تعتبر القصيدة الحسينية من اكثر الانواع التدوينية التي تحتاج الى اساليب فنية توازي هذا الشيوع التاريخي والحدث المعلوم عند الناس بجميع حيثياته توازنا من المعروض التعاقبي لقرون وتنوع هذه التقنيات والاساليب والبنى الفنية محاولة لتماهي القصيدة الحسينية مع تلك التجارب العظيمة التي سبقتنا وتركت تراثا مؤثرا على تجارب اغلب الشعراء ان لم نقل جميعهم ومن لم يسمح له عمره من التأثر المباشر فيتأثر تأثرا غير مباشرا عبر حلقة وصل اي وسيط فني والشاعر فارس الوائلي استقى هذا التأثر وشغف الانتماء من عائلة شعرية تتكون من الأب الشاعر الحسيني محمد غالي الوائلي وكذلك لفارس اخويين شاعرين هما الشاعر عبد الامير ـ وكريم الوائلي ومن الطبيعي ان يشكل هذا التأثير البيئي قوة مضافة الى التأثر العائلي مكونا هياما ينصهر في الذات حتى يصل الامر الى ان يصاغ عبر رؤيا تطل عليه في المنام تلهمه القصيد ليكتب اول قصيدة حسينية عام 1998م مسبوقة بتجربة الوجداني والمعروف ان الاشتغالات الشعرية في الشعر المنبري تعتمد على المرتكز الشعوري لبناء القاعدة الجمالية والمشاركة الوجدانية لها مرتكزين اولها الاساس التاريخي لجرح الواقعة المؤثر وثانيهما الابعاد النصية المتمثلة بالاساليب المتنوعة أي فضاءات النص والتي ترتكز في المنبر الحسيني على القيمة السردية ... فقد حاول الشاعر الوائلي فتح هذا الفضاء على سمة التكوين الشعري ( نشر ليل اهدعش جنحه ....على طف كربله وعسعس وجمرات الخيم نجمات ابظلام أحزانه تتنفس ) روافد متعددة لكل مقطع من هذه المقاطع له اسلوب اشتغال خاص به ليصب في المصب الرئيسي مكونا سقف تعبيري مشيد على ابعاد متحركة من مجازات وانزياحات ورديات شعرية مرنة ذات سلاسة موضوعية ... كان المتكلم لرمز يكثف من خلالها الدلالات المؤثرة ( آنه أم الخدر زينب الماشافت خيالي العين ) وللبحث عن مسوغات فنية تكون فاعلة تدفع الموضوعية نحو صلب الجذر التكويني ـ والذي يتمثل في المسعى الرسالي ( شخصية الرسول/ص/)( يجدي وبظلام الليل أدور وين أخوي حسين ) عملية استرسال مرنة تشكل بؤر شعرية تذهب الى ابعد من تأث3يثها الذهني مثلا نقرأ ( فج كبر المدينة وكوم ... يجدي وانتفض منه ) نلاحظ شيئا من دقة العملية التدوينية والتي ربما تكون خلف قصدية الشاعر هناك مفردتان رسمتا في هذا البيت الشعري ( قبر ) و ( انتفض ) والمفردتا بطبيعة الحال يشكلان تضادا واضحا فيه الكثير من التنافر فعندما يتم جمعهما في بيت واحد يكون المعنى المؤول اقرب من المعنى المباشر ( هم شاؤوا ان يكون مثواك قبرا ) لكن قضية الحسين تستحق رفض السكوت والوثوب ، النهوض وبمعنى التعامل من الرسول الكريم تعاملا حييا ومثل هذه الشعرية ستختصر الكثير من التفاصيل لتضخ فيها روح التوهج الشعوري المؤثر كالحلمية والتمني .. ( عسه أبن أمي بعد بي روح .. ويجود بجلمة الخوه واكلن هوه كل ما شوف جسد لاجنه مو هوه ) نجد ان تنوع الخطاب باشتغالات خبريرة وسردية بوحية تستحضر رمز الامومة المقدس الزهراء عليها افضل السلام ( أشم عطر الزجية يفوح منه بساحة المصرع ) ومن ثم الاعتماد على المخاطب المباشر .. وكذلك نجد ان شعرية الملمع نوعت الجرس الصوتي وغيرت من نمطية الاسترسال ... ونتيجة نصل اليها كخلاصة تشخيص تأملي بان الشاعر الوائلي استطاع امتلاك خصوبة مهارية مكنته من تدوين صيغ شعورية تمتن السرد ية باستجلاءات شعرية تلج عمق البناء الشعوري ( يكله الوالد من يموت ولده واخوته تحضره ويحط خده على خد الكاع دفانه ويتم امره وانت بلا دفن ظليت ثلث تيام عالغبره ) ونجد عمق البناء الفكري في حواريات مؤثرة جدا ومنها الحوار بين النحر القطيع وزين العابدين عليه السلام ونحن ندرك كم يمتلك مثل هذا الموضوع من مؤؤولات عقائدية وفكرية وفيها الكثير من الخروقات الطبيعية خرق الناموس الاعتيادي يفك قيد الاسر ليرد المدفن دون علم هذا الحرس والحديد .. ثم نتأمل قوة تكرار اللازمة شعوريا في قصيدة يا ناعي وتضخيم الجرس الصوتي ويساعد في ربط اجزاء القصيدة وتماسكها مع ما يتحقق من قيم الانزياح(يا ناعي طوح بالالم ... شوف شجرة بدار الكرم تلكه الحلم مرمي بسهم وسلمت روح الغانمه )فنجد من خلال المرتكزات الشعرية ان شاعرنا الوائلي عرف ان سرديات الفاجعة حين تقدم بإطار شعري سيكون اكثر امكانية لاستقراء القصائد وزخ الشعوري كتقنية من تقنيات التوصيل ( يا ناعي
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
شعرية القصيدة الحسينية
تقليص