إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البسيكولوجيا في نهج البلاغة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البسيكولوجيا في نهج البلاغة

    ربما التعامل مع المصطلحات الحديثة يسبب بعض الإرباك في عملية التلقي وهذا سبب رئيسي من أسباب اهمالها دون حساب لأمر يبعد عنا فرصة الكشف عن حيوية الكثير من الموروث الإنساني الثري، ونهج البلاغة من أكثر المواريث إبداعا يتوائم مع مساحة كل مستحدث، والمحتوى البسيكولوجي هو منهج خاص بالشخصيات والمواضيع الكلامية أي إنه يتحرك داخل المنهج التاريخي فيذكر لنا تكوينات افعال لبعض الرموز سلبا أو ايجابا من أجل الإستدلال الوعظي أو التحفيزي بغض النظر عن ارتباطه بمنهج السيرة الذاتية للشخصية، كقوله عليه السلامانبئت بسرا قد اطلع اليمن، واني والله لأظن ان هؤلاء القوم سيُدالون منكم باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم، وبمعصيتكم امامكم في الحق وطاعتهم امامهم في الباطل، وبادائهم الامانة الى صاحبهم وخيانتكم، وبصلاحهم في بلادهم وفسادكم، فلو ائتمنت احدكم على قعب لخشيت ان يذهب بعلاقته) اطلع اليمن: بلغها وتمكن فيها وغشيها بجيشه، سيُدالون منكم: ستكون لهم الدولة بدلكم بذلك السبب القوي وهو اجتماع كلمتهم وطاعتهم لصاحبهم، القـُعُب: القدح الضخم .رغم ان بعض النقاد اختلط عليهم الامر فعدوه ضمن هذه المناهج السيرية ومنهم من رأى انها تعني شيئا من جماليات علم النفس، وحسنات المحتوى البسيكولوجي انه سيكون لنا رأيا داخل المرجع النصي دون الحاجة لما هو خارجي بالبحث عن معلومات تاريخية سياسية واجتماعية متعلقة بحياة الرموز، فهناك نتائج متعلقة بافعال شخصيات كثيرة يذكرها الإمام علي عليه السلام، منها كتابه لمعاويةوان البغي والزور يذيعان بالمرء في دينه ودنياه، ويبديان خلله عندما يعيبه وقد علمت انك غير مدرك ما قضي فواته، وقد رام أقوام امرا بغير الحق فتاولوا على الله فاكذبهم، فاحذر يوما يغتبط فيه من احمد عاقبة عمله، ويندم من امكن الشيطان من قياديه فلم يجاذبه) يذيعان بالمرء: يشهرانه ويفضحانه، ماقضى فواته: هو دم عثمان والانتصار له، ومعاوية يعلم انه لايدركه لانقضاء الامر بموت عثمان، فاكذبهم: اولئك الذين فتحوا الفتنة بطلب دم عثمان يريد بهم اصحاب الجمل. وثمة أقوال كشفت عن مساحات نفسية، والتي لابد أن تكشف عن أحداث ووقائع معينة ليستنتج من خلالها لفعل مستقبلي آتٍ..كوصيته للإمام الحسن عليهما السلام: (واعلم ان امامك عقبة كؤودا، المخف فيها احسن حالا من المثقل، والمبطئ عليها اقبح حالا من المسرع، وان مهبطك بها لامحالة على جنة او على نار، فارتد لنفسك قبل نزولك) كؤودا: صعبة المرتقى، المخف: الذي خفف حمله، والمثقل: بعكسه وهو من اثقل ظهره بالاوزار، فارتد لنفسك: أي ابعث رائدا من طيبات الاعمال توقفك الثقة به على جودة المنزل.لتمنحنا مثل هذه المكاشفات متعة المتابعة وتبرز فيها تنوعات الأساليب ان تعرض من خلالها مثل هذه الشخصيات والوقائع وهذا يعني لنا ان المحتوى البسيكولوجي يهتم بالمضمونية القصدية سوى أن تكون ذاتية أو موضوعية وذاتية الإمام علي عليه السلام انصهرت في الموضوعية، يقول عليه السلام: (وانما هي نفسي اروضها بالتقوى، لتاتي امنة يوم الخوف الاكبر، وتثبت عل جوانب المزلق، ولو شئت لاهتديت الطريق الى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز، ولكن هيهات ان يغلبني هواي ويقودني جشعي الى تخير الاطعمة، ولعل بالحجاز او اليمامة من لاطمع له بالقرص ولاعهد له بالشبع) اروضها: اذللها، المزلق: موضع ما تخشى الزلة وهو الصراط، لقد كان الامام علي عليه السلام اماما عالي السلطان واسع الامكان فلو اراد التمتع باي اللذائذ شاء لم يمنعه مانع وهو قوله ولو شئت لاهتديت..الخ، القز: الحرير، الجشع: شدة الحرص ونجد إن هذا المحتوى تشخيصي يكشف الخلل ويحرض على العلاج وهو كمضمون دلالي يتوصل عبر تراكيب سردية تتوافق مع الرؤية القصدية المؤثرة ويسهم قي العملية التوصيلية إذ تشد الإنتباه عن ذكر الشخصيات والأحداث، كقوله عليه السلام في صفة من يتصدى للحكم وليس لذلك باهل: (ان ابغض الخلائق الى الله رجلان: رجل وكله الله الى نفسه فهو جائر عند قصد السبيل مشغوف بكلام بدعة ودعاء ضلالة فهو فتنة لمن افتتن به، ضال عن هدي من كان قبله، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته، حمال خطايا غيره، رهن بخطيئته) وكله الى نفسه: تركه ونفسه وهو كناية عن ذهابه خلف هواه فيما يعتقد ولايرجع الى حقيقة من الدين ولا يهتدي بدليل من الكتاب فهذا جائر عن قصد السبيل وعادل عن جادته.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X