إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

((منهاجيَّة دعاء الإفتتاح إنموذجا)) ::القسم الثاني::

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ((منهاجيَّة دعاء الإفتتاح إنموذجا)) ::القسم الثاني::

    (( قراءة معرفيّة في ضرورة التعاطي العَقَدي والمنهجي مع الإمام المهدي(عليه السلام) في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المُبارك ))
    ================================================== ===

    ((منهاجيَّة دُعاء الإفتتاح إنموذجا))
    ============
    ((القسم الثاني))
    ======



    ((الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، ولم يكن له شريك
    في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ،
    الحمد لله بجميع محامده كلها على جميع نعمه كلها .
    الحمد لله الذي لا مضاد له في ملكه ولا منازع له في امره ،
    الحمد لله الذي لا شريك له في خلقه ولا شبيه له في عظمته .
    الحمد لله الفاشي في الخلق امره وحمده ، الظاهر بالكرم مجده ،
    الباسط بالجود يده ، الذي لا تنقص خزائنه ولا تزيده كثرة العطاء الا جودا وكرما ))


    ومن هنا يبدأ الإمام المهدي/ع/ مُعلّماً إيانا بإسلوبية مخاطبة الله تعالى إذ أنه/ع/ ركّز وبصورة واضحة على إستعمال جملة( الحمد لله) مرارا في حوارية دعاء الإفتتاح
    وهذا يكشف لنا عن عمق ومدى إستحقاقية الله تعالى للحمد والذي هو الثناء عليه سبحانه دوما
    باللسان ووعي واقع ما أنعم به علينا سبحانه.
    ومعنى (الحمد لله) هوأنّ الثناء والتقديس منحصرٌ بالله تعالى فلا أحد غيره يستحق الثناء
    والحمد إلاّ هو سبحانه
    أما غيره تعالى فكل ما يستحقه منّا إن كان متفضلا علينا فهو الشكر فحسب.


    ولذا جائت صياغة المفردة (الحمد لله) بصورة الجملة الأسمية للتدليل على الثبات والدوام بحقانية وإستحقاقيته تعالى للحمد دوما
    ولبيان مزيد الأهتمام بحمده تعالى من قبل الإنسان المؤمن.



    فوعي ومعرفة مفردة (الحمد لله) يجب أن يكون قريبا منا في معطياته العملية يوميا إذ إنّا كثيرا ما نُردد هذه المفردة الراقية في كل صلاة يوميا

    وخاصة في سورة الحمد(الفاتحة) (الحمد لله رب العالمين)


    أما معنى كلمة (الله) فهي عَلَمٌ يُطلق على ذات الله المقدسة الجامعة لصفات الكمال والجلال وجوديا



    وبصورة عامة إنّ النص أعلاه والذي نحن بصدد بيان مضامينه ومعطياته العقدية والإيمانية
    هو مطابقٌ تماما في أغراضه وتأسيساته لأغراض وتأسيسات سورة الحمد(الفاتحة)

    إذ أنّ هذا النص يُركّزعقديا على أصل توحيد الله تعالى وتنزيهه والذي هو اصل الأصول الدينية
    الخمسة فمن التوحيد الألهي يترشح وجوب بعثة الرسل والأنبياء إذ أنهم/ع/ هم الرابط والواسطه بينه
    تعالى وبين البشر
    فقال الله تعالى بهذا الشأن:

    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }الشورى51

    ومن التوحيد يترشح عدل الله ولطفه ووجوب تنصيبه تعالى للأئمة والأوصياء /ع/ من بعد الرسل
    وهذا هو معنى أصل الإمامة
    ومقتضى عدل الله تعالى أن يبعث الخلائق بعد تكليفها ليُجازيها ثوابا أو عقابا وهذا هو أصل المعاد الجسماني والروحي للإنسان يوم يقوم الناس لرب العالمين.


    ففي قول الإمام المهدي/ع/:

    ((الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، ولم يكن له شريك
    في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ،))
    ((الحمد لله الذي لا شريك له في خلقه ولا شبيه له في عظمته))

    تقريرٌ من إمام معصوم/ع/ بحقيقة وحدانية الله تعالى الفرد الصمد والذي((ليس كمثله شيء))

    ونفيٌ لأباطيل ومزاعم اليهود والنصارى والذَين زعما بأنّ لله صاحبة وحاشاه وسبحانه من ذلك وبأنّ له ولد
    وذهبت الجرأة والوقاحة باليهود الى زعمهم بأنه تعالى ضعيف عز وجل عن ذلك

    والقرآن الكريم بيّن تلك الأباطيل وفندها جملة وتفصيلا
    فقال سبحانه وتعالى رادً على تلك المزاعم الباطلة:


    {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً }الجن3

    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الأنعام101



    {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }التوبة30


    {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }المائدة64


    واما معنى قوله/ع/:
    ((الحمد لله الذي لا مضاد له في ملكه ولا منازع له في امره ،))

    وقد تقدّم معنى الحمد لله أعلاه.

    فيكون المعنى الحمد لله الذي لا ضد له والضد إصطلاحا هو المساوي للآخر في القوة والمُمَانع له في الوجود
    بمعنى أنّ الله تعالى ليس له ضداً أياً كان إلها آخر أوبشرا أو أي شيء آخر
    بحيث تكون له من القدرة المماثلة لقدرة الله فتعارض قدرة الله أو تمنع جريان أوامره في الكون


    وهذه الضدية لله تعالى ممتنعة عقلا ونقلا

    فقد أثبت الفلاسفة المسلمون إستحالة ذلك عقلا
    لأنه يحصل من ذلك تمانع في الأرادات وتعارض في الأوامر (بين الله تعالى وضده) على الفرض

    وبالتالي يفسد نظام الوجود عامة والكون خاصة
    وهذه الحقيقة الفلسفية العقلانية بينها القرآن الكريم جليا
    فقال تعالى:

    {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الأنبياء22

    بمعنى
    (لو كان فيهما) أي السموات والأرض (آلهة إلا الله) أي غيره (لفسدتا)و خرجتا عن نظامهما المشاهد لوجود التمانع بينهم على وفق العادة عند تعدد الحاكم يحصل التمانع في الشيء وعدم الاتفاق عليه

    والحال أننا لم نشهد ونلحظ فسادا في الوجود والكون وهذا دليل عقلي على حسن نظام الوجود ووحدانية وواحدية خالقه الله سبحانه وتعالى.
    لذا ختمت الآية بقوله تعالى (فسبحان الله)
    (فسبحان) تنزيه (الله رب) خالق (العرش) الكرسي (عما يصفون) الكفار الله به من الشريك له وغيره




    وقد إختزل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب/ع/(روحي له الفدا) معنى ومفهوم التوحيد الألهي
    بكلمة واحدة:
    وهي في قوله/ع/

    (( التوحيد أن لا تتوهمه ))إنظر/خصائص الأئمة/الشريف الرضي/ص124.

    وهذا كلمة وجيزة بلفظها ولكنها عملاقة بمعناها وقيمها ومعطياتها ووفرت للمؤمنين جهدا كبيرا
    في ضرورة وعيها وإدراكها واقعيا
    في حين أنّ الفلاسفة صنفوا كتبا ومجلدات للبرهنة العقلية والفلسفية على توحيد الله تعالى بصورة حقة
    ولكن أمير الفصاحة والبلاغة علي ابن ابي طالب إختصرها وبيقين قاطع بهذه الوجازة الرائعة
    وهذه هي الفصاحة والبلاغة الراقية إذ أنها إختزلت اللفظ وأشبعت المعنى قيمة ومُعطى.

    فالأنسان بحسب تركيبته الذهنية كلما يُريدُ أن يحكم على شيء يهرع الى ذهنه متصورا ذلك الشيء
    كي يحكم عليه أو يُحاول إدراكه ولكن هذا لا يتحقق مع حقيقة الله تعالى الواقعية والتي عجزت العقول
    عن ادراك كنه معرفتها فضلا عن عجزها عن ادراك حقيقتها



    ولا يتصور الإنسان في يوم ما إمكانية الإحاطة بمعرفة ذات الواجب تعالى شأنه وكنهه ،

    وكل ما يتصوره المخلوق ويميزه بوهمه بأدق معانيه فهو مخلوق مثله مردود إليه ،

    فالكل متحير في معرفة كنه الباري تعالى وتقدس

    وإنما يعرف تعالى شأنه بالوجه والآثار ،وإستشعار وجوده كخالق حقيقي لنا تعالى.


    وينبغي أن يلتفت الإنسان المؤمن إلتفاتة يقينية وعقلية الى أنّ توحيد الله تعالى هو ليس مجرد ألفاظ
    يُرددها كتأديته للشهادة (بأن لا إله إلاّ الله ) نعم هذا مطلوب ذكره والإيمان به قلبا ووجدانا
    لا بل التوحيد الحقيقي أن يتيقن الإنسان المؤمن بأنّ خالقه الله تعالى واحد أحد فرد صمد بمعنى يتعقل
    بذهنه نفي الشريك عنه قطعا

    وهذا هو معنى التوحيد الذاتي لله تعالى

    وقد أكدته السورة القصيرة بألفاظها الكبيرة بمعطياتها وثمارها ألا وهي سورة التوحيد(الأخلاص)


    بسم الله الرحمن الرحيم

    قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{ 2} اللَّهُ الصَّمَدُ{ 3} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{4} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{ 5}

    ثم إذا تيقن الإنسان المؤمن وأدرك مفهوم التوحيد الذاتي لله تعالى فعليه أي يدرك ويفهم التوحيد الصفاتي لله تعالى بمعنى يعرف أنّ لله تعالى صفات ثبوتية كمالية ككونه حيٌّ وعليم وقادر ومُريد وسميع بصير.
    وفي نفس الوقت مطلوب منه أن يُنزه ربه تعالى من صفات النقص والتي تُسمى بالصفات السلبية
    أي التي يجب سلبها عن الله تعالى وعدم توصيفه بها كالجسمانية

    ووكونه في مكان أو له طول أو عرض أو كونه في جهة ما أو متحد مع غيره كما زعم النصارى بذلك أو كما ذهبت بعض الفرق الضالة والتي حسبت نفسها على الإسلام فقالت بجسمانية الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا.


    وأيضا على الإنسان المؤمن بأن يدرك في حال توحيد لله تعالى ويقينيته بذلك بأنّ لله تعالى أفعال
    يجب أن يعتقد بها ككونه تعالى خالق وباسط الرزق وباعث من في القبور ومجري الأمور
    ويُحي ويُميت وغيرها وهذا هو التوحيد الأفعالي لله تعالى بمعنى أنه سبحانه مستقلا في أداء أفعاله
    وقاهرا غير مقهور.


    لذا وضح ذلك الإمام المهدي /ع/ بقوله:


    ((الحمد لله الفاشي في الخلق امره وحمده ، الظاهر بالكرم مجده ،
    الباسط بالجود يده ، الذي لا تنقص خزائنه ولا تزيده كثرة العطاء الا جودا وكرما ))

    إشارة منه /ع/ بضرورة وعي توحيد الله الأفعالي عقلا وحمده سبحانه على ذلك فعلا.



    ويتبع (القسم الثالث) إن شاء الله تعالى

    وصيام وقيام مقبول للجميع بحق محمد وآل محمد المعصومين/ع/


    مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف:



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X