إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كان شاب تائها في الرياض ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كان شاب تائها في الرياض ...

    بسم الله وكفى وصلى الله على محمد المصطفى واله النجبا وعجل لوليه النصر والفرج والعافية ..
    هذه القصة يرويها لنا صاحبها بنفسه بعد ان هداه الله خلينا نسمع او نقراء وشو يقول ..وراح تكون انشالله على اجزاء احطها بالمنتدى الغالي ....اخليكم مع القصة والتي يقول فيها صاحبها :...

    لقد رباني اهلي على الصلاة رباني اهلي على الصلاة وطاعة الوالدين والخوف من الله ، نشات كبقية ابناء قريتي احدى قرى اطرف نجد نشانا متدينين نحب الله والرسول والاسلام ،ونحب اعمال الخير من صدقات ومساعدة المحتاجين ..ودرسنا الثانوية دون ان يتغير علينا شئ خطيب الجمعة في القرية هو نفسه من عهد جدي يقرا من كتاب قديم معه ولاتتغير الخطبة ابدا سوى في العيدين .مدرسونا كذلك كانوا من اهل القرية وبعضهم من مصر وسوريا وفلسطين وهم قريبون من اهل القرية في طباعهم وتدينهم البسيط..
    حينما انتقلت الى الرياض للدراسة الجامعية ،مرت سنتان لم اشعر بشئ مختلف سوى انني انتقلت من قرية الى مدينة ومن مدرسة الى جامعة وحافضت على طريقتي في الدراسة كما حافظت على صلاتي ..وفي السنة الثالثة تعرفت على شخص من نفس قبيلتي وهو في السنة الاخيرة وبدا يعطيني معلومات وجدتها مفيدة عن اساتذة القسم وعن صعوبة المواد وارتحت له وعزمته على المطعم وقضينا وقتا ممتعا لادري عن أي شئ كنا نتحدث المهم انه في نهاية اللقاء اتفقنا على ان نلتقى مرة ثانية .وبعد اسبوع قابلني في الجامعة وعزمني على عشاء يوم الاربعاء القادم في الثمامة (لاحظوا نه الثمامة عبارة عن بر اهل الرياض يطلعون فيه للتنزه ومتنفس يوسعون صدرهم في كشته يعني )خارج الجامعة وقال ان الشباب سوف يجتمعون هناك.ولاني لاعرف من هم هؤلاء الشباب فاني آثرت الصمت وعدم السؤوال لان كلمة الشباب كلمة متداولة بين الناس . كانت هذي اول مرة اسمع بالثمامة ولاني لاملك سيارة وقتها فقد اعتذرت منه ولكنه تكفل باخذي من السكن وارجاعي ..وحينما وصلنا الى الموقع مخيم قريب من الطريق السريع استقبلنا الحاضرون وكانو بحدود العشرة اشخاص مر وقت بين شرب القهوة ثم الشاي وبعض السواليف حتى جاء وقت العشاء .بعدماكلنا العشاء اجتمعوا لشرب الشاي ومانا جلسنا حت ى بداء احدهم يتكلم بطريقة غريبةعلي وجديدة بنفس الوقت .بداء يتحدث بالغة العربية الفصحى التي لم اعتد ان يتحدث بها احد في المجالس باعتبارها لغة رسمية للتلفزيون والراديو واللخطب والمحاضرات ولم اعلم انه كان يقدم محاضرة ..قال كلاما كثيرا لاتذكره اكثر ولكن الفكرة العامة التي يتحدث عنها كانت عن اهمية حفظ القران الكريم ودراسته..وبعد انتهائه من المحاضرة دارت تعليقات قليلة حول اهتمام الناس بالمغنين واهمالهم لحفظة القرآن,,ثم الحديث عن افضل قارئ للقران كالمحيسني ولسديس وباجابر..وشكره الحضور ولاحظت تكرار عبارة "جزاك الله خير " كانت هذه العبارة جديدة على وقلتها متابعة لهم ..وفيما بعد عرفت انها تعتبر من عبارات اهل الرياض بشكل عام وبالمطاوعة بشكل خاص ..ويظهر انها انتقلت الى بعض المناطق بسرعة فقد سمعت البعض في قريتي يرددها منذ فترة قريبة .وبعد فترة صرت اقابل بعض من تعرفت عليهم في ذلك العشاء في الجامعة.ويصرون على ان احضر معهم درس المسجد الجامعي بعد المغرب ..ولاتذكر شيئا من تلك المحاضرت التي سمعتها في المسجد ..اذ يبدو انني لم اكن مهتما بالامر ...ولكن طالبا من الرياض تعرف علي وعزمني الى بيتهم وقابلت اخوته ووالده وصارو يزوروني باستمرار وفي نهاية الاسبوع ياخذني بسيارته للنتجول في الرياض ..وكان يسمعني بعض الكاسيتات الاسلامية .والحق انه سبق وان سمعت شخصا معه كاسيت لبرنامج نور على الدرب .لكنها اول مرة اسمع فيها شيوخ بعضهم يصرخ والاخر يبكي كشخص اسمه الحماد ويتباكى ويهولون العذاب يوم القايمة حتى لتشعر انك في جهنم لامحالة.فيما بعد شعرت باني عاصي ومخالف وبدات بالخوف من التهديدات بالنار.وصرت اطيل الصلاة واقراء القران بكثرة وبرهبو احس كانني مجرم ومن اهل النار دون ان اذكر انني آذيت نملة !!لكن هكذا تصورت بسبب تاثيرهم على عقلي الغض انذاك ..واستمر هذا الصديق بزيارتي واهدائي الكاسيتات حتى تعلقت بالعمر والعودة والمسفر والقرني والحوالي والعشماوي وغيرهم من اصحاب الكاسيتات ..وصرت اطارد كل جديد لهم ..ولم تكن تواجهني مشكلة مالية فالكاسيتات كانت توزع مجانا مقابل مسجد الملك خالد في ام الحمام القريب من الجامعة وتدمن يوزع دهن العود والورد على الحضور .وكنت احضر دروس الكلباني الذي يتوشح بشتا بنيا ويتميز بلغة عنيفة وببكاء اثناء قراءة الفاتحة او قراة ايات اصحاب الكهف او سورة (ق) التي يكثر من ترديدها في الصلوات ..لقد اثر هذا الاهتمام على دراستس واصبح تاثيرا واضحا بهبوط درجاتي ،ولكني كنت امني نفسي بان الله سوف يعوض علي ..ويساعدني وبدأت بكتابة دعاء تعلمته من الكاسيتات وهو دعاء الامتحان لكي يسهله الله عليك لكن الامتحان لم يتغير ودراجاتي لم تزداد .وهذا لم يؤثر فيي ان صديقي اكتشف في موهبة قراءة القران فصرت اقلد صوت الكلباني ،فصرت انا الامام في البيت اذا لم نذهب للمسجد .وكنت اجد اعجابهم في صوتي مايدفعني للحماس والايغال اكثر فى التميز والتميز في نظري ومن هو في شاكلتي التميز يعني التوغل في الدين والتشدد فيه .لم تكن مفاجئة سارة لامي عندما زرتها في اجازة مابين الفصلين حينما رات لحيتي قد طالت وثوبي قد قصر ..صدمت لان ابنها صار يشبه "جهيمان"الذي سيرته في القرية قبيحة جدا .بكت كثيرا وتوسلت الي ان ارجع للصواب ..لكن عقلي كان مستقرا بحيث اني اعتبرها جاهلة ومسكينة ولاتفهم في الدين..مرت الايام ثقيلة علي في القرية وشوقي متعلق بالعودة الى الرياض ..انتهت العطلة وودعت امي وهي لاتزال تبكي وتتحسر على ابنها الوحيد الذي بدت ملامح التغير عليه.وسف يرفض بعد سنة واحدة تقبيلها ولن يسمح لها بالخروج من المنزل ولا الرد على التلفون وسوف يحطم التلفزيون القديم الذي اهداه لها اخوها!!حصلت احداث كرة في الترم الثاني ،فقد تعرفت على شخص جديد اسمه عبدالعزيز وهو شخص قوي الشخصية يعمل في عمادة القبول والتسجيل وينظم الطلاب عند التسجيل وله يد طولى في تسجيل الساعات المناسبة لمن يريد..كان سبب التعرف هو اني كنت خارج من المكتبة المركزية ذات يوم فاذا هناك تجمع لبعض الطلاب المطاوعة في البوفيه في البهو الرئيسي وكان عبدالعزيز هذا هو المسيطر عالجو ووجدت صديقي مكن بينهم وسلمت عليه ووقفت استمع فاذا هم يخططون لتكسير مسجد في الدور الرابع في البهو لان الشيعة يصلون فيه .سالت صديقي :من هم الشيعة بالضبط لاني اسمع بهم ولاعرفهم جيدا. قال اهل الشرقية..بالتاكيد ذهبنا للدور الرابع وكسرنا الصناديق وطوينا السجادات وحملناها بسيارة عبدالعزيز الى راح يحرقها بطريقة الخاصة .واتفقنا غدا نروح لمكتب عميد القبول عبدالله الحمدان لنبلغه هذا المنكر ونرفض السماح للشيعة بان يكون لهم مصلى خاص بهم .. من الغد اجتمعنا في البهو الرئيسي بعد صلاة الظهر وتقدمنا عبدالعزيز الى مكتب عميد القبول والتسجيل انذاك د.عبدالله الحمدان انتظرنا عند السكرتير طويلا حتى ظهر سكرتير اخر من مكتب الحمدان يخبرنا بانه لن يدخل على العميد الا ثلاثة شريطة ان يكتبوا مايريدون في ورقة .طبعا قرر عبدالعزيز ان يدخل مع اثنين وكتبوا على عجالة مايريدون خطاب يطالب بايقاف اهانة الاسلام في الجامعة مثل اغلاق مصلى الشيعة ومنع الموسيقى في المسرح والغاء جرس تحديد المحاضرات وتحديد زمن لدخول طلاب السكن لايتجاوز الساعة 12 ليلا .دخلوا بها ولم يلبثوا طويلا حتى خرجوا علينا يقولون بانه وعدهم بعرض الموضوع على عميد الجامعة التركي.وبعد فترة طويلة منع الشيعة من الصلاة والغيت الموسيقى من المسرح وتع طلت الاجراس فترة ثم عادت !كما ان تحديد مواعيد دخول الطلاب السكن قد تاخر كثيرا ولم يحصل الابعد فترة طويلة قابله الطلاب بالمظاهرات والغي القرار بعد تدخل الشرطة وقوات الامن لقمع المظاهرة واعتقال المتظاهرين فيها.!!!كان هناك في قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية دكتورا لاععرفه اسمه البريكان كان يجمع الطلاب في مكتبه او في مصلى القسم ويؤلبهم ضد الشيعة.وقد اوصى الطلاب بعدم حضور محاضرة دكتور شيعي وانه سوف يتكفل بالدرجات شخصيا لان له حضور عند عميد الكليةد.احمد عثمان التويجري .الذي القى محاضرة فيما بعد قوية ضد الشيعة تدخلت الشرطة بعد ذلك لاخذه والتحقيق معه .وكانت من نتائج تأليب البريكان ان قام طالب بكلية الطب بإيقاف دكتور من قسم اللغة العربية يقال انه شيعي ..اوقفه في مواقف السيارات خارج الكلية واشبعه ضربا وفك حنكه العلوي ثم فر هاربا الى قريته في القصيم ولم يعد الى الجامعة فيما بعد وسمعنا انه التحق بافقانستان بعد فترة طويلة .مضت فترة وانا مواضب على الدروس في جامع الملك خالد بام الحنان ومن هناك على عدد من الشباب والذين يطلقون على انفسهم شباب الصحوة ...في تلك الفترة بدات حرب الخليج وبداء الامريكان بالتوافد الى السعودية ولم يكن في ذهني أي شئ ضدهم حتى استمعت الى محاضرة قوية من سليمان العودة عن اليهود والنصارى ومن بعدها تاثرنا بتلك المحاضرة ومن محاضرات بعدها للعمر وللطريري والحوالي وغيرهم وقد بقيت تلك مجرد افكار عابرة ولكن الذي اججها مظاهرة النساء للقيادة السيارة فقد القى الكلباني خطيب جامع الملك خالد انذاك خطبة طالب الملك فهد بقطع رؤوس كل من شارك هؤولاء النسوة لاجتثاث الفساد استنادا الى ان النبي موسى قتل الغلام خشية من الفتنة عندما يكبر !!؟؟ثم استضاف الشيخ عائض القرني الذي كرر نفس مطالب الكلباني في محاضرة حاشدة ..حثتا الشيخ الكلباني والطريري وفيما بعد البريك وسليمان الخراشي بتوزيع مصورات كتبوها باسماء الاتي شاركن في المظاهرة واسماء وظائف ازواجهن وتوزيعها في المدارس والمحلات وعند الاشارات المرور بالشارع ...كنا في حماس منقطع النظير ونحن نقوم يذلك كنت لاعود الى البيت الا بعد منتصف الليل العمل والحماس يحدوني لان ابقى اوزع المنشورات والتي بدأت تزداد حينما كتب القرني فيما بعد ماسما ب "في عين العاصفة" ردا على زاوية غازي القصيبي التي ينشرها بالشرق الاوسط واتهمه فيها بالعلمانية وكانت هذه المرة الاولى التى اسمع فيها بهذه الكلمة .فيما بعد دار خصام شديد بين اخوين كنا في منزلهم لتناول العشاء فقد كان الاخ الاكبر معجبا بالقصيبي ولكن اخاه الاصغر يؤكد بانه علماني خبيث ،زادت المشادة لاننا وقفنا ضد القصيبي حتى انني وثلاثة من المعزومين خرجنا تلك الليلة دون تناول العشاء بحجة انه لايمكن البقاء في منزل يقال فيه المنكر ..فيما بعد اتيحت لي فرصة بقراة كتاب القصيبي الذي وزع سرا وكان بعنوان "حتى لاتكون فتنة"ووضع الاهداء فيه للشيخ ابن باز ويضهر انه يقصد فيه المك فهد .ولكن هذه الفرصة لم تتاح لي الابعد مضي عام على حادثة العشاء التي ذكرتها زوخلال هذه الفترة جرت عدة تغيرات على فكري ولانكر ان كتاب القصيبي نفسه لعب دروا مهما في اعمال عقلي لكي اعرفه ومن خلاله اعرف فكر من اعيش معهم .التحقت بجوالة الجامعة التي وصلت سمعتها ونشاطها الى اكثر الطلاب داخل الجامعة وخارجها كانت الجوالة تاخذ ميزانية ضخمة من الجامعة ولها مخيمات خارج الرياض وبعض المدن كابها والطائف ..لم اكن احسن التمثيل ولكن ليس التمثيل هو وحده الذي تقوم به الجوالة لكن انلناس يعرفون التمثيل اكثر لان الجوالة تعمل حفلات كثيرة في المسرح الجامعي وتقدم عروضا مسرحية بالجامعة للجمهور .وكانت تلك المسرحيات تقوم على فكرة اسلاميةتتعلق اما بالجهاد ضد الدشوش التي انتشرت في تلك الفترة او بالكشف عن الافكار العلمانية في الجامعة ومطالبة الجامعة بالتدخل وبعض تلك المسرحيات تصور مجتمعنا بانه مجتمع جاهلي لافرق بينه وبين العصر الجاهلي سوى هذه الالات المستخدمة ولكنه من حيث التدين جاهلى .وهذه الافكار منتشرة بقوة عند الجوالة واعضائها وفيما بعد في مكتبات المساجد التي اشتركت فيها حتى عندما كنت اسافر لزيارة امي اظل افكر بانني شخص مختلف عن هذا المجتمع واتعاطف مع امي المسكينة بانها جاهلية في عقيدتها وحاولت اصحح لها طريقة السجود وطريقة الجلوس بين السجدتين فهي لاتجلس بينهما ولكنها لاتابه بكلامي .
    يتبع في الجزء الثاني للقصة

  • #2
    اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم واهلك عدوهم
    اكمل معكم جزء اخر من القصة :
    كنت اؤمن بقوة بانني انتمي الى مجتمع اخر ليس هذا المجتمع بكل تاكيد. كنت احلم بدولة اسلامية تقام فيها الخلافة الاسلامية تقام فيها الخلافة الاسلامية كما كانت في عهد الرسول والخلفاء الراشدين ، وكنت امني نفسي بخيالات فيها ارى فيها فيها زوال هذا المجتمع بحكومته وناسه الراضين بهذه الجاهلية . يظهر لي الان وانا اتذكر حالي هذه الافكار قد تسربت لي بعد قراءة كتب سيد قطب كمعالم على الطريق وغيره والادمان على كاسيتات سلمان العودة وناصر الطريري. لقد كنا نتصور وجودنا مؤقت وان الامور سوف تتبدل بلا شك ولو ان حكومة طالبان ظهرت في ذلك الوقت لهاجرت اليها بلا تردد فقد كانت الانموذج الامثل الكامل للدولة الاسلامية.ومن المواقف التى لاتنسى هي اننا قمنا بحملة ضد العلمانيين في الجامعة من الدكاترة وكنا نتزود باسمائهم كل يوم والقائمة تطول ولكن من اشهر من كان عليها :د.سعد البازعي من قسم اللغة الانجليزية ،د.عبدالله المعيقل من قسم اللغة العربية، د.محمد العثيم من قسم الاعلام ،د.احمد العويس وعبدالله الجريان من قسم الكيمياء،د.عبدالله الغذامي من اللغة العربية د.محمد ال زلفة من قسم التاريخ د.سعد الصويان من علم الاجتماع د.علي السرباتي و د.محمد قلعة جي من قسم الدراسات الاسلامية د.عبدالرحمن الانصاري من قسم الاثار .وغيرهم .كان هناك عدد من الطلاب يحضرون هذه المحاضرات ومعه مسجلات صغيرة يسجلونها وهناك مدرسون متدينون يحضرون هذه المحاضرات لان كان نظام المحاضرة كان مفتوحا للجميع . وكنا نقوم بكتابة شكوى لمدير الجامعة والى الشيخ ابن باز ضد هؤلاء لانهم يعلمون الطلاب الفكر العلماني وكان سليمان الخراشي هو الذي يصوغ هذه الشكاوى وفيها تهم معيينه. كان هناك البعض يقترح ضربهم بعد الدوام وبالفعل تم ضرب استاذ مصري من قسم اللغة العربية واحرقت سيارته ، وفيم بعد علمت ان الدكتور الجريان اختفى عن اهله سنوات ولايعلم احد عن مصيره شيئا ولادري فانني ارج حان احد خطفه ثم قتله في جبال طويق فهو يصر على الحديث عن نظرية التطور ، وكان مدرس في مدرسة النجاشي (ابن باز لاحقا) ثم صار مدير ثانوية فيما بعد يسمى ابراهيم الربيعة كان يحضر له وقد هدد الدكتور بالقتل .ولادري هل تم العثور على الدكتور الجريان ام ظل مجهول المصير الى الان . وهناك د\كاترة اخرين قد غيرو من نهجهم كالبازغي زالصويان وال زلفة والسرباتي كما طرد اخرين كقلعة جي .من خلال الجوالة تعرفت على عدد من المدرسين في المدارس المتوسطة والثانوية الذين يحضرون للمشاركة معنا ويحضرون طلابهم معهم الى المخيم للالتقاء بالعلماء من مثل القرني والطيري والعشماوي واخرين . ومن خلال هؤلاء المدرسين \عوني لاكون ضيفا في حلقاتهم المدرسية التي تعقد بعد الدوام في المدرسة .كانت تجربة ثرية لي عندما حضرت يثانوية الملك فهد بحي الروضة لاكون ضيفا عند مدرس الدين الشيخ وليد وكان البرنامج عبارة عن قراءة القران ثم تفسر له من قبل الشيخ المدرس بعد ذلك يقوم الطلاب بلعب الكرة ثم يعودون الطلاب لصلاة المغرب وبعد الصلاة نستمع الى محاضرة عن طريق الكاسيت ويدور بعدها نقاش حتى صلاة العشاء ثم ياتي دوري لمحاضر اتكلم بوضوع معين حتى ياتي موعد العشاء وكان الموضوع الذي اعددته عن "تحية الاسلام " وبينت من خلال محاضرتي ان استخدام أي عبارة اخرى مخالف للمنهج الاسلامي لاننا ينبغي ان نعيش كالصحابة والتابعين ونسلم على كل احد حتى لو لم يرد فقد كسبنا الاجر ثم يجب الرد بالسلام على من القى تحية غير اسلامية لتعليمه بخطئه الشرعي واذكر ان الطلاب ذكرو اسم معلمين لايسلمون عليهم فطلبنا منهم ان ينبهوهم على ذلك بقول "وعليكم السلام " لكي يشعر المعلم بخطئه فان ابى فلابد من الانكار عليه .وبعد العشاء تفرق الطلاب .وكانت هذه التجربة محببة لي لهذا استجبت لدعوة مدرسين اخرين في متوسطة ابن الجوزي بالروضة ومتوسطة فيصل بن تركي بحي الملك فهد ومتوسطة العليا وابن القيم وثانوية القادسية وغيرهن . في متوسطة فيصل بن تركي كانت التجربة قوية اذ ان لمدرس الدين صالح القاضي حضوة قوية في المدرسة والمدير وبقية المدرسين يخشونه خشوة كبيرة ويطيعون كل اوامره.وله غرفة خاصة به اسمها غرفة الجماعة الاسلامية .فيها دروس الدين ، فهو يرى بان قراءة القران في الفصل لاتعطيه الوقار اللائق به لهذا فالطلاب ينزلون لحجرته في حصص القران ليجلسوا بطريقة معينة تشبه طريقة الاوئل وهناك استريوا كبير يسمع فيه الطلاب القران والمواعظ.وكانت هذه الغرفة مكانا يجلس فيه بعض الطلاب بعد الدوام وتعقد فيها لقاءات بعد الدوام واستمرت هذه الحجرة مكانا سريا بدخوله الا عن طريق المدرس صالح القاضي حتى حصلت فضيحة استدعت ان تتدخل الشرطة فيها . والقصة بدأت حينما فقد الاستريو من الغرفة وقام صالح القاضي باتهام مدير المدرسة باخذ الاستريو لكن المدير رفض ذلك واتصل بالشرطة الذين حضروا اثناء الدوام ولكنهم لم يجدوا النافذة ولا الباب مكسور ا مما رجح ان الفاعل هو ممن يملكون مفتاحا للغرفة . وبعد حصر الذين كان معهم مفتاح الغرفة كان من بينهم طالب يدعى عائض وطالب اخر من ثالث متوسط يدعى الخميس واعترف الخمس انه اعطى نسخة من المفتاح لطالب سوري اخر .وبعد التحقيق اتضح ان المتدرب عائض قد دخل ذات مرة بعد العصر ووجد الطالبين يمارسان الفاحشة في الغرفة وقد اغلغا الباب على نفسيهما ن ىواشترط المتدرب لكي لايفضحهما ان يمكناه من نفسيهما ن وهذا المتدرب هو الان محاضر في قسم الدراسات الاسلامية باحدى الجامعات فتاوي ومقالات دينية . الطالب السوري طلب من احد رفاقه مساع\ته في حمل الاستريو ذات يوم بعد الدوام لانهم لايستطيعون حمل فتح باب المدرسة الخارجي ثم الدخول للغرفة وقد اعترف الطالب السوري بكل سهولة بذلك . وانتقل الموضوع الى ادارة تعليم الرياض التي ترفض وجود غرف مخصصة بهذا الشكل ونقلوا مدير المتوسطة والمدرس صالح القاضي الى مدارس اخرى تاديبا لهما . من خلال المخيمات في الثمامة تعرفت على سليمان الخراشي فقد صائر قائدا ويسمونه (امير)والقى عدد من المحاضرات واتذكر انني تحمست في احدى جلساته وكنت اتسأل بحرقة عن سبب دعم الحكومة للعلمانين كما يقول المحاضر وكان يرد بابتسامة كما يقول المحاضر ،وكان يرد علي بابتسامة ويقول بان الفرج قريب بمشيئة الله تعالى .ويبدوا بان حماسي قد اعجبه وسذاجتي وبساطة منطقي قد لاقى استحسانا منه ،فسلم علي وسالني عن اسمي وعائلتي وبلدتي وبارك لي الانضمام الى شباب الصحوة المبارك .فيما بعد اقترح علي ان انضم الى بعض المكتبات في المساجد . ومضت مدة طويلة لم اره فيها ولاعرف عنه معلومات كثيرة فانا بطبعي خجول ولا اتجرؤ على الاسئلة الشخصية . خلال هذه المدة صرت عضوا في مكتبة الشيخ الطريري ثم صرت مشرفا على مكتبة مسجد بحي النخيل وسكان الحي من الاثرياء وكان عدد الطلاب لايتجاوز السبعة .لم اكن اعلم بانني تابع للسيخ سليمان الخراشي فقد كانت تصلني منشورات وكتيبات من خلال اجتماعنا في مسجد الكلباني كل ثلاثاء فهناك مكتبة كبيرة نلتقي فيها ونعرف البرنامج المطلوب تنفيذه للاسبوع القادم .وهناك منشورات وكتيبات مصفوفة ناخذ منها على عدد الطلاب ،وهناك شخص سوري يتكلم بلهجة حجازية وهو نائب الكلباني يملي علينا خطة الاسبوع .كان على ان اطلع على المنشورات والكتيبات قبل توزيعها عالطلاب ،وكانت ملخصات لكتب سيد قطب وبعضها نقولات من الكوثري ومن محمد بن سرور ومن المودودي والترابي وكتيبات الطريري والعمر والعودة والحوالي وعبدالرحمن وعبد الخالق وعبد الفتاح ابوغدة ، وقصائد العشماوي والقرني واتذكر من تلك الكتب كتب وشخصيات نوقفات تربوية،والسنة النبوية،سر تأخر العرب والمسلمين ، قل هذه سبيلي ، مذكرات الدعوة والدعية ،الاخوان المسلمون احداث صنعت التاريخ ، شهيد المحراب ، خطوط رئيسية لبعث الامة الاسلامية ، صناعة الحياة ، تربيتهم الروحية ،فقه الواقع وغيرها )واذكر اني اجتهدت مرة واقتراحت كتاب القرضاوي عن العبادة في الاسلام ولاحظت ان وجيههم قد تجهمت وقيل بانه لايصلح لي وفيما بعد عرفت ان المادة التي نعطيها للطلاب في المكتبات هي مادة منتقاة ذات طابع يحث على العنف والتمرد على الدولة وفي الوقت نفسه يغرس فكر طاعة الامير او الشيخ والرجوع اليه في كل امر وهو ملاحظته فعلا كسمة واضحة لدى طلاب المراكز والمخيمات وكيف ان الطلاب ياتي ويجلس امام الشيخ توحي بالوقار والعظمة ويستشير الشيخ في موضوع يخص اسرته وبجرد نطق الشيخ رايه حتى يصبح حكما نهائيا يطيعه الطلاب فيه ولايناقشه . قال لي طالب ان لديه مشكلة مع امير الجماعة وطلب مني التوسط له وكانت المشكلة ان المدرس/الامير قد غضب على الطالب عندما سافر مع اهله الى الشرقية الاسبوع الماضي دون ان يستشيره .وذهبت بسذاجة لاتوسط واذ بي افاجا بالشيخ يتجهم في وجهي ويقول انا ابخص ولو سمحت لالاتدخل في هالامور.وفيما بعد علمت ان هذه سياسة خاصة يقوم بها الامير لاجبار اتباعه على طاعته العمياء والكشف عن أي تصرف يقومون به واخذ راي الامير فيه .ظللت مستمتعا بالمكتبات والمساجد وانقطعت نهائيا عن الجامعة ولم احضر أي مادة مما جعلهم يطردونني من السكن الداخلي للجامعة وطوي قيدي في نهاية العام الدراسي فلم علم سليمان الخراشي بذلك قال لي خير لك وعينني مؤذنا بحي الخليج فيه سكن مجاني ،للشيخ سليمان واسطة لايمكن تصديقها فهو قادر على تدبير امر أي شخص اذا اراد ، ويقول عنه الشباب بان الله حباه محبته وسخر له القوم .كان يدفع لي الفان ريال شهريا وكنت اصرفها على الاكل وشراء الكاسيتات.قيل لي في احدى لقائتنا يوم الثلاثاء في مسجد الملك خالد بام الحمام بان الشيخ سليمان يسأل عني؟؟؟!!وعلي ان اذهب لمقابلته في مخيم قريب؟؟!!!!!!!!!!1

    يتبع في الحلقة القادمة..............
    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 03-10-2011, 05:07 PM.

    تعليق


    • #3

      اللهم صلى على محمد واله وعجل فرجهم واهلك عدوهم
      ..........................
      ذهبت مع احدهم ووصلنا الى استراحة قصيرة يقال انها لابراهيم الحديثي فاذا الشيخ سليمان هناك قدم لي تمر وقهوة وذهب الذي اوصلني وقال بانه سيعود بعد ساعة .قال لي سليمان هل تعرف الخبيث عبدالعزيز العسكر ؟ قلت لا .ثم راح يشرح لي انه دكتور في جامعة الامام وانه ضد المتدينين وضد نظام المكتبات وانه مقرب من الشيخ بن باز وهذه مصيبة لانه ممكن يكون ان ينقل افكاره الى الحكومة . ثم قال نريد الخلاص منه لانه عدو الصحوة المباركة هو وعبدالله الحبيلان في حائل لكن هذا في الدرعية وقريب . اعداء الصحوة المباركة وكرر هذه العبارة عدة مرا .ثم طلب مني طلبا لااستطيع الافصاح عنه الان دام انه لم ينفذ ..دخلني الرعب فقلت :ماعرف ؟وقال لاعليك بكرة جوازك جاهز وراح يطلع عليه احد الاخوة على بيته في الدرعية ، ويكفي ان تراقبه يوم او يومين وتعرف وقته خروجه لصلاة الفجر ،وبجرد ان تنفذ الامر تتوجه بسيارة خاصة راح نعطيك اياها الى صلبوخ وهناك شخص راح ياخذك الى المطار وتتوجه الى السودان وهناك الاخوان مرتبين وضعك .وهذي سته الاف ريال لك . ووضع حزمة الفلوس امامي ثم اخذها . وقال كل شئ جاهز وراح اروح معك للبر بك وابعده لك تزول منك رهبة ذلك الشئ من نفسك. لم يعطيني فرصة للرد اوالاعتذار او الاستفسار.كان يقرر.كان يملي مايجب علي عمله وكفى .ونبهني باني تابع له وانه اميري ويجب علي تنفيذ امره وذكر لي اية التولي يوم الزحف .

      وفي هذه اللحظة جاء الشخص الذي اوصلني وقلت له : ماودك نمشي تاخرنا .فقال هيا ..كنت اريد التخلص من هذا المأزق .فسلمت على سليمان الذي قبض على يدي وقال لي :ترانا على وعدنا وجعل يدي تلمس جيبه التي فيها الفلوس . وخرجت من تلك الاستراحة وقلبي يرتجف من الخوف . وفيما بعد علمت انه هناك محاولة اعتداء لقتل الشيخ العبيلان بحائل اثناء خورجه لصلاة الفجر واعتقل المنفذ وسلم الشيخ. لم انم تلك الليلة من الخوف والوجل ومما انا فيه من ورطة ..وعينا سليمان التي تقدح الشرر ترافقاني في كل لحظاتي ، حتى وانا الان اكتب هذا الموضوع والذي قد مضى عليه اكثر من عشر سنوات ..الا ان عيناه الحادة ظلت من الاشياء العالقة في ذاكرتي وترعبني .يوم الثلاثاء القادم التقيت بسليمان في جامع الملك خالد واخبرته برفضي لتنفيذ فكرته ن فرد علي مبتسما تلك الابتسامة المصطنعة : والله انك قروي صحيح وانك ىصدقت مزحي معك !! كنت ابغي اجسك هل انت ذيب ولا سبع ؟؟ وطلعت انت سبع الذيب ...لم يخفف رده هذا من قلقي النفسي ولكنه قدم لي حلا كنت ابحث عنه في تلك اللحظة ..وقلت له يجب علي ان انتهي من حفظ القران الكريم فلم يبقي لي منه سوى ثمانية اجزاء ..لقد سخرت وقتي مابين المكتبة وبين حفظ كتاب الله .وكان تقدمي في حفظ القران يعطيني دفعة قوية عاطفيه لااشعر معها انني فشلت في دارستي الجامعية .
      بداء امام المسجد يتضايق من عدم وجودي للاذان ويلمح لي كلما رآني بان المصلين يسـألون عني اخبرته بانشغالي بطلب العلم في المساجد ومع المشايخ ولكنه لم يقتنع بذلك وظل يكرر سؤاله كنت اعيش ضائقة مالية واخجل ان اطلب من احد مالا ..ولكني علمت ان مشرفي الجماعات الاسلامية يستلمون مبالغ ضخمة طائلة من مصادر مختلفة ،وماعلمت بذلك الا بعد ان انتشر خبر شيك المعلم البسام وهو مدرس في متوسطة حي السفارات في شمال الرياض وزعيم تنظيمي للجماعات الاسلامية خارج المدرسة .كان يصرف له شيكات من الراجحي ، العثيم ، الفوزان ومن شركات اخرى ،وتكتب في الغالب باسمه واحيانا اخرى باسم المدرسة .كان وكيل المدرسة سلطان الثنيان متدينا وكان يكتب على ظهر الشيك تجيير من المدرسة لاسمه ويختمها بختم المدرسة الرسمي ولايواجه البسام أي مشكلةفي ذلك الشيك مع البنك .وسلطان الثنيان هو ابن اخ عبدالعزيز الثنيان مدير للتعليم في الرياض حيث اتفق مع عبدالله الخلف مدير الشؤون التعليمية ان يضعوا جميع مدراء المدارس من المتدينين ويقال انه خلال اربع سنوات تحول مدراء المدارس الى المتدينين ذوي اللحي الا فيما ندر. ولم يواجه البسام أي مشكلة في ظل دعم الثنيان له ولنشاطه .ولكن سلطان الثنيان غاب عن المدرسة لفترة .فذهب الثنيان بشيك مبلغ خمسين الف ريال حصل عليه من الراجحي يطلب من المدير الخريصي تجيير الشيك فرفض المدير تجيير الشيك الا اذا دفع البسام نصف المبلغ للمدرسة ونشاطاتها .ودار بينهم خصام جعل ،وانما يتحتم علي ان اقول ذلك للامراء اما البسام او الخراشي او عبدالله الدرهيم او العقيل او الربيعة مثلا ،لكنني لم استطع فعل ذلك .ولضيق الحال بي كنت اذهب الى مطعم الجامعة بعد انصراف الطلاب واخذ البقايا التي يتركونها في الصحون واكل منها ،استمريت على هذا الحال فترة ثم اضطريت ان ابيع سيارتي الدديسون التي اشتراها لي خالي هبة لي منه . وفعلا بعتها باربعة الاف ومائتين ريال .وانا اعلم بان خالي اشتراها لي ب12 الف ريال قبل سنتين وذلك معونة منه لنا . كنت مضطرا للبيع لانه لم يعد لدي مال آكل منه ولاقدر الذهاب الى مطعم الجامعة كل يوم بعد ان فصلت من الجامعة .


      يتبع في الجزء القادم انشالله تعالى

      تعليق


      • #4
        الجزء الرابع

        اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم واهلك عدوهم

        لقد قابلني الشيخ العسكر امام المسجد الذي اشرف فيه على المكتبة وكان ضخم الجسم يعمل محاضرا بجامعة الامام وقال لي بلا مقدمات : لماذا لاتنبه الطلاب الى اخطاء العقيدة في مايقدمونه من نصوص ؟ قلت طبعا ابين لهم ذلك .! قال مارأيك اذن بقصيدة ابو القاسم الشابي التي قرأها طالب ولم تنبهه الى فساد معتقدها ؟ وتذكرت ان طالبا طلب مني ان يقرأ قصيدة احضرها معه لكي يتدرب على الالقاء وكانت لابي القاسم الشابي ومطلعها :
        اذا الشعب يوما ارد الحياة **** فلابد ان يستجيب القدر
        قلت للعسكر لاذكر انه فيها خللا عقيديا ؟ قال اعوذ بالله كيف غاب عن عينك الكفريات التي فيها ؟ وذكر ان قوله "يستجيب القدر " كفر بواح لان الله هو الذي يستجيب وليس القدر . قلت ببرائة :ولكنه لااعتقد انه يقصد ان الله تعالى مستبعد .والقدر يشبه قولنا الصدفة والحظ .كما تقول :الصدفة هي الي خلتني اشوفك .وهذه لايعني سلب القدرة من الله . فغضب من ردي ورد بعصبية علي :لا لا لا انت تحتاج الى قراءة العقيدة الطحاوية ، وقرأة فكر العلمانية الفاسد . هؤلاء مفسدون ويريدون افساد الاجيال .
        بعد اسبوع من هذه الحادثة قيل لي بانه هناك شخص آخر سيكون مشرفا على هذه المكتبة . وعلمت فيما بعد ان العسكر هو المسؤول عن عدد من المكتبات ومنها هذه المكتبة ويتجسس على المشرفين ليرى مدى تطبيقهم للخطة الموضوعة .وربما يكون هو الذي اوصى بفصلي لان مافعله الطالب قد يكون اختبار لي مدبر لمعرفة مدى التزامي بالخطة المعطاة لي وعدم خروجي عنها . وقد فشلت في نظره لاني سمحت للطالب ان يقرءؤ نص غير مقرر في الخطة ثم عدم تنبيهي للخلل العقيدي الذي فيه. وهذه المآخذ بحد ذاتها تعتبر كبيرة لديهم واظنهم لم يكتشفوا عدم حرفيتي في تنفيذ الخطة الا مؤخرا !!!
        الحقيقية انني غضبت من فضاضته وذهبت الى جامع الملك خالد يوم الثلاثاء وسالت عن سبب اسبعادي فقيل لي : لاتستعجل يابو اديب .وهي كنيه فضلتها على ابو مصعب الذي يحبون منادتي به . وقالوا لاتستعجل قد تكون هناك مهمة اكبر تنتظرك اكبر من الاشراف .وصارو يمزحون :الله لنا راح تصير امير علينا .!! في تلك الليلة بدأت الافكار تلعب في مخي وسؤوال لحوح يعتصرني : لماذا اختارني الشيخ سليمان لمهمته التي صرح لي بها في الاستراحة تلك الليلة ؟لماذا انا بالذات ؟ وهل يعرفني جيدا لدرجة انه يخبرني بسر خطير ؟وعمل اخطر ؟انا لااعرف سليمان هذا كثير غير انه امير لنشاطات المدراس . وتسألت هل رفضي لفكرته سوف يغضبه ؟ وهل له علاقة بطردي من المكتبة ؟علما انه هناك مشرفين على المكتبات صغار وعليهم شكاوي من سوء علاقتهم بالطلاب ولكنهم باقون ؟لم اجد حلا نفقمت وتوضات وقمت اقراء القران بصوت عالي مرتفع ، لقد بقي علي اخر ثلاثة اجزء من المنتصف لكي انتهي من حفظ القران .انشغل ذهني بانجاز حفظ ماتبقي من القران كله . ثم عادت الى ذهني الاسئلة المحيرة كل ليلة .نهاري مشغول بمتابعة الدروس في المساجد وليلي مشغول بتساؤولاتي المحيرة ..صحيح انه هناك فراغا وجدته حيث لم اعد مشرفا على المكتبة ، ولم اعد اكرر حفظ القران ولكني كنت اقضي وقتا طويلا في اصلاح وطباعة وتوزيع المنشورات على حسابي .وفي درس بلوغ المرام في مسجد سعد البريك قال لي عادل العبد الجبار وهو احد مشرفي المكتبات بانه يريد مساعدتي له في جمع مقالات محمد رضا نصر الله وتوضيح الخلل العقيدي فيها . وذهبت معه الى سيارته فاذا بملف مملؤ بقصاصات لمقالات له ولعبدالرحمن الزيد ومحمد الثبيتي والصيخان والغذامي وعدد اخر من الكتاب الصحفيين .واخبرني ان المطلوب ان نحدد الخلل العقدي في كل مقال لكي يقدمه للشيخ ابن باز لكي يصدر فتوى تكفير في هؤلاء على نفس طريقة عوض القرني كتابه الحداثة في ميزان الاسلام .جلست معه في السيارة حوالي ساعتين ولكني لم اتحمس للعمل معه ولم افهم قصده جيدا فاعطاني مجموعة منشورات ضد السياحة في الخارج وضد الحداثيين لكي اوزعها على طريقي في المساجد والمستشفيات .وفعلا قمت بالمرور على عدد من المساجد واعطيت الامام او المؤذن عدد منها لكي يقوم هو بدوره بنشرها اما في المدارس او صالات الافراح او المجمعات او غيرها .
        استمريت في الذهاب الى مسجد ام الحمام يوم الثلاثاء فطلبو مني جمع التبرعات عند الباب اما في اكياس او علب فارغة لتعطى فيما بعد لسليمان الخراشي لكي ينفق منها على المراكز او المكتبات وان كنا نعلن للناس بانها للجهاد او الفقراء ،لكنني لم اكن مهتما لهذا الامر في ذلك الوقت فما دامت بيد الامير فله الحق ان يتصرف فيها كيفما يشاء . وذات يوم طلبني سليمان وسألني كم جمعت اليوم .قلت لادري فلم اتعود ان اعد المبلغ انما اسلمه مباشرة .قال لي وعيناه تشككان في كلامي : المبلغ اليوم مأخوذ منه ؟!غضبت لانه شعرت انه يتهمني وقلت له :وااله لاعرف عنه شيئا ، ورغم حاجتي فاني لالمس ريالا واحدا ، واتعشى من فضلات طلاب الجامعة ولاامد يدي لريال واحد . لم يرد علي وظلت عيناه تحدقان بي حتى خرجت .حينما عدت للبيت بدء الغضب يفور في رأسي وندمت انني لم اشتمه، واحسست بمهانة كبير ان يصل به الحد ان يشك في وان الحافظ للقران الصادق والمخلص لهم في عملي !! واج الدم في عروقي وخرجت من البيت وانا في راسي كلاما كثيرا القنه اياه من الغد . ولكن غضبي انطفاء بعد فترة ولم افاتحه في الكلام منذ ذلك الوقت ..هناك شئ مزعج يدور في ذهني . انه هاجس مقلق ينتابني طوال هذه الفترة يذهب مع الانتقال ثم ياتي ، حتى انه ذات ليلة صحت من النوم من حلم مرعب وخفت من فكرة قوية تسلطت علي وهو انه سليمان قد ينتقم مني !!ربما يريد التخلص مني كشاهد .. ربما ..ربما .....وظل عقلي يدور وجلست افكر بحياتي في الرياض وحياة امي التي سكنت مع خوالي بعد سفري عنها ، لاول مرةمنذ التحقت مع المطاوعة والانشطة وجدت نفسي متعاطفا مع امي .!!واحسست بذنب انها تعتقد اني سوف اتخرج هذه السنة واعو داليها موظفا ونسكن معا بعيدا عن خالي واسرتع وظلت تمني نفسها كل يوم بعودتي اليها ..وانا في الحقيقة غارق في متاهة لااعرف طرفها ، لقد وجدت نفسي اقف امام حقيقة ساطعة : لقد فشلت في دراستي وضيعت اموالي وسيارتي وجهدي وهاانا الان لاجد عشاءا ولا عملا ولا امنا فالخوف من انتقام سليمان الخراشي يتهدد حياتي كل لحظة ..احسست بشئ لااستطيع وصفه ربما يكون نوعا من الندم ، اتذكر انني بكيت دون ان اشعر ..ثم استمر البكاء معي طوال الليل ، في الصباح تحول الخوف من سليمان من مجرد فكرة ليكون حقيقة ، المال الذي اخذته من قيمة السيارة تبدد في سيارات الاجرة وتصوير المنشورات ونسخ الكاسيتات ولم يتبقى معي سوى مبلغ زهيد ، عددت ماتبقى معي فوجدته 726 ريالا .فكرت : وماذا سأفعل حينما تنتهي هذه ال700 ؟؟؟؟؟؟

        يتبع في الجزء القادم انشالله تعالى

        تعليق


        • #5
          الجزء الخامس

          اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم واهلك عدوهم

          في حي ام الحمام
          كان هناك محل تسجيلات اسلامية مقابل لجامع الملك خالد على الشارع العام وخلفه تقع صناعية ام الحمام لاصلاح السيارات كنت اقضي فيه بعض الوقت من بعد انتهاء درس العقيدة الطحاوية الذي يعقد بعد العصر في جامع الملك خالد كنت اجلس بالتسجيلات حتى بعد غروب الشمس . ذات يوم رأيت ذلك الصديق الذي كان سبب تعرفي على المتدينين وكان سبب في تعرفي على هذه الانشطة . لقد غاب عن نظري منذ فترة او انني غبت عن نظره او لست ادري فقد انشغلت بانشطة كثيرة هو غير مهتم بها وكنت اعتقد بان طموحه ضعيف .سلمنا على بعض بحرارة وقال لي بانه ينتظر سيارته وهاله شكلي المتغير في لحيتي الطويلة وثوبي القصير ولوني الشاحب .
          فجع عندما علم انني طردت من الجامعةوغضب واخبرني بانه ليس هناك مشكلة وانني سوف احصل على الشهادة هذا العام وانه سوف يدبر الامر . لم اتحمس لرأيه كثيرا وحينما علم انني بعت سيارتي اخذني معه الى بيتهم بحي السويدي وتعشينا مع بعض تلك الليلة وقابلت والده واخوته كالعادة وشعرت براحة كبيرة لم اشعر بها منذ وقت طويل . لقد شعرت بانني بالغت في تعمقي في الدين . لكني في نفس الوقت اشعر بافضليتي عليه لحفظي القران الكريم .وكان عنده كتب لابن تيمية فاهداني اياها ففرحت كثيرا في تلك الليلة قال لي بان هناك اكثر من شخص في جامعة الملك سعود سوف يدبرون امر دراستي . وذكر لي اسم شابين اثنين يساعدون شباب الصحوة في تنجيحهم ويعطونهم معدلات عالية قال لي هناك الدكتور حزام ماطر المطيري من كلية العلوم الادارية والدكتور محمد السديس من كلية الاداب وهناك غيرهم ولكن سوف نذهب لاقربهم .
          خرجنا من بيته وركبت معه ثم وصلنا الى بيت الدكتور حزام المطيري سلمنا عليه واخبره صاحبي بقصتي فالتفت الى صاحبي وقال تزكيه ؟ قال نعم . فابتسم وقال امورك ميسرة حتى لو كان قيدك مطوي نعيده واعتبر ان كل المواد الى فاتتك انك ناجح فيها . اندهشت ويبدوا نه لاحظ دهشتي فقال : انها ليست مجانية .هناك عمل اصعب من الدراسة انت مطالب بتنفيذة ولكنه افضل وتؤجر عليه .نحن نريد ان تسجل لنا اشرطة للدكاترة علمانيين وتجمع تواقيع الطلبة ضدهم حتى نرفع شكاوى ضدهم بطريقة راح اعلمك عليها بعدين .بقينا في الخارج ولم ندخل . وقال انت مر علينا بالمكتب بين كل فترة ، وشهادة التخرج رايح تاخذها مع زملائك هالسنة بمشيئة الله بس زي مانت عارف هالامور تتم بطريقة سرية يمكن قال لك الاخ . بكرة مر على الموثق ابو ياسر في العمادة .قسم الوثائق والسجلات تراه مرتب لك كل شئ .انا راح ارتب معه وضعك الليلة عطني رقمك الجامعي .عطيته رقمي واسمي الكامل .ثم ودعناه وعدنا الى بيت صديقي وسهرت معه الى الساعة الثانية عشر تقريبا . ولما خرجت اصر صاحبي ان اخذ سيارة كابريس قديمة عندهم لكي استخدمها حتى اشتري سيارة .فرفضت ولكنه اصر علي وحلف فاخذتها وخرجت . انني لازال اتذكر كيف احسست براحة نفسي مع نفسي ومع من حولي . هذا الصديق رائع ونبيل ويحببني في الخير لكن الاخرين لم يكونو مثله .ولست ادري كيف كان غائبا عن ذهني وهو الذي عرفني على لكاسيتات والمحاضرات الدينية في البداية . بالتاكيد ليس هو مسؤولا عما جرى لي وليس هو السبب الوحيد في دخولي في هذه الجماعات الدينية والانشطة ولكن كان فقط دليلا اذ يظهر انه كان لدي القابلية للانخراط في هذه الجماعات اذ لم يكن لدي ميول معينة ولا اهتمامات قبل مجيئ الى الرياض .قد يكون لانبهاري بالرياض باعتبارها مدينة ضخمة وسكانها مختلفون سببا لانحسار شخصيتي السابقة واضمحلالها وبحثي عن شئ اخر .
          لا ازال اتذكر انه عندما جئت الى الرياض كنت احمل شنطتي وملابسي على ظهري وادخل القاعات ولم اشعر باي حرج ولكن بعد سنتين اصبحت اشعر بحرج من ذلك المنظر .انني الان وانا ارى شخصيتي تندمج في عالم اهل الرياض وقد تغيرت لكي تتنكر لذاتها من قبل . واتذكر كيف اني كنت احتقر عيشتي مع امي ولهذا رفضت احضارها الى الرياض معي بعد ان طلبت مني ذلك عدة مرات ان تاتي لتسكن معي في بيت المسجد . لقد تغيرت شخصيتي ليس فقط في نمط المتدين ولكن ايضا حتى في نظرتي الثقافية ولهجتي وعاداتي السابقة . لقد صرت اتلكم لهجة اهل الرياض التي يكثر فيها استخدام الضمير (ذا) وفتح تاء التأنيث مثل ( انا جيتَ ورحتَ ودريتَ ..) كما انا لغتي صارت تميل الى الفصحى والتقعر اكثر مما كانت عليه في السابق . هذه ملاحظات اتذكرها واعرف مقدار انسجامي مع صورتي الجديدة التي كانت تريد قطع صلتها بشخصيتي السابقة .ولم يقف الامر عند هذا فقط فقد كان التغير يتم عن قصد وتعمد ، لدرجة اني كنت احتقر اقاربي عندما كنت ازروهم في العيد او الصيف وهم يتكلمون كلاما يخلو من روح الاسلام ، فلقد صار كلامي كله مطعما بعبارت دينية مثل ( جزاك الله خيرا ) و ( الله المستعان ) و (وياسبحان الله ) و ( استغفر الله ) وغير ذلك من العبارات التي كنت املا بها الفراغات في الجملة او للربط بين جملتين وكان هذا النمط اللغوي للساني حل سخرية وتندر لبعض اقارب كزوج اختي الذي لم يرضى بسلوكي نهائيا ولكني كنت اعيد سخرية زوج اختي الى خصام بيني وبينه في بداية تديني حينما ذهبت لزيارتهم ذات مرة وكسرت غطاء شنطة سيارته لانه فيه رمز للصليب معتبرا ذلك منكرا تجب ازالته .زوج اختي غضب وتخاصمنا ولو تدخل اختي لتضاربنا . وصار لايكلمني الا برسمية بعد ذلك .الكابريس الذي اعطاني اياه صاحبي اراحني كثيرا وخفف عني متاعبي . علاوة على انه جعلني اتفائل كثيرا . لهذا لم اتاخر حينما اقترح علي عبدالرحن ابانامي وهو مدرس دين في ثانوية السلمانية ويعمل في مركز الهيئة ان انضم للهيئة . ذهبت لمركز الهيئة وكنت مطيعا للشيخ ابانامي الذي كان يلقي القبض على الطلاب الغير الملتحين والمسبلين لثيابهم في المساء وكانت له عيبة في المدرسة لان الطلاب يعلمون انه سوف يقبض على من لايروق له منهم . ذهبت مع احدهم لمراقبة قصر احد الامراء في حي الرحمانية للتبليغ عما يجري فيه . اخذت عدة ايام ونحن نذهب من العشاء الى الفجر ونحن نراقب القصر لنرى مايجري فيه من مظاهر الدعارة التي تاتي الى البيت وقد اعطانا بيجر وكان قد تو البدء البيجر وقتها يعمل .، للتواصل معه .كنا نوقف السيارة في مكان مظلم ثم نبقى داخل السيارة نراقب المنزل ، لم نكتشف أي شئ مريب لمدة اسبوع فامرنا بمراقبة بيت اخر بخرينقة بالعليا ثم بيت اخر في المزرعة ولكننا لم نلاحظ أي شئ مريب . بعد ذلك انتقل دورنا لمتابعة أي سيارة فيها بنات لنلاحظ اين يذهبن ومن يتبعهن ، وكنا قد دخلنا في مغامرات لمطاردة تلك السيارات حتى ان سيارة قد اخرجوا علينا المسدس فتوقفنا . كانت مهمتنا هي رصد أي بيت فيه بنات يخرجن بلا محرم ، واعطاء المعلومات لمركز الهيئة الذي يبدء بمراقبة المنزل . زكان مرافقي يتمنى لو يعطونا فرصة لمراقبة الاسواق لانها اكثر جدوى في القبض على المفسدين من مراقبة البيوت طوال الليل .تعطلت الكابري الي معي فذهبت بها الميكانيكي وقد اخبرني بانها تحتاج الى خرط القير وهذا يكلف مبلغ كبير جدا ليس معي ، فاتصلت على صديقي صاحب الكابريس والذي جاء وقال لاتهتم الفلوس مش مشكلة وفعلا جا ودفع المبلغ وخجلت من نفسي كثيرا وقلت له انا ماحتاج للسيارة وحلفت له بذلك فوافق على مضض واوصلت السيارة معه الى منزلهم وشكرته على لطفه وكرمه .سألني عن الدراسة فقلت له انني لم اجد وقت لاذهب الى الدكتور المطيري ولكني ذهبت الى ابو ياسر ويبدو انه فلسطيني وحازم جدا من شكله يبدو انه عنيف وصارم ونظامي ولكنه في الحقيقة اخبرني وعيناه تترواغان بان سجلي نظيف وانني انجزت 84 ساعة بنجاح ومعدلي الان ثلاثة وست وثمانين وقال هذه معلومات لازم تحفظها واطلب برنت اوت وخليها معاك لكي تعرف لو سألك الاستاذ سعيد رئيس الوثائق .خرجت من عنده لكنني لم اتحمس للدراسة لاني تلخبطت ولاعارف كيف اني انجزت هذه الساعات ولادراي كيف سادرس ولااعلم ماهو عملي مع الدكتور المطيري ..غضب مني وطلب مني العودة للدراسة لكي احصل عالشهادة ثم الوظيفة وذكرني بان امي تنتظرني فلا يجب علي ان اخذلها ..
          يتبع في الجزء القادم انشاالله تعالى

          تعليق


          • #6
            اللم صل على محمد و ال محمد

            مشكوره اختنا ( ام حسين ) جزاك الله خير الجزاء

            الـلـهـم صـل عـلـى
            مـحـمـد و ال مـحـمـد

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حسن علي مشاهدة المشاركة
              اللم صل على محمد و ال محمد

              مشكوره اختنا ( ام حسين ) جزاك الله خير الجزاء

              رحم الله والديك اخوي العزيز حسن علي

              ولا شكر على واجب بل اقل من الواجب وانا جدا مقصرة بحق المنتدى الغالي لانه اشويه ظروفي ماتسمح لي التواصل الدائم

              قليل جدا دخولي بالنت عشان هالشئ اعتذر من القراء الكرام في التاخير بكتابة الاجزاء من هالقصة الواقعية والله يوفقني لاكمالها

              تعليق


              • #8
                ذهبت الى قسم الادارة العامة في كلية العلوم الادارية لمقابلة الدكتور حزام المطيري بحثت عن مكتبه في الاسياب فلم اجده ثم ذهبت الى القسم لاسال عن مكتبه فوجدته جالسا في مكتب السكرتاريه . سلمت عليه فتغير وجهه لما رآني وقال لي تعال للمكتب .

                ثم نهض وذهبت معه الى مكتبه . سألني عن اسم قبيلتي وراح يسالني عن اسماء اشخاص لاعرفهم وسألني عن معارفي في الرياض حتى اتذكر انه سالني ان كان لي علاقة بالبنات ، فاصفر وجهي وقلت :اعوذ بالله ! فرد : لااقصد السوء ياخي .قصدي نستفيد منك في موضوع الطالبات والاستاذات والاساتذة الي يدرسون هناك فهذا موضوع كبير وخطير فان معرفة الشر ياخي تفيد كما في الحديث المشهور .
                ثم قال : خلنا من موضوع البنات الحين وخلنا مع البلاوي الى عندنا هنيه .قال لي عندنا قائمة باسماء اساتذة عليهم ملاحظات عقدية وفكرية بالنسبة للي هنا في الكلية عارفينهم بس المشكلة للي في الكليات الاخرى ماعندنا عنهم معلومات كافية .
                فابغي همتك معي وترى فيه غيرك بس انت ماتعرفهم وهم مايعرفونك . قلت :نعم قال او حاجة لازم تشتري حقيبة تضع فيها دروسك وثاني شئ تشتري مسجل سوني صغير لتسجيل محاضرات بعض الاسماء الي رايح اعطيك اياهم ثم لاتقابلني بالجامعة مرة ثانية موعدنا في البيت بعد صلاة الجمعة .
                شعرت بالحرج لاني ماملك مالا اشتري به مسجلا . فقلت المشكلة ماعندي سيارة ولادري من وين اشتري المسجل . قال : ماعليك احنا راح ندبرك وفتح درج مكتبه وطلع لي منه مسجل بحجم كف اليد وعطاني معه ستة اشرطة صغيرة .
                وراح يشرح لي التسجيل وطريقة وضع الشريط بالمسجل وطريقة تغييره ، واوصاني بالجلوس في مقعد بعيد في طرف القاعة وانا اضع المسجل في جهة الشنطة المقابلة للدكتور واذا سالني عن اسمي اعطيه اسم مستعار مثل شحاته او اسامه وهكذا واقول للدكتور اني مسجل المادة متاخرة والمحاضرة القادمة راح اجيب لك الكشف .
                وقال كل هالامور راح تتعلمها مع الوقت ، حتى لو اخطيت لاترتبك لانه مافيه مشكلة كبيرة ،ثم وقف وقال : خلاص الحين تبداء شغلك ، ابعطيك ثلاثة اسماء عارفينهم من الكلية ها ابغاك تبدء معهم ولازم تتابعهم هالاسبوع .وتجيب لي خبرهم السبت الجاي بعد صلاة العصر هنية ..( على فكرة هنية يعني هنا بلهجة اهل الرياض ) نحتاج نتابعهم طوال السنة .وذكر لي اسم خالد الدخيل من قسم الاقتصاد وعبدالكريم الدخيل من قسم السياسة . قلت هل اهم اخوة ؟ قال في العلمنة والضياع الفكري والعقدي .
                ثم اضاف في مدرس جديد توه جاي ماندري عنه .اسمه عبدالله الشدادي في قسم ادارة الاعمال هو حربي لكن متنكر لاصله بسبب تغريب عقله .ابيك تشوف من لحيه هو ؟ واخرج من درجه اوراق متعددة وفتش فيها ثم اعطاني جدول الاساتذة الثلاثة .وقال لي وهو يشير الى الجدول :هاذي القاعات وهذي المواد حاول تحضر لكل واحد محاضرة وحدة على الاقل هالاسبوع وتسجلها كلها حتى سواليف الطلاب مع الدكتور في ىخرة المحاضرة لاتفوتها تراها مهمة جدا والاسبوع الجاي نشوف
                لم ارتح لهذه المهمة ولكني بدات بالفعل بالتسجيل ، لافهم كثيرا ممايقولونه في المحاضرة لكنني اسجله وهاذي مهمتي فقط وهو بدوره يبحث عن الخلل العقدي لديهم كما يقول .حضرت محاضرتين الدخيل وبقي الشدادي كانت محاظرته يوم الثلاثاء الساعة 1 ظهرا وحينما حظرت كان عدد الطلاب قليل جديد وبعد ان بدء المحاظرة اقترب مني وقال : هل انت جديد ؟ قلت نعم .رحب بي وقال ك انتظرني بعد المحاظرة او قابلني في المكتب لكي اوضح لك المحاظرات التي فاتتك وكيف تقدر تحصلها .شعرت بحرج من هذا الموقف وكنت طوال المحاظرة افكر بكذبة تنجيني منه . انتهت المحاضرة .انتهت المحاضرة وقال لي تعال يا..وش اسمك؟ قلت بسرعة احمد المطيري ولم يكن هو اسمي الصحيح ولكني عملت بنصيحة الدكتور حزام .
                وقال تعال معي ياحمد فوق للمكتب .ذهبت معه وكان لطيفا ومبتسما فتح المكتب وقال لي تفضل بالجلوس .وراح يشرح لي هدف المقرر ومفرداته واثناء ذلك دخل علينا شخص اعرفه وسلم فاذا هو محمد الحربي احد شباب الصحوة والذي يعمل مشرفا لاحد المكتبات ويحضر اجتماع مسجد الملك خالد كل ثلاثاء ويعمل مدرس رياضيات في احدى مدارس الرياض ويعرف انني مفصول من الجامعة ، ارتبكت وسلمت عليه : فقال : هذا اخوي الدكتور عبدالله وش جايبك هنا ؟ كانت لحظة لعينة لانساها في حياتي !!ارتبكت وامطرني العرق ..ولم ارد عليه فقط خرجت من المكتب وانا اقول : لحظة ..لحظة .. لحظة ..ورحت اهرول بين الاسياب ، لقد مشيت بسرعة هاربا من هذا الموقف المخزي وبعد ان خرجت من الكلية تجاه الحرم الجامعي صرت امشي على مهل اجرجر رجلي اللتين صارت ثقيلتين علي بشكل يصعب سحبهما ، لقد شعرت بخزي وذلة واحسست من اعماقي بانني لست ادميا وانا امارس هذا العمل القذر والكذب والخداع .


                يتبع في الجزء القادم انشاالله تعالى

                تعليق


                • #9
                  الجزء السابع

                  اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم واهلك عدوهم

                  لم اكن راضيا بهذا العمل منذ البداية ؟ لادري كيف قبلت به ؟ ثم لماذا ؟ ظللت اؤانب نفسي وجلست في بوفيه الكلية وتغديت وبعد صلاة العصر خرجت ورحت امشي حتى وصلت حي ام الحمام ، شعرت بالتعب فجلست في الظل في ورشة سيارات على طريق العروبة المحاذي لام الحمام وكان التعب النفسي اكبر من الجسدي قررت ان اصارح محمد بالموضوع واطلب منه السماح .
                  حينما ذهبت الى جامع الملك خالد ذهبت وتوضات وغسلت راسي بالماء وكنت اشعر وكاني ابقي الماء يبلل شعري لفترة اطول .صليت وجلست اقراء القران .
                  خف اضطرابي بسبب اني قررت اترك العمل مع الدكتور حزام .
                  رأيت سليمان الخراشي قادما حيث موعد الاجتماع الدوري اليوم سلمت عليه لكنه تجاهلني ولم يرد علي ، حنقت ولحقت هوانا هائج واقول ليش ماترد السلام ياقليل الحياء ؟ التفت الي فاذا يداي ترتجفان من شدة الانفعال وهي صفة لاتزال تلازمني كلما انفعلت .
                  كان وجهه جافا ولكن حينما رآني ابتسم وقسم انه لم يسمعني ولم يراني وراح يعتذر ، ثم اضاف انا ادور عليك ، ابغاك في موضوع مهم لكن مايصلح اهنا ، لازم نتقابل في استراحة الحديثي ذيك . رايح امرك بنفسي .
                  صمت ولم اكن مرتاحا له وخرجت من المسجد ولم اقابل محمد ، وكانت هذه اخر مرة رايت فيها امع الملك خالد ومن فيه قبل مايزيد عن ثمان سنوات .
                  اوصلني الليموزين الى حي الخليج وصليت المغرب هناك وجلست في المسجد بعد ان خرج المصلون .
                  بقيت لوحدي في المسجد ومعي المصحف ولم اكن اقراء منه شيئا كنت غارقا في نفسي اشعر من داخلي بكره لنفسي ثمة احساس فضيع وقوي باني لست ادميا انه شعور بالخزي والحقارة يمشي في دمي لم اشعر طوال حياتي بهذه النذالة الي احاطت بي وخيمت على راسي
                  وان مافعله لايمت للدين ولا للخلق بصلة ، انه عمل لااخلاقي حتى وان كانوا يقولون انه عمل صالح ، عصفت براسي الافكار وتذكرت كم انا عزيز وانا بين اهلي وفي قريتي وان كرامتي تشوهت بعد ان انخرطت في الانشطة الدينية مع المطاوعة .
                  ثمة هيجان عنيف بدء يدب في جسمي قمت وخرجت الى بيتي وانا حالة اضطراب وفتحت الحقيبة واخذت المسجل وضربته في الجدار بعنف ثم الحقت به الكاسيتات وضللت ادوسها حتى تكسرت ثم اخذتها ورميتها .
                  ثمة هيجان عنيف بدا يدب في جسمي قمت وخرجت الى بيتي وانا في حالة اضطراب وفتحت الحقيبة واخذت المسجل وضربته في الجدار بعنف ثم الحقت به الكاسيتات وضللت ادوسها حتى تكسرت ثم اخذتها ورميتها .
                  شعرت براحة نفسية بعد ذلك رغم اني لم انم جيدا تلك الليلة .
                  توقعت الشر من سليمان حينما سيجتمع بي عرفت انه لربما يريد التخلص مني لعله عرف ان سذاجتي تخفي وراءها روحا انتقامية منه . في الصباح شعرت ان حياتي سوف تتغير لايمكنني ان ابقى على هذه الحالة المزرية لست راضيا عما افعله ، الله لن يرضى علي والحياة لن تغفر لي سلوكي ونفسي لن تطاوعني على هذا العمل انا ابن كرام ، تربيت على الامانة والصدق ، امي تحبني وليس لها غيري فاختي مشغولة بزوجها واطفالها ، امي وثقت بي طوال عمرها ولم تتزوج بل ظلت تحلم بي اكون رجلا ولاتزال تنتظرني .
                  خرجت من البيت ورحت امشي في الطريق في حي الخليج ، مشيت طويلا وتعبت وشعرت بالعطش فانحرفت الى طرف الطريق حيث يوجد شخص يبيع " الجح" في سيارته سلمت عليه وسالت ان كان معه ماء فاعطاني وشربت وجلست قليلا عنده فمد لي قطعة حبحب واكلتها ، كانت لذيذة جدا وباردة وطعمها لم انسه الى هذا اليوم .
                  سالني عن عملي فقلت له مؤوذن لكن الراتب تاخر فقال بعفوية :يارجال كد في الحبحب ( يعني الجح او البطيخ ) ذا ترى فيه الخير . سالته كيف ؟ قال نشتري الجح من قريه السر ونجلبه للرياض ونبيعه في نفس اليوم وفيه خير . سالته عن قرية السر فقاال : اذا صملت تعال معي اوديك يمها .
                  كان هذا الاقتراح بمثابة فتح لي .وفي الحال قلت له معك ، رايح اروح معك اليوم وذهبت ولملمت ملابسي القليلة في شماغ وربطتها واعطيت ابن الامام مفتاح البيت وقلت اخبر والدك اني سأغيب ، وجئت اليه وجلست عنده حتى باع حملته ثم ركبنا قبيل غروب الشمس وتوجهنا نحو قرية السر .

                  يتبع في الجزء القادم انشاالله تعالى

                  تعليق


                  • #10
                    الجزء الثامن
                    اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم واهلك عدوهم

                    ركبت بجوار السائق في سيارته الدادسون ورميت صرتي في الصندوق وكانت الغمارة مليئة بالاوراق وصحون متناثرة وكان اهناك بالطو وشماغ وحاجات جمعتها واخذتها ووضعتها في الاسفل الا انا السائق اخذها ووضعها في الحوض . تحركت السيارة وخرجنا من الرياض كانت الشمس لاتزال صفراء اتذكر جيدا ذلك المنظر الشاحب لمدينة الرياض حينما توقف عند مطعم وسألني ماذا اريد فذهبت معه واشترينا شاورما وعصير ثم واصلنا المسير . بعد ان مشينا تذكرت اني اريد ان اهاتف اختي حتى تطمئن امي ولكني خجلت ان اطلب منه ان يتوقف كان زجاج السيارو مفتوحا وهي تمشي سريعا وصوت محركها يهدر صوتا عنيفا تحرك قلبي معه بعنف . لم التفت الى الوراء لالقي نظرة على الرياض التي لم ارها بعد ذلك اليوم ، ولم اكن اعلم بان الظروف سوف تتغير ولن اعود الى الرياض . بعد قليل ابتعدنا وعم الظلام ، وكنت اطراف الصحراء صامتة كالموت . شعرت بخدر شديد كنت متعبا لدرجة كبيرة كانت الاحاديث بيني وبين السائق قليلة ، ليس هناك شئ يقطع صوت موار السيارة سوى الراديو الذي دفعني لليقظة حينما جات اغنية المطربة فيروز . كاني لمحت السائق التفت الي يريد ان يعرف هل انا متضايق من الاغنية ام لا ، لم يقل شيئا وبقيت اسمع الاغنية . اذكر بيتا منها اشغلني وحرك خيالي تقول فيه :يوم ويومين وجمعة وشهر وشهرين تعبت في عيني الدمعةوين غايب وين ؟الحقيقة اني لاول مرة اشعر بامي بهذا الشعور القوي اراها امامي وارقب حركاتها وحديثها . صحيح اني احبها ولكني لم اكن مهتما بها بالصورة التي ترضيني . الان وفي هذه اللحظة ترات لي صورة امي وليس هناك احد غيرها ، وبدات سلسلة الذكريات تنساب على ذهني واعرف اني كذبت عليها وغررت بها فهي لاتزال تعتقد باني ادرس وتنتظر تخرجي . احسست بعبرة كبيرة تخنق صدري . انتهت الاغنية دون ان اشعر .استرخيت وانا احس بسكينة تحيط بي ، ولم يلبث هذا السكون ان تحول الى مايشبه القلق فقد بداء صراع في داخلي حول سماعي لاغنية وهي حرام . لم اكن في السابق اسمح لنفسي ولو للحظات لاسمع صوت موسيقى ، انني فيما بعد تعرفت على ادلة اباحة الاغاني وعرفت انها ليست محرمة ولامكروهة كما لقنونا ( حسب افتاءات الوهابية يوم حلال ويوم حرام مزاج الشغلة ) ولااخفي انني شعرت بغيض كبير وحنق عليهم وندمت على ماقوم به من انكار عنيف على من يستمع لاغاني كنت وانا وسط خيالي احدث نفسي بان امي تغني وهي تعشب العشب في الربيع واخوالي يفعلون ذلك واقاربي دون ان يعتقدون بانها حرام هذه الوقائع لم تكن تاخذ من عقلي أي جزئية لانه كان منصبا على ان كل ماقيل لي في الرياض من المطاوعة هو بالضرورة صحيح ونهائي .سالني السائق : كيف رايح تجلب حبحب ( البطيخ او الجح ) وانت ماعندك سيارة؟كان السؤوال مفاجئا لي ، لم افكر فيه وربما لم يفكر هوبه حينما اقترح علي ان ابيع الحبحب ، احترت انها مصيبة ، كنت اريد ان ابحث عن حل ولكني الان انا في موقف صعب .حالتي النفسية حالت بيني وبين الحل ، قلت له وقد غص صوتي : والله ياخوك مادري شسوي ؟لحظة صمت شعرت فيها بانني لا افهم من الحياة أي شئ ! ثم قلت له ممكن ارجع معك بكرة للرياض ؟ قال : طيب .هنا تفاصيل اعتقد لاتهم القارئ لكني لشئ في نفسي اود ان اقوله فاسمحوا لي بهذا الاستطراد الذي اتمنى الايبعدنا عن الموضوع .حينما رايت ان فرصة بيع الجح لم تعد لي ، احسست بشعور آسن من الغربة والضياع وشعرت بانني اريد ان ابكي اتذكر جيدا تلك التفاصيل الموجعة لحظة بلحظة . وبعد فترة لاعرف كم مقدارها وصلنا لقرية السر سمعت صوت السيارة الهزيل وهي تمشي على طريق رملي . قال نبيت اهنا والفجر نحمل السيارة ونمشي اوقف سيارته في الصحراء المظلمة وفك فراشه وعدة الشاهي . كان يضحك ويتكلم وهو يرتب الفراش في حين كنت في عالم اخر من الوسواس والقلق .جلسنا واكلنا وشربنا الشاهي وقال لي : وش رايك تحمل الجح . الحبة بنص ريال .قلت كيف ؟وشرح لي ان العمال الاجانب هم الحمالين وانهم يكسبون ، وقال انه ستعامل معي كل يوم وسويصي من يعرف من الموزعين علي . في الصباح حملت سيارته وكان يساعدني ودفع لي الثمن ثم ذهب بقيت ابحث عن احد احمل له جح لكن الجميع كانوا محجوزين من العمال . لم اذهب الى مزرعة اخرى بقيت هنا وبعد ايام صرت احمل عدة سيارات قبل طلوع الشمس فقد كان كثيرون يتعاطفون معي ولكن العمال خفضوا سعر التحميل الى ربع ريال للحبة الواحدة بعد اسبوع .لم اهتم كنت كل يوم قبل طلوع الفجر اكون قد جمعت الجح في طرف المزرعة ثم ابدا بالتحميل كان لدي نشاط عنيف كنت احمل الى اكثر من الف وخمسمئة حبة واحيانا توصل االفين وكنت اقبض الاجر واخبيها في ثيابي . استمريت على هالحال احمل الجح قبل طلوع الفجر حتى منتصف النهار ثم اذهب الى مقهى ليس ببعيد اجلس فيه واكل وانام احيانا بعد العصر اعود الى المزرعة لتجميع الجح ووضعه في ركن استعدادا لتحميلة في الصباح . كنت حينما اتعب انام في الحقل احمل الشماغ الملفوفة في ملابسي البسيطة اضعه وسادة لي .كنت اشعر براحة نفسية الجو هادئ ونظيف ورايت النجوم في الليل والقمر وشعرت بالطبيعة . لم اكن القي بالا لهذه الامور في السابق كنت مشغولا بل مقبوضا عن الحياة . لم اغضب ولم اشعر باسف حينما فقدت 500 ريال ولاادري اين اختفت كانت الاموال تتكاثر في يدي يوما بعد يوم وانا اعذب نفسي من خلال العمل الشاق . فلم اكن انام سوى ساعة او ساعتين فقط بالكثير . لربما كنت اريد ان انسى مشكلتي من خلال العمل .لكن بعد اسبوعين اوثلاثة بدات افكر في حالي .هل كل المطاوعة مثلي .؟ ام ان هذا وضع يخصني بسبب سذاجتى وبساطة حالي .وتسالت هل كل من يدخل التيار الديني يمارس الانشطة المشبوهة التي تعرفت عليها منهم ؟بالتاكيد الجواب لادري !لم اختلط بهم بعد ذلك بل ظل شعور النفور منهم يلازمني ويسيطر على مشاعري لاكثر من ثلاث سنوات فقد كنت لااطيق ان استمع لاحدهم او اجلس معه بل لايمكنني ان اسير مع السيب الذي يظهر فيه احدهم من بعيد!في اعماقي غضب لكن لااعرف لمن اوجهه استمرت معي هذه الحال الى فترة طويلة حتى وصلت الى فترة من التفهم والتعايش معهم بعد ذلك وعرفت انب عظهم ضحايا مثلي . لكن سؤوال هل هناك غيري مر بمثل حالي ؟جوابه نعم لكن هل شعروا بذلك ام لا ؟اعتقد الان ان هناك من تربى على الطواعة منذ الصغر بسبب اهله مثلا ولهذا فانه لن يلحظ أي تغير يمكن له ان يميزه اوان تلك التصرفات السريه هي طبيعية في عرف بعضهم ولكن لم تكن طبيعية معي وخصوصا في الفترة الاخيرة .لا انسى انني في بعض الليالي افزع واصرخ لوحدي ف ي الحقل .كنت حينما افرغ من تحميل الجح اجلس مماجيا نفسي عن سبب شقائي وشعرت بندم عنيف على تركي للجامعة وانني ضيعت عمري للا لشئ ..لاشئ..لاشئ..كنت انفعل وانا اضع جسمي متقلبا على ارض الحقل الرطب ،كنت اشعر بضربات قلبي المتعبة تخفق من الارض ..وف ي كل مرة ارمي بجسدي المنهك على الارض اشعر بقلبي المرتجف يخفق مع الصمت المطبق على الحقل .لقد بكيت بمرارة وبصوت عال .غضبت على امي لانها سمحت لي ان اذهب للرياض ثم تراجعت فهي مسكينة تريد مصلحتي ولاتريد اغضابي ، فانا الذي اخفيت عليها نشاطي وكذبت عليها كلما سالتني عن دراستي .ثم حنقت بشدة على خالي :لماذا لم يسأل عني ؟لماذا لم يمنعني من المطاوعة لماذا ظل صامتا وهو يعلم اني تغيرت لقد كان يكتفي بالسخرية من طريقة سلامي التي تعلمتها في الرياض .زوج اختي كان في نظري تافها واصلا لايمكن ان اتقبل منه نصيحة لهذا لم يخطر ببالي ان الومه ..كان عقلي صغير ودائرة تفكيري تحوم وتتركز حول نقطة واحدة لاراى فيها سوى خالي ، اللوم كله تجمع حول لوم خالي الذي كان يسب جهيمان امام امي لكي يسمعني ..خالي كان يستطيع ان يمنعني بقوة لانه له هيبة عندي ..لكنه لم يفعل ، بل تركني اضيع واهمل دراستي كل هذه السنوات دون ان يسال عنها لكي ينتهي بي المطاف لاكون حمال جح ذليل مرعوب يستجدي الموزعين ان يحمل لهم ويتوسل العمال ان يتركوه في حاله .ذات يوم كنت خارج من الحقل الى المقهى والشمس تصب لهبا فوق راسي احسست بانني وحيد في كل هذا العالم..كنت اجر نفسي بتثاقل ..واتذكر اني صرخت بصوت عال سمعه من كان في المقهى :خالي ..يلعن اصلك ..يا....بالطبع لم اكن اقصد من تلك الشتيمة سوى ان اخرج زفرة راتبة على كبدي اتعبتني لقد كان راسي مشوشا تخفق فيه اصوات متشابكة وحادة ..كنت راضيا بوضعي الذي انا فيه وكني كنت نادما على الذي مضى من حياتي ، وكنت اعتقد ان هناك احدا غيري مسؤول عما وصلت اليه من ضياع .زصورة امي لم تبتعد عني .زهناك حنين وشعور بالذنب تجاه امي لايزال يعمر اعماق قلبي الى هذا اليوم
                    يتبع في الجزء القادم
                    ونلتمس منكم الدعاء
                    اختكم :ام حسين

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X