تنمية ثقة الطفل بنفسه
إن سلوك جميع أفراد البشر وأساليب معاشرتهم مع الناس إنما هو خلاصة للأساليب التربوية التي اتخذت معهم في دور الطفولة من قبل الآباء أو الأمهات في الأسرة أو من قبل المعلمين في المدرسة. فكل خير أو شر لقنوه إياهم في أيام الطفولة يظهر على سلوكهم عند الكبر وعندما يصبحون أعضاء في هذا المجتمع الانساني الكبير وبعبارة أخرى فإن الوضع الروحي والخلقي والسلوكي للناس في كل عصر إنما هو حصيلة البذور التربوية التي نثرت في أدمغتهم أيام الطفولة.الشخصية وحرية الأرادة والاعتماد على النفس.. وكذلك الحقارة ، والإعتماد على الغير ، والخسة ، صفات تصب ركائزهم في حجر الأم وحضن الأب. فعلى الآباء والأمهات الذين يرغبون في تنشئة اطفال ذوي شخصية أن يهتموا بذلك منذ الأدوار الأولى من حياتهم وينموا هذا الخصلة الطيبة في نفوسهم منذ البداية. انالطفل الذي نشأ في الأسرة على الخسة والحقارة ، ولم يعامله أبواه معاملة انسان ، ولم يعترفا به كعضو محترم من أعضاء الأسرة لا يستطيع في الكبر أن يبدي الاستقلال في تصرفاته والرصانة في شخصيته. انه لا يرى نفسه كفؤاً للاضطلاع بالمسؤوليات التي تلقى على عاتقه ، ولا يرى لنفسه شخصية أصلاً ، أنه موجود شقي نشأ على الخسة منذ البداية ، ومن الصعب جداً أن تستأصل جذور ذلك من كيانه.
إن التربية الصحيحة وتنمية الصفات الفاضلة عند الطفل تتوفر في ظل الأساليب العلمية والتطبيقية الصحيحة فقط ، على الوالدين أن يستوعبا ذلك ، وأن يتابعا حركات الطفل خطوة خطوة ، محاولين تطبيق تلك الأساليب عليه. أما الأسر التي تهمل هذا الجانب فإنها تعجز عن أن تقوم بتربية صالحة لأطفالها.
تعليق