تتفقون معي في هذا الطرح للمشكلة التي تبدأ صغيرة كما يراها البعض وأراها كبيرة لأنها فيما بعد تكون سببا لانحراف شباب المستقبل .
المشكلة هي سكوت الآباء والأمهات عن تصرفات أبنائهم في الصغر , بحيث يتركون ما يقترفون دون عقاب أو توجيه إلى الصواب أو تنبيه بأن ما يفعلوه خطأ , فنجد مثلا: أن بعض الأولاد يدخل على أهله البيت وفي يده كيس مملوء بإحدى ثمار الحمضيات كالليمون مثلا أو بفاكهة المانجا ( الأمبا ) أو أي ثمرة من أي شجرة من الأشجار أو بعض محصولات الخضروات التي توجد في مزارع القرية, والأسرة تعلم أن ليس عندها مزرعة يمكن للولد أن يأخذ من ثمارها , فيدخل الولد بهذا الكيس فيسأل من أين هذا فيقول ( خربناه من مزرعة فلان أنا وزميلي ...) سيظن الولد أنه سيعاقب على فعلته , ولكن للأسف يتفاجأ بأن الأب أو الأم يبتسمان له ويباركان فعلته , أو تجد أحد الأبناء قد دخل البيت وقد لبس نعالا ( وطية ) جديدة غالية الثمن يعلم الأب أنه لم ولن يشتريها لولده أو حتى أي نعالا ليست له أصلا يكون قد سرقها من أمام إحدى المساجد ؛ يجد الأسرة تبتسم له وتبارك فعلته , بالتالي يبدأ الولد يتمادى شيئا فشيئا ويعتاد على السرقة اليوم سرق ( خرب ) ليمون وغدا يفتح سيارة ويسرق ما فيها , وبعد غد يسرق السيارة كلها أو يسرق محلا والأهل في غياب تام عما يقترفه ولدهم .
عندما ينشأ الولد على هذه التربية ويكبر عليها , ويدخل المدرسة ولا تؤثر فيه كل الأساليب التربوية التي يستخدمها المعلمون لتعديل سلوكه , وفيما بعد تلقي الأسرة بالملامة على المدرسة والمدرسين , محملة إيّاهم مسؤولية تدني مستوى ابنهم الدراسي والأخلاقي .
بربكم من المسؤول في هذه الحالة ؟
أرجو طرح آرائكم حول الموضوع للخروج بحلول لمثل هذه المشاكل , وما العمل مع مثل هذه الحالات والأسر ؟
تعليق