إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

احتجاج الامام علي (عليه السلام) مع ابي بكر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • احتجاج الامام علي (عليه السلام) مع ابي بكر

    احتجاج الامام علي (عليه السلام) مع ابي بكر


    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين
    الى كل اخوتي في منتدى الكفيل اهدي لهم هذا الاحتاج الذي جرى بين امير المؤمنين عليه السلام وابي بكر
    عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده - عليهم
    السلام - قال: لما كان من أمر أبي بكر - وبيعة الناس له، وفعلهم بعلي بن أبي طالب
    عليه السلام - ما كان، لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط ويرى منه انقباضا، فكبرذلك على أبي بكر، فأحب لقاءه واستخراج ما عنده، والمعذرة إليه مما (1) اجتمع الناس
    عليه، وتقليد هم إياه أمر الامة وقلة رغبته في ذلك وزهده فيه. أتاه في وقت غفلة
    وطلب منه الخلوة، وقال له: والله يا أبا الحسن ما كان هذا الامر مواطاة مني، ولا
    رغبة فيما وقعت فيه، ولا حرصا عليه، ولا ثقة بنفسي فيما تحتاج (2) إليه الامة، ولا
    وقة لي بمال (3)، ولا كثرة العشيرة، ولا استئثار به (4) دون غيري، فما لك تضمر علي
    ما لم أستحقه منك، وتظهر لي الكراهة فيما صرت إليه، وتنظر إلي بعين السامة مني ؟ !
    قال: فقال له عليه السلام: فما حملك عليه إذ (5) لم ترغب فيه، ولا حرصت عليه، ولا
    وثقت بنفسك في القيام به وبما يحتاج (6) منك فيه ؟ ! فقال أبو بكر: حديث سمعته من
    رسول الله - صلى الله عليه وآله -: إن الله لا يجمع أمتي على ضلال (7)، ولما رأيت
    اجتماعهم اتبعت حديث النبي - صلى الله عليه وآله - وأحلت أن يكون اجتماعهم على خلاف
    الهدى، فأعطيتهم (8) قود الاجابة، ولو علمت أن أحدا يتخلف لا متنعت ! قال: فقال علي
    عليه السلام: أما ما ذكرت من حديث النبي صلى الله عليه وآله: أن الله لا يجمع أمتي
    على ضلال، أفكنت من الامة أو لم أكن ؟ ! قال: بلى. قال: وكذلك العصابة المتنعة عليك
    من سلمان وعمار وأبي ذر والمقداد وابن عبادة ومن معه من الانصار ؟ قال: كل من الامة. فقال علي عليه السلام: فكيف
    تحتج بحديث النبي صلى الله عليه وآله وأمثال هؤلاء قد تخلفوا عنك، وليس للامة فيهم
    طعن، ولا في صحبة الرسول ونصيحته منهم تقصير ؟ ! قال: ما علمت بتخلفهم إلا من بعد
    إبرام الامر، وخفت إن دفعت عني الامر أن يتفاقم (1) إلى أن يرجع الناس مرتدين عن
    الدين، وكان ممارستكم إلى أن أجبتم أهون مؤنة على الدين وأبقى له من ضرب الناس
    بعضهم ببعض فيرجعوا كفارا، وعلمت أنك لست بدوني في الابقاء عليهم وعلى أديانهم !.
    قال علي عليه السلام: اجل، ولكن أخبرني عن الذي يستحق هذا الامر، بما يستحقه ؟ فقال
    أبو بكر: بالنصيحة، والوفاء، ودفع المداهنة (2)، والمحاباة (3)، وحسن السيرة،
    وإظهار العدل، والعلم بالكتاب والسنة وفصل الخطاب، مع الزهد في الدنيا وقلة الرغبة
    فيها، وانصاف المظلوم من الظالم للقريب (4) والبعيد.. ثم سكت. فقال علي عليه
    السلام: والسابقة والقرابة ؟ ! فقال أبو بكر: والسابقة والقرابة. قال (5): فقال علي
    عليه السلام: أنشدك بالله (6) يا أبا بكر أفي نفسك تجد هذه الخصال، أو في ؟ ! قال أبو بكر (1): بل فيك يا أبا الحسن. قال: أنشدك بالله أنا
    المجيب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذكران المسلمين، أم أنت (2) ؟ قال:
    بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنا الاذان (3) لاهل الموسم ولجميع الامة بسورة براءة،
    أم انت (4) ؟ ! قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنا وقيت رسول الله بنفسي يوم الغار، أم أنت (1) ؟
    قال: بل أنت. قال: فأنشدك (2) بالله ألي (3) الولاية من الله مع ولاية رسوله (4) في
    آية زكاة الخاتم، أم لك قال: بل لك. قال: فأنشدك (1) بالله أنا المولى لك ولكل مسلم بحديث النبي صلى الله
    عليه وآل يوم الغدير (2)، أم أنت ؟ قال: بل أنت. قال: فأنشدك (3) بالله ألي (4)
    الوزارة من رسول الله صلى الله عليه وآله والمثل من هارون وموسى (5)، أم لك (6) ؟
    قال: بل لك. قال: فأنشدك بالله أبي برز رسول الله صلى الله عليه وآله وبأهل بيتي
    وولدي في مباهلة المشركين من النصارى، أم بك وبأهلك وولدك (1) ؟ قال: بكم. قال:
    فأنشدك بالله ألي ولاهلي وولدي آية التطهير من الرجس (2)، أم لك ولاهل بيتك ؟ قال:
    بل لك ولاهل بيتك. قال: فأنشدك بالله أنا صاحب دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله
    وأهلي وولدي يوم الكساء: اللهم هولاء أهلي إليك لا إلى النار (3)، أم أنت ؟ قال: بل
    أنت وأهلك وولدك. قال: فأنشدك بالله أنا صاحب الآية [يوفون بالنذر ويخافون يوما كان
    شره مستطيرا] (4)، أم أنت ؟ قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنت الفتى الذي نودي من
    السماء: لا سيف إلا ؟ ؟الفقار ولا فتى إلا علي (1)، أم أنا ؟ قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنت الذي ردت
    له الشمس لوقت صلاته فصلاها ثم توارت (2)، أم أنا ؟ قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله
    أنت الذي حباك رسول الله صلى الله عليه وآله برايته يوم خيبر ففتح الله له (3)، أم
    أنا ؟ قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنت الذي نفست عن رسول الله صلى الله عليه
    وآله كربته وعن المسلمين بقتل عمرو بن عبدود (1)، أو (2) أنا ؟ قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله
    أنت الذي ائتمنك رسول الله صلى الله عليه وآله على رسالته إلى الجن فأجابت، أم أنا
    ؟ قال: بل أنت. قال: أنشدك بالله أنت الذي طهرك رسول الله صلى الله عليه وآله من
    السفاح من آدم إلى أبيك بقوله صلى الله عليه واله: أنا وأنت من نكاح لا من سفاح، من
    آدم إلى عبد المطلب أم أنا (3) ؟ قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنا الذي اختارني
    رسول الله صلى الله عليه وآله وزوجني ابنته فاطمة عليها السلام وقال: الله زوجك
    (4)، أم أنت ؟ قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنا والد الحسن والحسين ريحانتيه
    اللذين قال فيهما: هذان سيداشباب أهل الجنة (1) وأبوهما خير منهما، أم أنت ؟ قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله
    أخوك المزين بجناحين في الجنة يطير بهما (2) مع الملائكة، أم أخي ؟ قال: بل أخوك.
    قال: فأنشدك بالله أنا ضمنت دين رسول الله صلى الله عليه وآله وناديت في المواسم
    (3) بانجار ؟ ؟ ؟، أم أنت ؟ ! قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنا الذي دعاه رسول
    الله صلى الله عليه وآله لطير عنده يريد أكله، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك
    بعدي (4)، أم أنت ؟ قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنا الذي بشرني رسول الله صلى
    الله عليه وآله بقتل (5) الناكثين والقاسطين والمارقين على تأويل القرآن (6)، أم
    أنت ؟قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنا الذي شهدت آخر كلام رسول الله صلى الله عليه
    وآله ووليت غسله ودفنه، أم أنت ؟ قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنا الذي دل عليه
    رسول الله صلى الله عليه وآله بعلم القضاء بقوله: " علي أقضاكم " (1)، أم أنت ؟
    قال: بل أنت. قال: فأنشدك (2) الله (3) أنا الذي أمر لي (4) رسول الله صلى الله
    عليه وآله اصحابه بالسلام علي (5) بالامرة في حياته (6)، أم أنت ؟قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنت الذي سبقت له القرابة من رسول الله صلى الله
    عليه وآله وسلم، أم أنا ؟. قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنت الذي حباك الله
    عزوجل بدينار عند حاجته (1)، وباعك جبرئيل عليه السلام، وأضفت محمدا صلى الله عليه
    وآله، وأضفت (2) ولده أم أنا (3) ؟ قال: فبكى أبو بكر ! [و] (4) قال: بل أنت. قال:
    فأنشدك بالله انت الذي حملك رسول الله صلى الله عليه وآله على كتفه (5) في طرح صنم
    الكعبة وكسره حتى لو شاء أن ينال أفق السماء لنالها (6)، أم أنا ؟ قال: بل أنت.
    قال: فأنشدك بالله أنت الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت صاحب لوائي
    في الدنيا والاخرة (7)، أم أنا ؟قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنت الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بفتح
    بابه في مسجده حين أمر بسد جميع بابه - أبواب أصحابه وأهل بيته (1) - وأحل له فيه
    ما أحله الله له (2)، أم أنا ؟ قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنت الذي قدم بين
    يدي نجواه لرسول الله (3) صلى الله عليه وآله صدقة فناجاه، أم أنا - إذ عاتب الله
    عزوجل قوما فقال: [أء شفقتم أن تقدموا بين يدي نجويكم صدقات] (4) الآية (5) - ؟
    قال: بل أنت. قال: فأنشدك بالله أنت الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله -
    لفاطمة: زوجك أول الناس إيمانا وأرجحهم إسلاما. في كلام له، أم انا ؟ (1). قال: بل أنت.
    قال: فأنشدك بالله أنت الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: الحق مع علي وعلي
    مع الحق، لا يفترقان حتى يردا علي حوض (2)، أم أنا ؟ قال: بل أنت (3). قال:.. فلم
    يزل عليه السلام بعد عليه مناقبه التي جعل الله عزوجل له دونه ودون غيره. ويقول له
    أبو بكر: بل أنت. قال: فبهذا وشبهه يستحق القيام بأمور أمة محمد صلى الله عليه
    وآله. فقال له علي عليه السلام: فما الذي غرك عن الله وعن رسوله وعن دينه وأنت
    خلو مما يحتاج إليه أهل دينه ؟ قال: فبكى أبو بكر وقال: صدقت يا أبا الحسن، أنظرني
    يومي هذا فادبر ما أنا فيه وما سمعت منك. قال: فقال له علي عليه السلام: لك ذلك يا
    أبا بكر. فرجع من عنده وخلا بنفسه يومه ولم يأذن لاحد إلى الليل، وعمر يتردد في
    الناس لما بلغه من خلوته بعلي عليه السلام. فبات في ليلته، فرأى رسول الله صلى الله
    عليه وآله في منامه ممثلا (1) له في مجلسه، فقام إليه أبو بكر ليسلم عليه، فولى
    وجهه، فصار (2) مقابل وجهه، فسلم عليه فولى عنه وجهه (3). فقال أبو بكر: يا رسول
    الله ! هل أمرت بامر فلم أفعل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أرد السلام
    عليك وقد عاديت الله ورسوله وعاديت من والاه (4) الله ورسوله ! رد الحق إلى أهله.
    قال: فقلت: من أهله ؟ قال: من عاتبك عليه، وهو علي. قال: فقد رددت عليه يا رسول
    الله بأمرك. قال: فأصبح وبكى، وقال لعلي عليه السلام: ابسط يدك، فبايعه وسلم إليه
    الامر. وقال له: أخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، فاخبر الناس بما رأيت
    في ليلتي وما جرى بيني وبينك، فاخرج نفسي من هذا الامر وأسلم عليك
    بالامرة ؟ قال: فقال (1) علي عليه السلام: نعم. فخرج من عنده متغيرا لونه عاليا
    نفسه (2)، فصادفه عمر وهو في طلبه. فقال (3): ما حالك يا خليفة رسول الله.. ؟
    فأخبره بما كان منه وما رأى وما جرى بينه وبين علي عليه السلام. فقال (4) عمر:
    أنشدك بالله (5) يا خليفة رسول الله ان تغتر بسحر بني هاشم ! فليس هذا بأول سحر
    منهم.. فما زال به حتى رده عن رأيه وصرفه عن عزمه، ورغبه (6) فيما هو فيه، وأمره
    بالثبات [عليه] (7) والقيام به. قال: فأتى علي عليه السلام المسجد للميعاد، فلم ير
    فيه منهم احدا، فأحس (8) بالشر منهم، فقعد إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله،
    فمر به عمر فقال: يا علي دون ما تروم خرط القتاد، فعلم بالامر وقام ورجع إلى بيته.
    بحار الأنوار
    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 26-06-2011, 04:44 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X