إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام علي (ع) ومكارم الأخلاق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام علي (ع) ومكارم الأخلاق

    الإمام علي (ع) ومكارم الأخلاق


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اللهم صّلِ على محمد وآله الطيبين المنتجبين
    وإلعن أعدائهم من الأولين والآخرين
    وعجّل فرج قائمهم...يارب العالمين


    في رحاب مكارم الأخلاق...

    في ذكرى وفاة الأمام علي بن ابي طالب عليه السلام ..
    " الأسلام ومكارم الأخلاق "

    يشمل علم الأخلاق مجموعة الطبائع والعادات
    والصفات والمشاعر الراسخة في خلجات النفس البشرية,
    فهي تشكل اساس الملكات التي تظهرعادة بشكل عفوي
    دون تفكير ويطلق عليها صفة الخير اوالشر.

    اما السلوكيات الغير راسخة والتي تصدر بصورة
    غير ارادية يطلق عليها مصطلح الغضب.
    اما اذا صدرت بعد التأمل وكبت الرغبات انذاك
    يطلق عليها مصطلح الأخلاق المصطنعة ,
    كعطاء البخيل بقصد الشهرة او المصلحة
    وكسب السمعة. ويندرج مفهوم الأخلاق في ثلاثة
    حقول :
    يشمل الحقل الأول التكوين ,

    الذي يقول عنه التربوي نصير الدين الطوسي:
    انه الملكة الذاتية في السيطرة على الرغبات المكبوتة
    وحجب الأفعال او ردودها من الصدور والتي تتم
    عادة بفعل التريث والتأمل والتفكير الصائب,
    وهذه الملكة يمتلكها كل انسان لكن بنسب
    متفاوتة طبقا لدرجة تعليمه وسعة تجاربه وشدة مزاجه
    و طبيعة سريرته و تركيبته النفسية وبالتالي
    مدى اختلاطه بمجتمعه, فالبعض يكون سريع الغضب
    يخرج من طوره لأتفه البواعث , فيندهش ويتعجب
    بسرعة ويستغرق في الضحك مقابل من لا يندهش
    ولا يثار ولا يبتسم فضلا عن انه لا يضحك ابدا .

    والأسلوب الأمثل هو التفكير الصائب
    والأمعان والدراسة والمقارنة قبل الأقدام على عمل,
    فالمعروف عن التفكير انه يوصل الأنسان الى المعرفة
    عبر العقل فأما ان تكون المعرفة في اطار الخير
    او في اطار الشر, فأن كانت خيرا ارتقى به الأنسان,
    وقد يخطو به بمجتمعه الى مصير افضل لو كان
    له دور في قيادته , وان كانت شراً مستطيراً
    تعرض الى مهاوي الخطر, فبفضل زيادة التمرين
    والتكرار ينمو لدى الأنسان قابلية القدرةعلى التفكير
    الصحيح ,
    يمكنه من اتخاذ القرارالمفيد الذي يخدمه ويأنس به .

    اما الحقل الثاني في علم الأخلاق
    فيشمل الأخلاق الحسنة والأخلاق السيئة ,
    و تنقسم الأعمال بدورها الى جيدة واخرى رديئة,
    وهذه الأعمال ما هي الا عبارة عن افرازات
    طبيعة للأنسان تعكس مكنوناته النفسية
    التي تعبر في الغالب عن فضائل او عن رذائل
    وقد جاء في سورة القلم
    وانك لعلى خلق عظيم
    كما جاء على لسان الرسول الأعظم :
    انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
    و جاء في حكم الأمام علي بن ابي طالب عليه السلام
    - حسن الخلق افضل الدين -
    لا قرين كحسن الخلق -
    اكرم الحسب الخلق الحسن .

    لقد اهتم الباحثون بدراسة الأخلاق الرذيلة
    دراسة مستفيضة وتوصلوا الى انها افرازات للألام
    والأوجاع الروحية, علاجها يكمن في الأقلاع
    عنها او محاولة تغييرها , علما ان الأخلاق الفاضلة
    تعتبر غذاء صالحا للروح وطبا صائبا للنفوس

    جاء عن النبي (ص) قوله ...
    ( من ساء خلقه عذب نفسه ) ,
    كما جاء في اقوال الأمام علي عليه السلام:
    ( كل داء يداوى الا سوء الخلق, من ساء خلقه ضاق
    رزقه , ان الخلق المذموم من ثمار الجهل
    وأخيرا: سوء الخلق يوحش القريب وينفر البعيد )


    اما الحقل الثالث في علم الأخلاق فيشمل
    الثابت والمتغير
    لعل سائل يسأل: هل ان الصفات الخلقية ثابتة
    عند الأنسان ؟ وهل انها مرهونة بالتعليم والتهذيب ؟ .
    يعتقد علماء النفس انه اذا كانت الأخلاق
    عند الأنسان فطرية , صعب تغييرها اما اذا كانت اكتسابية
    امكن ذلك, مشروط في استجابة الفرد المرشح
    لعملية التغيير . كما ان الأخلاق قد تكون ممزوجة
    بين الفطرية والمكتسبة معا .

    فالنظرية الفطرية للأخلاق تقول:
    ان الصفات الحسنة والسيئة مودعة في ذات النفس
    الأنسانية منذ الولادة والطفل يحملها
    في ذهنه سلفا وقد تتغير بنسب متفاوتة طبقا
    لأستعداد الطفل و نوع بيئته و اخلاق معاشريه
    و اسلوب تعليمه
    كما ان هناك نظرية لا تدين بنظرية الفطرية
    ولا بالأكتسابية انما بالمركبة وهي ترى ان
    الصفات الأخلاقية بمجملها تمتزج وتترسخ
    وتكبت في اغوار النفس الأنسانية منذ الولادة لكنها تنصقل وتتبلور بالتدريج وتظهر للعيان في اخر المطاف .

    لا شك فيه ان في مخالطة الأشرار
    تأثيرات خطيرة على سلوك الفرد وقد يتحول
    هذا الفرد بمرور الزمن الى شرير, بعدما تهبط صفة
    الرذيلة الى اغوار نفسه وتستقر فيها , والذئب عادة
    لا يولد الا ذئبا .
    فالصالحين من الناس هم اولئك الذين كانوا
    يخالطون الصالحين في حياتهم اليومية و يجالسون
    المهتدين منذ بدأ نشأتهم , هكذا ساروا في طريق الهداية والصلاح. علما ان الجماعات الأنسانية
    هم ليسوا دائما على نسق واحد , بل يتفاوتون في طرائق بيئتهم وتنشئتهم وقد يعتريهم احيانا بعض الخلط
    نتيجة ظروف طارئة, او تغيير احوال المجتمع
    وحرمان افراده الى التعليم الصحيح , كما يحدث
    عادة في زمن الحروب

    فالأخلاق تكتسب عند البشر بفعل نوع الثقافة
    التي ينهلها الطالب ان كانت سلبا او ايجابا كما قال
    الشاعر حافظ الشيرازي :
    " لا تلومن ازهار حديقة داري , فالأزهار تنمو كما تربيها "
    من هنا يتبين مدى اهمية التربية الصحيحة
    للطفل في السنوات الأولى من حياته. فسواء اخذنا
    بالنظرية الفطرية او بالأكتسابية او بالمركبة ام لا,
    لكننا على كل حال نواجه مسؤولية اجتماعية كبيرة
    في كيفية تعليم اطفالنا وترويضهم ,
    هذه هي فرصتنا الذهبية التي يجب ان نستغلها
    لينشئ اطفالنا مواطنين صالحين
    ينسجمون مع مجتمعهم ويكونوا قادرين ان
    يشاركوه في تحقيق اهدافه وتطلعاته الجليلة

    يتسائل البعض فيما لو كانت الأخلاق الفطرية
    ملتصقة بطبع الأنسان كألتصاق الحرارة بالنار ؟
    ان الصفات الأخلاقية الراقية هي تلك التي تكون
    ذات الطابع الفطري فهي كالفاكهة الطيبة
    التي لن يتذوقها الأشرار. ويضيف : املنا
    ان يلتحق الجاهلون الأشرار بالناس المهتدين الأخيار
    حيث ان الأنسان الخام الذي لم يتطبع بعد
    بسلبيات محيطه يكون له إستعداد اكبر ومأهلا اكثر
    لأستقبال الأخلاق الحميدة ليغدو في النهاية انسانا سويا,
    ومن هنا ركزت الأديان وخاصة الدين الأسلامي
    على اهمية مكارم الأخلاق مؤكدا على تأثيرها
    الفاعل في العلاقات الأجتماعية السليمة ومعتبر اياها
    بمثابة الفسيلة الحية التي تورق وتزدهر ثم تثمر .

    ان كمالات النفس خمسة :
    وهي الصفاء واليقين والطاعة واليقظة والمواظبة

    وان نقائض النفس خمسة :
    الظلمة والشكوك والمعصية والغفلة والهجران

    وان مواطن عز النفس خمسة:
    العادة والهداية والمشاهدة والطاعة والتباعد

    وان مواطن ذل النفس خمسة :
    القطيعة والضلال والحجبة والمعصية والأنعكاس

    وان تربية النفس خمسة:
    الحكمة والمفيد والمهلة واليقظة والعمل

    وان بواطن النفس خمسة:
    الفهم والعلم واليقين والأيمان والمشاهدة
    فلذة العقل الفهم ولذة النفس العلم
    ولذة الفكراليقين ولذة القلب الأيمان

    وان مراتب النفس خمسة :
    الدرجة والمكان والبقاء والحركة والصفاء
    فدرجتها بالعبودية و مكانها العجز وبقائها بالهداية
    وحركتها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    وصفائها بالعلم الصحيح والعمل الصالح

    ان افعال النفس خمسة :
    وهي التدبير والنية والأعتقاد والقول والعمل
    وان التدبير هو مابين صواب وخطأ
    والنية هي ما بين طيب وخبيث
    والأعتقاد هو ما بين صحة وفساد
    والقول هو ما بين صدق وكذب
    والعمل هو ما بين خير وشر

    والجدير بالذكر انه عندما وجد النبي الكريم
    ان عادات المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة
    في العام الأول للهجرة قد تحسنت كثيرا
    وسارت في اتجاه مكارم الأخلاق بفضل احاديثه
    التهذيبية ونصائحه الخلقية وقد تحرروا من عاداتهم
    البالية التي ورثوها من زمن الجاهلية فقد جمعتهم
    روح الوئام والمحبة وبذلك اصبحوا اخوانا ,
    في هذه المرحلة , بعد ما شهد تحقيق برنامجه الأصلاحي
    في جمع شمل المسلمين وترقية سلوكهم نحو الأفضل
    اطلق على مجتمع المدينة المنورة مصطلح
    ( الطيبون ) .
    والملاحظ ان النبي الكريم قد ارسى الصفات الحميدة
    في المجتمعات البشرية ضمن منظومة
    – الدين والأخلاق -
    بغية رفع مستوى الأنسان السلوكي ليصبح
    في مقدوره بناء الصرح الحضاري اللائق بالمجتمع
    المتحضر. ان الصفات العالية مثل الحق والخير
    والجمال كلها تنضوي بنحو او بأخر تحت
    مظلة مكارم الأخلاق المرتكز على الصفات الأيجابية,
    كالصدق مثلا , والمطلوب هو صدق العلاقة
    بين بني البشر في اوسع مجالاته , فهي تبدأ
    من احترام الكبير والعطف على الصغير والتسامح
    مع الأخرين وموأساة المظلومين ومساعدة المحتاجين
    و الترحم على من في الأرض .

    اذا فمكارم الأخلاق هي كالخريطة الصحيحة
    التي تقود الأنسان الى الدرب الصحيح
    وتخلصه من المتاهات , تضيئ له الطريق وتنير
    له المعابر وتمكنه من الوصول الى هدفه, دون ان
    يتعرض الى المخاطر والأهوال

    ان الطروحات الأخلاقية السائدة تعتبر بأن علم
    الأخلاق والمادة نقيضان, وان المفردات الأخلاقية
    لها علاقة وثيقة بالمادة لأن الأخلاق
    كما قلنا هي مجرد اطار يرشد ويوجه ,
    ان الأخلاق الفاضلة هي تهذيب للمادة تتفاعل معها
    وترتفع بها بأتجاه الأعتدال والجمال ,
    فالأخلاق تجرد المادة من الجمود والطغيان
    وتحميها من خطر الأنزلاق والتهادي
    ….الأخلاق تنتشل المادة من الأبتذال وتبعدها
    عن الفساد و بأن الأخلاق الأسلامية
    هي مادة مهذبة .

    فعملية البيع والشراء عملية تجارية مادية بحتة لكن قوانين الأخلاق تنظمها وتضع ضوابطها السلوكية عليها .
    هذه الضوابط مثبتة في الأدب الشرعي ,
    وبالتالي تضفي عليها مسحة روحية …
    ان المفردات السلوكية لم تلغي عملية البيع والشراء
    انما تصقلها وتشذبها

    حتى ان العلاقة العاطفية بين الزوج والزوجة
    هي عملية مادية بكل تفاصيلها وحيثياتها ,
    فأذا اتخذت منحا اخلاقيا مهذبا وفق ضوابط سلوكية
    معلومة, تحولت تلقائيا الى رابطة روحية ,
    اذا فمكارم الأخلاق تحتل في السلوك الأنساني
    موقع الصدارة في كل زمان ومكان .
    فالأخلاق مسوولية فردية واجتماعية
    يستطيع كل انسان ان يدعو اليها بمقدار التزامه
    مع مبدأ التوافق…كل من يمتلك قدرا من الأخلاق عليه
    ان يدلي بدلوه اياها والدعوة للجميع , وان علم الأخلاق
    يجب ان لا يكون حكرا على رجل الدين في المساجد
    او على المعلم في صفوف المدارس او على الخطباء
    في قاعات الأندية انما يجب ان تنبثق من
    منظور الأنسان حيثما وجد لها ارضا خصبة ,
    حتى يرتقي به هو وبني جنسه الى مستوى اخلاقي ارفع ... ففي الحس الأخلاقي
    نقيم العدل ونتعامل بالبر والأحسان
    في الحس الأخلاقي لا نعتدي ولا نظلم ولا نطغى
    ولا نؤذي بل نصون حقوق وكرامة الجميع ,
    في الحس الأخلاقي نحب لغيرنا كما نحب لأنفسنا
    ونرى الناس سواسية فلا نتصاغر امام القوي
    و
    نتعالى على الضعيف ,

    في الحس الأخلاقي نلتمس الوئام
    لا الخصام واليسر لا العسر ,
    نحسن الظن بالأخرين ,
    نتسامح نتراضى و نتصالح , يسعد بعضنا بعضا ,
    في الحس الأخلاقي ندرك جوهر رسالة الأسلام
    في قول رسولنا الأعظم –
    بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
    تتعرض المفاهيم الأخلاقية هذه الأيام الى التزوير
    والتحريف على يد تجار الكلمة ومحبي المال
    ومحتكري حق الحياة يساعدهم في ذالك بعض
    وعاظ السلاطين المفتونين بالجاه والأبهة,
    هذا التزوير الذي يقلب مكارم الأخلاق
    رأسا على عقب
    ويضعها اسيرة بيد الطغاة .

    يقول البعض ادفع بالتي هي احسن ....
    هذا حق لكن في طريقة الطرح يشم منها
    احيانا
    رائحة التغاضي على باطل, بينما المقصود
    (بالأحسن)
    هنا هو خوض المعارك. ان عبارة (الأحسن)
    كثيرا


    ما تفهم سلبا وقد يؤدي الى التكاسل و الخنوع ,

    ومن هنا لابد من التركيز وتعميق دور الأخلاق الرّبانية

    في طباع

    وسلوك الرسول محمد (ص)وآل بيته الطيبين المنتجبين
    ...من الأولياء المعصومين والأئمة الهادين المهديين..
    أنوار محمد وآل محمد ...
    نوراً بعد نور وصادقاً بعد صادق وصالحاً بعد صالح
    ويقيناً بعد يقين...وكأنهم ملائكة لله تسيربكلامه
    عزّ وعلا على الأرض بين بنو البشر,,




    فلنحيّ ميراث هذا السلف الصالح ولنعدّ النفس

    والروح والقول والعمل
    للأقتداء بهذه الجواهر الفذّة والإستنارة بهذه البيارق
    المشعّة الساطعة, ونسير درب الحياة...
    على أخلاق الله تعالى..
    السلام عليك سيدي ومولاي..
    ياباب مدينة علم الرسول (ص)
    ويازوج البتول وأبو الأئمة عليهم السلام أجمعين

    وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام
    على خير المرسلين وفخر بنو آدم
    محمد وآل بيته المطّهرين..




    sigpic

  • #2
    سلام الله عليك يا سيدي ياعلي ياسيد الموحدين

    ثبتنا الله على ولايته ورزقنا في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته ،،

    تحياتي
    آنِي آرَيدُ آمَنْا َيَا آبَنْ فَاطِمَةَ ... مُسْتمَسِگـاً بِيَدَي مَنْ طارَقِِ آلزَِمَنِ ِ

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X