إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصتي والقلم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصتي والقلم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    في لحظة كنت أُخربش فيها بالقلم وأنثر حروفاً لا تُعطي كلمة ولا تُفيد معنى كان هدفي من وراء ذلك التسلية ليس إلا ، قاصداً الخروج من دوامة المواضيع التي أنستني تلك الأيام التي كنتُ فيها طفلاً أحاول أن أمسك بالقلم لأُقلد من هم أكبر مني سناً ، تارة أرسم دوائر مفتوحة غلقها صعبٌ علي وأكتب خطوطاً متعرجةً يتقاطع بعضها ويتحاذى بعضها ويلتوي بعضها على بعض ، وتارة أضغط على القلم بقوة فأُمزق به الورقة لأصرخ باكياً مستجدياً في ذلك والدتي لتعطيني ورقة جديدة بدلاً من تلك التي مزقتُها بقلمي ، نعم لقد نسيتُ تلك الأيام التي ألححتُ فيها على والدي رحمه الله أن يذهب معي إلى المدرسة فكان يرفض ذلك ويحاول أن يُقنعني بأن أعمل في مجال خياطة المشالح فذلك أجدى لي وذي فائدة أفضل ، مما دعا بي إلى أن أصرخ وأبكي وأرفض الذهاب إلى مجالس الخياطين ما لم يُلبى طلبي ، لم يعبأ والدي حينها بذلك الطلب ، وأخذني عنوة إلى مجلس أحد الخياطين وأمره أن يهتم في تعليمي مهنة الخياطة ، كان عمري في ذلك الوقت 6 سنوات طفل صغير أهوى اللعب ، شعرتُ بكبت نفسي بسبب الحد من حريتي لوقتٍ طويل ، يبدأ من الساعة 7 صباحاً وينتهي عند الساعة الخامسة مساءاً ، وكان ذلك الخياط عنيفاً معي يُريد مني أن أتعلم سريعاً ولا يسمح لي باللعب ، مللتُ من هذا الحال وقررت عدم الذهاب إلى ذلك المكان ، لكن والدي كان لي بالمرصاد لا يدعني أتلذذ بطيب اللعب مع أخوتي ومن هم في سني من جيراني ، فكان يأخذني عنوة كل صباح إلى ذلك المجلس الذي صار لي شبحاً مخيفاً ، لكني استسلمتُ إلى قدري ، وبدأتُ انصاع إلى توجيهات ذلك الخياط لأتعلم كيف أفصل البشت وكيف أخيط البطانه وما هي إلا شهور قليلة حتى تعلمت المكسر والتركيب ، طبعاً أعلم بأن أغلبكم لا يعرف ما هو المكسر وما هو التركيب فهذه مصطلحات لا يعرفها إلا من امتهن هذه المهنة ، مضى عام وأنا أعمل في هذه المهنة وقد أتقنتها مما جعل ذلك الخياط يُبدي اعجابه لوالدي ويخبره بأن مستقبلي سيكون زاهراً في امتهان الخياطة ، كان لي أَخَوَان أراد أبي أن يُسجلهما في المدرسة ، فأصريت على أن أكون ثالثهما فرفض ذلك وقال أنت مستقبلك في الخياطة ، لم يرق لي كلامه فأخذتُ أصرخ وأبكي وأصر على الذهاب معه ، لم يعبأ بي وأخذ أَخَوَي وسجلهما ، بدأتُ في التقاعس عن الذهاب إلى العمل ، فنلتُ لذلك أشد العقاب ، صرتُ في حالٍ يدعو إلى الشفقة ، خصوصاً من قِبل أمي التي لا تحتمل أن تراني باكي العين حزين القلب هزيل البنية ، فأخبرت والدي بأنه إن استمر حالي على هذا الوضع فسأموت وسيفقد هو أكبر أولاده والذي عليه المعول بعده ، وحثته على تسجيلي في المدرسة ، على أن أدرس صباحاً وأعمل في المساء ، اقتنع الوالد بكلام والدتي وأخذني إلى المدرسة وسجلني لأبدأ بذلك مشوار التعلم ومصاحبة القلم ، وها أنا ذا اليوم وحتى ما إذا اردت التسلية مسكت بالقلم فهو قريني وهو صاحبي وهو الذي لا أستغني عنه أبداً فإن لم يكن بين أناملي فهو أكيد لن يبتعد عن جيبي

    نعم لقد تذكرتُ اليوم ما قد أنسانيه الدهر تذكرت اللخظة التي مسكت فيها بالقلم واللحظة التي صرت فيها له صاحباً وقريناً

    صــ آل محمد ــداح

    منقوول
    " وَلَسَوْفَ يُعْطِيك رَبّك فَتَرْضَى "
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X