إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

((وقفة قيمية مع الرسول الأكرم محمد/ص/ في خطبته الشعبانيةالشهيرة))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ((وقفة قيمية مع الرسول الأكرم محمد/ص/ في خطبته الشعبانيةالشهيرة))

    ((وقفةٌ قيميةٌ مع الرسول الأكرم محمد/ص/في خطبته الشعبانيّة الشهيرة ))
    ================================
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين:


    إنّ القارىء الواعي والمؤمن يجدُ في مفردات الخطبة الشعبانية الشهيرة التي ألقاها الرسول الأكرم محمد/ص/ على مسامع المسلمين ولِمَن بلغ
    بيانا ومنهاجا قيميا وحقوقيا يستبطن المَنَزع الإنساني والإيماني الأصيل

    حيثُ نراه /ص/ قد سنّ سننا أخلاقيةً للإنسان الصائم في شهر رمضان تكاد لاتجد نظيرها في الدساتير البشرية الوضعية

    وخاصة حينما يطرحُ الرسول الأكرم /ص/ مسودة وورشة العمل والفعل التطبيقي والكاشف عن صدقية ويقينية تقوى وإيمان الصائم عمليا.

    إذا أنه/ص/ جعل من شهر رمضان مختبرا واقعيا ولو بالحد الأدنى لتنضيج تقوى وإيمان وسلوك وفعل المسلم والمؤمن معا

    هادفا/ص/ من وراء ذلك لتربية المجتمع الإنساني قيميا ومنهجيا بصورة تضمن له التكامل والتكافل الإجتماعي وجوديا
    وواضعا/ص/ حلولا تامة لمشكلة الفقر والحاجة واليتم والتأرمل
    وغير تاركٍ /ص/ لأزمات الوضع البشري في مدياته الزمنية والمكانية بأي حال كانت هي.

    فلو وقفنا على عيَّنة من مفردات الخطبة الشريفة له/ص/
    لوجدنا خيار الصوابية في تفريج وحل الأزمة
    خياراً رائعا في معطياته وتحققاته إن أخذ منحى الفعل الواقعي مجتمعيا

    فعندما يقول/ص/:

    ((وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم وارحموا صغاركم، وصلوا ارحامكم))


    نجده/ص/ واضعا بعين الإعتبارالتطبيق العملي ككاشف عن قيمة الصيام ووقعه وأثره وجوديا

    إذ لا أهمية للصيام واقعا على مستوى الذات والمجتمع مالم يأخذ أثره الوجودي عمليا من خلال الأندكاك في تحمل الوضع العام للمسلمين والمؤمنين والأهتمام بإمورهم وحاجاتهم

    وهذه الحقيقة القيمية قد أسس لها القرآن الكريم في مناسك الحج في قوله تعالى:


    {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ }الحج37


    بمعنى:

    لن ينال اللهَ مِن لحوم هذه الذبائح ولا من دمائها شيء،

    ولكن يناله الإخلاص فيها، وأن يكون القصد بها وجه الله وحده،

    كذلك ذللها لكم -أيها المتقربون-؛ لتعظموا الله، وتشكروا له على ما هداكم من الحق، فإنه أهلٌ لذلك.

    وبشِّر- أيها النبي- المحسنين بعبادة الله وحده والمحسنين إلى خلقه بكل خير وفلاح.




    فالعبادة الحقيقية للإنسان تكمن قيمتها وقدسيتها وقدرها في جوهرها لا ظاهرها
    فكذلك حال الصائم فليس قيمة صومه بالإمتناع ظاهرا عن المفطرات بقدر ما يمتنع واقعا عن المبعدات عن الله تعالى
    من عدم إستشعاره بعوز وجوع الفقراء والمساكين والمحرومين

    ولذا نجدُ الرسول الأكرم:ص: قد ركز على الجنبة الواقعية أكثر منها على غيرها:

    فخذ مثلا قوله/ص/


    ((وتحننوا على أيتام الناس حتى يُتحننُ على أيتامكم ))

    وحقيقة هذه المفردة الرائعة هي معادلة قيمية أطرافها الصائم واليتامى ونتيجتها المقبولية عند الله تعالى وتحقيق التكافل الإنساني مجتمعيا
    فالإنسان الصائم والمؤمن كمثال تطبيقي في منهاجية وأخلاقية شهر رمضان على الأقل مطالب برعاية من أوصى بهم رسول الله /ص/ ولو بأضعف الأيمان كما ذكرهو /ص:

    ((أيها الناس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه،

    فقيل يا رسول الله وليس كلنا قادر على ذلك، فقال صلى الله عليه وآله:
    اتقوا الله ولو بشق تمرة، اتقوا الله ولو بشربة ماء.)) الأمالي/الصدوق/ ص154.



    وأخيرا إنّ ظاهرة اليُتم لقد أصبحت من الأهمية بمكان مما لايمكن السكوت عنها أبدا

    وهي اليوم مشفوعة بلازمها وهو تكثُّر الأرامل والثكالى

    ذلك الثالوث المُرعب مجتمعيا والمتوتر وجوديا في هذه الحياة

    فمَن لليتامى والأرامل والثكالى من بعدك يا علي /ع/؟




    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف:




  • #2


    الأخ الفاضل مرتضى علي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اسمح لي بإضافة بسيطة
    وهي أننا
    يمكننا القول بأن المؤمن في شهر رمضان يدخل في دورة دينية وتربوية وأخلاقيّة قيّمة ، فيستفيد جملة من الأمور ، منها تعويد النفس على البذل والسخاء ولو بالشيء اليسير ، حيث يقول (صلى الله عليه وآله) :
    " أيها الناس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه "
    قيل: يا رسول الله ! وليس كلنا يقدر على ذلك، فقال
    (صلى الله عليه وآله) :

    " اتقوا النار ولو بشقّ تمرة ، اتقوا النار، ولو بشربة من ماء ... ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه "

    فهنا يكون الحث على الاعطاء ولو بالقليل او ما لا يعتبر ذا قيمة
    ــ في حال توفره كالماء بكثرة ــ لدى الكثير من الناس ، فهذا الاعطاء اذا استمر سيكسر حاجز الحرص والبخل ، ويفتح باب الكرم والايثار ، فيتطبّع الانسان بطبع الكرم وإن لم يكن كريماً بالأصل .

    كذلك فان كثرة مراقبة الصائم لنفسه في شهر رمضان بسبب شدة خوفه من بطلان صومه ، من شأنها ــ أي المراقبة ــ أن تكون كفيلة لرفع الانسان من ذل المعاصي الى عز الطاعة حتى فيما بعد الشهر الشريف ، لذا أكد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على حسن الخلق في هذا الشهر ، فقال :
    " أيها الناس من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصراط يوم تزل فيه الاقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه، خفف الله عليه حسابه، ومن كفّ فيه شرّه كفّ الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه "


    ومنها أيضاً صلة الرحم في الحث عليها ، والترغيب فيها ، والتحذير والترهيب من قطيعة الرحم ، فقال (صلى الله عليه وآله) :
    " ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه "

    وقد أكد (صلى الله عليه وآله) على صلة الارحام لما لها من أهمية كبرى في توطيد العلاقات بين الأقارب ،وبالتالي الأسر ، فالمجتمع أجمع ، وهذا من شأنه أن يعالج كثير من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية وآثارها ، فالاختلاط والتواصل بين الأقارب والأصدقاء يذيب رواسب الغل والشحناء إن كانت موجودة ويبدلها بالمودة والألفة ، كذلك يتيح هذا الاختلاط الاطلاع على أحوال الآخرين والوقوف على مشاكلهم واحتياجاتهم ، وبالتالي امكان مد يد العون لهم ومساعدتهم والتنفيس عن كربهم .

    أتمنى أن لا أكون قد أطلت عليكم ، وأسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق وقبول الأعمال والطاعات
    بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْطّاَهِرِين

    اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ





    عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
    سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
    :


    " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

    فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

    قال (عليه السلام) :

    " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


    المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


    تعليق


    • #3
      الأخ الصدوق الفاضل شكرا لإتمامكم للبحث وتنويره بإضافتكم القيّمة وتقديري لكم
      وصيام وقيام مقبولٌ لكم إن شاء الله تعالى

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X