إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا...)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا...)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    قال الله تبارك وتعالى:[إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) ] [يونس : 7،8]

    بدءاً أود التنويه إلى حقيقة التسلسل والتدرج في الآيات القرآنية،عندما تجتمع أمور كثيرة في نفسية الإنسان،وتبتعد به شيئاً فشيئاً عن الله تبارك وتعالى،ثم لا تجعله يقف عند حد،وإنما تجره من مشكلة إلى أخرى.

    فقد جاء في بداية الآية الشريفة (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا )،أي الذين لا يفكرون في ذلك أصلاً،ولا يعتقدون بمسألة الفناء،ولقاء الله سبحانه وتعالى،لكن هناك فرق بين إن الإنسان يود لقاء الله سبحانه وتعالى،ويعد العدّة لذلك،وبين أن يلاقيه رغماً عنه .

    ثم يقول الله تعالى:(وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فكم جميل هذا التعبير في هذه العبارة،شأنه شأن آيات القرآن الأخرى فكلها جميل ومعجز،وعليه فإن الإنسان إذا رضى عن شيء؛فسوف لا تمتد همته إلى أبعد من ذلك الرضى،أي لا تفكير عنده بما وراء الحياة الدنيا،فهو يعتقد إنها هي التي يجب أن يكسب فيها كل شيء، يكسب حالة من الرضى والاطمئنان،وحالة من السكينة والهدوء،وحالة من الاستقرار الشكلي،إن هذا الإنسان يعتقد انه رضي بالحياة الدنيا وهمته لا تتعداها،فهو قانع بها، لكن ليست القناعة التي تعينه على الآخرة ... بل بما يعتقد بأنها فرصته الوحيدة التي يجب أن يتمتع فيها ويستغلها،وإذا ما اقتصرت همته على هذه الدنيا،فإنه بالحقيقة، سيفعل كل ما يحلو له،لأنه يعتقد بأن ما وراء هذه الدنيا لا شيء ، أما اعتقاد حقيقي كملحد، أو اعتقاد ليس له تأثير على العمل، والقرآن يعبر عن أولئك، بأنهم رضوا بالحياة والدنيا،واطمأنوا لها، ثم يضيف (وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ).


    ويمكن ملاحظة نتيجة هذه الصفات الأربع مجتمعة وهي:إنهم لا يرجون لقاء الله تعالى، ورضوا بالحياة الدنيا،واطمأنوا بها،والذين هم عن آياتنا غافلون...حيث إنها سوف تنتج الظلم على الصعيد العملي،فظلم مثل هذا الإنسان متأت من كونه لا يعتقد إن هناك يوماً للقيامة والحساب،وعنده الحياة الدنيا هي الأساس، وإنها فتحت له كل أبوابها،فيحيا وهو غافل عن آيات الله تعالى،وتمر به الظروف ولا يبالي بما سينتجه من ظلم، وهتك للأعراض،والدمار،وإن القيود التي تكبل الإنسان قطعها عن نفسه،وأنتج إنساناً غير سوي،متمرداً على الله تعالى، لأنه أصلاً غير معتقد بالله تعالى،وتنجر الأمور إلى ما لا تحمد عقباها في النهاية.


    ثم تبين الآية الشريفة جزاء هؤلاء:[ أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ]بعض الآيات التي تقدمت سابقاً، كانت تعطي هول النار والعذاب الذي يمر على العاصي لله سبحانه وتعالى ... والآية الشريفة هنا تبين بأن جزاء هؤلاء (مأواهم النار) وهذا ناشئ من الانغماس في شهوات الدنيا وملذاتها،في بعض الحالات إن الإنسان يجحد، لا اعتقاداً ، وإنما فراراً من التكليف؛ فتراه يملك المال الحرام، ولا يؤمن، لأنه يعلم بأنه إذا آمن؛ يجب أن يرجع إلى كل ذي حق حقه، وإذا آمن يجب أن يتجنب أعراض الناس ودمائهم وأموالهم ،ويجب عليه أن يؤدي التكاليف من صلاة وصوم ومجموعة تكاليف لم يعوّد نفسه عليها، لذلك يعلن عدم الإيمان فراراً،والنتيجة إذا فرَّ من التكليف يحتاج أن يشبع نفسيته، من متاع الحياة الدنيا، مما حرمها الله تعالى، فتراه يخشى على الدنيا أن يفلت زمامها منهُ.

    إن حالة الاطمئنان مرتبطة بذكر الله تعالى، وبذكر الله تعالى تطمئن قلوب المؤمنين،وحتى الذي يتعلق بالدنيا، لا يمكن أن يطمئن بالدنيا، كونه ينتهي من مشكلة ويقع في الأحلك منها، وهكذا تجره الدنيا إلى حالة من السراب، ويخرج من الدنيا وهو غير مكتفي بها .


    أخيراً أقول، هذه المشكلة والعياذ بالله قد تمر بالإنسان على حين غفلة منهُ، فينسى الموت والمعاد فجأة، فإذا نسى الموت يغفل عن الله تعالى، فتراه يتجاوز على أعراض الناس ولا يهمه في المعاملات إن أخذ حقاً أم باطلا،ولكن حينما يرجوا الإنسان شيء؛ يجب أن يسعى له،وكل إنسان يخاف من شيء يهرب منه...والذي يريد أن ينجح مثلاً يجب أن يسعى للنجاح، ومن يرجوا الجنة يجب أن يسعى لها، والذي يخاف النار، يجب أن يتجنبها،جعلنا الله وإياكم ممن يسعون إلى الجنة ويتجنبون النار،آمين رب العالمين.


    خطبة: السيد أحمد الصافي


    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة آمال يوسف; الساعة 24-06-2011, 05:32 AM.
    طلبت الله شكثر ياحسين لامره ولامرتين جيك من الحسه ياحسين لومره
    كل خوفي أموت وماأجي الحضره




  • #2
    قوله تعالى : وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا .

    السلام عليكم

    وهنالك آيات تعطي نفس المعنى وما لفت انتباهي هذا الموضوع الرائع واليكم نصه :

    ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن الذين لا يرجون لقاء الله قالوا :
    لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ، ولولا في هذه الآية للتحضيض .

    والمعنى أنهم طلبوا بحث وشدة أن تنزل عليهم الملائكة أو يرون ربهم ، وهذا التعنت الذي ذكره الله عنهم هنا من طلبهم إنزال الملائكة عليهم ، أو رؤيتهم ربهم ذكره في غير هذا الموضع كقوله تعالى :أو تأتي بالله والملائكة قبيلا [ 17 \ 92 ] وقولهم : لولا أنزل علينا الملائكة قيل : فتوحى إلينا كما أوحت إليك ، وهذا القول يدل له قوله تعالى : قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الآية [ 6 \ 124 ] وقيل : لولا أنزل علينا الملائكة فنراهم عيانا ، وهذا يدل له قوله تعالى : أو تأتي بالله والملائكة قبيلا [ 17 \ 92 ] أي معاينة على القول بذلك ، وقد قدمنا الأقوال في ذلك في سورة بني إسرائيل .

    وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : ( لا يرجون ) قال بعض العلماء : لا يرجون أي لا يخافون لقاءنا لعدم إيمانهم بالبعث . والرجاء يطلق على الخوف كما يطلق على الطمع . قال بعض العلماء : ومنه قوله تعالى : ما لكم لا ترجون لله وقارا قال أي لا تخافون لله عظمة ، ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي :

    إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسل

    فقوله لم يرج لسعها : أي لم يخف لسعها ، وقال بعض أهل العلم : إطلاق الرجاء على الخوف لغة تهامة ، وقال بعض العلماء : لا يرجون لقاءنا لا يأملون ، وعزاه القرطبي لابن شجرة وقال : ومنه قول الشاعر :

    أترجو أمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب


    أي أتأمل أمة إلخ . والذي لا يؤمن بالبعث لا يخاف لقاء الله ، لأنه لا يصدق بالعذاب ، ولا يأمل الخير من تلقائه ، لأنه لا يؤمن بالثواب .

    وقوله جل وعلا : لقد استكبروا في أنفسهم أي أضمروا التكبر عن الحق في قلوبهم ، واعتقدوه عنادا وكفرا ، ويوضح هذا المعنى قوله تعالى : إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه [ 40 \ 56 ] وقوله تعالى : وعتوا عتوا كبيرا أي تجاوزوا الحد ] في الظلم والطغيان يقال : عتا علينا فلان : أي تجاوز الحد في ظلمنا ، ووصفه تعالى عتوهم المذكور بالكبر ، يدل على أنه بالغ في إفراطه ، وأنهم بلغوا غاية الاستكبار ، وأقصى العتو ، وهذه الآية الكريمة تدل على أن تكذيب الرسل بعد دلالة المعجزات ، ووضوح الحق وعنادهم والتعنت عليهم بطلب إنزال الملائكة ، أو رؤية استكبار عن الحق عظيم وعتو كبير يستحق صاحبه النكال ، والتقريع ، ولذا شدد الله النكير على من تعنت ذلك التعنت واستكبر عن قبول الحق ، كما في قوله تعالى : أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل [ 2 \ 108 ] وقوله تعالى : يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم الآية [ 4 \ 153 ] وقوله تعالى : وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون [ 2 \ 55 ] واستدلال المعتزلة بهذه الآية ، وأمثالها على أن رؤية الله مستحيلة استدلال باطل ومذهبهم والعياذ بالله من أكبر الضلال ، وأعظم الباطل ، وقول الزمخشري في كلامه على هذه الآية : إن الله لا يرى ، قول باطل ، وكلام فاسد .

    والحق الذي لا شك فيه : أن المؤمنين يرون الله بأبصارهم يوم القيامة كما تواترت به الأحاديث عن الصادق المصدوق - صلى الله عليه واله وسلم - ، ودلت عليه الآيات القرآنية منطوقا ومفهوما . كما أوضحناه في غير هذا الموضع .

    وقد قدمنا في هذه السورة وفي سورة بني إسرائيل الآيات الدالة على أن الله لو فعل لهم كل ما اقترحوا لما آمنوا ، فأغنى ذلك عن إعادته هنا .

    نسال الله تعالى لكم التوفيق المتواصل اختنا الفاضلة


    تعليق


    • #3

      بسم الله الرحمن الرحيم
      ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


      من المؤكد انّ الانسان يشتد اهتمامه ويضعف بمن يلقى إذا علم من هو، فيزداد إذا عظم والعكس بالعكس..
      لذا ترى من لم يتعرّف على الله سبحانه وتعالى لا يوجد عنده ذاك الاستعداد لذلك اللقاء، ونرى الحقيقة متجلّية بالمعصومين عليهم السلام وكيف هي خطاباتهم مع خالقهم وتكون في بعضها طلاسماً لا يحلّ رموزه إلاّ من كان بنفس المنزلة..
      لذا فمن استنار ببعض نورهم واستفاظ من علمهم عليهم السلام يزداد شوقاً لذلك اللقاء تبعاً لما أخذوه..

      وهناك حقيقة تجدر الاشارة اليها وهي انّ من خرّب المنزل الثاني فبالتأكيد لا يريد الانتقال من الأول لتعميره إيّاه، فزيّنت نفسه ذلك المكان ((زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ)) وأيّده الشيطان على ذلك ((وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ))، فكيف يترك كل ذلك وراء ظهره وهو من أفنى عمره في سبيله..



      الأخت القديرة آمال يوسف..
      أبعد الله عنك الغفلة وحبّب اليك القرآن والعمل طبقه...

      تعليق


      • #4
        بدأ سبحانه بالكافرين بهذا الأمر فقال: «إن الذين لا يرجون لقاءنا و رضوا بالحياة الدنيا و اطمأنوا بها و الذين هم عن آياتنا غافلون» فوصفهم أولا بعدم رجائهم لقاءه و هو الرجوع إلى الله بالبعث يوم القيامة و قد تقدم الكلام في وجه تسميته بلقاء الله في مواضع من هذا الكتاب و منها ما في تفسير آية الرؤية من سورة الأعراف فهؤلاء هم المنكرون ليوم الجزاء و بإنكاره يسقط الحساب و الجزاء فالوعد و الوعيد و الأمر و النهي، و بسقوطها يبطل الوحي و النبوة و ما يتفرع عليه من الدين السماوي.
        و بإنكار البعث و المعاد ينعطف هم الإنسان على الحياة الدنيا فإن الإنسان و كذا كل موجود ذي حياة له هم فطري ضروري في بقائه و طلب لسعادة تلك الحياة فإن كان مؤمنا بحياة دائمة تسع الحياة الدنيوية و الأخروية معا فهو، و إن لم يذعن إلا بهذه الحياة المحدودة الدنيوية علقت همته الفطرية بها، و رضي بها و سكن بسببها عن طلب الآخرة، و هو المراد بقوله: «و رضوا بالحياة الدنيا و اطمأنوا بها».
        و من هنا يظهر أن الوصف الثاني أعني قوله: «و رضوا بالحياة الدنيا و اطمأنوا بها» من لوازم الوصف الأول أعني قوله: «لا يرجون لقاءنا» و هو بمنزلة المفسر بالنسبة إليه، و أن الباء في قوله: «اطمأنوا بها» للسببية أي سكنوا بسببها عن طلب اللقاء و هو الآخرة.و قوله: «و الذين هم عن آياتنا غافلون» في محل التفسير لما تقدمه من الوصف لمكان ما بينهما من التلازم فإن نسيان الآخرة و ذكر الدنيا لا ينفك عن الغفلة عن آيات الله.و الآية قريبة المضمون من قوله تعالى: «فأعرض عمن تولى عن ذكرنا و لم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله الآية: النجم - 30 حيث دل على أن الإعراض عن ذكر الله و هو الغفلة عن آياته يوجب قصر علم الإنسان في الحياة الدنيا و شئونها فلا يريد إلا الحياة الدنيا و هو الضلال عن سبيل الله، و قد عرف هذا الضلال بنسيان يوم الحساب في قوله: «إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب:» ص - 26.فقد تبين أن إنكار اللقاء و نسيان يوم الحساب يوجب رضى الإنسان بالحياة الدنيا و الاطمئنان إليها من الآخرة و قصر العلم عليه و انحصار الطلب فيه، و إذ كان المدار على حقيقة الذكر و الطلب لم يكن فرق بين إنكاره و الرضى بالحياة الدنيا قولا و فعلا أو فعلا مع القول الخالي به.و تبين أيضا أن الاعتقاد بالمعاد أحد الأصول التي يتقوم بها الدين إذ بسقوطه يسقط الأمر و النهي و الوعد و الوعيد و النبوة و الوحي و هو بطلان الدين الإلهي من رأس.و قوله: «أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون» بيان لجزائهم بالنار الخالدة قبال أعمالهم التي كسبوها.

        الاخت الفاضلة
        امال يوسف
        جعلكم الله ممن يحبون لقاء ربهم
        sigpic

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X