إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ

    ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ..﴾.. رأى النبي () في السنة السادسة للهجرة رؤيا مبشرة، وهي أنه دخل مكة فاتحاً؛ فنقل ذلك إلى المسلمين.. وعندما ذهبوا إلى مكة، ولم يدخلوها في تلك السنة التي تم فيها عقد صلح الحديبية؛ دخل الشك في نفوس البعض.. ولكن الله -عز وجل- صدق وعده لاحقاً، وجعل هذا المنام محققاً!..
    ليس كل منام يعتدّ به، فالمنامات متنوعة: منها ما هو أضغاث أحلام، ومنها ما لا معنى له، ومنها ما هو انعكاس اللاشعور؛ أي العقل الباطني.. فالإنسان الذي عنده عداوة مع أحدهم، من المؤكد أنه سيراه في المنام على شكل حيوان كاسر -مثلاً-.. هذا المنام لا قيمة له؛ لأنه منام شيطاني، يريد أن يُعمّق العداوة بينهما.. ولطالما تفككت أسر بسبب منامات: كأن يرى الزوج في المنام، أن زوجته تخونه -مثلاً- ويا لها من كارثة: إنسان يبني عشه الزوجي أو يهدمه على منام!.. وكذلك العكس: هناك من يرى إنساناً فاسقاً منحرفاً في منامه، وكأنه ملك يطير في السماء بجناحين، أو كأنه قطعة من النور؛ وإذا به يتبعه!..
    فإذن، إن المنامات الصادق منها قليل، ولهذا عندما يذكر القرآن المنامات الصادقة؛ فإنها يذكرها في مقدمات، وفي سورة من القرآن: كمنام يوسف -عليه السلام- عندما رأى أحد عشر كوكباً، ومنام النبي () عندما رأى أنه يدخل المسجد الحرام.. ولكن الأصل في المنام -بالنسبة لغير المعصومين- عدم الحجية، ﴿إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾.. لذا، فإن المؤمن لا يمشي خلف الظنون: كالأبراج، والطالع، وفتح الكتاب، والفال؛ هذه الخزعبلات التي يصدقها بعض العقلاء مع الأسف!.. والذي يعتقد بهذه الأمور، يُشكّ في عقله؛ لأنه لو كان عاقلاً؛ لما اتبع الظن.. فالمؤمن لا يمشي إلا خلف اليقين.
    ثانياً: النبي () رأى في المنام أنه دخل المسجد الحرام، قال تعالى: ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ.. رب العالمين هو صاحب الوعد، ولكن بما أن القضية مستقبلية؛ فقد علّقها بالمشيئة.. وعليه، فإن المؤمن دائماً وأبداً يُعلّق أموره المستقبلية على المشيئة ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ﴾.. والمؤمن عندما يقول: إن شاء؛ يقولها بكل معنى الكلمة، لا مجاملة!.. فرب العالمين بيده مقاليد الأمور، وحياة أحدنا بمثابة الكهرباء فيها صور من النشاط، ولكن إذا أطفئ الزر الرئيسي؛ فإن كل شيء يتحوّل إلى سكون.. ونحن كذلك فحياتنا بمثابة أزرار: يفتح زراً، ويغلق زراً، وساعة الممات يغلق الأزرار جميعها.. فإيانا أن نعتمد على ما نحن فيه!..
    ﴿..آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ..﴾..إن رب العالمين لم يقل: ستدخلون المسجد الحرام فاتحين!.. فالنبي () ذهب مع أصحابه إلى مكة ليعتمر، ولكنه عاد بصلح الحديبية.. وبالتالي، فإن العبادة كلها في جانب، والأمان في جانب.. ولهذا ورد في روايات أهل البيت، عن رسول الله (): (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا).. عندما يكون الجسم سالماً، والقوت مؤمّناً، والطريق سالكاً؛ ما الذي يريده الإنسان غير هذا من رب العالمين؟.. ولكن بني آدم لا يشكر النعمة!.. وعليه، فإن الإنسان المؤمن، يطلب من الله -عز وجل- الأمن والأمان والعافية.
    ﴿..فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا.... الإنسان دائماً في عجلة من أمره!.. فرب العالمين أرى نبيه الفتح، وأنه سيدخل المسجد الحرام آمناً.. ولكنه لم يُعلمه متى سيكون ذلك، ولا كيف سيتم الأمر!.. لذا، فإنه في السنة السادسة، عندما صد المشركون المسلمين عن مكة، وعقدوا الصلح، طالبوا رسول الله ()، بالوعد وعاتبوه.. ومن هنا يقول القرآن الكريم: ﴿فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا.. وعليه، فإن المؤمن يسأل الله -عز وجل- حاجته، ويوكل الأمر إليه، فهو الذي يعلم متى يعطيه الحاجة.. مثلاً: رب العالمين قدر مبلغاً وفيراً لأحدهم، وأمضاه، ولكنه حبسه عنه في هذه السنة؛ لأن إيمانه غير مكتمل.. وإن أُعطي هذا المال، فإنه سيذهب إلى بلاد الفسق والفجور، ويرجع بخزي الدنيا والآخرة.. لذا، فإنه يؤخره إلى أن يصير ناضجاً وعاقلاً واعياً؛ عندئذ رب العالمين ينزل عليه الرزق المحبوس!.. أو -مثلاً- هناك شاب يريد فتاة مؤمنة، فلا ييسر له الأمر؛ لأنه حاد المزاج.. ولكن بعد سنة أو سنتين، عندما يهدأ، ويصبح على مستوى المسؤولية؛ يوفقه لذلك، ويتم له ما يريد!..
    ﴿..فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا..﴾.. رب العالمين وعدهم بفتح مكة، ولكنه أعطاهم صلح الحديبية؛ فسماه فتحاً قريباً؛ لأن هذا الصلح، كان مقدمةً لذلك الفتح المبين.
    ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾..أي أن الله -عز وجل- هو الذي أرسل محمداً بالإسلام الذي هو دين الحق، لينصره على كل الأديان.
    ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ..﴾.. في ختام سورة "الفتح" رب العالمين يذكر نبيه المصطفى ()بوصف العزة.. يقول بعض المفسرين: أنه في الصلح، "دعا النبي () علياً بن أبي طالب وقال له: (اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم).. فقال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم.. فقال الرسول (): (اكتب: باسمك اللهم).. فكتبها، ثم قال: (اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو).. فقال سهيل: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك.. فقال (): (اكتب: هذا ما صالح عليه محمدُ بن عبدالله، سهيلَ بن عمرو).. فرفض علي أن يمحو كلمة رسول الله بعد ما كتبها، فمحاها الرسول () بنفسه"..ولكن الله -عز وجل- في كتابه الخالد ذكره بوصف الرسالة فقال: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ﴾.

  • #2
    شكرا على الموضوع الرائع

    سلمت يداك و وفقك الله لكل خير

    وكتب لك بكل حرف منه حسنة

    في رعاية الله وحفظه
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    تعليق


    • #3

      بسم الله الرحمن الرحيم
      ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


      الأخ الموالي القدير كربلاء..
      جميل ما طرحته علينا من قصة قرآنية وخاصة ما تطرقت له بخصوص الرؤيا فاسمح لي أن أعرّج على موضوع الرؤيا لما له من أهمية..

      ((انّ الأصل في المنام عدا منام المعصومين عليهم السلام هو عدم الحجية))، هذه القاعدة يجب أن تكون نصب عين كل واحد منّا..
      وانّ الرؤيا هي عبارة عمّا رأته النفس في منامها، فهي ان سيطرت عليها الملائكة كانت الرؤيا صادقة وان سيطرت عليها الشياطين فهي كاذبة، فقد ورد عن الإمام علي عليه السلام: ((إن الله تعالى خلق الروح وجعل لها سلطانا فسلطانها النفس، فإذا نام العبد خرج الروح وبقي سلطانه، فيمر به جيل من الملائكة وجيل من الجن فمهما كان من الرؤيا الصادقة فمن الملائكة ومهما كان من الرؤيا الكاذبة فمن الجن))، وبنفس المضمون ورد عن الإمام الباقر عليه السلام: ((إن العباد إذا ناموا خرجت أرواحهم إلى السماء، فما رأت الروح في السماء فهوالحق وما رأت في الهواء فهو الأضغاث))..

      وهي أي الرؤيا على كل حال تكون على ثلاثة كما ورد عن الرسول صلّى الله عليه وآله ((الرؤيا ثلاثة: بشرى من الله، وتحزين من الشيطان، والذي يحدث به الإنسان نفسه فيراه في منامه))..

      وهناك شروط يجب توفرها في النائم حتى تكون رؤياه معتمدة (النوم على طهارة وطاعة، وأن تكون الرؤيا قبل طلوع الفجر، وأن لا يكون على شبع أو جوع، وعدم انشغال النفس في أمر ما في اليقضة)..
      وعن الإمام الصادق عليه السلام: ((الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن، وتحذير من الشيطان، وأضغاث أحلام))..

      وعلى كل حال على من يرى الرؤيا أن يتفاءل ان كانت الرؤيا فيها البشرى وأن كانت مما يكره فليعمل بما قاله الإمام الصادق عليه السلام: إذا رأى الرجل ما يكره في منامه فليتحول عن شقه الذي كان عليه نائما وليقل: ((إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله)) ثم ليقل: ((عذت بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياؤه المرسلون وعباده الصالحون، من شر ما رأيت، ومن شر الشيطان الرجيم))..

      ومما تجدر الاشارة اليه انّ الرؤيا لا يمكن الاعتماد عليها والركون اليها على انّها واجبة التحقق، لأنّ الأصل عدم الحجية، فلا يرتبنّ أحدكم عليها الأثر إلاّ كما قلنا من باب التفاؤل أو الاستغفار والاستعاذة..


      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        وصل اللهم على محمد وآل محمد

        أخي كربلاء

        رحم الله والديكم وانار بالقران قلوبكم واسعد ارواحكم وجعله لكم رفيقا دنيا وآخرة

        شكرا لهذا الطرح المنير

        في موازينكم بارك الله بكم
        طلبت الله شكثر ياحسين لامره ولامرتين جيك من الحسه ياحسين لومره
        كل خوفي أموت وماأجي الحضره



        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .طرح مفيد واكثر من موضوع استفدت كثيراً جزاك الله كل الخير

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X