لَسانٌ أحَدُّ من السيف
رَوى الإمام الحافظ السيوطي عَنْ الفضل بن سويد قال : وَفَدَ جارية بن قدامة على معاوية .
فقال له معاوية : أنت الساعي مع عليّ بن أبي طالب ، و الموقِدُ النار في شعلك تَجُوسُ قرى عربية تسفك دماءهم ؟
قال جارية : يا معاوية دَعْ عنك عليّاً ، فما أبغضنا عليّاً منذ أحببناه ، و لا غَشَشْناه منذ صحبناه .
قال : ويحك يا جارية ! ما كان أهوَنَكَ على أهلك إذ سمُّوك جارية !
قال : أنت يا معاوية كنت أهون على أهلك إذ سموك معاوية .
قال : لا أمَّ لك .
قال : أمٌ ما ولدتني ، إن قوائم السيوف التي لقيناك بها بصِِِِِِفِّبنَ في أيدينا .
قال : إنك لتهددني .
قال : إنك لم تملكنا قسرة ، و لم تفتتحنا عَنْوة ، و لكن أعطيتنا عهوداً و مواثيق ، فإن وفيت لنا وفينا ، و إن ترغب إلى غير ذلك فقد تركنا وراءنا رجالاً مِدَاداً ، و أدْرُعاً شِداداً ، و أسِنَّةً حِداداً ، فإن بسطت إلينا فِتراً من غدر ، ولفنا إليك بباع من خَتْر .
قال : معاوية : لا أكثر الله في الناس أمثالك ! [1] .
[1] تاريخ الخُلفاء : 199 ، للإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، المتوفى سنة : 911 هجرية .