مِن دلائلِ الإمامة
• وضع علماء العقيدة ثلاثة طرقٍ لاثبات الإمامة لأمير المؤمنين عليه السلام:
الطريق الأوّل ـ إبطال إمامة غيره ممّن ادُّعِيَت له، لتثبت بعد ذلك إمامة الإمام عليٍّ عليه السلام.
الطريق الثاني ـ النصوص الواردة في إمامته عليه السلام من الكتاب ( القرآن الكريم )، والسنّة النبويّة الشريفة.
الطريق الثالث ـ ظهور المُعجِز على يديه مع دعواه الإمامة.
وهذه الطُّرق فصّل فيها العلماء وأتَوا بالشواهد والدلائل الوفيرة، وطرحوا فيها بحوثاً مفصّلةً وافيةً لأهل العقل والتقوى والإنصاف. ولكن، قد يطلب البعض نصوصاً واضحة تدلّ على الإمامة بالصريح من فعلٍ وقول. والفعل مثل: تأهيل النبيّ صلّى الله عليه وآله رجلاً لأمرٍ لا يصلح ذلك الفعل إلاّ له، كأن يُعلَم من قوله صلّى الله عليه وآله أنّه لا يبلّغ عنه الأمرَ الفلاني إلاّ مَن كان صالحاً لائقاً لأن يقوم مقامه، فيبعث رجلاً للتبليغ عنه فيُعلَم بذلك أنّه هيّأ له عند الناس خلافتَه له، فيكون المخالف له رادّاً للنصّ وطاعناً فيه.
أمّأ القول، فهو ما يُفيد معنى الإمامة: إمّا بلفظها، أو ما يقاربه في المعنى: كلفظ الإمرة والإمارة وما شاكلهما، أو بلفظ الوصيّ والخليفة والوزير وشِبهه أو بلفظ الطاعة، كأن يأتي النصّ المبارك أنّ فلاناً إمامٌ بعدي أو هو أميركم وشبههما، أو هو وصيّي وخليفتي، أو طاعته طاعتي، أو هو وزيري، أو هو مِثلي، أو تمسّكوا به من بعدي، أو هو وليُّكم، أو منزلتُه منّي منزلة فلانٍ من فلان، ويشير إلى خليفة نبيّ.
وهذه الألفاظ كلّها دالّة على الإمامة، فهي نصوصٌ صريحة فيها، ومثلها: فلانٌ وارثي، فلانٌ أحقُّ بمقامي، فلانٌ أولى بي، فلانٌ المختار بعدي، فلانٌ سيّد أمّتي. وقد تُستفاد الإمامة من ألفاظٍ أخرى، كالنصوص النبويّة الشريفة التي تقول بأنّ فلاناً أحبُّكم إلى الله، فلانٌ أعلمُكم، وأقربكم إليّ، فلانٌ أشدّكم جهاداً أو أكثركم، فلانٌ لا يزال على الحق، فلانٌ خير أمّتي. فهذه العبارات تدلّ على الإمامة مع انضمام العصمة والأفضليّة والأعلميّة والأقربيّة إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهي واضحةٌ كلّ الوضوح في تعيين الإمامة في المخاطب أو الممدوح بها، وفي تشخيصه أنّه الإمام والخليفة دون غيره من الناس.
• وتلك قصّة تبليغ سورة ( براءة )، أجمَعَت عليها الأخبار والمصادر الحديثية والتاريخيّة، فقد عُزل عنه أبو بكر، فلما عاد سأل رسولَ الله: أنَزَل فيّ شيء ؟ قال صلّى الله عليه وآله: « لا، لكن لا يبلّغ عنّي إلاّ أنا أو رجلٌ منّي » ( فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 794:2، 795، 1088، 1090. تفسير الطبري 46:10، 47 ـ في ظلّ الآية الأولى من سورة التوبة ( براءة ). المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري الشافعي 51:3، تفسير ابن كثير 333:2، الدر المنثور للسيوطي 209:3 ).
• وذلك حديث الثقلَين، وقصّة الإمرة بلا أمير: فقد روى ابن أبي الحديد عن الواقدي قال: سُئل الحسن البصري عن عليٍّ عليه السلام فقال: ما أقول فيمَن جمع الخصال الأربع: إئتمامه على براءة، وما قال له ( النبيُّ ) في غَزاة تبوك ( حديث المنزلة )، فلو كان غير النبوّة شيءٌ لاستثناه، وقول النبيّ صلّى الله عليه وآله: « الثَّقَلانِ كتابُ اللهِ وعترتي »، وأنّه ( أي عليٌّ عليه السلام ) لم يُؤَمَّر عليه أميرٌ قطّ، وأُمِّرَت الأمراءُ على غيره. ( شرح نهج البلاغة 95:4، وينظر: الملل والنِّحل للشهرستاني 144:1 ).
• وتلك الأوصاف الكماليّة والجماليّة، والأوسمة الإلهيّة ـ النبويّة، تُهدى بحقٍّ واستحقاق إلى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، ويتناقلها الجميع أنّها من مختصّات عليٍّ دون غيره، فمِمّا رواه ابن أبي الحديد عن الحافظ أبي نُعَيم الأصفهاني في ( حلية الأولياء ) عن أنس بن مالكٍ في حديثٍ شريفٍ قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أوّلُ مَن يدخل عليك مِن هذا الباب إمامُ المتّقين، وسيّد المسلمين، ويعسوب الدين، وخاتم الوصيّين، وقائد الغُرّ المحجَّلين ». قال أنس: فقلت: اللهمّ اجعَلْه رجلاً من الأنصار. وكتمتُ دعوتي، فجاء عليّ، فسأل صلّى الله عليه وآله: « مَن جاء يا أنس ؟! »، فقلت: عليّ. فقام إليه مُستبشِراً فاعتنَقَه، ثمّ جعل يمسح عرقَ وجهه، فقال عليّ: يا رسول الله، لقد رأيتُ منك اليومَ تصنع بي شيئاً ما صنعتَه قبل، فقال صلّى الله عليه وآله: « وما يَمنعُني وأنت تُؤدّي عنّي، وتُسمعهم صوتي، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي ». ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 169:9، حلية الأولياء 63:1، ورواه: الحاكم النيسابوري الشافعي في المستدرك 129:3 وقال: هذا حديثٌ صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ).
• وماذا نقول فيما رواه: ابن أبي الحديد المعتزلي في ( شرح نهج البلاغة 171:1 )، وإمام الحنابلة أحمد بن حنبل في ( فضائل الصحابة 9650:2 / ح 1108 )، وابن المغازلي الشافعي في ( مناقب عليّ بن ابي طالب: 88 / ح 130 )، والشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة لذوي القربى 490:2 / ح 379 )، والطبري في ( المسترشى:630 )، والحسن بن سليمان الحليّ في ( مختصر بصائر الدرجات:116 ).. وغيرهم بألفاظ متقاربة المعنى، إذ جاء عندهم أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال:
« كنتُ أنا وعليٌّ نوراً بينَ يَدَيِ الله عزّوجلّ قبل أن يَخلق آدم عليه السلام بأربعةَ عشَرَ ألفَ عام، فلمّا خلق آدمَ قسم ذلك النور وجعَلَه جزءَين: فجزءٌ أنا وجزءٌ عليّ، ثمّ انتقلنا حتّى صِرنا في عبدالمطّلب، فكان ليَ النبوّة، ولعليٍّ الوصيّة ».
بعد هذا ـ وهو عينٌ واضحة ـ يُطلَب أثر، أو يُسعى وراء سرابٍ مُوهِ، فتُطلَب الإمامة في غير أهلها، وتُنتزَع ظلماً وتكلُّفاً من أهلها ؟! دَعُونا نُحكّمْ كتاب الله، وسُنّة رسول الله، وندخلْ محكمة الضمير والوجدان، قبل حلول الموعد الرهيب حيث تُقام محكمة العذاب في جهنّم والنيران!
• وضع علماء العقيدة ثلاثة طرقٍ لاثبات الإمامة لأمير المؤمنين عليه السلام:
الطريق الأوّل ـ إبطال إمامة غيره ممّن ادُّعِيَت له، لتثبت بعد ذلك إمامة الإمام عليٍّ عليه السلام.
الطريق الثاني ـ النصوص الواردة في إمامته عليه السلام من الكتاب ( القرآن الكريم )، والسنّة النبويّة الشريفة.
الطريق الثالث ـ ظهور المُعجِز على يديه مع دعواه الإمامة.
وهذه الطُّرق فصّل فيها العلماء وأتَوا بالشواهد والدلائل الوفيرة، وطرحوا فيها بحوثاً مفصّلةً وافيةً لأهل العقل والتقوى والإنصاف. ولكن، قد يطلب البعض نصوصاً واضحة تدلّ على الإمامة بالصريح من فعلٍ وقول. والفعل مثل: تأهيل النبيّ صلّى الله عليه وآله رجلاً لأمرٍ لا يصلح ذلك الفعل إلاّ له، كأن يُعلَم من قوله صلّى الله عليه وآله أنّه لا يبلّغ عنه الأمرَ الفلاني إلاّ مَن كان صالحاً لائقاً لأن يقوم مقامه، فيبعث رجلاً للتبليغ عنه فيُعلَم بذلك أنّه هيّأ له عند الناس خلافتَه له، فيكون المخالف له رادّاً للنصّ وطاعناً فيه.
أمّأ القول، فهو ما يُفيد معنى الإمامة: إمّا بلفظها، أو ما يقاربه في المعنى: كلفظ الإمرة والإمارة وما شاكلهما، أو بلفظ الوصيّ والخليفة والوزير وشِبهه أو بلفظ الطاعة، كأن يأتي النصّ المبارك أنّ فلاناً إمامٌ بعدي أو هو أميركم وشبههما، أو هو وصيّي وخليفتي، أو طاعته طاعتي، أو هو وزيري، أو هو مِثلي، أو تمسّكوا به من بعدي، أو هو وليُّكم، أو منزلتُه منّي منزلة فلانٍ من فلان، ويشير إلى خليفة نبيّ.
وهذه الألفاظ كلّها دالّة على الإمامة، فهي نصوصٌ صريحة فيها، ومثلها: فلانٌ وارثي، فلانٌ أحقُّ بمقامي، فلانٌ أولى بي، فلانٌ المختار بعدي، فلانٌ سيّد أمّتي. وقد تُستفاد الإمامة من ألفاظٍ أخرى، كالنصوص النبويّة الشريفة التي تقول بأنّ فلاناً أحبُّكم إلى الله، فلانٌ أعلمُكم، وأقربكم إليّ، فلانٌ أشدّكم جهاداً أو أكثركم، فلانٌ لا يزال على الحق، فلانٌ خير أمّتي. فهذه العبارات تدلّ على الإمامة مع انضمام العصمة والأفضليّة والأعلميّة والأقربيّة إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهي واضحةٌ كلّ الوضوح في تعيين الإمامة في المخاطب أو الممدوح بها، وفي تشخيصه أنّه الإمام والخليفة دون غيره من الناس.
• وتلك قصّة تبليغ سورة ( براءة )، أجمَعَت عليها الأخبار والمصادر الحديثية والتاريخيّة، فقد عُزل عنه أبو بكر، فلما عاد سأل رسولَ الله: أنَزَل فيّ شيء ؟ قال صلّى الله عليه وآله: « لا، لكن لا يبلّغ عنّي إلاّ أنا أو رجلٌ منّي » ( فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 794:2، 795، 1088، 1090. تفسير الطبري 46:10، 47 ـ في ظلّ الآية الأولى من سورة التوبة ( براءة ). المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري الشافعي 51:3، تفسير ابن كثير 333:2، الدر المنثور للسيوطي 209:3 ).
• وذلك حديث الثقلَين، وقصّة الإمرة بلا أمير: فقد روى ابن أبي الحديد عن الواقدي قال: سُئل الحسن البصري عن عليٍّ عليه السلام فقال: ما أقول فيمَن جمع الخصال الأربع: إئتمامه على براءة، وما قال له ( النبيُّ ) في غَزاة تبوك ( حديث المنزلة )، فلو كان غير النبوّة شيءٌ لاستثناه، وقول النبيّ صلّى الله عليه وآله: « الثَّقَلانِ كتابُ اللهِ وعترتي »، وأنّه ( أي عليٌّ عليه السلام ) لم يُؤَمَّر عليه أميرٌ قطّ، وأُمِّرَت الأمراءُ على غيره. ( شرح نهج البلاغة 95:4، وينظر: الملل والنِّحل للشهرستاني 144:1 ).
• وتلك الأوصاف الكماليّة والجماليّة، والأوسمة الإلهيّة ـ النبويّة، تُهدى بحقٍّ واستحقاق إلى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، ويتناقلها الجميع أنّها من مختصّات عليٍّ دون غيره، فمِمّا رواه ابن أبي الحديد عن الحافظ أبي نُعَيم الأصفهاني في ( حلية الأولياء ) عن أنس بن مالكٍ في حديثٍ شريفٍ قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أوّلُ مَن يدخل عليك مِن هذا الباب إمامُ المتّقين، وسيّد المسلمين، ويعسوب الدين، وخاتم الوصيّين، وقائد الغُرّ المحجَّلين ». قال أنس: فقلت: اللهمّ اجعَلْه رجلاً من الأنصار. وكتمتُ دعوتي، فجاء عليّ، فسأل صلّى الله عليه وآله: « مَن جاء يا أنس ؟! »، فقلت: عليّ. فقام إليه مُستبشِراً فاعتنَقَه، ثمّ جعل يمسح عرقَ وجهه، فقال عليّ: يا رسول الله، لقد رأيتُ منك اليومَ تصنع بي شيئاً ما صنعتَه قبل، فقال صلّى الله عليه وآله: « وما يَمنعُني وأنت تُؤدّي عنّي، وتُسمعهم صوتي، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي ». ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 169:9، حلية الأولياء 63:1، ورواه: الحاكم النيسابوري الشافعي في المستدرك 129:3 وقال: هذا حديثٌ صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ).
• وماذا نقول فيما رواه: ابن أبي الحديد المعتزلي في ( شرح نهج البلاغة 171:1 )، وإمام الحنابلة أحمد بن حنبل في ( فضائل الصحابة 9650:2 / ح 1108 )، وابن المغازلي الشافعي في ( مناقب عليّ بن ابي طالب: 88 / ح 130 )، والشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة لذوي القربى 490:2 / ح 379 )، والطبري في ( المسترشى:630 )، والحسن بن سليمان الحليّ في ( مختصر بصائر الدرجات:116 ).. وغيرهم بألفاظ متقاربة المعنى، إذ جاء عندهم أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال:
« كنتُ أنا وعليٌّ نوراً بينَ يَدَيِ الله عزّوجلّ قبل أن يَخلق آدم عليه السلام بأربعةَ عشَرَ ألفَ عام، فلمّا خلق آدمَ قسم ذلك النور وجعَلَه جزءَين: فجزءٌ أنا وجزءٌ عليّ، ثمّ انتقلنا حتّى صِرنا في عبدالمطّلب، فكان ليَ النبوّة، ولعليٍّ الوصيّة ».
بعد هذا ـ وهو عينٌ واضحة ـ يُطلَب أثر، أو يُسعى وراء سرابٍ مُوهِ، فتُطلَب الإمامة في غير أهلها، وتُنتزَع ظلماً وتكلُّفاً من أهلها ؟! دَعُونا نُحكّمْ كتاب الله، وسُنّة رسول الله، وندخلْ محكمة الضمير والوجدان، قبل حلول الموعد الرهيب حيث تُقام محكمة العذاب في جهنّم والنيران!
تعليق