آثار الاعتقاد بيوم الجزاء

[الصقر السوراوي]

إن الإيمان بيوم القيامة يقوي الإنسان على اداء الواجب،لأنه يعلم انه سوف لن يضيع أي عمل، وان الله دقيق الحساب وعادل،وهو يعلم السر والجهر. لذلك نرى الإنسان المؤمن بالمعاد يواصل أعمال الخير،ويسعى للإصلاح بكل أمل ويقين بأنه وان لم يكافئه احد في الدنيا،فان الله سبحانه سوف يجزيه الجزاء الأوفى عندما يقف بين يديه.إن الإيمان بيوم القيامة،يعطي الإنسان الأمل بالحياة الخالدة،وان الإنسان يعلم بأنه لم يُخلق فقط من اجل هذه الحياة المحدودة،بل انه عندما يموت ينتقل إلى مرحلة أخرى من الحياة هي أرحب بكثير من هذه الحياة الدنيا كما يعلم بان الحياة الدنيا هي مقدمة ضرورية لحياة الآخرة،وان حياة الآخرة الرحبة هي نتيجة أعمال الإنسان وسلوكه وأخلاقه ونفسيته في هذه الدنيا،وهي محصول البذرة التي بذرها في هذه الدنيا ومن هنا ورد (أن الدنيا مزرعة الآخرة ) ان الإنسان في مثل هذه الحاجة يضع نصب عينيه أهداف سامية وبعيدة،ولا تكون أعماله من اجل المطامع والشهوات الشخصية والنفع الذاتي والاني،فتستقيم خطواته ويندفع إلى خدمة المجتمع وتحرير الآخرين والدفاع عن حقوق الناس كل الناس،لا يريد منهم جزاءا ولا شكورا.ويزداد صفاء هذه الأعمال وطهارتها شيئا فشيئا،حتى يصل إلى المرحلة التي يصبح الإنسان فيها عاشقا للتضحيات في سبيل الآخرين، ومتلذذا في تقديم الخدمات الخالصة لهم دون ان ينتظر منهم جزاءا وشكرا لأنه يعرف بان الله تعالى سميع يسمع الأنين والشكوى ووساوس الصدور وبصير يبصر من تحت سبع ارضين.ومتيقن بان خدماته لا تضيع عند الله،وانه فضلا عما يمكن ان يحرزه من محبة وتقدير نتيجة خدماته في هذه الدنيا فانه يبغي الأجر الأعظم والثواب الاشمل في الآخرة. جعلنا الله من المؤمنين بيوم المعاد والعاملين للاخرة والمتمسكين بالعترة الطاهرة ، وفقنا الله لما ينفعنا بمحمد واله انه سميع الدعاء اللهم صل على محمد وال محمد 0 الصقر السوراوي