إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإعلام الديني..في مواجهة التحديات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإعلام الديني..في مواجهة التحديات

    الإعلام الديني..في مواجهة التحديات










    حسين النعمة - يحيى الفتلاوي

    تحتل وسائل الإعلام مكانة متميزة في واقعنا المعاصر لما لها من تأثير على الفرد والمجتمع في عملية التنمية الثقافية، وفي التربية والتعليم، خاصةً بعد انتشار الإذاعات والقنوات الفضائية وشبكات الانترنت.

    من هنا تحتم الاهتمام بالإعلام الديني خصوصا بعد استخدامه كسلاح من قبل أعدائنا لبذر الآفات والعلل التي من شأنها تدمير مجتمعاتنا وحرفها عن مجال القيم والأخلاق الدينية الإسلامية، لذلك وجب زيادة الاهتمام بهذا الجانب ودعمه بشتى الوسائل بدءا من الكتابة والتأليف وانتهاء بعملية التوزيع والتسويق.

    ولكن الملاحظ على الإعلام الديني وخاصة في الفترات الأخيرة معاناته من الضعف وافتقاد الاهتمام به إضافة الى قلة تأثيره على المتلقين لأسباب كثيرة، ولغرض التعرف على بعض تلك الأسباب وطرح بعض الحلول والآراء الخاصة بهذا الشأن استغلت مجلة الروضة الحسينية توافد عدد من رجال الإعلام للمشاركة بمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس الذي أقامته الأمانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين لأخذ آرائهم بهذا الصدد.

    الإعلام الناجح في التنمية والتربية

    بدءا حدثنا الناقد خالد يونس عن العلاقة بين الإعلام والتنمية والتربية قائلا: إن الإعلام الناجح هو الإعلام الحر وكلما كان كذلك زادت ثقة المجتمع به وكانت رسالته في التنمية أقوى تأثيراً والعكس صحيح، وللإعلام دوره الهام في المساهمة بالتنمية الوطنية وفي تحقيق الثورة الفكرية، وذلك عن طريق جعل القارئ والمشاهد على إطلاعٍ كامل بخلفية القضايا العامة التي تواجه التنمية، والتي يمكن أن تكشف له عن أسباب اتخاذ القرارات التي تتعلق بهذه القضايا وعن مدى سلامتها. وأضاف أن: الإعلام يساهم في تكوين الرأي العام وتكوين أنماط السلوك، وآليات التكيّف التي نشاهدها باتت واضحة ولا سيما في إطار ما تشهده الأمم والشعوب من تطورات في كافة وسائل الاتصال، ومهمتنا ومهمة الاعلام الديني -خاصة -كبيرة وتتمثل في تعزيز ثقافتنا وانتمائنا ووجودنا تجاه الاعلام الذي يستهدف الأمة.

    الابتعاد عن المحلية

    الإعلامية العراقية أنعام الجزائري من هولندا انطلق الحوار معها بالسؤال عن أهم الوسائل الناجعة للنهوض بالإعلام الإسلامي؟ فقالت: إن الوسائل كثيرة، وأهمها الابتعاد عن المحلية، ومخاطبة الناس بصورة عامة والشباب بصورة خاصة، بأسلوب سلس شفاف عالمي، وكذلك استحداث أساليب تحاكي التطور الإعلامي والابتعاد عن الإعلام الموجه، لأن العالم أصبح كقرية صغيرة، فالمشاهد يمكنه متابعة عشرات الفضائيات فضلا عن تصفح الانترنت.

    فيما قالت بخصوص الآليات أو المقترحات المناسبة لردع الإعلام الذي يسعى إلى نشر ثقافات مشوهة عن الواقع العراقي خاصة: مما لا شك انه يتمثل بنقل الحقيقة وصوت المواطن والواقع الحياتي سلبياً أم إيجابياً، فالعراقيون المغتربون يواجهون هجمة من قبل العرب المسلمين على وجه الخصوص؛ لأنهم يعتبرون موافقتهم على ما حدث في العراق من متغيرات خيانة للعروبة والإسلام، وهو تصور خاطئ بني على معتقدات زائفة، لذا يجب الابتعاد عن سماع الأقاويل والشعارات التي تسعى إلى التفرقة والطائفية، هذا من جهة، والجهة الأخرى هي تنمية الإعلام وكشف الكثير من الحقائق التي لم تبصر النور والرد على القنوات العربية رداً مقنعاً شفافاً مبرهناً لدحض جميع المساعي المستقبلية لتلك الفضائيات، فالإعلام العربي عيون ساهرة لتسجيل ما يفتضح في العراق دون ما يسره ويبعث الطمأنينة والبهجة في ربوع البلد.

    الحرية من أهم سبل النهوض

    أما الكاتب والناقد صباح رحيمة فقد سألناه عن الأسباب التي أدت بالإعلام الديني إلى أن يكون دون مستوى الطموح وعن الوسائل والسبل الكفيلة بانتشاله فأجاب قائلا: إن الأسباب تتمثل بكثرة الممنوعات والمحذورات وعدم توظيف الخطاب الذي يمكن أن ينفذ فيه الخطاب الديني بغلاف الجمال والتورية واستغلال التراث الإسلامي - شكلا ومضمونا- استغلالاً مثالياً لمخاطبة العقول وفق ذوق وثقافة المجتمع بدراسة دقيقة ومدروسة وفي برامج تستطيع استقطاب المجتمع. وعن رأيه في اتخاذ الكثير من الكتاب الغربيين حرية التعبير وسيلة ً في الإساءة للآخرين، ومدى جواز رد الإساءة بالمثل، قال: لا اعتقد أننا نكون قد عبرنا على أنفسنا إذا قابلنا إساءة المسيء بنفس طريقته بل علينا أن نقدم أنفسنا من خلال تاريخنا وتراثنا وحاضرنا ونظرتنا للمستقبل واعتقد انه الرد الرادع للوصول إلى إسكات أولئك وإخراسهم لا سيما وإننا نمتلك من الحق في ذلك التاريخ والتراث والحاضر الكثير من مقومات الحجة التي لا نحتاج معها أن ننزلق إلى مستواهم. فيما أجاب عن كيفية إيصال الشعائر الحسينية إلى الغرب بقوله: إن الشعائر الحسينية تراث ثر وحصانة كبيرة للأجيال إذا ما استثمرت الاستثمار الأمثل والأرقى في تبويب منهج النهضة الحسينية الشريفة وتقديمها من خلال ذلك التبويب وتلك المنهجة، بتقديم مفردات تلك النهضة التي شاء الله تعالى أن تكون في كل مرفق من مرافق الحياة، ويمكن أن تؤثر في العقل أيما تأثير لو فصلت تفصيلا دقيقا وقدمت بشكل ممهنج من خلال برنامج حواري أو تمثيلي أو يتعامل مع المعادل الصوري لمخاطبة الوجدان والعاطفة معا كونها تجربة إنسانية فريدة وكبيرة.

    وكان السؤال الأخير الذي وجهته المجلة عن الإعلام التعبوي الميداني والفكري والإعلام الجماهيري النهضوي، وهل بإمكانه مواجهة الظلام والاستبداد؟ فأجاب قائلا: نحن بحاجة ماسة لإعلام تعبوي ميداني ولكن ضمن منهج بعد أن ورث مجتمعنا العديد من الإحباطات التي خلفت الكثير من الفوضى وثقافة مهزوزة، وكذلك الإعلام التعبوي فكريا لإشاعة ثقافة جديدة لنصل بخطابنا الى أن يكون خطابا جماهيريا أي تتبناه الجماهير في أطروحاتها وتحركاتها، وأما القوى الظلامية والاستبدادية فإنها منهزمة حتماً أمام النهضة الحسينية الشريفة والدلائل كثيرة وهي التي جعلتهم يمارسون أقذر الطرق الإعلامية والإجرامية محاولة منهم لإيقاف المد الحسيني الذي دخل إلى عوائلهم وانتشر في مجتمعاتهم، ولكن أعود وأقول من خلال الأساليب الفنية والجمالية لصياغة الرسالة ( تمثيلية – برنامج مسابقات- وثائقيات- شهادات..الخ) بخطاب هادئ رصين مشوق.

    الإعلام الديني يفتقد الكثير

    وعن مدى تأثير الإعلام الديني في الغرب، وهل ارتقى إلى المستوى العالمي حدثنا الأستاذ ( احمد الصائغ) مدير مؤسسة النور للثقافة والإعلام في السويد، فقال: إن الإعلام الديني ما زال يفتقد الكثير ونحن لا نريده أن يدخل بصيغته الدينية المعروفة لكن من الممكن أن يدخل من باب الإعلام العام ومن ثم يتخصص بالإعلام الديني وذلك من خلال إبراز الطقوس الدينية وتطويرها عبر وسائل إعلام مستقلة وحيادية. وعن آلية الرد على الهجمات التي تطال أعلام الدين بالمثل قال الصائغ: إن الرد بنفس الطريقة مناف لأخلاقنا كمسلمين أولاً وكعرب ثانياً، وكعراقيين أولاً وأخيراً، ولكن علينا أن نقدم حججا وبراهين على أن ما يراه الغرب غير صحيح عن الشخصية المحمدية والإسلامية، من خلال تطوير الشخصية الإسلامية وطرحها على أنها الصورة الإسلامية الحية وليس كما صورها الرسام الدنماركي الذي اعتمد على الشخصيات التي تفجر وتقتل، إذن يجب استخدام وسائل أخرى غير التي يتبعونها هم، تبين أن الإسلام دين يدعو للتسامح، وليس دين قتل، لكن آلية وصول الصوت الإسلامي الى الشارع الغربي أو لمن ينتقد الإسلام يجب أن تكون بخطاب إسلامي موحد بإظهار الصورة الحقيقية للإسلام والشخصية المحمدية، وليس رداً دفاعيا أو هجومياً، كما يروج في وسائل الإعلام المأجورة من قبل دول معينة.

    تعدد وسائل الإعلام مطلوب

    واختتمت مجلة الروضة الحسينية جولتها عند الإعلامي جهاد جعفر بالاستفسار منه عما هو مطلوب من اجل النهوض بالواقع الإعلامي الإسلامي فقال: إن تعدد الوسائل الإعلامية مطلوب ومهم جداً، فهناك الإعلام المتخصص والإعلام المتعدد وأغلبها موجهة، والبرامج المطلوبة للنهوض بواقع الإعلام الديني منها وجوب أن لا تكون مقتصرة على وقت محدد ومكان معين فنحن نحتاج إلى نقل الصورة بشكل صادق للعالم الإسلامي برمته فالفضائيات لها تلقي وحضور من شرائح مختلفة لمجتمعات إسلامية ومسيحية وغير ذلك في أفريقيا وأوربا وآسيا، ومن الأدوات التي يجب أن يمتلكها الإعلامي الناجح لينال الاستحسان طريقة توصيل المعلومة الصحيحة للناس بالطرق التي يراها مناسبة، ومــن المؤكد أنّ اهتمام وسائل الإعلام بأي إنسان نابع من أن لديه ما يخبر عنه الآخرين - وجهة نظر خاصة - إن كان ذلك إنجازاً علمياً أو خطةً سياسية أو انجازاً رياضياً أو قصةً إنسانية أو عملاً فنياً، لذلك فإن التثبت لوجهة النظر حـــول هـــذا الــمــوضــوع أو ذاك عبر الدلائل له تأثير كبير في النجاح الإعلامي.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X