تويت
| سبقونا يا أمير المؤمنين ! | |
 ولاء الصفّار بتتبع احوال الشعوب نجد كلّ شعب أو فئة أو قبيلة لهم من المميزات و المكتسبات التي يفاخرون بها نظائرهم من الشعوب الاخرى لكن في الوقت نفسه قد تختلف الشعوب فيما بينها بانواع المميزات وقد تشترك في البعض الاخر، فمن بين تلك المميزات التي تشترك بها ما يتجلّى بالمشتركات التاريخية كالتراث الحضاري العميق والأساطير الخيالية والفنون المعمارية والمدن القديمة وغيرها من المكتسبات التي تزيد من أهمية كل أمة أو دولة بمقدار ما تمتلكه من مميزات الا أنها قد تعجز بالرغم مما تملكه من مكتسبات أمام ما يمتلكه العرب من إرث ثقافي خلّفه لهم خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه واله قبل أكثر من أربعة عشر قرنا ألا وهو القرآن الكريم الذي انطلقت من بين سطوره أسس العدل ورُسخت بتعاليمه البنود الدستورية للحياة الكريمة المفعمة بالامان وهو لا يقف عند حد معين بل نجده حديثا مستحدثا لم يدركه العقل البشري رغم التطور الهائل الذي وصل اليه الانسان. الا ان ذلك الارث العظيم الذي نزل على قلب المصطفى صلى الله عليه واله وتحمل أعباء أمانته من بعده أهل بيت النبوة الذين نجدهم قد أمروا شيعتهم مرارا وتكرارا ألّا يهجروه او يخالفوا تعاليمه لان العمل خلاف ذلك يزيد من تفشي الظلم والجور والتخلف، ومن هذا المنطلق نجد ان مولانا امير المؤمنين وهو في انفاسه الاخيرة قد أوصى ولديه الحسن والحسين عليهما السلام بالقرآن وان يأمروا شيعتهم التمسك به حيث قال " الله الله فى القران، لا يسبقكم بالعمل به غيركم" ولكن مما يؤسف له أن غيرنا قد سبقنا الى التبحّر في غور معارفه وانتهال الكثير من كنوزه المعرفية وتسخيرها لخدمة اهدافهم فيما اكتفينا نحن بلقلقة حروفه– ولا أقصد هنا مذهبا اسلاميا دون آخر بل اقصد المسلمين عامة- ، فكيف بنا يا أمير المؤمنين وقد خالف الكثير منا وصيتك. |
|