً،
وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله
تخرج ليلاً،
والحسنُ عن يمينها
والحسينعن شمالها،
وأمير المؤمنين أمامها،
فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين فأخمد ضوء القناديل،
فسأله الحسنُ مرّة عن ذلك فقال:
« أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب» (1).
فإذا كان سلام الله عليها قد خرجت إلى كربلاء مع الركب الحسيني المجاهد؛
فإنّما خرجت لضرورة اقتضتها مصلحة الدين،
لتشاطر إمامها الحسين عليه السّلام في نهضته وثورته،
وإلاّ فإن السبي
كان من النوائب التي لا تطاق،
والنوازل
التي تتزلزل منها الجبال
بعد فاجعة الطفّ بأحداثها المؤلمة،
وقد تحمّلتها زينب
لتُكمل ما شرع به سيّدُ الشهداء عليه السّلام،
فخطبت ـ وهي الخَفِرة ـ في أهل الكوفة،
وفي مجلس عبيدالله بن زياد
وفي قصريزيد
لتكشف الحقائق،
وتبصّر الناس
وتعيد الأمّة الضالة إلى طريق الهداية،
وإلاّ فانّ الأمر كما حكاه الشاعر:
وانّ مِنْ أدهى الرزايا السُودِ=== وقوفَهـا بيـن يـدَي يزيـدِ
أتُؤسَرُ الحرّةُ من آل العبـا=== عند طليقها فيا للعَجَبـا! (2)
ولذا قالت زينب عليها السّلام ليزيد في مجلس قصره:
« ولئنْ جرّتْ عليَّ الدواهي مخاطبتَك،
إنّي لأستصغرُ قَدْرك،
وأستعظمُ تقريعك،
واستكثر توبيخك،
لكنّ العيون عبرى، والصدور حرّى » (3).
إنّها المصيبةُ الكبرى التي يقول فيها أحد الأدباء في رثاء سيّد الشهداء عليه السّلام:
له مصائـبٌ تكـلّ الألسـنُ === عنها، فكيف شاهدتْها الأعينُ
أعظمُها رُزْءاً على الإسـلامِ === سبْـيُ ذراري سيّـد الأنـامِ
وأفظعُ الخطوب والدواهـي=== دخولُها في مجلس الملاهـي
ولـدغُ حيّـةٍ لهـا بِريقِهـا === دون وقوفها لـدى طليقِهـا
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدة زينب عليها السلام
ربيبة بيت النبوّة، وسليلة الإمامة،عاشت يظلّلها العفاف من كلّ طرف، ويطوّقها الشرفُ من كل جهة..
قال يحيى المازنيّ
«كنتُ في جوار أمير المؤمنين عليه السّلام مدّةً مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته،
فوالله ما رأيتُ لها شخصاً، ولا سمعتُ لها صوتاً،
وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله
تخرج ليلاً،
والحسنُ عن يمينها
والحسينعن شمالها،
وأمير المؤمنين أمامها،
فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين فأخمد ضوء القناديل،
فسأله الحسنُ مرّة عن ذلك فقال:
« أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب» (1).
فإذا كان سلام الله عليها قد خرجت إلى كربلاء مع الركب الحسيني المجاهد؛
فإنّما خرجت لضرورة اقتضتها مصلحة الدين،
لتشاطر إمامها الحسين عليه السّلام في نهضته وثورته،
وإلاّ فإن السبي
كان من النوائب التي لا تطاق،
والنوازل
التي تتزلزل منها الجبال
بعد فاجعة الطفّ بأحداثها المؤلمة،
وقد تحمّلتها زينب
لتُكمل ما شرع به سيّدُ الشهداء عليه السّلام،
فخطبت ـ وهي الخَفِرة ـ في أهل الكوفة،
وفي مجلس عبيدالله بن زياد
وفي قصريزيد
لتكشف الحقائق،
وتبصّر الناس
وتعيد الأمّة الضالة إلى طريق الهداية،
وإلاّ فانّ الأمر كما حكاه الشاعر:
وانّ مِنْ أدهى الرزايا السُودِ=== وقوفَهـا بيـن يـدَي يزيـدِ
أتُؤسَرُ الحرّةُ من آل العبـا=== عند طليقها فيا للعَجَبـا! (2)
ولذا قالت زينب عليها السّلام ليزيد في مجلس قصره:
« ولئنْ جرّتْ عليَّ الدواهي مخاطبتَك،
إنّي لأستصغرُ قَدْرك،
وأستعظمُ تقريعك،
واستكثر توبيخك،
لكنّ العيون عبرى، والصدور حرّى » (3).
إنّها المصيبةُ الكبرى التي يقول فيها أحد الأدباء في رثاء سيّد الشهداء عليه السّلام:
له مصائـبٌ تكـلّ الألسـنُ === عنها، فكيف شاهدتْها الأعينُ
أعظمُها رُزْءاً على الإسـلامِ === سبْـيُ ذراري سيّـد الأنـامِ
وأفظعُ الخطوب والدواهـي=== دخولُها في مجلس الملاهـي
ولـدغُ حيّـةٍ لهـا بِريقِهـا === دون وقوفها لـدى طليقِهـا
منقول
تعليق