الاستيقاظ..!!!
لابد للإنسان أن يعيش هذا الهاجس الباطني، الذي يسمى في علم الأخلاق والعرفان: مرحلة اليقظة؛ أي يستيقظ على واقعه.. يقول علماء الأخلاق: إن الإنسان في مسيرته الحياتية، بدلاً من الذهاب إلى البساتين، يخطئ الطريق؛ فيقف على مزبلة منتنة.. وعندها يغلب عليه النوم، فيستيقظ بعد عمر طويل، فإذا به يرى نفسه على المزبلة.. هذا الإنسان عندما يستيقظ، فإن أول خطوة يقوم بها هو الهروب من هذه الرائحة النتنة.. فيهرب إلى مرحلة الوسط: لا هو بستان، ولا هو مزبلة، ويحتاج إلى وقت كي ينظر أين ضل الطريق؟.. إذا لم يصل الإنسان إلى هذه المرحلة من اليقظة في شهر رمضان، فسيكون شهراً عقيماً لا ثمرة فيه.. والدليل على ذلك أن رمضانياتنا نسخة مكررة.. هذا الشهر أو ليالي القدر، إذا لم توقظ الإنسان من نومة الغافلين، هذا إنسان خسر شهره.