إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العلاقة بين الهدى والتقوى (2-البقرة / ج1)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العلاقة بين الهدى والتقوى (2-البقرة / ج1)

    بسم الله الرحمن الرحيم {ألم}.. هناك اختلاف في تفسير مقطعات السور، هذه الظاهرة القرآنية الفريدة والملفتة حقاًً!.. لا نعلم إن كانت هذه الظاهرة موجودة في الكتب السماوية غير المحرفة سابقاً.. ولكن ليس من دأب البشر والمؤلفين، أن يبدؤوا كتبهم بألغازٍ لا يعرفها المخاطبون.. فإذن، ما معنى هذه الحروف المقطعة؟..

    الأمر الأول الذي يُلفت النظر، هو كأن القرآن يريد أن يُخاطب جماعة معينة، فما عدا الحروف المقطعة، فإن الخطاب للجميع.. لكن القرآن يريد أن يتحدث مع صنف خاص، هم الذين عُبر عنهم في الرواية المعروفة: (إنما يعرف القرآن من خوطب به)، إذن هذه الأمور أسرارٌ متروكة لأهلها.
    وكأن الله -عز وجل- أراد أن يُكرم جزءاً من خلقه؛ ألا وهم النبي والمعصومون من عترته -صلوات الله وسلامه عليهم- بهذه الرموز القرآنية.. وهناك بعض التفاسيرالأخرى التي لا نقبلها، وهي أن القرآن مكوّن من هذه الحروف.. إذا كان الأمر كذلك فإنه لا يحتاج إلى التكرار، فيكفي أن تأتي آية واحدة ببعض هذه الحروف المقطعة، أما لماذا هذا التغيير {ألم} {حم} {يس} {عسق}؟.. إن هذا التنوع يراد منه معنى آخر، لا يعلمه إلا الذين خُصوا بالخطاب في هذه الحروف المقطعة.

    {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} إلى آخر الآيات المباركة.. فالملاحظ هنا أن القرآن الكريم هداية، والهداية هي عملية ذهنية وإدراكية، بمعنى نقل الإنسان من المجهول إلى المعلوم.. ولكن لماذا جعل القرآن الكريم هذه الهداية خاصة بالمتقين؟.. والتقوى: عملية فعلية، وورع، وفعل، وترك.. فإذن، ما الارتباط بين عالم المعرفة وهي الهداية، وبين عالم العمل وهي التقوى؟..
    الجواب هو: إن القرآن هداية شأنية، فمن شأن القرآن أن يهدي؛ ولكن هذه الهداية الشأنية لا تتحقق فعلاً وواقعاً، إلا للذين استعدوا لقبول هذه الهداية.. فالقرآن هدى، ولكن لمن يبحث عن الهدى: في الصحراء القاحلة، وفي جوف الليل.. هناك دليل يدّعي بأنه سوف يخرجك من الظلمات إلى النور، فالذي لا يعترف بهذا الدليل، أو يعترف بأنه دليل، ولكن لا يعطيه وزناً، ولا يعطيه أهمية، هل يخرجه من الظلمات إلى النور؟.. لا، لن يخرجه أبدا، ولا يُتوقع منه أن يأخذ بيد هذا الإنسان الذي لا يعترف بوجوده، أو يعترف بوجوده؛ ولكن ليس في مقام الأخذ بدلالته.. والقرآن الكريم هدى، لا بما هو معلومات مطوية بين الدفتين، ولا بما هو نظريات يعرفها المفسرون.. كم من الذين يتلون القرآن، والقرآن يلعنهم!.. وكم هم الذين يفسرون القرآن بما لا يخطر على الافهام، وهم بعيدون كل البعد عن معاني القرآن الكريم!.. فإذن، إن القرآن الكريم يقول بأنني هدى، ودليل، ومنقذ، ومُخرج من الظلمات إلى النور؛ ولكن لمن؟.. للمتقين!..
    من هم المتقون؟.. أول صفة من صفات المتقين {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}.. إنها لفتة مهمة، وهي أن أول خاصية في المتقي هي البنية الفكرية، وليس المتقي الذي يمشي ويسعى.. بل هو الذي يحدد الطريق، ثم يمشي ويسعى؛ لما علمنا بأن (السائر على غير بصيرة، كالسائر على غير الطريق؛ لا تزيده كثرة السير إلا بعدا).. فالمتقي ليس هو ذلك الصوّام القوّام، وإنما هو ذلك الإنسان الذي اكتشف الطريق، ورأى الهيكل، ورأى المخطط، ويعلم من أين يبدأ، وإلى أين ينتهي؛ فآمن بالغيب، وترقى عن عالم الحواس.. ليس هذا الإنسان المادي التجريدي، الذي لا يؤمن إلا بما يرى ويلمس ويسمع، وإنما له قدرة على أن ينتقل من عالم المادة إلى عالم المعنى، ويخترق حجب الغيب وحجب المادة، ليصل إلى عالم الغيب.
    ومن الغريب أن الذين لا يؤمنون بالغيب الأخروي، يؤمنون بالغيب الدنيوي في هذه الدنيا، وكأن الله أراد أن يقيم الحجة عليهم!.. فالأمواج الكهربائية، والأمواج اللاسلكية، وقوة الجاذبية، والأضواء التي لا تُرى: ما فوق البنفسجية، وما تحت الحمراء، وأشعة الليزر، وما شابه ذلك، كله من الغيب الدنيوي.. إن هذه الأشياء في الدنيا، ولها آثار خارقة، ومدمرة.. ومع ذلك جعلها الله غيباً لا تُدرك بحواس، ولا تلمس ولا تُرى.. من منكم رأى الكهرباء على ما تُعطي من بركة في هذا الوجود؟..
    إن من الغريب أن بني آدم يؤمن بالغيب في الدنيا، ولا يؤمن بالغيب في الآخرة، فلئن قال: بأني آمنت بالغيب الدنيوي لآثاره.. فلِمَ لا يؤمن بالغيب الأخروي لآثاره؟.. أليس الله عز وجل له هذه الآثار؟!.. فانظروا إلى آثار رحمة الله!.. فلماذا لا تؤمن بهذا الغيب، وتؤمن بهذا الغيب؟.. الذين يؤمنون بالغيب؛ الإيمان بالغيب بكل ما غاب عن بصرك، سواء في ذلك المبدأ، وسواء في ذلك المعاد.. ولهذا في آخر هذه الآيات يقول: {وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} يخص المعاد وهو غيب بالذكر أيضاً.
    فإذن، إن المشكلة في بعض السالكين الذين يقفون في سيرهم، أن حركتهم وسيرهم ليست مشفوعة بحركة علمية.. ولهذا على المؤمن أن يمتلك هذا البنيان النظري، من أين يصل إلى هذه البنية العلمية في التكامل والسير؟.. إن هناك ثلاثة أبواب إسلامية: باب الاكتساب.. وباب التدبر.. وباب الإلهام والإلقاء في الروع.
    أولا: باب الاكتساب: أن نقرأ ما اكتسبه الآخرون، فإنه لدينا بعض الكتب في الكلام والعقائد والعرفان والأخلاق، وهي حصيلة حياة أحدهم.. فهناك بعض الناس قد يعيش عشرين أو ثلاثين سنة في تأليف كتاب واحد منقح، فهذا الكتاب ثمرة حياته.. ككتاب جامع السعادات، الذي هو ثمرة حياة النراقي.. وكتاب المحجة البيضاء، ثمرة حياة الفيض.. وأمثالهم.. فالإنسان في ليلة، أو ليلتين، أو في أسبوع، وإذا به ينقل ثمرة حياة إنسان مؤلف مجاهد إلى فكره وإلى قلبه.. ولهذا فإن المؤمن السالك إلى الله عز وجل، لا يمكن أن يستغني عن عالم المعرفة وعالم القراءة.
    ثانيا: التدبر والتأمل: إن الله عز وجل أعطاك فكراً، وأمرك بالتدبر.. والتدبر في كتاب الله، وفي الطبيعة، وفي الحياة، وفي حركة الوجود، لا يحتاج إلى تخصص، فإن القضية تتوقف على التأمل وعلى التحليل.. وهذه قضية فطرية، فالإنسان يُكوّن صورا مترتبة، ثم ينتقل من المبادئ إلى النتائج.. أنت أيضاً بإمكانك أن تخوض هذا العالم!.. ولهذا حتى في أشعار الجاهليين، الذين جاءوا قبل النبي (ص) ولم يعترفوا برسالة، يلاحظ من خلال قصائدهم أن هناك فكرا وفهماً وتدبراً، ولو على مستوى تحليل بعض مظاهر الطبيعة.. فإذن، إن التدبر أيضاً من صور امتلاك هذه البنية.
    ثالثا: الإلهام، والإلقاء في الروع: إذا تدبر الإنسان، واكتسب العلم من غيره، واكتسب من عقله وفكره.. عندئذ يأتي ذلك المدد الإلهي، لُيلقي في روعه ما لا يلقي في روع الآخرين.. وهنالك المعرفة الإشراقية، فالله عز وجل يعلم كيف يُلقي في روع عباده ما يُلقي، إما مباشرة أو عبر ملائكة.. قد يُلقي في روع عبده في ليلة واحدة حصيلة تجارب الآخرين، أو على الأقل يُحوّل الإيمان النظري إلى سكون في النفس.. وهذا هو معنى الإيمان، {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} غير المعترفين بالغيب.
    فالإنسان قد يعترف، وقد يعلم، وقد يتيقن بالغيب.. إلا أنه لا يتحول إلى قوة مطمئنة، فالإيمان فيه عنصر الاطمئنان والأمن.. والاطمئنان والأمن قد لا يقترنان مع العلم.. هنا يأتي دور الغيب في أمرين: الأمر الأول في إعطاءك المعرفة النظرية، وثانياً في تحويل المعلومة النظرية إلى حالة اطمئنان ويقين باطني.. (هم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون، كأن زفير جهنم في أصول آذانهم).

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى

    كان الرسول صلى الله عليه وعلى آلـه وسلم يدعو الله - عزّ وجل - بهذا الدعاء العظيم.

    فماذا يعني هذا الدُعـاء؟

    (( الهُـدى ))

    الهُدى يعني العلـم, فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مُحتاج إلى العلم مغيره من الناس, كما قال الله تعالى لـه : (( ولا تَعجـل بالقُرآن من قبل أن يُقضى إليـك وحيـُه, وقُل ربِّ زدني علماً ))0

    (( التُّقى ))


    المُراد بالتقى هنا:

    تقوى الله عزّ وجـل

    التقوى: اسم مأخوذ من الوقايـة, وهو أن يتخذ الإنسـان ما يقيـه من عذاب الله. والذي يقي من عذاب الله هو فعـل الأوامر واجتناب نواهيـه.


    (( العفاف )) :

    أن يعف عن كل ما حرّم الله عليه فيما يتعلق بجميع المحارم التي حرمها الله عزّ وجل.


    (( الغنى ))



    المُراد بع الغِنى عمّا سمى الله, أي : الغنى عن الخلق, بحيثُ لا يفتقر الإنسان إلى احدٍ سوى ربه عزّ وجل.

    والإنسان إذا وفّقه الله ومنّ عليه بالاستغناء عن الخلق, صار عزيز النّفس غير ذليل, لانّ الحاجـة إلى الخلق ذل ومهانة, والحاجة إلى الله تعالى عزّ وعبادة .


    فينبغي أن نقتدي به عليه الصلاة والسلام في هذا الدُعاء وأن نسأل الله الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى.

    تعليق


    • #3
      في تفسير الميزان
      قوله تعالى: هدى للمتقين الذين يؤمنون إلخ، المتقون هم المؤمنون، و ليست التقوى من الأوصاف الخاصة لطبقة من طبقاتهم أعني: لمرتبة من مراتب الإيمان حتى تكون مقاما من مقاماته نظير الإحسان و الإخبات و الخلوص، بل هي صفة مجامعة لجميع مراتب الإيمان إذا تلبس الإيمان بلباس التحقق، و الدليل على ذلك أنه تعالى لا يخص بتوصيفه طائفة خاصة من طوائف المؤمنين على اختلاف طبقاتهم و درجاتهم و الذي أخذه تعالى من الأوصاف المعرفة للتقوى في هذه الآيات التسع عشرة التي يبين فيها حال المؤمنين و الكفار و المنافقين خمس صفات، و هي الإيمان بالغيب، و إقامة الصلاة، و الإنفاق مما رزق الله سبحانه، و الإيمان بما أنزله على أنبيائه، و الإيقان بالآخرة، و قد وصفهم بأنهم على هدى من ربهم فدل ذلك على أن تلبسهم بهذه الصفات الكريمة بسبب تلبسهم بلباس الهداية من الله سبحانه، فهم إنما صاروا متقين أولي هذه الصفات بهداية منه تعالى، ثم وصف الكتاب بأنه هدى لهؤلاء المتقين بقوله تعالى: «ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين» فعلمنا بذلك: أن الهداية غير الهداية، و أن هؤلاء و هم متقون محفوفون بهدايتين، هداية أولى بها صاروا متقين، و هداية ثانية أكرمهم الله سبحانه بها بعد التقوى و بذلك صحت المقابلة بين المتقين و بين الكفار و المنافقين، فإنه سبحانه يجعلهم في وصفهم بين ضلالين و عمائين، ضلال أول هو الموجب لأوصافهم الخبيثة من الكفر و النفاق، و ضلال ثان يتأكد به ضلالهم الأول، و يتصفون به بعد تحقق الكفر و النفاق كما يقوله تعالى في حق الكفار: «ختم الله على قلوبهم و على سمعهم و على أبصارهم غشاوة»: البقرة - 7، فنسب الختم إلى نفسه تعالى و الغشاوة إلى أنفسهم، و كما يقوله في حق المنافقين: «في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا»: البقرة - 10 فنسب المرض الأول إليهم و المرض الثاني إلى نفسه على حد ما يستفاد من قوله تعالى: «يضل به كثيرا و يهدي به كثيرا و ما يضل به إلا الفاسقين»: البقرة - 26، و قوله تعالى: «فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم»: الصف - 5.

      و بالجملة المتقون واقعون بين هدايتين، كما أن الكفار و المنافقين واقعون بين ضلالين.ثم إن الهداية الثانية لما كانت بالقرآن فالهداية الأولى قبل القرآن و بسبب سلامة الفطرة، فإن الفطرة إذا سلمت لم تنفك من أن تتنبه شاهده لفقرها و حاجتها إلى أمر خارج عنها، و كذا احتياج كل ما سواها مما يقع عليه حس أو وهم أو عقل إلى أمر خارج يقف دونه سلسلة الحوائج، فهي مؤمنة مذعنة بوجود موجود غائب عن الحس منه يبدأ الجميع و إليه ينتهي و يعود، و إنه كما لم يهمل دقيقة من دقائق ما يحتاج إليه الخلقة كذلك لا يهمل هداية الناس إلى ما ينجيهم من مهلكات الأعمال و الأخلاق، و هذا هو الإذعان بالتوحيد و النبوة و المعاد و هي أصول الدين، و يلزم ذلك استعمال الخضوع له سبحانه في ربوبيته، و استعمال ما في وسع الإنسان من مال و جاه و علم و فضيلة لإحياء هذا الأمر و نشره، و هذان هما الصلاة و الإنفاق.و من هنا يعلم: أن الذي أخذه سبحانه من أوصافهم هو الذي يقضي به الفطرة إذا سلمت و أنه سبحانه وعدهم أنه سيفيض عليهم أمرا سماه هداية، فهذه الأعمال الزاكية منهم متوسطة بين هدايتين كما عرفت، هداية سابقة و هداية لاحقة، و بين الهدايتين يقع صدق الاعتقاد و صلاح العمل، و من الدليل على أن هذه الهداية الثانية من الله سبحانه فرع الأولى، آيات كثيرة كقوله تعالى: «يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا و في الآخرة»: إبراهيم - 27.

      الاخ الفاضل
      علي موسى عمران
      بحث رائع يبين مدى اهمية الهداية والتقوى
      sigpic

      تعليق


      • #4
        احسنتم على البحث القيم ونساله تعالى ان يمن عليكم بالتوفيق

        تعليق


        • #5

          بسم الله الرحمن الرحيم
          ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


          من المعلوم انّ التقوى هي مرتبة متأخرة عن الإيمان ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ))، وهذا متأخر عن الاسلام ((قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا))..
          وفي كل هذه المراحل لابد من وجود الهداية، فهو بحاجة لها ليصل الى بداية التوفيق ومن ثمّ التدرج بهذه المراتب..
          إذ لولا الهداية لا يمكن أن يهتدي الانسان الى الاسلام بل يبقى في ضلاله وغيّه، على انّ الهداية فيها طرفين، الأول بيد الله سبحانه وتعالى والثاني بيد العبد، إذ لا يمكن للعبد أن يهتدي بأحدهما من غير الآخر، فالله سبحانه وتعالى إذا لم يجد الاستعداد النفسي والروحي من قبل العبد فلن يهديه بل يركسه في عصيانه وطغيانه ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))، وعلى العكس إذا ما وجد ذلك ((يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))..
          ولكل من المراتب التي ذكرناها لها هداية معيّنة لا تتعدّاها، فتقوى وتضعف تبعاً لما يقدّمه العبد، ولكل واحد من هذه المراتب صفات خاصة لابد من توفرها حتى تحصل الهداية ليدخل فيها، ثمّ انّ نفس المرتبة تقوى وتضعف، فكلما كانت ضعيفة كانت أقرب الى الانهيار حتى قد تصل الى الارتداد، وبالعكس فكلما قويت كان أكثر أهلية للانتقال الى المرتبة الأخرى وهكذا، وهذا ما يسمى بسلّم التكامل..

          إذن فانّ مسألة الهداية في حالة ترابط وتلازم مع تدرج العبد في سلّم الكمالات ولا تنفك عنه..
          فاذا عرفنا ذلك فانّنا سنعرف الرابط والعلاقة بين الهدى والتقوى..
          فالتقوى في الشرع
          تطلق على التحفظ من المعاصي، وكمال التقوى ترك بعض المباحات، وهذا يحصل لكثير من المسلمين، بل قد يحصل لغير المسلمين، ولكننا لا نراهم على جادة الحق، وهذا بسبب الضلال الذي يعيشون فيه لأنهم لم يهتدوا، وهذا كما ذكرنا سابقاً له أسبابه وخواصه، فالعبرة ليس السير في أي طريق كان، بل العبرة بسلوك الطريق الصحيح الذي يريده الله، لأنّه في الآخر لا يريد الله إلاّ واحداً هو الموصل اليه ((ستفترق امتي على ثلاثة وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية والباقون هالكون))..







          الأخ القدير علي موسى عمران..
          جميل ورائع ما طرحته علينا، فان دلّ على شئ فهو دالّ على فكر واع وخلاّق.. أسأل الله تعالى أن يزيدك علماً ونوراً...

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X