إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعريف الزهد في نهج البلاغة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعريف الزهد في نهج البلاغة

    تعريف الزهد في نهج البلاغة


    كلمة ترادف ترك الدنيا ، وفي نهج البلاغة الكثير من ذم الدنيا والدعوة إلى الإعراض عنها . إنه من أهم المواضيع التي يجب أن تفسّر وتوضّح مع الالتفات إلى مجموع كلمات الإمام ( عليه السلام ) بهذا الصدد . وإذا لاحظنا أن الزهد مرادف لترك الدنيا فهو إذن من أكثر المواضيع بحثاً في نهج البلاغة قطعاً .
    ونبدأ البحث هنا بالكلام حول كلمة الزهد ، فنقول:
    إن كلمة ( الزهد ) إذا ذكرت بدون متعلق فهي تقابل ( الرغبة ) فإن الزهد يعني: الإعراض ، والرغبة تعني: الاتجاه والإقبال والميل والانجذاب .
    والإعراض نوعان:
    طبيعي: وهو عدم إقبال الطبع على شيء معين ، كطبع المريض إذ لا يشتهي الطعام والشراب . وواضح أن الإعراض هذا ليس من الزهد المراد .
    وروحي عقلي قلبي: وهو ضد الطبيعي ، إذ الطبع هنا يرغب في الأشياء كيفما يشاء ، ولكن الإنسان - بدوافع من فكره وأمله في الكمال والسعادة الدائمة - لا يجعلها مورد هدفه وقصده .
    إذ أن قصده وهدفه وأمله المطلوب - وهو الكمال - أمور أسمى من هذه المشتهيات النفسية الدنيوية .
    سواء كانت تلك الأمور التي يهدف إليها من المشتهيات الأخروية ، أو لم تكن منها بل كانت من نوع الفضائل الأخلاقية: كالعزة والشرف ، والكرامة ، والحرية والواقعية ، أو من نوع المعارف الإلهية والمعنوية: كذكر الله ، وحب الله ، والتقرب إليه ، وطلب مرضاته سبحانه .
    وهذا هو الزهد المقصود .
    فالزاهد إذن: هو الذي اجتاز في نظره الدنيا المادية إلى الكمال المطلوب وأسمى المُنى ، وتوجّه في نظره إلى أمور هي من نوع ما ذكرناه . فعدم الرغبة فيه ليس من الناحية الطبيعية ، بل من الناحية الفكرية والمُنى والآمال .
    وقد عرف الإمام ( عليه السلام ) الزهد في نهج البلاغة في موردين ، لا نصل منهما إلا إلى ما قلناه .
    الأول: في الخطبة 79 يقول ( عليه السلام ): ( . . . أيها الناس! الزهادة قصر الأمل ، والشكر عند النعم ، والورع عند المحارم . . ) .
    الثاني: في الحكمة 439 يقول ( عليه السلام ): ( . . الزهد بين كلمتين من القرآن قال الله سبحانه: ( لِكَيْ لاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) ومن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه ) .
    وإذا لم يكن الشيء هو كمال المطلوب بل لم يكن المطلوب ، بل كان وسيلة إليه ، فلا تحوم حوله طيور الآمال بل ولا تجنح إليه ، وحينذاك فلا يوجب إقباله المسرة الشديدة ، ولا إدباره الأسى الشديد .






    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X