إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيد الكائنات(ص)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سيد الكائنات(ص)





    الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا و نبيّنا محمّد و آله الطيّبين الطاهرين، و اللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
    و بعد:
    إذا حاز الإنسان على مجموعة من الصفات الوراثية و التربوية التي تميّزه عن الاخرين، يوصف بأنه ذو شخصية مستقلة و مؤثّرة على من حولها من المحيط الاجتماعي، و يقابله الإنسان الذي لا تأثير له على غيره ...
    و كلما كانت الشخصية عظيمة و قوية، فإنها تكون أقدر و أقوى في التأثير على المحيط الاجتماعي، بحيث أنها قد تعظم إلى درجة تتخطى تأثيرها على من يوجد معها في الزمان و المكان، و بالتالي تتحول إلى شخصية خالدة بخلود الدنيا و من عليها.
    و من أبرز هذه الشخصيات الخالدة خاتم الأنبياء و المرسلين، و سيد الأولين و الاخرين، حبيب ربّ العالمين محمد بن عبد اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم.
    فقد تجمّعت في هذه الشخصية- التي صنعها اللّه تعالى- كل معاني الجلال و الجمال، و الكمال، و الفضيلة ... قال الشاعر:

    بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله‏
    حسنت جميع خصاله صلّوا عليه و آله‏
    لقد استطاع النبي محمد صلى اللّه عليه و اله و سلم أن يوجد أمة حضارية قائمة على العلم، و الفكر، و الحرية، و المساواة، و الديمقراطية، و احترام حقوق الإنسان ..،
    بعد أن كانت تعيش الجاهلية و الظلامية في جميع مجالات حياتها ... يقول:
    «ويل ديورانت» في كتابه المعروف ب «قصة الحضارة»:
    «و إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إنّ محمدا كان من أعظم عظاماء التاريخ، فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي و الأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو و جدب الصحراء و قد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحا لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله ... و دين بلاده القديم دينا سهلا واضحا قويا .. و استطاع في جيل واحد أن ينتصر في مائة معركة، و في قرن واحد أن ينشى‏ء دولة عظيمة، و أن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم في نصف العالم».
    و قد اعتبر الدكتور «مايكل هارت» و هو عالم فلكي رياضي في هيئة الفضاء الأميركية في كتابه «المائة الأوائل .. و هو تقويم لأعظم الناس أثرا في التاريخ» النبي محمد صلى اللّه عليه و اله و سلم في المرتبة الأولى من عظاماء التاريخ البشري في حين أنه مسيحي لم يولد في بيئة المسلمين، و لم يتأثر بعاداتهم و تقاليدهم، ففي كتابه يقول: «إن اختياري لمحمد ليكون في رأس القائمة التي تضمّ الأشخاص الذين كان لهم أعظم تأثير عالمي في مختلف المجالات، إن هذا الاختيار ربما أدهش كثيرا من القرّاء إلى حدّ أنه قد يثير بعض التساؤلات، و لكن في اعتقادي أنّ محمّدا كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى و أبرز في كلا المستويين الديني و الدنيوي.
    لقد أسس محمد و نشر أحد أعظم الأديان في العالم، و أصبح أحد الزعماء العالميين السياسيين العظام، ففي هذه الأيام و بعد مرور ثلاثة عشر قرنا تقريبا على وفاته فإنّ تأثيره لا يزال قويا و عارما و متجددا ..».
    و يقول الكاتب الكبير برنارد شو:
    «إنّي أكنّ كل تقدير لدين محمد صلى اللّه عليه و اله و سلم لحيويته العجيبة فهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أن له طاقة هائلة لملاءمة أوجه الحياة المتغيرة، و صالح لكل العصور، لقد درست حياة هذا الرجل العجيب و في رأيي أنه يجب أن يسمّى منقذ البشرية».
    و لهذه الصفات الجليلة التي تجمّعت في النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم فقد كرّمه اللّه تعالى بكرامات عديدة، و خصّه بمزايا جليلة، و حباه بفضائل كثيرة، و أعطاه من المقامات العالية ما لم يعطه لأحد من قبله، و لا من بعده، حتى للأنبياء و المرسلين عليهم السّلام.
    فأعطاه الوسيلة، و الدرجة الرفيعة، و المقام المحمود، و الكوثر ...
    و فضّله بأن رفع ذكره في الدنيا و الآخرة قال تعالى: وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (الانشراح: 2) فلا يذكر اللّه تعالى بالتوحيد، إلّا و يذكر- من بعده- محمّد صلى اللّه عليه و اله و سلم بالرسالة و النبوّة ... «1»
    __________________________________________________
    (1) من لطيف ما يحكى في حياة الشيخ الرئيس ابن سينا، أن بهنيار قال له: لماذا لا تدّعي النبوة، و أنت إذا ادّعيت النبوة فستخضع لك الرقاب فقال له ابن سينا: سأجيبك على هذا السؤال فيما بعد، و مضى زمان عند هذا الحديث إلى أن كان بهنيار و الشيخ في همدان و قد ناما في غرفة واحدة، و كان الفصل الشتاء، و عند السحور طلع المؤذن و أذن للصلاة. فقال الشيخ لتلميذه بهنيار إذهب و ائتني بالماء للشرب، فصار التلميذ يتعلّل و ينحت الأعذار لئلا يغادر فراشه الدافى‏ء .. فقال له الشيخ: الان أجيبك عن سؤالك عن دعوى النبوّة فاعلم أن النبي شخص و لو مضت على دعوته أربعمائة سنة فإنّ لنفسه تأثيرا بحيث-

    و بأن كلّمه على بساط النور عند سدرة المنتهى ليلة الإسراء و المعراج.
    و لم يناده اللّه تعالى باسمه، و إنما ناداه بأشرف الأوصاف فقال تعالى:
    يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ (المائدة: 67) و قال تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ (الأنفال: 64).
    مع أنه تعالى في مقام الخطاب مع الأنبياء عليهم السّلام قد ناداهم بأسمائهم فقال تعالى: يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ (البقرة: 35)
    و قال تعالى: يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا (هود: 48).
    و قال تعالى: يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا (هود: 76).
    و قال تعالى: يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً (ص: 26).
    و قال تعالى: يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي (المائدة: 110).
    بل إنه تعالى قد قدّم اسمه على أسماء سائر الأنبياء من أولي العزم في قوله عزّ و جل: وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ أَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (الأحزاب: 7).
    «فقد ذكر سبحانه النبيين بلفظ عام يشمل الجميع ثم سمّى خمسة منهم بأسمائهم بالعطف عليهم، و لم يخصّهم بالذكر إلّا لعظمة شأنهم و رفعة مكانتهم، فإنهم أصحاب الشرائع، و قد عدّهم على ترتيب زمانهم، لكن قدّم النبي محمّد صلى اللّه عليه و اله و سلم و هو آخرهم زمانا لفضله و شرفه و تقدّمه على الجميع» «1».
    __________________________________________________
    - أنه و في هذا الوقت البارد يذكرونه على المئذنة، و أنا الان معك و أنت من خواص أصحابي آمرك أن تأتي لي بشربة ماء و لا تؤثّر نفسي فيك حتى بمقدار أن تجيا بني على ذلك فكيف أدّعي النبوة». (راجع قصص العلماء للتنكابني ص 340).
    (1) مفاهيم القرآن للسبحاني: ج 7 ص 18.

    النور المبين في فضل الصلاة على محمد و آله الطاهرين ،ص:13
    و قد زكّاه اللّه تعالى بقوله: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (الأنبياء: 107).
    و زكّى دينه فقال: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‏ (النجم: 4).
    و زكّى عقله فقال: ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى‏ (النجم: 2).
    و زكّى جليسه فقال: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى‏ (النجم: 5).
    و زكّى فؤاده فقال: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‏ (النجم: 13).
    و زكّى بصره فقال: ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى‏ (النجم: 17).
    و زكّى لسانه فقال: وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ (النجم: 3).
    و زكّى خلقه فقال: إِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ (العلم: 5).
    و أي إنسان يصل إلى مقام تزكية الخلق من قبل ربّ العالمين، إلّا ذاك الرسول الكريم صلى اللّه عليه و اله و سلم الذي أدّبه ربّه فأحسن تأديبه، و الذي تخلّق بأخلاق القرآن الكريم.
    روي أن يهوديا من فصحاء اليهود جاء إلى أمير المؤمنين عليه السّلام و قال له: أخبرني عن أخلاق رسولكم، فقال له الإمام علي عليه السّلام: صف لي متاع الدنيا حتى أصف لك أخلاقه.
    فقال اليهودي: هذا لا يتيسر لي.
    فقال الإمام علي عليه السّلام: عجزت عن وصف متاع الدنيا، و قد شهد اللّه على قلّته حيث قال: قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ فكيف أصف لك أخلاق النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم و قد شهد اللّه تعالى بأنه عظيم حيث قال: وَ إِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ «1».
    .اللهم صلى على محمد وال محمد.
    اللهم صلى على محمد وال محمد.






    __________________________________________________

  • #2

    السلام عليك يا محمد، السلام عليك يا أحمد،
    السلام عليك يا حجة الله على الاولين والآخرين، السابق إلى طاعة رب العالمين،
    والمهيمن على رسله والخاتم لانبيائه الشاهد على خلقه
    الشفيع إليه والمكين لديه والمطاع في ملكوته،
    الاحمد من الاوصاف، المحمد لساير الاشراف
    الكريم عند الرب،والمكلم من وراء الحجب،
    الفائز بالسباق، والفائت عن اللحاق
    تسليم عارف بحقك، معترف بالتقصير في قيامه بواجبك،
    غير منكر ما انتهى إليه من فضلك، موقن بالمزيدات من ربك،
    مؤمن بالكتاب المنزل عليه، محلل حلالك محرم حرامك،
    أشهد ييا رسول الله مع كل شاهد وأتحملها عن كل جاحد
    أنك قد بلغت رسالات ربك وصدعت بأمره واحتملت الاذى في جنبه
    ودعوت إلى سبيله الحكمة الموعظة الحسنة الجميلة،
    واديت الحق الذي كان عليك وأنك قد رؤفت بالمؤمنين وغلظت على الكافرين
    وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، فبلغ الله بك اشرف محل المكرمين،
    وأعلى منازل المقربين، وارفع درجات المرسلين،
    حيث لا يلحقك لاحق، ولا يفوقك فائق،
    ولا يسبقك سابق، ولا يطمع في إدراكك طامع




    أحسنتم أختنا الفاضلة





    عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
    سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
    :


    " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

    فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

    قال (عليه السلام) :

    " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


    المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


    تعليق


    • #3
      المحترم الصدوق شرفني واسعدني مرورك وردك الكريم .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X