إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مرحلة التقاعد...بين فرص استمرار العطاء و ترهّل الرعاية الحكومية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مرحلة التقاعد...بين فرص استمرار العطاء و ترهّل الرعاية الحكومية

    مرحلة التقاعد...بين فرص استمرار العطاء و ترهّل الرعاية الحكومية










    علي الجبوري - حسن هادي ناجي

    مرحلة التقاعد هي الختام الحتمي لتلك الجهود والخبرات التي قدمها ذلك الموظف لبلده وشعبه، وقد التفتت كثير من دول العالم إلى هذه المرحلة وأجرت الدراسات والبحوث العلمية الخاصة بمتطلبات واحتياجات الشخص المتقاعد من اهتمام ورعاية وذلك من باب التكريم له على ما قدمه في سني حياته المهنية الحافلة بالمشاق المختلفة من جانب، ومن جانب آخر لكي لا تتحول هذه الفئة المهمة من المجتمع إلى عبء ثقيل على عوائلهم أولا وعلى المجتمع من ناحية أخرى. وفي بلدنا الحبيب لا زالت هنالك أسئلة كثيرة تطرح حول شريحة المتقاعدين الذين أفنوا زهرة شبابهم وبذلوا ذروة طاقاتهم وقدراتهم في مختلف ميادين العمل، سواء في الدوائر الحكومية أو المؤسسات الإنتاجية، وكان لجهودهم وخبراتهم المهنية دور كبير في بناء البلد وتسييره في عجلة التقدم والازدهار، فهل حظي هؤلاء – وهم في خريف العمر- بالتفاتة من قبل المسؤولين لمراعاة حقوقهم المادية، ومن قبل المجتمع بمراعاة حقوقهم المعنوية، ليواصلوا حياتهم الطبيعية، ويبقى لوجودهم بين شرائح المجتمع أثر فاعل ومفيد.

    انطلقت مجلة (الروضة الحسينية) لتتقصى أحوال هذه الطبقة في المرحلة الراهنة من حياة العراق الجديد، ولمعرفة الآراء والأفكار الخاصة بهذه الشريحة التقت بعدد من المواطنين والخبراء لمعرفة الطرق الجيدة للتعامل مع قضية التقاعد كفكرة واستحقاق وحتى كمعضلة كما يصفها الكثيرون الآن – مع الأسف-.. المتقاعدون والعمل الجديد الحاج (حامد عودة - 65 عاماً) وهو مدرّس متقاعد حالياً، التقته المجلة في موقع عمله الجديد، حيث لم يتوانَ عن مزاولة العمل رغم كبر سنّه، وقام بالخطوة التي يخطوها اليوم معظم أصحاب البيوت الكبيرة تقريباً، حيث استفاد من الواجهة الأمامية لداره ليحولها إلى محل تجاري يبيع فيه المواد الغذائية، و بالرغم من أنه رجل كبير السن لكنّه يعدّ العمل ضرورة ملحّة للاستمرار في الحياة، وقال: عندنا في العراق، يقضي قانون التقاعد على المواطن التخلّي عن العمل في دوائر الدولة عند بلوغه سن الثالثة والستين، حتى وإن كان من ذوي الكفاءة والخبرة العلمية.

    ويضيف الحاج حامد، “أرى أن عملية التقاعد نهاية غير منصفة للموظفين، فمثلاً هنالك الكثير من المعلمين أو المدرسين تراهم في حالة نشيطة وكفاءة عالية تؤهلهم لممارسة العملية التعليمة بالرغم من أنه في السبعين من عمره ولكن قانون التقاعد يجبره على التقاعد في سن الثالثة والستين وبذلك نكون قد خسرنا ثروة علمية كانت لترفد المجتمع بعطائها وخبراتها لو لم تقصَ عن العمل”.

    خبرات المتقاعدين

    وحول أهمية دور المتقاعدين في نقل الخبرات والتجارب السابقة للجيل الجديد، ونوع المعوقات والمشكلات التي تواجهها هذه الشريحة؛ يواصل الحاج حامد حديثه، بأن “مرحلة التقاعد تترك فراغاً كبيراً لدى الفرد يضطر فيها إلى مزاولة عمل معين يحفزه على البقاء والتواصل مع الحياة وأنا على استعداد لتقديم خبراتي التدريسية للمدرسين الجدد”، ويشير، “إن مشكلة التقاعد ليست المال وحده وإنما هنالك من يحتاج إلى الرعاية الصحية أو السفر والترفيه، فضلاً عن احتمال حصول الأزمات النفسية للمتقاعد نتيجة تركه العمل والجلوس في البيت عكس ما كان عليه في مرحلة الشباب واندفاعه الأول. (خضير عباس - 68 عاماً) موظف متقاعد وليس لديه عمل يتواصل به مع أفراد المجتمع في الفترة الحالية وإنما يبقى طوال اليوم جالساً في البيت مما يتسبب له بالملل والإحباط والحديث المستمر عن المشاكل والأزمات، ويقول، “لا يمكن أن تصبح مرحلة التقاعد طريقا مسدودا في وجوهنا؛ فبعد الكفاح الطويل مع الحياة يصبح الإنسان المتقاعد عاجزاًَ عن تأدية وظيفة معينة تُبعد عنه التهميش الذي يتلقاه من أفراد المجتمع وحتى من أسرته”.

    ويضيف،“بالرغم من إني أعيش على راتب التقاعد إلا إنه ليس المشكلة الوحيدة التي تواجهني وإنما إيجاد فرصة عمل تدفعني إلى التواصل مع المجتمع هي ما أبحث عنه حالياً”.

    نقابة للمتقاعدين

    وتتساءل الحاجة (فريضة محمد-71 عاماً) وهي موظفة سابقة في عقارات الدولة عن عدم وجود نقابة ترعى حقوق المتقاعدين وتحلّ مشكلاتهم، قائلة: على سبيل المثال هنالك الكثير من النقابات اليوم مثل نقابة المعلمين ونقابة الفلاحين فلماذا لا تصبح لدينا نقابة للمتقاعدين وهذا حقّ مشروع ما دامت الجهات المسؤولة بعيدة عنا.

    وتابعت حديثها: هنالك مشكلة أخرى تتعرض لها شريحة المتقاعدين وهي ابتعاد الموظفين الجدد عن استشارتنا باعتبارنا أصحاب خبرات ولنا تجارب طويلة مع الحياة والعمل، فهم وللأسف يتعارضون مع فكرة (ابدأ من حيث انتهى الآخرون) وبذلك يصطدمون بصعوبات العمل ويكون الأذى على حساب البلد ومصالحه العليا من حيث قيادة مشاريعه بإدارات فتية تفتقر إلى الخبرة والمهنية في العمل. بالمقابل يبيّن (جليل حسن -50 عاماً)، مهندس زراعي متقاعد“بأن مرحلة التقاعد مهمة للفرد من جوانب عديدة منها أنه وصل إلى عمر يكون بصحة غير جيدة أو متقلبة فضلاً عن فسح المجال للجيل الجديد ليحلّوا محله مع إمكانية تقديم خبراته وتجاربه لهم ضمن المؤسسة التي يعمل بها أو تخصيص منظمات تسهل من عملية تواصل الكبار وذوي التجارب القديمة مع العاملين الجدد. ويقول المهندس جليل: نتيجة للظروف التي طرأت علينا في زمن النظام السابق اضطررت إلى التقاعد من عملي والتوجه إلى عمل حرّ يدر عليّ مالا أكثر يكفيني للعيش مع أبنائي برفاهية، ورغم ذلك فأنا أتمنى أن أعود لعملي السابق لما له من مميزات نفسية واجتماعية فليس المال وحده الذي نجنيه من عملنا وإنما التواصل ورفد المجتمع بالطاقات والخبرات وهو الأهم بالنسبة لي خاصة ونحن بحاجة لبناء بلدنا والارتقاء به”.

    الراتب التقاعدي

    وعن التساؤل الذي طرحناه على بعض المتقاعدين حول اختيارهم العيش على راتب التقاعد بصورة كاملة أو تفضيلهم للعيش بين الأبناء والأحفاد، يجيب (محمد خميس - 57 عاماً) وهو عسكري متقاعد ويعمل فلاحاً في الوقت الحالي، “أفضّل في هذه المرحلة من العمر العيش على راتب التقاعد مع ما أجنيه من عملي في الزراعة من دون الاعتماد على أولادي في هذا الجانب، وأعتقد أن راتب التقاعد مهم لنا للعيش مرفهين مع عوائلنا بصورة مستمرة، والحقيقة فقد عشت حياةً صعبة بعد تقاعدي في زمن النظام السابق حيث الراتب القليل الذي لا يكفي لسدّ المعيشة، أما الآن فهناك تحركات مثمرة للمسؤولين من باب زيادة الرواتب مع ما يتناسب والحاجات المعيشية.

    طلب التفاتة

    وعلى صعيد حاجة شريحة المتقاعدين إلى التفاتة الدولة والمجتمع لهم وضرورة الاعتناء بهم من قبيل إقامة احتفالات التكريم وتقديم الشهادات التقديرية لهم أو من خلال تشكيل نقابة للمتقاعدين تهتم بأمورهم وتبين دورهم وأهميتهم في الحياة؛ يؤكد المحامي (حامد عباس) على: ضرورة تعويض المتقاعدين وتقديم الرعاية لهم مقابل ما قدموه خلال سني عملهم من الطاقات والجهود التي أسهمت في بناء البلد، وعملية الاحتفاء بهم وتكريمهم أمر مهم لإعطائهم الأمل في الحياة. وقال: لابد من توفير سبل الرفاهية والراحة لهم إما من خلال زيادة راتب التقاعد وتوفير مكان يمارسون فيه هواياتهم، أو تشكيل نقابة تهتم بمشكلات المتقاعدين وتكون حلقة وصل بين المسؤولين وشرائح المجتمع الأخرى أسوة ببقية شرائح المجتمع مثل المعلمين أو المهندسين أو الصيادلة وغيرهم. هذه بعض الصور التي يعيشها المتقاعدون في العراق، والتي شكلت لديهم مطالبات بضرورة العناية بهم واستثمار قدراتهم في مجالاتهم المهنية التي كانوا يزاولونها مع مراعاة ظروفهم الحياتية الجديدة، وهي مطالبات قد تصطدم بعضها بالمطالبات الكثيرة الداعية إلى القضاء على البطالة المستشرية بين الشباب وخاصة ذوي الشهادات والكفاءات العلمية، الأمر الذي يضع على عاتق الدولة أكثر من مسؤولية تتمثل بضرورة السعي لإيجاد الحلول المناسبة لجميع المشكلات ووفق الميسر والمستطاع.




  • #2
    حينما يتقاعد الإنسان ينتقل مباشرة من اللافراغ إلى الفراغ حينها ينتقل من العمل والتزاماته ومن النهوض باكراً إلى الجلوس في المنزل ، وقد يعجب هذا الوضع البعض ولكنه لا يعجب الكثيرين فبعد شهر أو شهرين يبدأ الملل والإحساس بالفراغ الذي ينصب دوما على إثارة المشاكل في المنزل ، إضافة للوضع النفسي للمتقاعد فقد يحس بانعدام القيمة وعدم القدرة على الإنتاج وانتقاص الذات فبعد المركز الوظيفي الذي شغله والهيبة الاجتماعية التي امتلكها يشعر بأنه تجرد من ذلك تماما ، كما أن الإنقاص من الدخل حين الانتقال من راتب الوظيفة إلى معاش التقاعد له تأثيره السلبي على المتقاعد وأسرته ، وبذلك لا بد من قيام المتقاعد وأسرته وجهة عمله باستراتيجيات عديدة للتخفيف من وطأة التقاعد ولاستهلال هذه المرحلة بأوضاع مناسبة ومريحة نفسياً ومادياً.

    البييان
    نشكركم على اللتفاتة المهمة
    sigpic

    تعليق


    • #3
      نشكركم اخونة الحبيب للمتابعة

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X