تويت
| الأدب الإسلامي بين حيوية الطرح وجموده | |
 طالب عباس لعل أهم ما في الأدب عامة، والأدب الإسلامي خاصة-كما نحسب- أن يؤدى بإبداع مصحوباً بشيءٍ من الموهبة، فتشعّ من خلاله إمكانيات اللغة، ويشفُّ عن مكنونات النفس بأوضح صورة، وأبلغ بيان، ليدخلنا عالمها الخاص الحافل بالتميز، فنرى الأشياء من زاوية إحساساتها المرهفة، وليس كما في الكثير من نماذج الأدب الكلاسيكي المباشر، بتسجيلها التقريري للواقع، وجلُّ ما تطمح إليه أن تحاكي الواقع، بل وتفتخر بتقليدها له، إن في سيره الزمني الرتيب( الميقاتي) أو في سيرته الحركية التقليدية العابرة (تسلسل الأحداث). لذا يجب أن نعي بأن الأدب الإسلامي، أولاً وقبل كل شيء، لا يمكن أن يكون بدع من القول، أو أسم نكره في الأسماء، كونه لا ينفك عن منظومة الآداب العربية والعالمية، رغم سوء فهم ما زال يتقاسم تبعاته بعض الأدباء الإسلاميين، والمعترضين عليهم على حدٍ سواء، حيث إن هذا البعض قد سوّقه ويسوّقه وقد فهمه على إنه تقييد وحصر وخصوصية لأشخاص وأحداث بعينها، والمعترضين تلقوه منهم كأدب إنشائي، يطغى على متونه الأسلوب المباشر، بتقريرية الطرح وخطابيته. بينما الأدب الإسلامي المبدع، ينبغي الانطلاق به من عمق التاريخ إلى أبعد نقطة في المستقبل، من خلال إسقاطه على أحداث الراهن والمعاش من حياتنا اليومية لمعالجتها، لا أن نظل نتعاطى معه، ونتلقاه كأحداث تاريخية، وقعت في حقبة غابرة من الزمن، ونحاول حصره في التراث، أو الإرشاد، رغم كون الأديب ينبغي أن يكون ضمير عصره، النابض بدفق الحياة، ومقياساً دقيقاً يجسُّ حركة نبض المجتمع، كونه الوجه الآخر المعكوس على صفحة المرآة الصافية للحياة الضاجة بأغبرة المتناقضات، وفوضى سير الزمن الصاخب بالتقلبات، فكيف يرتضي الأديب الفنان لأدبه أن يسجن مابين قضبان التراث؟ أو يحوّل نصه الإبداعي إلى مومياء محنطة، لا تصلح إلا لعرضها في المتاحف ،لا أن تمشي بين الناس وتتعايش مع همومهم، وتلك الهنات في كل زمان ومكان، هي ألد الأعداء، ليس للأدب العربي والإسلامي فحسب، وإنما للآداب والفنون جميعاً. |
|