بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
كثر الكلام في أحقية ومشروعية ذكر علي ابن أبي طالب عليه السلام في الأذان متشهدٌ به بأنه ولي الله قد اتفق علماء الشيعة الإمامية على جواز الشهادة الثالثة في الأذان .
ولكن ذهب بعضهم إلى إنها جزء مستحب من أجزاء الأذان كما هو الحال في القنوت بالنسبة إلى الصلاة .
وذهب أكثر علماءنا إلى إنها مستحبة لا بقصد الجزئية ـ أي ليست جزء ولا فصلا من فصول الأذان ـ مستفيدين الاستحباب من بعض العمومات والاطلاقات في الروايات المؤكّدة على المقارنة بين اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) واسم الإمام عليّ (عليه السلام ) ، كما هو الحال في الصلاة على محمد وآل محمد بعد الشهادة الثانية .
ومن تلك العمومات والاطلاقات :
1- روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام ) انه قال : ( فإذا قال أحدكم لا اله إلاّ الله محمداً رسول الله ، فليقل : علي أمير المؤمنين ) .(الاحتجاج : 158) .
والحديث لم يتقيد بزمان ولا مكان ولا في فعل خاص فهو عام يشمل الأذان وغيره .
مضافا إلى هذه الرواية نجد في روايات أهل السنة ما يدعم مفاد هذه الرواية .
2- عن أبي الحمراء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : (لمّا اسري بي إلى السماء إذا على العرش مكتوب لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله أيّدته بعلي) .(الشافي / القاضي عياض : 138 ، المناقب / ابن المغازلي : 39 ، الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشّرة : 2 / 227 ، درر السمطين : 120 ، الدر المنثور / السيوطي : 4 / 153 ، الخصائص الكبرى / السيوطي : 1 / 7) .
3- عن ابن مسعود عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : (أتاني ملك فقال : يا محمّد واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا . قلت : على ما بعثوا ؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب) . (معرفة علوم الحديث / الحاكم النيسابوري : 96) .
4- عن حذيفة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( لو علم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله ، سمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد ، قال الله تعالى : وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربّكم ـ قالت الملائكة ـ بلى فقال : أنا ربّكم محمد نبيّكم علي أميركم ). (فردوس الأخبار / الديلمي : 3 / 399) .
5 - رواية يرويها السيد نعمة الله الجزائري عن شيخه المجلسي مرفوعاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : (يا علي إني طلبت من الله ان يذكرك في كل مورد يذكرني فأجابني واستجاب لي) .
ففي كل مورد يذكر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم ) يذكر علي معه والأذان من جملة الموارد .
ومن شواهدها من كتب السنّة قوله (صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي عليه السلام : (ما سئلت ربّي شيئا في صلاتي إلاّ أعطاني وما سألت لنفسي شيئا إلاّ سألت لك) . (مجمع الزوائد : 9 / 110 ، كنز العمّال : 13 / 113 ، الرياض النضرة : 2 / 213 ).
والخلاصة : ان الشهادة لعلي (ع) بالولاية في الأذان ـ عند أكثر علماءنا ـ مكمّلة للشهادة الثانية بالرسالة ومستحبة في نفسها وان لم تكن جزء من الاذان، كما أشار إلى هذا سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني في كتابه (منهاج الصالحين : 1 / 191) .
ونلفت انتباهكم إلى أن ما قد يفهم من ظاهر كلمات بعض الأعلام من منعها في الأذان، فهو وقوعها على نحو الجزئية لا على نحو أنها مستحبة في نفسها .
جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام )
ودمتم سالمين ولا تنسوني ووالدي من الدعاء
تعليق