رحلة في بيت البتول
احسست ان قلبي يعتصر لفراقها وسمعت صوتها بين زوايا الروح فأعددت عدتي لرحلة مع عقلي وقلبي ومهجتي ننطلق بها الى بيت البتول (عليها السلام) لنتجول في ارجاء هذا البيت الطاهر ومابين جدرانه....
بدأت رحلتي بالصلاة على محمد وآل محمد والصلاة على ابنته الطاهرة لأصل من هذه الصلواة الى باب فاطمة(عليها السلام) باب الرسالة والطهارة مهبط الوحي والملائكة باباً لطالما طرقه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مستأذناً قبل الدخول وها انا اليوم اقف على هذا الباب واسمع صوت رسول الله ينادي: "انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً " اجل فأنا الان عند بيت الرسالة بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) بيتاً فيه وجوه خلق الله السموات ودحى الارض كرامة لها وكما كان حبيبي رسول الله يستأذن قبل الدخول تقدمت خطواتي بلهفة وشوق لتطرق هذا الباب... ولكن... ما بال الباب محترق؟؟؟ وما سبب هذه الاثار للضرب والركلات عليه؟؟
فإذا بالباب يتحدث الي وهو ينادي بصوت امتزج بالحزن : اللهم ألعن ظامي فاطمة ... يا محبي الزهراء ... لقد حرقني من يدعي بأنه من اصحاب الرسول اضرموا نار الحقد وركلوني عند هجومهم على بضعة النبي وقرة عينه ... وا خــجـلتـــاه من رسول الله كيف لم احمي بضعته وقد لاذت خلفي لتحفظ سترها ؟؟
عجباً أ يهجمون على بنت محمد ؟؟ أ يحرقون باب دارها؟؟
فتح الباب الطاهر وأُذن لي بالدخول لأستنشق عبير الرسالة المحمدية ولكناحبتي انتظروا... ما هذه الدماء على الاعتاب؟؟ لمن هي؟؟
نادت الاعتاب بحسرتها : وا خجلتــاه منك يا رسول الله وا خجلتــاه منكم يا احباب الزهراء .. على ارضيتي سقط جنين فاطمة فهذه الدماء هي دماء المحسن سقط فاطمة وقد مزت بدماء الزهراء التي نبعت من صدرها كما تنبع العين بعد ان اصابوها بالمسمار في صدرها وهم يعصروها ما بين الباب والحائط
ويلهم ألم يكفيهم حرق الباب بل عصروها خلفه!! أي جريمة هذه؟؟!!
وما هذه التي قد نثرت على ارضكي؟؟
هذه اقراط فاطمة قد سقطت من اذنها من شدة الضربة التي وجهها لها الرجس وهو يعصرها خلف الباب
الله اكبر... أ يتجرأ ويضرب بنت نبيه؟؟ ألم يكفيه بأنهم اسقطوها وارعبوها وعصروها؟؟
تقدمت خطواتي بالحزن والآهات لأسمع صوت البتول الطاهرة(عليها السلام) تنادي: "ادركيني يا فضة" !!!
وا عجبــــاه!!! لماذا تستغيث الزهراء بخادمتها فضة؟؟ اين امير المؤمنين عنها؟؟
عادت خطواتي المبعثرة الى الاعتاب لتسألها عن اسد الله وسيف الاسلام علي بن ابي طالب فتنهدت الاعتاب ونطقت من جديد بحسرتها لتقول لي : اخرجوه مجروراً بحمائل سيفه وهو مقيد بوصية رسول الله
أي قوم هؤلاء؟؟!!! أ يفعلوا هذا بنفس النبي؟؟ ألم يكفيهم ان تعدوا على بضعته؟؟
تقدمت خطواتي اكثر لادخل في فناء الدار وقد اصبحت انفاسي تختنق بالعبرة من هول ما سمعت ورأت وراحت عيوني تذرف الدموع مدراراً من المقل وقد تقرحت الجفون من كثرة البكاء تجولت في ارجاء هذا البيت الطاهر وانا اتعلق اكثر واكثر بجدرانه التي قد مزج بنائها بالايمان والطهارة وفي وسط الدار كانت هناك رحاً وعندها كانت اثار غريبة!! تقدمت من هذه الرحى لعلي اجد عندها الجواب عن هذا الاثر... وبالفعل اجابتني بأنها آثار جبرائيل وميكائيل واسرافيل قد ارسلهم الله الى الارض ليعينوا الزهراء فكان جبرائيل يهز مهد الحسين وميكائيل يدير لها الرحى واسرافيل يسبح عنها
سلاماً عليكِ يا أم الحسن أ تخدمكي ملائكة ربي؟؟ نعم ولما لا.. أ لستِ من يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها؟؟
وقفت خطواتي عن باب حجرة الزهراء لأزود مسمعي بصوتها وهي تتلو القرآن ما اعذبه من صوت وما اجملها من رنة شجية ملأها الخشوع لله عز وجل.... دخل في حجرتها لاجد محراباً طاهراً لطالما تساقطت دموعها عليه وهي تصلي لله وتدعوه، وبينما انا اقتبس من دعائها بدأت اسمع اصوات البكاء والنحيب فسألت الجدران فأجابتني بعبرتها هذه اصوات الحسن والحسين(عليهما السلام)هذه اصوات زينب وام كلثوم(عليهما السلام) ... فالحسن يقبل رأسها و يناديها اماه كلميني قبل ان تخرج روحي من بدني والحسين يقبل رجليها و يناديها اماه انا حبيبكي الحسين كلميني
خرجت بعقلي وقلبي ومهجتي مع نعش الستر والطهارة وهو محمول على كتف امير المؤمنين وثلة قليلة من اصحابه المخلصين ولكن هذه المرة لم استطع اكمال المسير... اجل... فقد اوصت الزهراء(عليها السلام) بأخفاء قبرها....... فودعت باب الرسالة المحمدية ومنزل العفاف والطهارة لاعود الى واقعي المؤلم _الذي لا زال يظلم حق الزهراء (عليها السلام)_ ولأنهي رحلتي بدعاء الفرج بعد ان بدأتها بالصلاة على محمد وآله
"يارب فاطمة بحق حبيبتك فاطمة اشفي صدر فاطمة بظهور الحجة"
"يارب فاطمة بحق حبيبتك فاطمة اشفي صدر فاطمة بظهور الحجة"
"يارب فاطمة بحق حبيبتك فاطمة اشفي صدر فاطمة بظهور الحجة"
منقوول
احسست ان قلبي يعتصر لفراقها وسمعت صوتها بين زوايا الروح فأعددت عدتي لرحلة مع عقلي وقلبي ومهجتي ننطلق بها الى بيت البتول (عليها السلام) لنتجول في ارجاء هذا البيت الطاهر ومابين جدرانه....
بدأت رحلتي بالصلاة على محمد وآل محمد والصلاة على ابنته الطاهرة لأصل من هذه الصلواة الى باب فاطمة(عليها السلام) باب الرسالة والطهارة مهبط الوحي والملائكة باباً لطالما طرقه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مستأذناً قبل الدخول وها انا اليوم اقف على هذا الباب واسمع صوت رسول الله ينادي: "انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً " اجل فأنا الان عند بيت الرسالة بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) بيتاً فيه وجوه خلق الله السموات ودحى الارض كرامة لها وكما كان حبيبي رسول الله يستأذن قبل الدخول تقدمت خطواتي بلهفة وشوق لتطرق هذا الباب... ولكن... ما بال الباب محترق؟؟؟ وما سبب هذه الاثار للضرب والركلات عليه؟؟
فإذا بالباب يتحدث الي وهو ينادي بصوت امتزج بالحزن : اللهم ألعن ظامي فاطمة ... يا محبي الزهراء ... لقد حرقني من يدعي بأنه من اصحاب الرسول اضرموا نار الحقد وركلوني عند هجومهم على بضعة النبي وقرة عينه ... وا خــجـلتـــاه من رسول الله كيف لم احمي بضعته وقد لاذت خلفي لتحفظ سترها ؟؟
عجباً أ يهجمون على بنت محمد ؟؟ أ يحرقون باب دارها؟؟
فتح الباب الطاهر وأُذن لي بالدخول لأستنشق عبير الرسالة المحمدية ولكناحبتي انتظروا... ما هذه الدماء على الاعتاب؟؟ لمن هي؟؟
نادت الاعتاب بحسرتها : وا خجلتــاه منك يا رسول الله وا خجلتــاه منكم يا احباب الزهراء .. على ارضيتي سقط جنين فاطمة فهذه الدماء هي دماء المحسن سقط فاطمة وقد مزت بدماء الزهراء التي نبعت من صدرها كما تنبع العين بعد ان اصابوها بالمسمار في صدرها وهم يعصروها ما بين الباب والحائط
ويلهم ألم يكفيهم حرق الباب بل عصروها خلفه!! أي جريمة هذه؟؟!!
وما هذه التي قد نثرت على ارضكي؟؟
هذه اقراط فاطمة قد سقطت من اذنها من شدة الضربة التي وجهها لها الرجس وهو يعصرها خلف الباب
الله اكبر... أ يتجرأ ويضرب بنت نبيه؟؟ ألم يكفيه بأنهم اسقطوها وارعبوها وعصروها؟؟
تقدمت خطواتي بالحزن والآهات لأسمع صوت البتول الطاهرة(عليها السلام) تنادي: "ادركيني يا فضة" !!!
وا عجبــــاه!!! لماذا تستغيث الزهراء بخادمتها فضة؟؟ اين امير المؤمنين عنها؟؟
عادت خطواتي المبعثرة الى الاعتاب لتسألها عن اسد الله وسيف الاسلام علي بن ابي طالب فتنهدت الاعتاب ونطقت من جديد بحسرتها لتقول لي : اخرجوه مجروراً بحمائل سيفه وهو مقيد بوصية رسول الله
أي قوم هؤلاء؟؟!!! أ يفعلوا هذا بنفس النبي؟؟ ألم يكفيهم ان تعدوا على بضعته؟؟
تقدمت خطواتي اكثر لادخل في فناء الدار وقد اصبحت انفاسي تختنق بالعبرة من هول ما سمعت ورأت وراحت عيوني تذرف الدموع مدراراً من المقل وقد تقرحت الجفون من كثرة البكاء تجولت في ارجاء هذا البيت الطاهر وانا اتعلق اكثر واكثر بجدرانه التي قد مزج بنائها بالايمان والطهارة وفي وسط الدار كانت هناك رحاً وعندها كانت اثار غريبة!! تقدمت من هذه الرحى لعلي اجد عندها الجواب عن هذا الاثر... وبالفعل اجابتني بأنها آثار جبرائيل وميكائيل واسرافيل قد ارسلهم الله الى الارض ليعينوا الزهراء فكان جبرائيل يهز مهد الحسين وميكائيل يدير لها الرحى واسرافيل يسبح عنها
سلاماً عليكِ يا أم الحسن أ تخدمكي ملائكة ربي؟؟ نعم ولما لا.. أ لستِ من يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها؟؟
وقفت خطواتي عن باب حجرة الزهراء لأزود مسمعي بصوتها وهي تتلو القرآن ما اعذبه من صوت وما اجملها من رنة شجية ملأها الخشوع لله عز وجل.... دخل في حجرتها لاجد محراباً طاهراً لطالما تساقطت دموعها عليه وهي تصلي لله وتدعوه، وبينما انا اقتبس من دعائها بدأت اسمع اصوات البكاء والنحيب فسألت الجدران فأجابتني بعبرتها هذه اصوات الحسن والحسين(عليهما السلام)هذه اصوات زينب وام كلثوم(عليهما السلام) ... فالحسن يقبل رأسها و يناديها اماه كلميني قبل ان تخرج روحي من بدني والحسين يقبل رجليها و يناديها اماه انا حبيبكي الحسين كلميني
خرجت بعقلي وقلبي ومهجتي مع نعش الستر والطهارة وهو محمول على كتف امير المؤمنين وثلة قليلة من اصحابه المخلصين ولكن هذه المرة لم استطع اكمال المسير... اجل... فقد اوصت الزهراء(عليها السلام) بأخفاء قبرها....... فودعت باب الرسالة المحمدية ومنزل العفاف والطهارة لاعود الى واقعي المؤلم _الذي لا زال يظلم حق الزهراء (عليها السلام)_ ولأنهي رحلتي بدعاء الفرج بعد ان بدأتها بالصلاة على محمد وآله
"يارب فاطمة بحق حبيبتك فاطمة اشفي صدر فاطمة بظهور الحجة"
"يارب فاطمة بحق حبيبتك فاطمة اشفي صدر فاطمة بظهور الحجة"
"يارب فاطمة بحق حبيبتك فاطمة اشفي صدر فاطمة بظهور الحجة"
منقوول
تعليق