إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من تكون يا ترى؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من تكون يا ترى؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    النار:
    أعبري فإن نورك أطفا نــاري
    الجنة:أقبلي فقد اشتقتُ إليك

    يا ترى من تكون تلك الإنسانة التي خوطبت بهذين الخطابين ؟ وما هي مكانتها عند خالق الكونين ؟ ولأي سبب بُشرت بعبور ذلك الجسر المعلق فوق سعير النيران ؟ وأي نور هذا الذي يشع منها مكنها من أن تطفئ به لهيب جهنم وتسكت زفيرها؟ وما هي الرسالة التي أدتها لتحظى بعدها باشتياق الجنان
    أسئلة تحتاج إلى إجابات وافية يفهمها كل الأنام
    نعم هنا ومن خلال مقالتي المتواضعة هذه سأحاول أن أبين من تكون تلك الإنسانة التي نالت شرف العبور على السراط المستقيم بأمن وأمان لتُفتح لاستقبالها أبواب الجنان ، وسأبدأ ببيان الفعل العظيم الذي قامت به والأمانة التي حملتها وعلى أكمل وجه أدتها
    فهذا البيان يكفي للكشف عمن يدور عنها المقال فهو سيميط اللثام الحاجب لها ويرفع الستار الخافي لشخصها
    نعم إن هذه الشخصية عاهدت الله على أن تكون خير وعاء لك أيها الإنسان وسلمت بتحملها لثُقل الحمل بك وصبرها على الوهن الناتج عن مشاركتك لها الغذاء ، وتعهدت بأن تكون حانية عيك في بدء مسيرتك في هذه الحياة ، تسهر على راحتك ، وتمرض لمرضك ، وترضعك من صدرها لتَسعد بلذيذ الغذاء الروحي وحلو الغذاء المادي ، لتنموا وتكبر ويشتد عودك بصحة وسلام ، وقبِلَت بأن تكون المدرسة الطيبة والمربية الفاضلة التي تُغذيك أيها الإنسان بزاد العلم وزاد الخُلق وزاد الإيمان ، ورضيت بأن تكون القلب النابض والحضن الدافئ والمجأ الآمن لك حتى وإن صرت ورجلاً لديك الخبرة الكافية المُعينة لك على العيش في هذه الحياة ، والتعامل مع أبناء جلدتك بحكمة ، والخروج من أزمتك بعلمٍ ومعرفة
    نعم أيها الأحبة لا أظن بعد هذا البيان قد خفيت عليكم هذه الشخصية التي صارت عظيمة عند الله لحد أن قورن الإحسان إليها مع من شاركها السبب في وجودنا والجهد العظيم المبذول من قبلهما في تربيتنا لنكون ثمار خير نحمل الخلق العظيم والصفات الكريمة المعينة لنا على إعمار الأرض
    قد قورن ذلك الإحسان بعبادته في آية من آياته البينات حيث قال تعالى وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا 23 وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا 24 سورة الإسراء
    وجاءتنا الروايات المتواترة عن خيرة الخلق وسيد الأنام صلى الله عليه وآله لتُبين لنا فضلها وتحثنا على البر بها والإحسان إليها ، فهي الشخصية الوحيدة التي تمشي فوق الجنان ومن أراد أن يهنأ بعبق ذلك المكان الطيب فليمرغ ناصيته تحت أقدامها ليستمتع بتلك الروائح الفواحة وهو بعد يعيش في هذه الحياة
    فهنيئاً لمن كانت له أماً تحنو عليه وببركات بره لها يسعد بتوفيق الله إليه وينعم غداً برحمة الله ورضوانه ومجاورة أوليائه في جنات الخلد بعد أن عبر بنور مبين ذلك الصراط العظيم فكما أعطاها الله ذلك فقد حبا من أجتهد في برها من الأبناء أن يكون له مثل ما كان لها

    صــ آل محمد ــداح
    منقوول
    التعديل الأخير تم بواسطة أسماء يوسف; الساعة 14-09-2011, 01:05 PM.
    " وَلَسَوْفَ يُعْطِيك رَبّك فَتَرْضَى "
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X