إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زينب صوت الحق... و نداء الثوره

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زينب صوت الحق... و نداء الثوره

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    زينب صوت الحق... و نداء الثوره


    زينب التي يعجز البيان عن ذكر بطولاتها، و يكل اللسان عن احصاء محاورها و ينحسر القلم اجلالالعظمتها... زينب التي ارهبت الطغاة بصلابة موقفها، و ادهشت العقول برباطة جاشها، و عجبت الجبال الراسيات لقوة صبرها... زينب التي خلد ذكرها مع ذكر اخيها الامام الحسين، فاضحت للنساء منهجا و للاباة معلما و للتاريخ فرقدا. نعم انها سليلة النبوة و بقية الصفوة و قرة عين الرسول و مهجة قلب البتول التى ولدت فى معقل العصمة و التقى، و تربت في مهبط الوحي و الهدى، و تغذت بلبان الايمان و نشات فى حجر الاسلام و ورثت‏شرائف الصفات و فضائل الاخلاق من اصلها العظيم و كل محتد كريم، و كيف لا و ان جدها المصطفى سيد الانبياء و المرسيلين و اباها المرتضى سيد الاوصياء و المتقين و امها فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين و اخويها السبطين الحسن و الحسين، فراحت تسطر ملاحم الفخر العلوي بشجاعة ابيها، و تفرغ الحكمة ببلاغة امها و تواجه ضروب المحن و الابتلاءات بحلم اخيها الحسن‏«عليه‏السلام‏». و تثبت امام جليل المصائب بصبر اخيها الحسين‏«عليه‏السلام‏» حتى استطاعت ان تقوم باعظم دور تاريخى فى مواجهة الظالمين و تقريع الامة حين تتخاذل عن نصرة دينها، و نشرت اصداء الثورة الحسينية و بلغت رسالة دم سيد الشهداء و الدماء التي اريقت ظلما على رمضاء كربلاء. شاءالله ان يراهن سبايا لكل ثورة لابد من توفر جانبين حتى تستكمل شرائط نصرها، الجانب الاول: و هو الشهادة او الدم و الجانب الثاني: نشر رسالة الدم، و لما راى الامام الحسين‏«عليه‏السلام‏» الوضع الماساوي الذي اخذت تعيشه الامة انذاك حيث انقلبت الموازين الاسلاميه و تغيرت المقاييس الحقه، و استولى على منبر رسول الله حكاما اظهروا الفساد و عطلوا الاحكام و استحلوا المحارم و اماتوا السنه و اظهروا البدعة، و اهلكوا الحرث و النسل و ساروا بعبادالله ظلما و عدوانا، لم يستطع سبط النبي‏«صلى الله عليه وآله‏» ان يرى دين جده رسول الله‏«صلى الله عليه وآله‏» بهذه الحالة، فانتهض ثائرا، و اعلن رفضه البيعة ليزيد الفسروق و الفجور و راى نفسه مسؤولا اكثر من غيره لتغيير هذا الوضع المتردى، فصرح في اكثر من مناسبه مشيرا الى ذلك (الا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه فليرغب المؤمن فى لقاء ربه فحقا اني لا ارى الموت الاسعادة و الحياة مع الظالمين الا برما) و قال ايضا: (الا ان هؤلاء قد اظهروا طاعة الشيطان و تركوا طاعة الرحمان و اتخذوا مال الله دولا و عبادالله خولا، و انا احق من غير) و استمر معلنا الرفض للواقع الاموي و لقيادة يزيد الطاغيه للامه الاسلامية، و بين هويته الكافره و عدم استحقاقه لتولى زمام الحكم و قيادة المسلمين فقال‏«عليه‏السلام‏» (انا اهل بيت النبوة، بنا فتح الله، و بنا يختم، و يزيد شارب الخمور، و راكب الفجور، و قاتل النفس المحترمة و مثلى لا يبايع مثله) ثم انه وضع المسلمين امام وظيفتهم الاسلامية الحقيقية في ضرورة تغيير الحاكم الجائر و اقامة شرع‏الله و حدوده فقال‏«عليه‏السلام‏» (ايها الناس انى سمعت رسول الله‏«صلى الله عليه وآله‏» يقول: من راى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله، ناكثا بيعته يعمل فى عباد الله بالاثم و العدوان فلم يغير عليه بفعل اوقول، كان حقا على الله ان يدخله مدخله). فلما لم يعد ينفع النصح و الارشاد مع المجتمع الذى امات الدرهم و الدينار و السيف و الحديد وجدانه الاسلامى و قيمه الثورية، راى ريحانة المصطفى ان يكسر حاجز المادة العمياء و ارهاب الحديد و النار و ان يحيى الضمائر الميتة و القلوب الضعيفه المتلونه بهزة عنيفة و ثورة عارمة ليس منطقها الوعظ و النصيحة و انما منطقها الشهادة و الدم، لذا فانه صمم على مجابهة القوم و اعلن ذلك مرارا لمن كان يعترضه من الاصحاب و الاقرباء و يمنعه من الخروج الى كربلاء فيقول‏«عليه‏السلام‏»: شاءالله ان يراني قتيلا. وبما ان سفر الامام الحسين‏«عليه‏السلام‏» كان محفوفا بالمخاطر، فقد ناشده شيوخ بني هاشم ان لا يصطحب معه النساء و الصبيان. فهذا محمدبن الحنفية اخو الامام الحسين طلب من اخيه ان لا يخرج الى كربلاء، فاخبره الامام الحسين بعزمه قائلا: اتاني رسول الله(فى المنام) و قال لي: يا حسين اخرج فان الله شاء ان يراك قتيلا. عندها تسائل محمدبن الحنفيه فما معنى حمل هؤلاء النسوة و الاطفال و انت‏خارج على مثل هذا الحال. فكان جواب الامام على تساؤل هؤلاء المشفقين على مستقبل نسائه و عائلته اشد اثارة و غرابة حيث قال‏«عليه‏السلام‏» قد شاءالله ان يراهن سبايا. (1) لانه سلام‏الله عليه كان يرى في حمله للنساء امتداد ثورته و نشر اصداء رسالته و خاصة في اخته الحوراء زينب‏«عليهاالسلام‏» التي حملت لواء الثورة بعد مقتل اخيها الحسين و حققت ما اراده اخوها الحسين لهذا نراها كانت ترد على كل من كان يناشد الحسين بان لا يحمل معه النساء و الاطفال و تقف امام كل من يريد ان يفصل بينها و بين مواكبة النهضة الحسينية. يروي الشيخ النقدي فى كتابه "زينب الكبرى": ان السيدة زينب اعترضت على نصيحة ابن عباس للامام بان لا يحمل معه النساء: فسمع ابن عباس بكاءا من ورائه و قائلة تقول: يابن عباس تشير على شيخنا و سيدنا ان يخلفنا هاهنا و يمضي وحده؟ لا و الله بل نحيا معه و نموت معه و هل ابقى الزمان لنا غيره؟ فالتفت ابن عباس و اذا المتكلمة هي زينب. (2) من هنا فان الامام الحسين راى ان الشق الاول من ثورته مرهون بدمه و دماء الصفوة من ولده و اهل بيته و اصحابه، و ان الشق الثاني من الثورة مرهون بسبي النساء و ما يستتبع ذلك من نشر رسالة دماء اولئك الشهداء الذين تضرجوا بدمائهم فداءا للعقيدة و اعلاءا لكلمة الحق، و سوف نرى فيما يلي من البحث كيف استطاعت عقيلة بني هاشم و الحرائر من بيت الرسالة و الطهارة ان يزيحوا ستار التضليل و الخداع و يكشفوا هوية الطاغية يزيد و اعوانه الظلمة و الجريمة النكراء التي ارتكبها بحق اهل بيت التقى و الطهارة. الاختيار الصائب لم يكن اختيار الامام الحسين لاخته زينب لان تكون شريكة ثورته و القائده لها بعده قد جاء من قبيل المصادفه او انه كان و ليد ساعته، بل ان الامام الحسين كان يرى فى الحوراء زينب القدرات و الكفاءات الكاملة التي تستطيع ان تؤدي بها هذا الدور العظيم الذى انيط بها و هذه المسؤوليه الثقيلة التي ضعف عن ادائها كبار الرجال. و قد كانت للاحداث الكبيرة و المحن الشديدة التي مرت بها السيده زينب و منذ نعومة اظفارها الاثر الكبير في تهيئتها و صناعة شخصيتها للدور الكبير الذي ينتظرها، فلم يكن البيت الذى نشات فيه هذه الوليده يطبق جفن على ماساة الا وداهمته الايام بماساة اخرى و سهام قاضية اخرى فمنذ صغرها عاشت هموم الرسالة فى مهبط الوحي و مع جدها المصطفى حتى حلت اول و مصيبته بها و باهل بيتها في فقدهم السيد المرسلين فشاركت امها احزانهاو المآسي و الحوادث المؤلمة التي قاستها، و ما اورث ذلك من الم اوجع قلب زينب الصغير الذى ما قدر له ان يهنا بحنان الامومة لاكثر من خمس سنوات، حيث ودعت امها الودود(الزهراء البتول) الدنيا و بين اضلعها اكثر من مصيبه و مصيبة القت‏بثقلها على البيت العلوي، و رحلت الام شهيدة مضطهدة مقهورة و تركت زينب و هي صبية في اوائل سني حياتها ممازاد في مسؤولية زينب و صقل شخصيتها على حداثة سنها. فبالامس وعدت امها و اليوم تعيش ثقل المصائب و الفتن التي تورادت على ابيها و هو الفارس المقدام الذى شهدت له ساحات الوغى ولكنه صبر و صبر حرصا منه على بيضه الاسلام، فورثت ذلك الصبر الذي كان افضل ذخيرة لها في قابل زمانها. و رافقت اباها يا محنته بعد استلامه للحكم و فتن الناكثين و القاسطين و المارقين و التي ما انتهت الا باخماد شمس الولاية و الامامه حيث‏خضبوا اباها بدمه صريعا في محراب صلاته، و كان لهذا الامر وقع كبير على نفس زينب التي تقف معها الاقدار عند هذا الحد حتى رات كبد اخيها الحسن مقطعا امامها، فما تدري على اي مصيبته تصبر و ايها تنسى و ايها تتذكر. ولكن كل ذلك كان يمحصها و يزيد في صلابتها و يعطيها البصيرة و الثبات. ولم يمض زمنا على بنت علي حتى انتهض اخوها سيدالاحرار رافضا طاغية زمانه معلنا الثورة ضده و لم تكن عقيلة بيت الوحي بالتي تخفى عليها الامور او تلتبس عليها لوابس الزمان بل كانت تعيش في ساحة الصراع و على علم بالاحداث التي تجري حولها و كانت تعلم ما يريد اخوها الحسين‏«عليه‏السلام‏» من وراء قيامه، لهذا فانها ناصرته و ايدته و اختارت الخروج معه و تركت زوجها و ديارها و قررت الذهاب الى هذه الرحلة الشاقة التي كانت من اجل الحق و اقامه قواعده و ارساء مبادئه. قبيل الرحيل بعد ان استاذنت زينب‏«عليه‏السلام‏» زوجها عبدالله بن جعفر في الخروج مع اخيها الحسين‏«عليه‏السلام‏» الى العراق، وبقي امر آخر اخذ يتلجلج في صدرها و هي لا تريد ان تبثه لزوجها بل تريد ان يبادرها هو به و هي تعلم قبلا مدى منزلة الامام الحسين فى قلب زوجها و كيف انه كان يتمنى ان يكون برفقة الحسين فى ثورته لولا مرضه الذى انكفا بسببه عن السفر و بقيت زينب تتنظر الاشارة من زوجها، و علم الزوج ما يجول في خاطر زوجته، فقال لها: و هل تقبلين ان يكون ولدانا محمد و عون في ركاب خالهما؟ (3) فاستبشرة بنت‏المكارم بهذا الامر الذى سيزيدها فخرا الى فخر و ان كان هو امرا صعبا على كل ام ففيه فراق الاكباد و قتل المهج، ولكن هل ترضى سليلة المختارات تقدم الامهات اولادهن قرابين في عرس الشهادة و هي لا تنال ذلك الشرف و الوسام الكبير و لا تواسيهن في عزائهن؟ و هي السباقة الى الفضائل و المكرمات. فخرجت الى كربلاء برفقة ولديها اللذين برا بوالديهما و استشهدا في ملحمة الطف و الاباء. سيدة الموقف كانت زينب مثال المراة الواعية و المتواجدة في ساحات العمل و مواقع المسؤولية و العالمة بما يجري حولها من احداث و مستجدات، فلم يكن يخفى على زينب طبيعة الانطلاقة الثورية التى هاجر لاجلها اخوها الحسين من المدينة الى مكة و من ثم الى كربلاء و لم تكن بعيدة عن المضايقات الشديدة و المؤامرات الخبيثة التى كان يقوم بها ازلام بنى اميه لصد الحسين عن ثورته و محاولتهم لاطفاء جذوتها و قتلها في مهدها الاول في مكة و قبل توجه القافلة الى كربلاء، و فى هذا كله كانت زينب تراقب الاحداث عن كثب و تسمع الاخبار التى كانت تنبئى عن انقلاب الناس عن اخيها و خذلا نهم لسغيره (مسلم بن عقيل) وترى تصميم اخيها الحسين على مواجهة الموقف رغم تحول شيعته عن بيعتهم له و دخولهم فى طاعة ابن‏زياد الذى مافتايستخدم معهم الترغيب و الترهيب حتى انقاد له البعض تحت‏بريق‏المادة والطمع،ورفض الاخرون فاصبحوا طعمة للقتل و السجن و التعذيب. و رغم كل هذا كانت زينب سيدة الموقف فى الركب الهاشمى، فكانت لاتفتا تشحذ العزائم و تحرك الهمم و تحرض الناس على نصرة دين الله و مبادى‏ء ثورة اخيها الحسين حتى انتهى الركب الى ارض كربلاء و سمعت اخاها يقول:ها هنا محط رحالنا و سفك دمائنا و محل قبورنا، بهذا حدثنى جدي رسول الله‏«صلى الله عليه وآله‏» فعرفت من ذلك الصبح القاتم الذى كان ينتظر هذه الصفوه الطاهرة، و الموقف الكبير الذى كانت‏ينتظرها هى، حتى كانت ليلة العاشر من المحرم عام 61 ه. حيث دخلت على اخيها الحسين‏«عليه‏السلام‏»، فسمعت منه كلاما كان ينبى‏ء عن عزمه على الشهادة و لقاءالله، و عن عاشوراء الدم و التضحيات، فعرفت ان يوم الفصل قد حل، و ان مسؤوليتها العظمى قد بدت اشراطها، فاوقفها الامام الحسين على ما سيجرى عليها و على اهل بيتها و امرها بالصبر و الثبات و التحمل و قيادة الامر من بعده، فجاءت تلبيتها و قبولها لداعى الله و ربانى آياته واضحا فى يوم الملحمة فى ارض لطف. حيث كانت عينا زينب و قلبها وراء كل شهيد، و وراء كل دم ينساب بغير حق و رؤوس تقطع من غير ذنب و اضلاع تكسر تحت‏حوافر الخيول. و هي فوق ذلك كانت مسؤولة عن المحافظة على العليل الذى كان يتلظى بنار الحمى، و مسؤولة ايضا عن تهدئة النساء و اسكات الاطفال الذين قد روعتهم مناظر الدماء و عصر قلوبهم فقد الاباء، وارهقهم الجوع و العطش و شدة الموقف . و كانت تتلقى الشهداء بقلبها الكبير حتى آخر شهيد و هو الطفل الرضيع تلقته مخضبا بدمه، و اخفته عن عين امه لان الام لا تستطيع ان ترى ولدها بهذه الحالة، و قد رات آم المصائب كل اولئك الرياحين مخضبين بدمائهم و رات ولديها محمد و عون ولكنها لم تبكهما ولم تنادى عليهما يا ولداه، لانها كانت ام جميع الشهداء و دمعة كل الارامل والايتام، فلله صبرك يا زينب، فصبرك غريب عجزت عن ثقله الجبال الراسيات و بكته الملائكة فى السموات، و احترقت له القلوب و انهمرت له الدموع دما . و ربما كانت كل تلك المصائب تهون على زينب ان كان سبط المصطفى قد بقى حيا، لهذا كان الانكى لقلبها و الاشد مصابا عليها مقتل ابى عبدالله‏«عليه‏السلام‏» فقد انهك قواها و ادمى قلبها ولكنما سرعان ماتذكرت وصية اخيها الحسين فاخفت عبرتها و سكنت دمعتها و استعدت لدورها الذى بدا بعد ان خمدت انفاس الطيبين و انطفات انوار الصالحين و حملت الراية بعد الظهيره الدامية، هدا هدير الحرب و سكنت الانفاس و اغمدت السيوف و طرزت ارض كربلاء باشلاء الطاهرين و جثث الطيبين، عندما حملت المعجزة المحمدية و اللبوة الحيدرية، زينب الهدى راية الثورة و لم تدعها تسقط الى الارض بشهادة اهلها، فبادرت و فى تلك اللحظات الرهيبة التى يتلكا اللسان عن ذكرها و يتعرى البيان عن وصفها و تنهزم العزائم امامها الا عزيمة زينب الكبرى، الى احداث اول هزة نفسية فى صفوف الجيش الاموى الذى اعمته المادة واماتت ضمائره عظم الخطيئة. فكبتت‏حسراتها و كفكفت دموعها و خرجت‏بكل ثبات و رباطة جاش تقصد جسد اخيها الحسين و هي تعول و تقول: ليت السماء اطبقت على الارض و اخترقت الصفوف و انفرج لها الجيش سماطين، و وقفت‏بجانب الجسد و قلبها المهول بعظم المصيبة لا يقوى على تحمل هذا الموقف الذى تزلزلت له السماوات والارضين و لكنها تسلحت‏بقوه الله و عزم علي و صبر فاطمه و نادت جدها: يا جداه يا محمد اه صلى عليك ملائكة السماء هذا حسين مرمل بالدماء، مقطع الاعضاء مسلوب العمامة و الرداء و بناتك سبايا فالى الله المشتكى . ثم تقدمت نحو الجسد الذي كان جثة بلا راس، و خضبت جبهتها بدمه الشريف و وضعت‏يدها تحت كتفه و رفعته قليلا الى السماء ثم قالت: اللهم تقبل منا هذا القربان" و عادت ادراجها صوب الخيام. كلمة قصيرة احدثت انقلابا عظيما، فقد توقع اولئك الاجلاف القساة انهم يستطيعون ان يركعوا آل محمد وان يطفئوا نورهم، ولكنهم نسوا ان وراء هذ الامر وريثة الحق و قائدة البيان و الصبر، زينب التي سوف تلقن الدنيا و تلقن كل ظالم درس الاباء و الكرامة و معنى التضحيه و الشهادة. ثم انها بهذه الكلمة كشفت الحقيقة اللامعة لاستشهاد. ابي الابرار و سيدالشهداء و هى فداء نفسه للعقيده و تقديم دمه و دم الطاهرين من اهله قربانا للحق و اقامة دين الاسلام . فعرفت‏بذلك حقيقة كل معسكر و هويته، معسكر يزيد الذى باع آخرته بدنياه و اجتمع لقتل آل رسول الله، و معسكر الطهر و الايمان الذى رفض كل شى‏ء من اجل الله. و لله در الشاعر الخطيب السيد حسن بن السيد عباس البغدادى حين قال: يا قلب زينب ما لا قيت من محن فيك الرزايا و كل الصبر قد جمعا لو كان ما فيك من صبر و من محن فى قلب اقوى جبال الارض لا نصدعا يكفيك صبرا قلوب لناس كلهم تفطرت للذى لاقيته جزعا و قد حسب اولئك الظالمون انهم سوف يرون على زينب آثار الانكسار، او انها عندماترى اخاها على هذه الحالة سوف تمزق ثيابها و تلطم وجهها و تبكي و تنوح شانها شان كل امراة كل‏امراة ثكلى ، ولكنهم اصطدموا حينما راوا ثبات موقفها و رباطة جاشها، حيث اذهبت نشوة النصر من رؤوسهم، و اشعرتهم بوخز الضمير و عذاب الوجدان. و بذلك ابتدات زينب الكبرى مرحلة جديدة فى الجهاد، و هو الجهاد بالكلمة، و كانت قولتها تلك بجانب الجسد (اللهم تقبل منا هذا القربان) فاتحة لعهد جديد فى الثورة و فاتحة لاقوى سلاح اعلامى سوف يبدد احلام الطغاة و يهز اركان عروشهم. و تمزق قناع التضليل اصعب ليلة مرت على عقائل بيت النبوة كانت ليلة الحادى عشر من المحرم، حيث اطفئت القناديل، و ضرج الابطال بدمائهم و فرق بين رؤوسهم وابدانهم، و لم تبق سوى بقية خيام محترقة و ايتام وارامل تكلى ودموع عبرى و صدور حرى ولم تنس زينب رغم ثقل المصاب و فداحته علاقتها مع ربها و هى العابدة المتهجدة و لم تترك صلاتها فى ذلك الليل الموحش و رنين صوت اخيها و حبيبها الحسين فى اذنيها و هو يودعها فى آخر ساعات حياته و يوصيها: اخية لا تنسينى فى نافلة الليل (4) (و كيف تنساك يابن‏الطيبين و قد رات شيبك الخضيب وجسدك السليب، و انت مرمل بالدماء) يروي الامام زين العابدين‏«عليه‏السلام‏»: انها ما تركت صلاتها(صلاة الليل) فى تلك الليلة الا ان رجليها لم تقويا على حملها، فصلتها من جلوس و ناجت ربها بقلب خاشع. و لم تترك زينب صلاتها المستحبة هذه حتى فى ايام السبى و فى طريق الشام فقد قال الامام السجاد ايضاان عمتي‏زينب مع تلك المصائب و المحن النازلة بها فى طريقها الى الشام ما تركت نوافلها الليليه) و اسفر صبح الحادى عشر كئيبا و تهيا الركب الهاشمي للسبي و رفعت الرؤوس على الرماح، و مروا بالركب على ميدان المعركة و مصارع الشهداء، امعانا منهم فى ايذاء قلوب الاطفال و الارامل المحزونة بفقد احبتها و بدات سياط آل اميه تنهال على مخدرات الرسالة و ربائب الوحى و هن يرين فلذات اكبادهن موزعين على رمضاء كربلاء من غير غسل و لا تكفين; و تذكرت زينب وصية اخيها الحسين في آخر و داعه لنسائه و اهل بيته حيث قال: استعدوا للبلاء. ان الله حافظكم و حاميكم و سينجيكم من شر الاعداء و يعذب اعداءكم بانواع العذاب، و يعوضكم عن هذه البلية بانواع النعم والكرامة، فلا تشكوا و لا تقولوا بالسنتكم ما ينقص به قدركم و يحبط اجركم. فكانت تامر النساء بالصبر و تعدهن جميل الاجر و تواسيهن بمصابهن مع انها كانت مثكولة اكثر منهن، فقد فقدت زينب في يوم عاشوراء سبعة و عشرون فقط فى اهل بيتها (من اخوتها و ابناء اخوتها و ابناء عمومتها). و صلت السبايا مشارف الكوفة و طافت‏بزينب ذكريات الامس البعيد حينما دخلت الكوفة برفقة ابيها و اخوتها في ايام خلافته معززه مكرمة و هي اليوم تدخلها سبية اسيرة و لكنها حبست زفراتها و تجلدت لان الموقف يتطلب صلابة اكثر منها. اسرعت نساء الكوفة اللاتي اجتمعن لرؤية القافلة المسبية بتقديم التمر و الخبز للاطفال الذين كانت‏براءة منظرهم، و قد علاهم الجوع و التعب تهيج العواطف و تقرح القلوب. فانتفضت‏بنت على‏«عليه‏السلام‏» و رمت‏بالتمر و قالت: يا اهل الكوفة، نحن اهل البيت، لاتحل علينا الصدقات و اثارت هذه الكلمة (اهل البيت) همهمة فى الحشود التى اصطفت لرؤية السبايا التى قيل عنها انها من الترك و الديلم، و تحت‏سياط الجلادين شقت احدى النساء الكوفيات الصفوف و وصلت الى المراة المتكلمة و سالتها، و من اي الاسارى انتن؟ فاجابتها زينب و الاسى يقطع قلبها: نحن اسارى اهل البيت، و هنا ادركت هذه المراة ان هذا الصوت قد سمعته من قبل نعم انه صوت زينب بنت الخليفة اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب‏«عليه‏السلام‏». و انتشر الخبر و كان كالصاعقة على اهل الكوفه، حيث تعالى صراخ النساء بالنحيب و البكاء و الويل و الثبور. و اسرع جلاوزة ابن زياد بادخال الموكب الاسير الى مسجدالكوفة خوفا من انقلاب الامر. بعد ان كان الامر قد صدر بان يطاف به فى سكك الكوفة و ازقتها. هزيمة الباطل في قصر الامارة، جلس الطاغية ابن زياد، يتصفح الوجوه الطاهرة لعقائل بيت الوحى عله يرى فيها اثر الذل و الانكسار، ولكنه تمزق لما راى ان الامر على عكس ما كان يتوقع فقد جلست امراة عليها آثار الحشمة و الوقار و هى كاللبوة لا تابه باحد فسالها من تكون، فلم تهتم بسؤاله محتقرة كرر سؤاله ثانية و ثالثة و هى صامته، فقيل له: انها زينب ابنة علي، فانتصب غاضبا لهذا الاسم الذى ظل عليه حاقد، اذ قال لها مفتخرا الحمدلله الذى فضحكم و قتلكم و كذب احدوثتكم، فما كانت فى بطل الرساله الا ان اجابت عليه و بكل جراةالحمدلله الذى اكرمنا بنبيه محمد«صلى الله عليه وآله‏» و طهرنا من الرجس تطهيرا، انما يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر و هو غيرنا يابن زياد) ايه مراة و بسالة، و اية قدرة و بلاغة فى امراة اسيرة لا تملك اية قوة، سوى قوة الايمان الصادقة تواجه بها طاغية جائر لا تعرف الرحمة طريقا الى قلبه. فاغتاظ ابن زياد و انتفخت اوداجه و عاد مكررا سؤاله: كيف رايت صنع الله بك و باهل بيتك؟ فردت عليه بصدر منشرح بالايمان: ما رايت الا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم و سيجمع الله بينك و بينهم فتحاج و تخاصم، فانظر لمن الفلج‏يومئذ ثكلتك امك يابن مرجانه) (5) اية عظمة و منزلة قد اجتمعت لهذه الطاهرة التى فلسفت كلما راته من محسن و بلايا عجزت عن احتمالها الجبال الراسيات، بانها امرا جميلا مادام لله و فى عين الله. و اي عار قد الم بوالي الكوفة و هو يرى امراة سبية تحاججه و تخاصمه بابدع البيان واشجعه، و تبين له سوء عاقبته و لا تناديه باسمه بل تناديه بنسبه الفاضح و المنقطع عن ابيه فتقول له (يابن مرجانه)، هنا على مراى و مسمع من جلاوزته و اعوانه فاغرق في الخزي و اخذ سوطا لينهال به على السيده الحوراء فصده عن ذلك احد مرتزقته و قد حسب عدو الله انه يستطيع ان يهزم زينب، وهيهات ان يكون له ذلك فقد هزمته و كبلته و اسرته بقيود ظلمه وجوره، و حولته من امير متوج الى اسير النيران و بئس المصير. و تلافيا منه لحراجة الموقف و الهزيمة النكراء التى لحقت‏به امر باخراج السبايا الى خربة في الكوفة، ولف الخبر ارجاء الكوفه، و اجتمع الناس من كل مكان و هم يبكون و ينتحبون، ورات بنت علي ان الفرصة قد حانت لان توقظ اهل الكوفة من سباتهم و سكرتهم، و تبين لهم عظم الكارثة و الخطيئه التى توغلت ايديهم بدمائها و ذهبوا بعارها و شنارها. فاومات الى النساء ان اسكتن، فسكتن و اصغى الجميع الى خطاب سيدة البلاغة و الحكمة زينب فحمدت الله و اثنت عليه ثم قالت: اما بعد يا اهل الكوفة، يا اهل الختل والغدر، اتبكون، فلا رقات الدمعة و لاهدات الرنة. انما مثلكم كمثل التى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا، تتخذون ايمانكم دخلا بينكم، الا و هل فيكم الا الصلف النطف ويلكم يا اهل الكوفه!! اتدرون اي كبد لرسول الله فريتم؟! و اي كريمة له ابرزتم؟! و اي حرمة له انتهكتم؟! لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه و تنشق الارض و تخر الجبال هدا الخ و ما اكملت‏خطبتها حتى تركت اهل الكوفة يموجون فى خطر عظيم، و هم حيارى لايدرون ما يفعلون، حتى قال بشيربن خزيمة الاسدى كما ذكر صاحب المقتل: و الله لم ارخفرة انطق منها، كانها تفرغ عن لسان علي، و قد رايت الناس حيارى يبكون و ايديهم في افواهم وسمعت‏شيخا يبكي حتى اخضلت لحيته و هو يقول: بابي انتم و امى كهولكم خير الكهول و شبابكم خير الشباب، و نساؤكم خير النساء و نسلكم لا يبور و لا يخزى ابدا. و كان لخطابها الوقع الكبير في نفوس اهل الكوفة، فقد قرعتهم بمنطق الحق و العدل و شانت عليهم خبث‏سرائرهم و دهاء مكرهم و خساسة انفسهم و وصفتهم باحط وصف (يا اهل الختل و الغدر) و لم تابه بتماسيح دموعهم بل اشارت عليهم ان يبكوا كثيرا و يضحكوا قليلا لعظيم الجرم الذى اقترفوه و الذى لايغسل عاره ابدا، و كان لصدى هذا الخطاب الاثر الكبير في المجتمع الكوفي، فقد كسر حاجز الخوف فيهم و الذى كان يمنعهم من مواجهة ابن زياد و جلاوزته، و دثت‏بعض المناوشات الكلاميه بين بعض الصحابه الذين كانوا الى عهد قريب من المقربين الى البلاط امثال انس بن مالك و زيدبن ارقم و حاججوه بما سمعوه وراوه من رسول الله بحق الحسين الشهيد«عليه‏السلام‏» و وقف الصحابى عبدالله بن عفيف الازدي يرد عليه عندما قال فى الحسين‏«عليه‏السلام‏» و اهل بيته. فقال: يابن مرجانه الكذاب ابن الكذاب انت و ابوك و من استخلفك و ابوه، اتقتلون ابناء النبيين و تتكلمون بكلام الصديقيين و استمر يعنف ابن زياد، فما احتمل ابن زياد هذه الحدة الكلامية من الازدي فيامر بقتله ويقتل عبدالله بن عفيف الازدي. و صارت الكوفة في اضطراب شديد فخاف ابن زياد من انقلاب الامر فامر باخراج السبايا الى الشام قبل ان ياتيه الامر من يزيد. بلاغ الثورة فى الشام و توجه الركب الى الشام، و قد عين ابن زياد اشد الناس ظلما و قساوة لقيادة الركب، و قد ساروا بالاسارى في طريق شديد الوعورة، و لم يمضوا بهم في الطريق الطبيعي الذي تمر فيه القوافل خشية من انكشاف الحقيقة في هوية الشهداء و الاسرى. فساروا في طريق مجهد و شاق يقول الراوي: لقد كان مسيرة الطريق شهرا للابل ذوات الصبر و القوه و لكن الحداد الغلاظ ارهقوا قدرتها، و اوجعوا صبرها، فقطعته الابل في عشرة ايام اومادونها، و لو لا انها كانت تحمل عفافا و طهرا ليس مثله في الارض عفاف و طهر لالقت‏باحمالها حين كانت تفزعها اصوات الحداء) و لما اقتربوا من ابواب الشام راوا ان المدينة قد تزينت و اهلها يضربون بالطبول و كانهم في فرحة و عيد لا يعرفه غيرهم. و ادخل ركب الاسارى في قصر يزيد الذي جلس مزهوا و سكرة النصر قد ملات راسه، و القضيب بيده منحنيا به على ثنايا ابي عبدالله فلم تتحمل شقيقة السبطين هذا المنظر المؤلم، حتى نهضت‏يهدر صوتها بالحق في ا.رجاء البلاط الاموي فقالت: الحمدلله رب العالمين و صلى الله على رسوله و اله اجمعين صدق الله سبحانه حيث‏يقول" ثم كان عاقبة الذين اساؤوا السواى ان كذبوا بآيات الله و كانوا بها يستهزؤون". اظننت يا يزيد حيث اخذت علينا اقطار الارض و آفاق السماء فاصبحنا نساق كما تساق الاسارى، ان ابنا هوانا على الله و بك عليه كرامه!!؟ فمهلا مهلا انسيت قول الله تعالى "ولا يحسبن الذين كفروا انما نملى لهم خير لانفسهم انما نملى لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين". حجج قرآنية و سنن آلهية اوضحتها بنت الولاية و الامامة في هذا المقطع الصغير فى خطبتها حيث اشارت الى العاقبة السيئة للذين يكذبون بآيات الله و بها يستهزؤون، و تريد بذلك يزيد الكفر الذى مافتامستهزئا و مكذبا لايات الله ففضحته و هو جالس على اريكة ملكه ثم ادانت عليه جريمته لسوقه بنات الرسالة سبايا وقتله لسليل النبوه و الصفوه الامام الحسين‏«عليه‏السلام‏» فقالت ان ما بيدك من قدرة ملكت‏بها الارض و استطلت‏بها على كل شى‏ء تقتل و تامر ليس هو لمنزلتك عندالله و هواننا عنده بل هو امهال له من الله و املاء له ليزداد اثما و كفرا فيرد به الهاوية و الخزى العظيم يوم القيامة. ثم تناديه بنسبه الخامل و سوابق آبائه الكفرة الذين مادخلوا الاسلام الاعنوة و كانوا طلقاء رحمة جدها رسول الله‏«صلى الله عليه وآله‏» فتقول له يابن الطلقاء امن العدل تخديرك حرائرك و نسائك و سوقك بنات رسول الله سبايا قد تكت‏ستورهن و ابديت وجوههن... و يتصفح وجوههن القريب و البعيد... و الانكى من ذلك على يزيد و اتباعه انها اشارت الى صغر قدره عندها و تعففها عن تكليمه و ترفعها عن مواجهته، ولكن مسؤولية الدين هى التى فرضت عليها قول الحق و كشف التضليل و الخداع الذى كان يتستر به هذا الفاسق الفاجر فقالت: والله اني لا ستصغر قدرك و استعظم تقريعك و استكثر توبيخك، لكن العيون عبرى و الصدور حرى . ثم وقفت تهدده و تنبؤه بقرب زوال حكمه و ملكه الذى زلزلته بخطابها و بقاء ذكر الحسين و ملحمته البطولية خالده مدى الدهر فى ذاكرة التاريخ و في ضمير البشرية رغم ارادة الظالمين: (يا يزيد فكدكيدك واسع سعيك و ناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا و لا تميت وحينا و لا تدرك امدنا و هل رايك الا فند و ايامك الا عدد و جمعك الا بدد). (6) و بذلك استطاعت زينب ان تخرق جميع الاقنعة التى كان يستتر بها بنو امية باسم الدين و باسم القرآن، و ان تزيل ستار التضليل و التحريف و تبين ابعاد النهضة الحسينية فاذكت القلوب و اشعلت فتيل الثورة و اججت الوضع على يزيد و اتباعه حتى وقعت الفتنة في القصر حين دخول السبايا و عامة الناس الذين سخطوا عليه لجريمته الاثمة، حتى انه اخذ يلعن ابن مرجانه و عمربن سعد اللذين عجلا بقتل الحسين ليس حبا للحسين و انما خوفا من انقضاض حكمه و انقلاب الناس عليه. الى مصرع الشهداء و الى المدينة و بعد الخطاب النارى لابنة الزهرا«عليهاالسلام‏»، خشى يزيد وقوع الفتنه، فاخرج السبايا الى المدينة و الطق بهم، وفي طريق العودة عرج الركب على مصارع الطيبين في كربلاء التجديد العهد و استلهام العزم و عقد البيعة مع دماء الشهداء لمواصلة درب التضحية و الفداء. ثم عادت بطلة الحق الى مدينة جدها و لم ترقا الدمعة في عينها، و لم تهدا الحرقة في قلبها فاستقلبتهم مدينة الرسول حزينة باكية ناعية البدور المنيره و السروج المضيئه التي خفتت في ارض كرب و بلاء. و لم تهدا بنت الرسالة عن نشر رسالة الثورة و تبليغ اهداقها حيث اقامت المآتم في كل مكان و جلست للعزاء و فضحت‏بني امية بكل بيان حتى ضاق لوجودها والي بني امية في المدينة و كتب الى يزيد يقول: ان وجود زينب ابنة علي بين اهل المدينة، مهيج للخواطر، فانها فصيحة عاقلة لبيه، و قد عزمت هى و من معها على القيام بالاخذ بثار الحسين، فعرفني رايك " فكتب اليه يزيد: ان فرق بينها و بين الناس (7) .فقصدها و الي المدينة و طلب‏اليها ترك المدينة كى لا تثير الامر عليه و على اميره. فردت عليه و بكل قوة: قد علم و الله ما صار الينا قتل خيرنا و سقنا كما تساق الانعام و حملنا على اقتاب فوالله لا اخرج و ان اريقت دماؤنا" و ازداد الامر حدة بينها و بين والى المدينة و هى لاتفتا في نشر مظلومية اهل بيتها حتى اضطرت للخروج من المدينة الى الشام بعد ان ادت ما عليها و كانت لسان الثورة الناطق ورائدة الاعلام في نهضة الحسين و قائدة الثورة من بعده و لو لا صدى خطبها لما بقيت عاشوراء الدم و العطاء حية تنبض في القلوب حتى يومنا هذا فالسلام على زينب الحوراء يوم ولدت و يوم استشهدت و يوم تقوم لرب العالمين . لمصادر البحثالمراة العظيمة للشيخ حسن الصفار فى رحاب السيدة زينب للسيد محمد بحرالعلوم زينب الكبرى للشيخ جعفر النقدى

    1) زينب الكبرى للشيخ النقدى
    2) فى رحاب السيده زينب (محمد بحرالعلوم، ص 108-109
    3) ذكر ذلك السيد البيرجندى و هو مذون فى كتب السير
    4) السيدة زينب فى الوجدان الشعبى رضا حسين صبح، ص‏16 q
    5) ذكر ذلك ابن طاووس فى (مقتل الحسين) و قد رواه كل فى كتب في فقتل الحسين (خطبتها في مجلس ابن زياد و في اهل الكوفه)
    6) اللهدف لابى طاووسى
    7) زينب الكبرى، للشيخ جعفر افلنقدى، ص‏120-122
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X