إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السكن الزوجي وبناء المجتمع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السكن الزوجي وبناء المجتمع

    أن ( السكن) هو قانون الزوجيّة الطبيعي العام المتمثِّل في التركيب الغريزي والنفسي للمرأة والرّجل،
    إنّ هذه العلاقة الغريزيّة التي تسعى غائيّاً لحفظ النوع وتدفع بالجنس بدافع اللّذّة والمتعة، تقوم في جانبها النفسيّ والإنساني على أساس الودّ والرحمة وتوفير الطمأنينة (السكن) .
    ولهذا اعتبر القرآن الكريم المرأة قاعدة السكن، عبر الاستقرار النفسي والاجتماعي للرّجل والحياة الاجتماعية بأسرها، ذلك لانّ الاشباع النفسي من حب الجنس الأخر والغريزي الجسدي منه, ينتج عنه افراغ حالة التوتّر النفسي والعصبي, وملء الفراغ النفسي, وتصريف الطاقة الغريزية والنفسية لتحقيق مبدأ الاتزان لدى الجنسين القائم على أساس التكامل من خلال قانون الزوجيّة الكوني العام .

    وانطلاقاً من نظرية التكامل الوظيفي التي وضّحها القرآن في المجتمع، يُدرس دور المرأة في بناء المجتمع كما يُدرس دور الرّجل على حدٍّ سواء ضمن أطر الإهداف والقيم الإسلامية،
    ليست المرأة عنصراً ثانويّاً ولا وجوداً اضافيّاً على الرغم من التجربة البشرية التي تثبت أنّ دور الرّجل في بناء العلم والاقتصاد يتفوّق كثيراً على دور المرأة ، كما أنّ دورها في تكوين القاعدة النفسية لبناء الاُسرة أكبر من دور الرّجل الذي عبّر عنه القرآن بقوله : (
    وخلق منها زوجها ليسكن اليها )، فالزوج هو الذي يسكن الى الزوجة، ويستقرّ بالعيش معها،.
    ويتحدّث القرآن الكريم عن (السكن) في مواضع عديدة، ومن خلال ذلك نستطيع أن نفهم معناه الذي توفّره الزوجة لزوجها، نفهمه من خلال قوله تعالى : (
    ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة ) وقوله تعالى: (وجعل منها زوجها ليسكن إليها ).
    ونفهم قيمة (السكن) في الاجتماع عندما نعرف أنّ القرآن الكريم وصف العلاقة بين الزّوج والزّوجة بأنّها علاقة (سكن وودّ ورحمة) .
    وإذن فلنقرأ كلمة (سكن) في مواضع عدّة من القرآن الكريم، لنعرف دلالتها الاجتماعية والاُسريّة، قال تعالى : (
    جعل لكم اللّيل سكناً ) أي يسكن فيه النّاس سكون الرّاحة . وقال تعالى : (صلِّ عليهم انّ صلاتك سكن لهم ) أي إنّ دعواتك يسكنون اليها، وتطمئن قلوبهم بها، والسكينة فعيلة من السكون، يعني السكون الذي هو وقار، لا الذي هو فقد الحركة .
    (
    هو الّذي أنزل السّكينة في قلوب المؤمنين )، أوجد الثبات والاطمئنان .
    وأوضح اللّغويّون معنى (السكن) بقولهم : «... وسكن الريح : هدأت. وسكن النّفس بعد الاضطراب : هدأت. وسكن النفس اليه : استأنس به، واستراح اليه... والسّكن : المسكن، وكل ما سكنت اليه، واستأنست به، والزّوجة والنّار والرحمة والبركة والقوت» .
    «السكينة : الطمأنينة والاستقرار والرّزانة والوقار».
    وهكذا نفهم معنى(السكن)الذي توفِّره الزّوجة لزوجها وأسرتها،وهو:الرّاحة والاستقرار والاستئناس والرّحمة والبركة والوقار،كما نفهم سر اختيار القرآن الكريم لهذه الكلمة الجامعة لمعان عديدة .
    ولقد أثبتت الدراسات العلمية أثر الوضع النفسي والعصبي للانسان على مجمل نشاطه في الحياة، فمن الثابت علميّاً أنّ المسؤولية الاجتماعية، أي مسؤولية العمل والانتاج المادي –التي يشترك بها الرجل والمرأه - تتأثّر بشكل مباشر بأوضاعهم النفسية، فالرّجل الذي يعيش في وسط المشاكل العائلية والتوتّر النفسي والعصبي ينخفض إنتاجه المادي، كما يتأثر إقباله على العمل والابداع في أعماله الخدمية أيضاً، وتزداد مشاكله في علاقاته مع رفاقه في المعمل والمرتبطين به، وبذا تساهم طبيعة العلاقات الزوجية بين الرّجل والمرأة في مستوى الانتاج والتنمية بانعكاس آثارها النفسية والعصبية على طاقة الإنسان ونشاطه اليومي وعلاقته بالانتاج والعاملين معه .
    وليس هذا فحسب، بل وتساهم الأم في تطوير المجتمع وبنائه فكريّاً وماديّاً وأخلاقيّاً من خلال تربية الأبناء وتوجيههم، فالطفل الذي ينشأ بعيداً عن القلق والتوتّر والمشاكل العائلية ينشأ سويّ الشخصية ايجابيّاً في علاقاته وتعامله مع الآخرين وعطائه الاجتماعي، بخلاف الطفل الذي ينشأ في بيئة عائلية تضجّ بالمشاكل والنزاعات والتعامل السيّئ مع الطّفل، فانّه ينشأ عنصراً مشاكساً، وعدوانيّاً في سلوكه وعلاقاته، لذا فإنّ معظم حالات الأجرام والتخريب في المجتمع سببها التربية المنحطّة .
    والطّفل الذي يُنشّأ على حبّ العمل، والحفاظ على الوقت، ويواصل تحصيله الدراسيّ وينمي مؤهّلاته الخلاّقة، يكون عنصراً منتجاً من خلال ما يحصل عليه من خبرات واختصاص علمي وعملي. بخلاف الطّفل الاتِّكاليّ الكسول الذي لا يحرص أبواه على توجيهه نحو العمل والإنتاج، فانّه يتحوّل الى عالة على الآخرين، وتتسبّب الأعداد الهائلة من تلك العناصر في تخلّف الإنتاج وركود الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية .
    وهكذا تترابط حلقات البناء بين التربية والتنمية والإنتاج والأخلاق واستقرار المجتمع، ويبرز دور المرأة في البناء الاجتماعي في هذه المجالات كلّها .
    sigpic

  • #2
    موضوغ فى غاية الاهميه
    يعطيك العافيه ... بتوفيق
    [/URL][/IMG]

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      الاخت الفاضله وردة المدينه...السلام عليكم
      اشكر لكِ مروركِ الكريم....وفقكِ الله وحفظكِ
      sigpic

      تعليق


      • #4
        شكرا أخي الكريم على الموضوع القيم بارك الله بك .تقبل مروري المتواضع في موضوعك المميز

        تعليق


        • #5
          اللهم صل على محمد وآل محمد
          الاخت الفاضله هدى الكرعاوي...السلام عليكم
          مرور كريم وأطلاله جميله منكِ على الموضوع أشكركِ عليه...وفقكِ الله ورعاكِ
          sigpic

          تعليق


          • #6
            الاخ الفاضل احمد الخياط
            كلامك صحيح %100

            راق لي كثيرآ
            موضوع اكثر من رائع
            وبحث مهم جدا جدا
            وطرح راقي بوركت يمينك
            تقبل مروري
            تحياتي


            تعليق


            • #7
              اللهم صل على محمد وآل محمد
              أختنا الفاضله سهاد...السلام عليكم
              اشكر لك جميل المرور...لكِ مني خالص التحيات...سلمكِ الله ورعاكِ
              sigpic

              تعليق


              • #8
                اللهم صل على محمد وال محمد ... موضوع في غاية الاهمية

                تعليق


                • #9
                  احسنتم كثيرا

                  تعليق


                  • #10
                    اللهم صل على محمد وآل محمد
                    الاخ الكريم قنبر...السلام عليكم
                    اشكر لك مرورك الكريم...احسن الله اليك ووفقك لكل خير
                    sigpic

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X